في بيان صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أدان نهج الضغوطات والاملاءات التي تمارسها الإدارة الأمريكية على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية وحركته الأسيرة عبر وزير خارجيتها السيد جون كيري الذي دعى لتأجيل الإفراج عن الدفعة الثالثة من قدامى الأسرى والمقررة بتاريخ 29/12/2013 وربط ذلك بموافقة القيادة الفلسطينية على تقديم تنازلات جوهرية في قضايا الأمن والسيادة في منطقة الأغوار.
إن حريات الذي يرفض الضغوطات الأمريكية ويدينها، يطالب الإدارة الأمريكية وقف انحيازها السافر إلى جانب دولة الاحتلال والوقوف إلى جانب الشرعية الدولية التي كفلت للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة -وهذا الحق هو جوهر كل الحقوق الذي قامت عليه الديمقراطية الغربية ومباديء حقوق الإنسان بل ونشأت على أساسه الأمم المتحدة بحد ذاتها- والتراجع عن موقفها الذي سيتصدى له كل أبناء الشعب الفلسطيني وحركته الأسيرة، وأول من سيقف في مواجهته قدامى الأسرى من الدفعتين الثالثة والرابعة الذين أمضوا زهرة شبابهم خلف القضبان في زنازين القهر والتعذيب والاعتقال عقوداً من الزمن دفاعاً عن قضيتهم الوطنية العادلة وانتصاراً لحق العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة.
وكان حريات قد حذّر من مسألة تلاعب الحكومة الإسرائيلية وعدم التزامها بإطلاق سراح ال 104 اسيراً، عندما جزأت الإفراج عنهم إلى أربع دفعات، ولكن ان تتنصل الإدارة الأمريكية من دورها الراعي لهذا الاتفاق الذي يقوم في جوهره على تعهد الرئيس أبو مازن بعدم الذهاب لمؤسسات الأمم المتحدة خلال فترة المفاوضات ومدتها تسعة أشهر مقابل إطلاق سراح قدامى الأسرى فإن هذا هو الابتزاز السياسي بعينه وهو ما يجعل القيادة الفلسطينية في حلّ من تعهداتها ويعجل انضمام دولة فلسطين للمؤسسات الدولية بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، والتوقيع على اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها رداً على هذا الابتزار السياسي الذي يربط نتائج المفاوضات بإطلاق سراح الأسرى، وانتصاراً لخمسة آلاف أسير وأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.