حذر مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” من انفجار وشيك داخل السجون بفعل الظروف الاعتقالية التي يعيشها الأسرى والتي تزداد سوءاً على سوء وأكثر من أي وقت مضى وذلك على خلفية السياسة الرسمية التحريضية التي تمارسها الحكومة والكنيست الإسرائيلي في أوساط المجتمع الإسرائيلي والدولي على الأسرى وبفعل السياسة التي تنتهجها مديرية مصلحة السجون تجاههم. جاء هذا أثر ما أفادت به محامية حريات ابتسام عناتي التي زارت أحد عشر سجناً خلال شهر آذار التقت خلالها مع عدد من الأسرى وممثليهم وأكدوا أن الحركة الأسيرة قد قطعت شوطاً مهما على صعيد التحضير لخطوة إستراتيجية بإجماع كافة القوى المتواجدة على الساحة الاعتقالية لكسر هذه السياسة التي تنتهك حقوق الأسرى الأساسية وفي مقدمتها سياسة العزل الانفرادي والجماعي والمعاملة المذلة والحاطة بالكرامة التي يتلقاها ذوي الأسرى على الحواجز العسكرية وبوابات السجون وسياسة الإهمال الطبي وتفاقم الأوضاع الصحية للأسرى في ظل مماطلة مصلحة السجون في تقديم العلاج اللازم لهم خاصة الحالات المرضية الصعبة ومنها حالة الأسير أكرم منصور، خالد الشاويش، هيثم أبو صالحيه، أحمد النجار، زهران أبو عصبه، جهاد أبو هنيه، منصور موقده وجميع الأسرى المقيمين في مستشفى سجن الرملة. وكذلك سياسة التفتيش الليلي والتفتيش العاري والمذل للأسرى وفرض العقوبات الجماعية عليهم. الأمر الذي دفع خمسة سجون لإعلان يوم 28/3 يوم إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على هذه السياسات وتضامناً مع الأسير عباس السيد الذي دخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 23 يوماً مطالباً بإنهاء عزله الانفرادي وعزل زملائه معتز حجازي، أحمد سعدات، عاهد أبو غلمه، محمد جابر، أحمد المغربي، جمال أبو الهيجا، حسن سلامه، محمود عيسى، إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وغيرهم.
وأضاف “حريات” أن إمعان مصلحة السجون في سياسة العزل الانفرادي والإهمال الطبي ستكون عنوان المعركة القادمة التي ستخوضها الحركة الأسيرة دفاعاً عن حقوقها وكرامتها الإنسانية والوطنية.
وكانت محامية “حريات” قد زارت سجون شطه، جلبوع، هداريم، الرمله، عسقلان، ريمونيم، نفحه، ريمون وايشل، والتقت هناك مع عدد من الأسرى وممثليهم ففي سجن شطه التقت الأسرى وجدي جوده، مسلمه ثابت، مصطفى مسلماني، برهان صبيح، مصطفى بدارنه، ناصر الشاويش وبكر أبو عبيد الذين أفادوا أن الحركة الأسير بصدد خوض إضراب مفتوح عن الطعام بمشاركة جميع الفصائل ويأخذ الطابع التدريجي في الاتساع ليشمل كافة السجون عنوانه إنهاء العزل الانفرادي وسياسة الإهمال الطبي والمعاملة اللاانسانية للأهل أثناء الزيارة ومنع الأهل من زيارة أبنائهم خاصة أسرى قطاع غزة.
كما أشار الأسرى للتقصير الحاصل في تقديم العناية اللازمة لمرضى الأسنان وإلى وجود عدد من الحالات المرضية في سجن شطه الذين يصل عدد الأسرى فيه إلى 120 أسيراً، وأبرز هذه الحالات هي بكر أبو عبيد، وجدي جوده، فواز بعاره، معزوز بشارات، نمر دروزي، رامي طرابين، ناصر الشاويش، رائد درابيه، كامل منصور، نمر الحاج محمد، يحيى دراغمه، محمد عامودي، أحمد أبو الرب وسامر عواد.
