أفادت محامية مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” الأستاذة ابتسام عناتي أن الظروف الاعتقالية للأسرى والأسيرات صعبة للغاية وهي في تردي دائم بفعل السياسية التي تنتهجها إدارات السجون بحقهم.
وقد عزا الأسرى والأسيرات الذين التقتهم المحامية ابتسام السبب إلى الانقسام واستغلال مصلحة السجون استمرار حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية وتعثر جهود المصالحة وطالب الأسرى القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير والمؤسسات الحقوقية زيادة الاهتمام بقضايا الأسرى ومعاناتهم ففي مستشفى سجن الرملة حيث التقت المحامية ابتسام بكل من الأسرى نادر طبيش ممثل السجن وناهض الأقرع وعلاء حسونه وقد أفاد طبيش أن أوضاع الأسرى المرضى المقيمين في المستشفى تدعو للقلق وهم بحاجة لعناية طبية أكثر داعياً وزارة شؤون الأسرى والمؤسسات الحقوقية إلى تسليط الضوء على معاناة الأسرى المرضى والمطالبة دائماً بإطلاق سراحهم.
بدوره أفاد ناهض الأقرع 44 عاماً من قطاع غزة ومحكوم 3 مؤبدات وهو من أبرز الحالات المرضية الموجودة في السجن ومحروم من زيارة أهله بكونه من القطاع أنه تم بتر قدمه اليمنى نتيجة إصابته بأعيرة نارية وأن طبيب السجن أبلغه بأنه سيتم بتر قدمه الثانية، علماً أنه اعتقل أثناء عودته من رحلة علاج من الأردن.
والأسير علاء الدين حسونه من الخليل المعتقل منذ 19/1/2004 ويقضي حكماً بالسجن مدته 8 سنوات فقد ذكر أنه تم إجراء عملية قلب مفتوح له عام 2005 وزرع له منظم لدقائق القلب بتاريخ 14/12/2008 كما أجريت له عملية في الشبكية.
أما الأسير زهران أبو عصبة الذي يبلغ من العمر 37 سنة وهو من سكان قرية رفات قضاء سلفيت ومحكوم بالسجن لمدة 16 عاماً وتبقى على إفراجه 22 شهراً فقد أفاد أنه يتعرض لإهمال كبير جداً حيث يقتصر علاجه على المسكنات وأضاف أنه جرى تدهور على حالته الصحية منذ نقله من سجن النقب إلى المستشفى وأثناء الفحوصات الطبية أبلغه الأطباء أنه يعاني من عدة أمراض منها التضحم في الطحال وجرثومة في المعدة والأمعاء التي من أعراضها الدوخة المستمر وكثيراً ما يدخل في غيبوبة، كما تعرض لثلاث جلطات خلال شهرين مما أدى إلى حدوث ضرر كبير في عصب العين الرئيسي وتخبط في الذاكرة مما أفقده المقدرة على التركيز وأدى لفقدان الشهية بشكل مطلق وهن يعيش على الأدوية والفيتامينات حتى أنه فقد نصف وزنه بعد أن كان 120 كغم.
وأكد جميع الأسرى المرضى الذين التقتهم عناتي أنه بالرغم من سوء أوضاعهم الصحية إلا أن إدارة المستشفى تتعامل معهم بقسوة ولا تراعي حالتهم الصحية والإنسانية بصفتهم مرضى وتقوم بإجراءات تعسفية بحقهم كالتفتيش والاستفزاز وتتعمد عدم تقديم الأدوية المناسبة وتأخير إجراء الفحوصات الدورية والعمليات الجراحية لمن يلزمه ذلك كما شكا الأسرى من قلة الطعام المقدم لهم والذي لا يتلاءم بالمطلق مع أوضاعهم الصحية.
وفي سجن هداريم حيث التقت الأسيرين ناصر عويص ومعتصم ياسين فقد أفاد الأسير ناصر أن إدارات السجن شرعت بانتهاج سياسات تعسفية بحق الأسرى من أبرزها منع زيارة الأسير من قبل محاميه إلا بعد ستة أشهر على اعتقاله وتجري مصلحة السجون تنقلات في صفوف الأسرى لخلق حالة من عدم الاستقرار لديهم فضلاً عن كون هذا الإجراء يسبب إرباك للأهالي ويزيد عليهم مشاق السفر أثناء توجههم لزيارة أبنائهم وعزا عويص هذه الإجراءات إلى الجمود الحاصل في المسار السياسي والتفاوضي وإلى الانقسام الداخلي وتعثر جهود المصالحة الأمر الذي فسح المجال أمام إدارات السجون لاستغلال الوضع القائم وشن حملة على الأسرى والأسيرات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وطالب القيادة السياسية للسلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الاهتمام الجدي والفعلي بمتابعة قضايا الأسرى وحل مشاكلهم والعمل على المطالبة بالإفراج عنهم جميعاً دون قيد أو شرط.
