حمل مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير محمد التاج الموجود في سجن هداريم، والذي يتعرض لسياسة اهمال طبي متعمد تزيد من خطورة حالته الصحية حيث يعاني من فشل في عمل الرئتين ونقص في الأوكسجين وسعال مستمر وأصبح غير قادر على مواصلة حياته إلا من خلال جهاز التنفس الاصطناعي، ولم يقوى بالأمس على الخروج لمقابلة محامية حريات “ابتسام العناتي” أثناء زيارتها لسجن هداريم لاستحالة ازالة جهاز التنفس عنه، وأكد الأسرى الذين التقتهم وهم ناصر عويس، حسن بزور وناصر ابو سرور على خطورة وضعه الصحي وتوجهوا بمناشدة لكل احرار العالم والمؤسسات الحقوقية للضغط على حكومة اسرائيل لاطلاق سراحه فوراً، واعتبر حريات ان الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون وأطباءها مسؤولون مسؤولية كاملة عن حياة الأسير محمد التاج وعن الحالة التي وصل اليها من تردي خطير على وضعه الصحي الآن وبأثر رجعي وذلك بسبب ضربهم بعرض الحائط كل المطالب المحقة والأساسية والإنسانية للأسرى التي كفلتها لهم المواثيق والاتفاقيات الدولية وفي مقدمتها اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، وصمّوا آذانهم وأغلقوا عيونهم عن المطالب العادلة للأسرى وهم يعلمون جيداً النتائج الخطيرة التي ستلحق بالأسرى جراء اضراباتهم الطويلة وملاحمهم البطولية أثناء الاضراب وبعده وعليه يرى حريات أن هناك جريمة ترتكب يومياً بحق الأسرى المضربين عن الطعام منذ تاريخ 18/9/2011 وحتى هذه اللحظة التي يخوض فيها الأسيرين أيمن شراونة وسامر طارق العيساوي ومعهما سامر البرق (الذي استأنف اضرابه المفتوح بالأمس رداً على تراجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الاتفاق المبرم معه بشأن اطلاق سراحه) اضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثامن بعد المائة والعيساوي لليوم الثامن والسبعين على التوالي ويدعو المجتمع الدولي للخروج عن صمته والوقوف إلى جانب أسرانا الذين يضحون بحياتهم من أجل كرامتهم وعزتهم الانسانية والوطنية.
إن حريات يرى أن الوضع الصحي الخطير جداً للاسير محمد التاج يدق ناقوس الخطر من جديد ويفتح ملف الأسرى المرضى خصوصا الحالات المرضية الحرجة على مصراعيه، خاصة المقيمين في عيادة سجن الرملة وغيرها من السجون، وعليه يدعو المجتمع الدولي ابتداء من الأمين العام للأمم المتحدة باني كي مون والمجلس الأممي لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية والصليب الأحمر الدولي وكافة مؤسسات حقوق الانسان وجميع احرار العالم الوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين تنتهك حقوقهم على مدار الساعة وتمتهن كرامتهم ويتعرضون لجرائم يومية ترتقي لمستوى جرائم حرب بحقهم، والضغط على حكومة الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير محمد التاج وتحميلها كامل المسؤولية عن حياته وعن حياة الأسرى المرضى الذين ترتكب بحقهم سياسة اهمال طبي متعمد .
وأضاف حريات انه حان الوقت كي يخرج المجتمع الدولي عن صمته ويدين السياسة الاسرائيلية بحق الأسرى ويعمل على تفعيل القرارات الأممية بهذا الشأن وارسال لجان تقصي حقائق ووفود طبية للاطلاع على الواقع المأساوي واللانساني الذي يعيشه الأسرى والأسرى المرضى بفعل السياسات المدروسة والممنهجة لمصلحة السجون وحكومة اسرائيل والتي ترمي لإذلال الأسرى وكسر إرادتهم واضعاف معنوياتهم، وكذلك الى التحرك العاجل لانقاذ حياة الأسرى المرضى واطلاق سراحهم قبل فوات الأوان.
كما دعا الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز الى ترجمة قراراتها الداعمة لقضية الأسرى والإسراع في نقل هذا الملف بكل ابعاده وتجلياته إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لاستصدار قرار أممي يوفر الحماية للأسرى ويدين جرائم الاحتلال اليومية بحقهم.