وفي سجن جلبوع التقت كل من جمال أبو صالح، حمزه درباس، وليد نمر دقه، سامر عليان، سامر طارق، جهاد أو هنيه، إبراهيم عليان، علي مسلماني، منصور شريم.
وقد توجه الأسير أبو صالح بالشكر الجزيل لعضو الكنيست إبراهيم صرصور على المجهود الكبير الذي بذله في مساعدته للأسير أبو صالح حتى تمت الموافقة له على استصدار هوية جديدة بدلاً من هويته المفقودة منذ العام 1990، وذكر أنه يعاني من ضغط وزيادة في الكولسترول وأوجاع في المعدة وبواسير وآلام، مطالباً بالوقوف بشكل جدي على ملف الأسرى المرضى لأنه عمل بشكل الملف. الأهم بالنسبة للأسرى، كما أشار إلى قيام إدارة السجن بمنع إدخال أقلام الحبر الأسود الجاف والمبراة والمساطر ومنعت الأسرى من حمل ساعة يدوية أو لبس أي حذاء يصدر صوتاً أثناء التفتيش بحجة أن أحد الأسرى كان يخفي مفك في الساعة.
والأسير حمزة درباس ذكر أن عيادة السجن لا تتعامل مع الحالات المرضية للأسرى كما يجب وأن الإدارة منعت الأسرى من الخروج لتصوير الأسنان وأن هذه السياسة هي استمرار لذات السياسة العامة لإدارات السجون وأنه تم إلغاء السماح للأسرى بإدخال جهاز ديفي دي لحضور الحفلات الخاصة بعوائهم وأنه فقط تم السماح بإدخال كتابين لكل أسير.
الأسير وليد دقه، وهو من باقة الغربية معتقل منذ عام 1986 وهو يحمل ماجستير في العلوم السياسية وأنه بصدد نشر إصدارين الأول بعنوان صهر الوعي في إعادة تعريف التعذيب والثاني حول الدولة الواحدة. وعن الأوضاع الصحية في السجون أفاد وليد أن سياسة الإهمال تكمن في سجن مستشفى الرملة وليس في السجون، وأضاف أن هناك العديد من القضايا التي تخص الأسرى بحاجة لدراسة فمثلاً تقسيم السجون إلى مناطق، وضع الكاميرات في السجون التي تعتبر من أدوات التعذيب، وأن مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية تحاولان تحويل الأسرى إلى مشروع ربحي في ظل اعتماد الأسرى في حياتهم ومأكلهم على حسابهم الخاص.
الأسير سامر عليان، ذكر أنه في الفترة الأخيرة يعاني من ارتفاع ضغط الدم وتم إعطاؤه الدواء اللازم.
الأسير سامر طارق قال أنه تحسين الشروط الاعتقالية التي تزداد سوءاً لا تعتمد فقط على مصلحة السجون إنما على الحركة الأسيرة ومناضليها للضغط من أجل تحسين ظروفهم الاعتقالية ومن أجل حريتهم.
الأسير جهاد أبو هنية من قلقيلية ومحكوم 16 سنة أمضى منها 5 سنوات ذكر أنه يعاني من آلام في صدره ويشعر أن هناك حديد في حلقه وأنه تم إخراجه للمستشفى وإرجاعه دون معاينة.
الأسير إبراهيم عليان، أفاد أنه تم رفع عدة شكاوي للإدارة بخصوص:
أولا: التوقيت الصيفي وإجراءات توقيت الإدارة في موعد الفورة الأخيرة ساعة الدخول للغرف وإغلاق الأقسام.
ثانياً: تحسين الطعام كماً ونوعاً.
ثالثاً: مواد تنظيف حيث هناك تقليص واسع في هذه المواد خاصة صابون الجلي وصابون تنظيف الأرضية وغسل الملابس، الأمر الذي يعني تردي في الوضع الصحي العام وانتشار الأمراض خاصة الجلدية.