أما الأسير معتصم فقد أشار لسوء الظروف المعيشية للأسرى بسبب سوء الأكل كماً ونوعاً والتفتيشات الاستفزازية والتنقلات وإلى الأوضاع الصحية حيث الإهمال الطبي ووجود حالات مرضية كثيرة داخل السجون لا تتلقى العناية الطبية اللازمة.
وفي سجن عوفر حيث التقت سفيان عريقات وخالد وأحمد البطاط الذين أفادوا أن الأوضاع هادئة نسبياً مع الإدارة ولا توجد احتكاكات. كما التقت في سجن ريمونيم بكل من الأسرى الأطفال محمد عياد من أبو ديس وعمره 15 سنة ومعتقل بتاريخ 14/11/2010 ومصطفى جفال من أبو ديس وعمره 16 سنة اعتقل بتاريخ 15/9/2010 من البيت في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وتعرض للتحقيق والضرب في مستوطنة معاليه ادوميم وتم إجباره على التوقيع على أوراق لا يعرف محتواها حيث وجهت له تهمة إلقاء مولوتوف.
والأسير محمود جفال وهو من أبو ديس وعمره 15 سنة اعتقل 20/9/2010 وحكم عليه سبعة أشهر. وكذلك عيسى جفال ومحمود خنافسه وعمره 16 سنة وهما من بلدة أبو ديس الذي أفاد أنه اعتقل من البيت بعد منتصف الليل وتم التحقيق معه في مستوطنة معاليه ادوميم وأنه تعرض للضرب أثناء التحقيق معه ووجهت له تهمة إلقاء زجاجات حارقة.
وفي سجن هشارون حيث التقت الأسيرات شيرين عيساوي، نيلي صفدي، قاهرة السعدي، إيرينا سراحنه، ندى درباس، لينا جربونه وتحدثن عن الظروف الاعتقالية الصعبة للأسيرات والمعاملة اللاانسانية التي يعاملن بها من قبل إدارة السجن. حيث ذكرت المحامية المعتقلة شيرين عيساوي أن إدارات السجون تنتهك كل المواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان وان ما يجري داخل السجون من إساءة وإجراءات تعسفية أمر لا يطاق ولا يقبل به أي إنسان ، فعلى سبيل المثال تهدد الإدارة دائما باقتحام القسم وتفرض العقوبات لأتفه الأسباب ، وعندما يتم نقل أي أسيرة إلى المحكمة تقوم قوات نحشون بنقلها وهي مقيدة الأيدي والأرجل ، وإذا صدف وان وجد بالبوسطه إحدى السجينات الجنائيات فهذه تقوم بالاعتداء على الأسيرة وضربها وشتمها بألفاظ نابية على مسمع ومرأى من قوات نحشون التي لا تفعل شيئا.
وأفادت الأسيرة نيلي من مدينة نابلس التي اعتقلت عن حاجز عسكري إسرائيلي يوم12/11/2009 وهو حاجز الكونتينر الذي يفصل مدينتي بيت لحم والخليل، وحكم عليها في محكمة سالم بالسجن مدة عشرين شهرا وزوجها ” عبادة بلال ” أيضا معتقل ومحكوم مدة عشر سنوات وهو كفيف وله أربعة أشقاء داخل السجون ، أفادت ان إدارات السجون ترفض لقائها مع زوجها الكفيف ، كما ان إدارة هشارون تتعامل بقسوة ووحشية مع الأسيرات.
