حمل مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وفاة الأسير عرفات شليش شاهين جرادات 30 عاماً من سكان بلدة سعير في محافظة الخليل ، الذي توفي أمس 23/2/2013 في سجن مجدو بعد أقل من أسبوع على اعتقاله والذي كان بتاريخ 18/2/2013، الأمر الذي يؤكد أن الأسير كان في هذا الوقت في زنازين التحقيق وأنه قد توفي هناك حتى لو كان السبب السكتة القلبية كما ادعت مصلحة السجون. يذكر أن جرادات متزوج وهو أب لطفلين أكبرهم طفلته يارا وتبلغ من العمر 3 سنوات، وطفله محمد ويبلغ من العمر عامين، وزجته حامل في شهرها الرابع.
واعتبر حريات أن وفاة الأسير جرادات جاء في الوقت الذي تشهد فيه ساحات السجون حالة من الغليان بسبب اجراءات وسياسات مصلحة السجون التي تنفذ قرارات وتوجهات الحكومة الإسرائيلية الرامية لاخضاع الحركة الأسيرة وكسر ارادتها وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع داخل السجون.
كما تتزامن مع الخطر الذي يتهدد حياة الأسرى المضربين عن الطعام سامر وأيمن وطارق وجعفر عز الدين بالموت أمام اصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي قدما في جريمتها بحقهم غير آبهة بكل الإدانات والضغوطات الدولية التي تطالبها بوقف هذه الجريمة واطلاق سراح الأربعة المضربين عن الطعام قبل فوات الأوان.
وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عدم اكتراث هذه الحكومة بل امعانها في التنكيل بهم وانتهاك حقوقهم وصولا إلى قتلهم اذا تطلب الأمر حتى لا تظهر بمظهر المهزوم أمام إرادة الأسرى وتصميمهم على انتزاع حريتهم.
إن حريات وهو يجدد إدانته لكل السياسة الإسرائيلية تجاه الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال يؤكد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على نحو أكثر فاعلية لضمان انقاذ حياة المضربين عن الطعام واطلاق سراحهم وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياتهم وحياة الأسرى في السجون وتشكيل لجنة تحقيق دولية تقوم بزيارة السجون والتحقيق في ظروف وفاة الأسرى في زنازين التحقيق بسبب التعذيب والإهمال الطبي وفي ظروف وفاة الأسير عرفات جرادات ومطالبة السلطة الوطنية وممثلي دولة فلسطين في الأمم المتحدة إلى الإسراع بالانضمام إلى اتفاقيات جنيف الأربع وملحقاتها وإلى المحكمة الجنائية الدولية وبقية المعاهدات والمؤسسات الأممية الأخرى لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيلية على الجرائم التي يرتكبونها يومياً بحق شعبنا واسراه في السجون.