الأسير علي مسلماني، أفاد أنه تم إجراء فحوصات له وتصوير أشعة وهو ينتظر صور طبقية وهو يعاني من ديسك أو غضروف وطلب من الإدارة إدخال طبيب خاص هو د. محمد أبو طير.
وحول الخطوة الإستراتيجية ذكر الأسير حسين درباس أن الأسرى في سجن جلبوع مستعدين للدخول في الخطوة شريطة أن يكون هناك موقف يشمل جميع أفراد الحركة الأسيرة بكافة تنظيماتها وفصائلها مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعية اليمينية المتطرفة لرئيس الشاباك الجديد.
الأسير منصور شريم أفاد أن الأسرى مع الخطوة الإستراتيجية والترتيبات التي تتداول بين السجون وأن الأسرى بانتظار الوقت المناسب للإعلان عنها.
وفي سجن عسقلان التقت المحامية ابتسام كل من أكرم منصور وأحمد أبو السعود وياسر أبو بكر وممثل المعتقل ناصر أبو حميد.
وقد أفاد الأسير أكرم وهو من عمداء الأسرى ومضى على اعتقاله 32 عاماً وبقي من حكمه 3 أعوام، أفاد أنه يعاني من ورم في مركز الأعصاب ومؤخراً قيل له أنه ورم سرطاني من النوع الحميد علماً أنه ومنذ 8 سنوات وهو يعاني من وجع دائم في الرأس ودوار وكان العلاج الوحيد الذي يحصل عليه هو المسكنات والأكمول وأثناء تواجده في سجن النقب أصيب بحالة غيبوبة وبعد استرداد وعيه لم يتذكر شيئاً مما حصل معه وأثر تفاقم حالته الصحية وبعد ثماني سنوات من الانتظار سمح له بإجراء تصوير للرأس لمعرفة السبب وراء وجع الرأس والدوار الدائمين حيث أجريت له الصورة قبل أربعة أشهر، وتبين أنه يعاني من ورم حميد وقد أخبره طبيب السجن أنه لا يمكن إجراء عملية له لأن في ذلك خطورة على حياته أكثر من وجود الورم وأعطي علاج له مضاعفات يؤدي إلى ارتخاء الأعصاب مما يشعره بوجود تيار كهربائي يسري مؤخراً في رأسه عند تناوله للدواء، كما أنه يعاني في الفترة الأخيرة من عدم وضوح في الرؤيا وكان قد فقد الرؤية تماماً لمدة دقائق في مرات سابقة، ويعاني من حالة النسيان وأنه طلب من إدارة السجون الحصول على ديسكات التصوير لعرضها على طبيب أخصائي وقد وافقت إدارة السجن على ذلك. وذكر أن العيادات في السجون لا تقوم بمعاينة الأسرى وفصهم وإنما تكتفي فقط بسؤالهم مم يشكون.
أما الأسير أحمد أبو السعود، فقد أفاد أنه نظراً للأوضاع الاعتقالية الصعبة خاصة على صعيد سياسة العزل الانفرادي والإهمال الطبي وغيرها من الظروف فإن هناك إجماع في أوساط الحركة الأسيرة للدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام وفق آليات محددة بحيث يتصاعد الإضراب ويتسع تدريجياً ليشمل كافة السجون في لحظة معينة. وأنه تم تشكيل اللجان القيادية للإضراب من جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي والاتفاق على آلية اتخاذ القرار ولم يتبقى سوى تحديد ساعة الصفر للإعلان عن الإضراب إلا إذا وافقت مديرية السجون على مطالب الأسرى المتمثلة في إنهاء العزل الانفرادي لكل الموجودين في العزل ووقف الانتهاكات والتحديات على حقوق الأسرى وكرامتهم وكرامة ذويهم أثناء الزيارة والسماح لجميع الأسرى بزيارة عائلتهم وفي مقدمتهم أسرى قطاع غزة.