أما الأسيرة قاهرة السعدي من جنين والمعتقلة منذ 8/5/2002 والمحكومة بالسجن المؤبد 3 مرات و30 سنة وهي أم لأربعة أبناء فقد أفادت ان ولديها محمد وساندي ممنوعان من زيارتها بحجة أنهما أصبحا بالغين وهما لم يتجاوزا الخامسة عشرة من العمر وولديها رأفت ودنيا هما اللذان يسمح لهما بزيارتها فقط في حين أن أشقائها الثلاثة هم أيضاً ممنوعين من الزيارة لأسباب أمنية واهية. وأكدت الأسيرة أن معنوياتها عالية هي وبقية الأسيرات وأنها متفائلة جداً بقرب تحررهن من الأسر مطالبة الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط أن تثبت على مواقفها وشروطها وعدم إتمام الصفقة حتى يتم إطلاق سراح جميع الأسيرات من السجون الإسرائيلية.
وأفادت الأسيرة ايرينا سراحنه التي تحمل الجنسية الأوكرانية وهي من سكان مخيم الدهيشة في بيت لحم وزوجها الأسير إبراهيم سراحنه المعتقل هو الأخر إن إدارة السجن ترفض لقاءها بزوجها وتواصل حرمانهم مع بقية الأسرى والأسيرات الأزواج في اللقاء في الوقت الذي تسمح به للسجناء المدنيين الجنائيين بزيارة زوجاتهم.
والأسيرة ندى درباس من بلدة العيساوية معتقلة منذ تاريخ 8/5/2007 ومحكومة 5 سنوات فقد أفادت أن معاملة إدارة السجن للأسيرات سيئة وأنها كانت قد تضامنت مع الأسيرة لنان أبو غلمه في إضرابها عن الطعام وطالبت بضرورة زيادة وتيرة المطالبة بإطلاق سراح الأسيرات وإثارة قضايهن على كل الصعد المحلية والإقليمية والدولية.
وذكرت الأسيرة لينا أحمد صالح جربون وهي من قرية البطوف ومعتقلة منذ 18/4/2002 وتقضي حكماً بالسجن مدته 17 سنة فقد ذكرت أن الأوضاع والظروف الاعتقالية السيئة للأسيرات على حالها ولم تتغير والجديد هو في طريقة إدارة السجون بتصعيد إجراءتها التعسفية بحق الأسيرات وطالبت بالاهتمام الجدي بأوضاعهن والسعي لتحريرهن في الأسر.
بدوره اعتبر مركز حريات أن الظروف الاعتقالية للأسرى والأسيرات على حد سواء في تراجع مستمر نحو الأسوأ وأن مصلحة السجون تنتهج سياسة مدروسة بحقهم في محاولة للنيل من إرادتهم وإضعاف عزيمتهم وانتمائهم وهي سياسة تضرب بعرض الحائط كل الحقوق الأساسية والإنسانية التي نصت عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية. وحمل حريات مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى الذين تمارس بحقهم سياسة الإهمال الطبي المتعمد وطالب بالإفراج الفوري عن الحالات المرضية الصعبة وخاصة الأسير أكرم منصور الذي مضى على اعتقاله ما يزيد عن ثلاثة عقود.
أسرى شطة وعسقلان يشكون من الإهمال الطبي المتعمد
في زيارة لمحامية مركز الدفاع عن الحريات “حريات” ابتسام عناتي لكل من سجني شطه وعسقلان التقت خلالها في سجن شطه بالأسرى مسلمة ثابت، سامر طارق، سعد الخولي، عمر خنفر وعلام الكعبي والتقت في سجن عسقلان مع عبد الحكيم حنني، ناصر أبو حميد، ظافر الريماوي ورأفت العروقي والذين أفادوا أن الإدارة في سجن شطه تكثف من اقتحاماتها الليلية لغرف الأسرى أثناء النوم بحجة التفتيش عن أجهزة خلوية واتخاذ إجراءات عقابية بحقهم وممارسة سياسة الإهمال الطبي المتعمد وعدم تقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى وللحالات المرضية الصعبة.
حيث أفاد الأسير مسلمه ثابت أن وحدة درور التابعة لمصلحة السجون اقتحمت غرف السجن في الساعة السابعة صباحاً بحثاً عن أجهزة خلوية واستمر هذا التفتيش حتى الساعة الثانية ظهراً وإثر ذلك تمت معاقبة أسرى غرف 3، 5، 6، 7، 10، 12، 13، 14 لمدة أسبوع زنازين وحرمتهم شهرين زيارة وعقاب غرفة 5 شهر من الرياضة إضافة للعقوبات السابقة.