الأسير ياسر أبو بكر أفاد أن هناك حملة تنقلات تعسفية واسعة بين الأسرى حيث تم نقل 23 أسير خلال اليومين الماضيين إلى سجون مختلفة دون وجود أي مبررات لذلك سوى محاولة إرباك الحركة الأسيرة والتأثير على قرارها بشأن الخطوة الإستراتيجية. كما ذكر ياسر أن الأسرى في سجن عسقلان يعانون من انقطاع المياه الساخنة لفترات طويلة تصل من 6-10 ساعات يومياً ويتعرضون لتفتيشات استفزازية وقد يمتد تفتيش الغرفة يوماً كاملاً بكل ما يرافق ذلك من عبث وإتلاف لمحتويات الأسرى وأضاف أن المعتقلين إدارياً لا يحصلون على حقوقهم.
الأسير ناصر أبو حميد ممثل معتقل عسقلان أفاد أن 23 أسير الذين نقلوا من السجن تم نقلهم إلى سجون أوهلي كيدار و ايشل و ريمون و شطه و نفحة. وأنه يوجد في السجن نسبة عالية من الأسرى المرضى ولا توجد عناية ومتابعة لهم بالمستوى اللازم وذكر أن تكاليف علاج الأسرى يتم تغطيتها من قبل الصليب الأحمر ومثال على ذلك الأسنان والعظام، وأنه منذ حوالي سنة تم إبلاغ الأسرى من قبل الصليب أنه تم تقليص الأعداد وعليه أصبح الأسرى الذين بحاجة لنظارات طبية يحضرونها على حسابهم الخاص.
أما الذين يعانون من أمراض جلدية فإن إدارة السجن تماطل في علاجهم لأن تكاليف العلاج والأدوية باهظة الثمن وطالب الأسير بضرورة تواجد الحالات المرضية الصعبة في مستشفيات لمراقبة حالتها والعناية بها. وأضاف أن الأسير شادي موسى مريض في القلب وعنده إصابة في الجمجمة أصيب بجلطة وهو في سجن ريمون فتم إرسال فاتورة له من قبل نجمة داوود الحمراء تطالبه بقيمة فاتورة سيارة الإسعاف التي نقلته للمستشفى.
وحول الخطة الإستراتيجية أكد الأخ ناصر على ما ذكره زملائه بهذا الخصوص.
يذكر أن عدد الأسرى في سجن عسقلان يصل إلى 115 أسير.
وفي سجن هداريم حيث التقت الأسرى معتصم ياسين وناصر عويص ووضاح البزره، فقد أفاد الأسرى الثلاثة أن عدداً من الأسرى عانوا في الفترة الأخيرة من حرقة في الحلق من الجهة اليسرى وأنه تمت معاينتهم وإجراء صور أشعة لهم وحتى اللحظة لم تتم معرفة أسباب المرض الأمر الذي يثير قلق في أوساط الأسرى. وذكروا أسماء عدد من الأسرى الذين يعانون من أمراض مختلفة منهم: ناصر موسى عبد ربه، حسين عوني طاهر، محمد حسن عرمان، خالد أبو محسن، ناصر حسن أبو سرور، محمود عبد العزيز السويطي، إبراهيم خضر جابر، أشرف خضر إبراهيم جابر، زياد سليمان السعدي، عبد الخالق النتشه.
كما أفاد الأسرى أن الأوضاع الداخلية والعلاقات الوطنية بين الأسرى وفصائل العمل الوطني والإسلامي تشهد حالة من الانسجام والتفاهم، أما العلاقة مع إدارة السجن فهي على حالها حيث التفتيشات الليلية والأسرّة الحديدية غير المريحة والأهم هو وجود جهاز تشويش وآخر لتحديد مكان البث الأمر الذي يقلق الأسرى من تأثير هذه الإشعاعات على أوضاعهم الصحية.
وفي سجن مستشفى الرملة التقت المحامية الأسيرين معتصم رداد ومحمود محمد سلمان واعتذر عدد منهم عن مقابلة المحامية بسبب أوضاعهم الصحية الصعبة خاصة الأسير خالد أبو شاويش.