والأسير سامر طارق أفاد أن سياسة التفتيشات الليلية والمتتالية التي تجريها وحدة درور هي من أهم ما تواجهه الحركة الأسيرة في هذه المرحلة.
الأسير سعد الخولي من طولكرم المحكوم 13 سنة أمضى منها سبع سنوات أفاد أنه مريض وأجريت له عملية فتاق لكن لا تتم متابعته ومعالجته كذلك الأسير عمر خنفر هو الأخر مريض ويعاني من آلام الكلى وأكد على أن الأوضاع الصحية للأسر المرضى سيئة جداً وهناك حالات مرضية متنوعة وهي بحاجة لمتابعة والأسير علام الكعبي أفاد أن الأوضاع في كافة السجون سيئة نوعاً ما ولا بد أن يكون هناك حلولاً جذرية لمعاناة الأسرى ولا بد للتصدي لإدارات السجون.
وفي سجن عسقلان أفاد الأسير عبد الحكيم حنني أن العلاقة الداخلية بين الفصائل جيدة رغم وجود اختلاف في وجهات النظر وحول العلاقة مع الإدارة أفاد أن إدارات السجون عملياً تطبق قانون شاليط على الأسرى حتى قبل إقراره فهي ليست بحاجة لقانون لتضيق الخناق عليهم لأنها سحبت المحطات الفضائية ومنعت إدخال الجرائد لأقسام حماس وتمنع عدد كبير من الأسرى من زيارة ذويهم بحجة الموانع الأمنية الواهية وما تبقى لتطبيق القانون بحذافيره هو الحرمان التام لجميع الأسرى من زيارة ذويهم وأضاف أنه في حال إقرار القانون سيكون هناك تحرك واسع للأسرى لحل جميع مشاكلهم التي يعانون منها. وذكر أنهم في سجن عسقلان يعانون من الازدحام الشديد حيث هناك غرفة مساحتها صغيرة تضم 18 أسيراً وغرف تضم 16 وأخرى تضم 14 ولا يوجد في كل غرفة إلا حمام واحد مما يشكل إزعاجا دائماً للأسرى خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة أما ناصر أبو حميد ممثل معتقل سجن عسقلان فقد أفاد أن الأسرى في السجن يعانون من كثرة التفتيشات اليومية والمذلة حيث تم اقتحام غرفة رقم 21 وهي غرفة قدامى الأسرى وقاموا بتفتيشها على مدار ساعتين تفتيشاً مذلاً. وأضاف بخصوص قانون شاليط تم إصدار بيان موحد في السجون مفاده أنه في حال إقرار القانون فإن الحركة الأسيرة ستتخذ سلسلة خطوات للتصدي له. وذكر أن الأسير أحمد مسكور من رام الله تدهورت حالته الصحية قبل ثلاثة أيام وتم تحويله إلى المستشفى وطالب الوزارة والمؤسسات الحقوقية متابعة حالته لأن وضعه خطير للغاية.
أما الأسير ظافر الريماوي فقد أفاد أنه لا بد من إبراز البعد الإنساني لملف الأسرى والتركيز على معاناة الأهل أثناء الزيارة خاصة أن ملف الأسرى بات في ثقافتنا ووعينا عبارة عن أرقام فالشهيد يخلد بذكرى يوم الشهيد والأسير يمجد بذكرى يوم الأسير 17/4 وطالب أن يكون لملف الأسرى الأولوية في المفاوضات وقبل أي موضوع أخر.
والأسير رأفت العروقي قال أن هناك إشكالية حصلت في السجن قد يتم نقل رفاق الجبهة الشعبية على إثرها لسجن ريمون وعن الأوضاع الاعتقالية أفاد أن وضع الأسرى بات صعب في كافة السجون جراء سياسة التفتيشات المذلة التي تنفذها إدارة السجون والتي تشكل إزعاجا دائماً للأسرى لأنها تتم بطريقة همجية ومذلة.
من جهته أدان حريات سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي تنتهجه مصلحة السجون بحق الأسرى المرضى ودعا لحملة وطنية ودولية لإطلاق سراح الحالات المرضية الصعبة محملاً مصلحة السجون المسؤولية عن حياتهم خاصة في ظل تزايد حالات الوفاة بين صفوف الأسرى حيث سقط الأسيرين رائد أبو حماد و محمد عبد السلام عابدين جراء هذه السياسة خلال هذا العام.