وقد أفاد الأسير معتصم رداد وهو من صيدا ومحكوم 20 سنة أمضى منها 5 سنوات، إنه يعاني من التهابات مزمنة في الأمعاء الغليظة والرفيعة بنسبة 65% ورغم أنه يتناول إبر كيماوي من نوع “ديميكيد آن فوزيا” وغيرها من الأدوية منذ سنتين إلا أنه لا يشعر إلا بتحسن بطيء وأنه تقرر إجراء عملية جراحية له لاستئصال الأمعاء الغليظة في شهر 5 أو 6 إلا أنه متردد نوعاً ما في إجرائها، وأضاف أنه بالرغم من موافقة إدارة السجن على إدخال لجان طبية من الخارج إلا أن ذلك لم يحصل بسبب تقصير من الخارج الأمر الذي أدى لفقدان الأسرى المرضى في سجن الرملة الثقة بالمؤسسات.
أما الأسير محمود رضوان وهو من قطاع غزة ومحكوم مؤبد أمضى في السجن18 عاماً وهو متزوج وله 7 أولاد، ويقيم في سجن الرملة منذ سنة ونصف يعاني من أمراض في القلب (انسداد شرايين وتضخم) بالإضافة للضغط والسكري ومن أزمة صدرية ذكر أنه يتناول 25 حبة دواء يومياً وأنه منذ ثمانية أشهر لم تجرى له فحوصات شاملة وأنه يتم قياس الضغط والسكري له مرتين في الأسبوع وتم إجراء عمليتي قسطرة له بدون فائدة، وأفاد أنه بالرغم من الأوضاع الصحية الصعبة التي يعانيها الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة فإن إدارة السجن لا تتوقف عن القيام بتفتيشات استفزازية والعبث في محتويات الغرف (دون وجود أية مبررات لذلك حيث يتم إخراج المرضى من الغرف وينتظروا لساعات طويلة حتى ينتهي التفتيش، وطالب الأسير المؤسسات الحقوقية والتي تعنى بشؤون الأسرى زيادة الاهتمام بملف الأسرى المرضى والعمل على إدخال لجان طبية من الخارج لزيارتهم والإطلاع على أوضاعهم الصحية الصعبة.
وفي سجن ريمونيم التقت الأسرى خلف خلف ومحمود خنافسه ويزن دندن وعيسى جفال ومحمد عياد الذين أفادوا أن عدد الأسرى في السجن يصل إلى 75 أسيرا موزعين على أربعين غرفة كل غرفة تضم أسيرين وجميعهم من الأسرى الأشبال وذكروا أنهم يحصلون على تعليم أكاديمي مدة ساعتين في اليوم.
وأثناء اللقاء معهم لوحظ تخوفهم من الحديث عن أوضاعهم الاعتقالية وعن الإشكاليات التي تواجههم مما ينبغي زيادة الاهتمام بهم من قبل جميع المؤسسات الحقوقية الفلسطينية فرغم أنهم محكومين أحكاماً عالية إلا أنهم يعانون من قلة التعليم ومن وجود الكتب، الأمر الذي ينعكس سلباً ويؤدي لعدم استفادتعم من فترة الاعتقال الطويلة بالمستوى المطلوب.
وفي سجن نفحة حيث التقت الأسرى أسامة أبو العسل ومحمد سكران وفؤاد زهران الذين أفادوا أن الأوضاع صعبة وأنهم يعانون مشكلة التفتيشات الاستفزازية، وأن هناك مطالبة واسعة بين أوساط أسرى سجن نفحة بالإسراع بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لأن الأسرى في السجون أكثر المتضررين من هذا الانقسام.
وفي سجن ريمون التقت الأسرى لؤي نوفل، منذ صنوبر، هيثم عنتري، عمر خرواط وإبراهيم أبو حجلة. وهؤلاء أفادوا أن هناك حالة انتظار وترقب للخطوة الاستراتيجية وأن مصلحة السجون أحضرت لونين لزي الأسرى لاختيار واحد منهم بدلاً من الزي البني التي كانت مصلحة السجون تحاول فرضه على الأسرى، يذكر أن عدد الأسرى في سجن ريمون يصل إلى 800 أسير.
وفي سجن السبع التقت المحامية بالأسرى نزار تميمي ووسيم مسوده اللذان أفادا أن هناك تفتيشات يومية بحجة البحث عن أجهزة خليوية وأنه تم معاقبة غرفة 85 في قسم 10 بحرمانهم من زيارة الأهل لمدة شهر وسحب الأدوات الكهربائية وفرض غرامه مالية على كل أسير بقيمة 450 شيكل وذلك بحجة وجود ثقوب في الغرفة.
وأضاف أنه بسبب التحضيرات الواسعة للخطوة الإستراتيجية أقدمت على نقل عدد من الأسرى من السجن في محاولة من الإدارة للتأثير على مسار الخطوة وإرباك الحركة الأسيرة من بينهم الأسير توفيق أبو نعيم الذي نقل إلى عسقلان والأسير يحيى السنوار إلى هداريم.
وحول الملف الطبي أكد نزار و وسيم أن هذا الملف حساس وأن السجن يضم عدد كبير من الأسرى المرضى الذين يعانون أمراض مزمنة حيث يوجد في قسم 10 ثلاثون أسيراً مريضا ونفس العدد تقريباً في قسم 11 وأفاد أن طبيب العيادة لا إنساني ولا يتعاطى مع الحالات المرضية بالشكل المطلوب وكذلك مع الحالات الطارئة، وقد تم رفع شكوى عليه طالبوا بموجبها بتشكيل لجنة للتحقيق معه حول تقصيراته وهناك احتمال بنقله.
كما تحدث الأسير وسيم عن حالته المرضية الصعبة فهو مصاب بست رصاصات في البطن و3 في القدم اليمنى وهو يعاني من انتفاخ في البطن بسبب خطأ في طريقة تخييط الجرح وأنه بحاجة لعلاج طبيعي لقدمه غير أن طبيب السجن قال له لا يوجد علاج طبيعي.
بدوره توجه “حريات” بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17/4 بتحية الفخر والاعتزاز للأسرى الصامدين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم عمداء وقدامى الأسرى.
ودعا إلى أوسع التفاف جماهيري حول الأسرى ونضالهم العادل في سبيل تحسين شروط اعتقالهم وانتزاع حريتهم خاصة وهم يخوضون خطوات نضالية احتجاجاً على ظروفهم الاعتقالية السيئة، والانخراط في الفعاليات التي أعلنتها الهيئة العليا ووزارة شؤون الأسرى ونادي الأسير، وثمن حريات دور الحركة الأسيرة التي تستعيد دورها النضالي والطليعي وتتوحد مع جماهير شعبنا في شعارها الناظم بمناسبة يوم الأسير “نحو إنهاء الانقسام وتحرير الأسرى”. وكان حريات تلقى رسالة من سجن النقب تشير إلى التطور الملحوظ في العلاقات الوطنية بين فتح وحماس ومختلف فصائل العمل الوطني والإسلامي وانهم بوحدتهم الوطنية مصممون للعمل على انحاء الانقسام والنضال مع الحركة الاسيرة من اجل تحسين شروط الاعتقال وانهاء العزل الانفرادي والافراج عن الاسير المريض أحد عمداء الأسرى أكرم منصور الملقب بالوحش. يذكر أن عدد الأسرى في سجن النقب يصل إلى 1500 أسير.
وحمّل “حريات” الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى خاصة المعزولين والمرضى وفي مقدمتهم الأسير أكرم منصور وطالب بالإفراج الفوري عنه وعن جميع الأسرى المرضى من ذوي الحالات المرضية الصعبة وبإنهاء ملف العزل الانفرادي بنقلهم جميعاً للسجون المركزية للعيش بين أخوتهم ورفاقهم.