القدس | مركز أبو جهاد
وسط حضور مؤسساتي وطلابي وعدد من موظفي واكاديمي جامعة القدس، اقام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس، ندوة لاحياء يوم الاسير الفلسطيني، وذلك بالتعاون مع نادي العلوم السياسية بالجامعة، تناولت اكثر من محور تخص تاريخ وواقع الحركة الوطنية الاسيرة، من انفراد الاسرى الفلسطينيين بتسجيل اروع تجربة ديمقراطية داخل المعتقلات وهو المحور الذي تحدث به الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد، الى الواقع المرير الذي يعيشه الاسرى بشكل عام والمرضى بشكل خاص وهو المحور الذي تحدث به حلمي الاعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات، اضافة الى الواقع القانوني للاسرى لا سيما بعد انضمام فلسطين لاتفاقية جنيف المحور الذي تحدث به مراد جاد الله من مؤسسة الضمير لحقوق الانسان، وختاما بواقع الاسرى المقدسيين في المعتقلات الذي تحدث به الاسير المحرر علي المسلماني رئيس بلدية الرام.
وقد تولى ادارة الندوة راضي الجراعي الاسير المحرر والمحاضر في جامعة القدس، والذي اشار الى ان احياء يوم الاسير هو بمثابة تجديد للعهد من الشعب الفلسطيني للاسرى القابعين في معتقلات الاحتلال، والذين ضحوا بحريتهم الشخصية في سبيل حرية شعبهم، وعلى ذلك فهم يستحقوا منا كل التقدير، كما انهم تعبيرا عن كفاح شعبنا على مدار عشرات السنوات، وان هذه الظاهرة جزء لا يتجزا من كفاح الشعب الفلسطيني، ومن خلالها يعبر شعبنا عن رفضه للاحتلال وتحرير الارض الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني، كما واعطى ملخصا عن محاور الندوة وقدم نبذة عن المتحدثين فيها، كما وقدم شكره لطلبة نادي العلوم السياسية المتمثل برئيس النادي ممدوح عجاج ومسؤول العلاقات العامة ساجد دعدوع، تلا ذلك كلمة ترحيبية باسم نادي العلوم السياسية قدمتها الطالبة رند شعار، شكرت خلالها كل من اسهم بتنظيم الندوة وحيت صمود الاسرى في سجون الاحتلال .
د. فهد ابو الحاج
حيث ابتدأ بالاشارة الى ان الندوة التي ينظمها مركز ابو جهاد جزأ لا يتجزأ من الفعاليات الوطنية على مستوى الضفة وغزة والداخل وبكل اماكن تواجد شعبنا الفلسطيني، وان مركز ابو جهاد آثر احيائها من حرم جامعة القدس، واكد ان المعتقلين الفلسطينيين قد مروا بظروف صعبة للغاية ثم اشار الى ان التجربة الديمقراطية للمعتقلين، دخلت عمليا بثلاثة مراحل وفق ما توصل اليه في دراسته التي خصها لهذه الغاية .
وقد تمثلت المرحلة الاولى بمرحلة القيادة الفردية، ثم تطورت الى مرحلة قيادة النخبة، وختاما بمرحلة قيادة النظم الداخلية او مرحلة قيادة الدستور، اما بالنسبة للمرحلة الاولى، وقد بدأت مع بدء تجربة الاعتقال بالفترة التي تلت حرب العام 1967 ، حيث وفي تلك الفترة جرى التفكير المعمق لدى قادة الاحتلال بالطريقة المثلى للتعامل مع المعتقلين، وقد ترواحت الطروحات آنذاك بين من نادى باعدامهم والخلاص منهم، وبين من دعا الى ضرورة الافادة منهم واستغلالهم وتحويلهم الى ادوات تدعم اقتصاد الاحتلال، اسوة بما جرى التعامل به لدى نظام جنوب افريقيا العنصري وهو الامر الذي جرى اعتماده من قبل الاحتلال، وقاد ذلك الاسرى الى ضرورة مقاومة هذا المخطط وفي عام 1969 دعا الاخ ابو علي شاهين للاضراب للاحتجاج على المخططات الاحتلالية، وهنا تجسدت القيادة الفردية، وقد حاض الاسرى الاضراب وفق الدعوة وتم التعامل معهم بمنتهى الوحشية وعبر استخدام العقاب الجسدي، وتم حرمانهم من ابسط الحقوق، ولم تكن بتلك المرحلة تتوفر الادوات التي تسهم بتطوير المنحى الديمقراطي، حيث لا وجود للاقلام ولا الدفاتر، واذكر انه وبتلك المرحلة كتبت اول مجلة تنظيمية باستخدام ورق علب الزبدة .
وفي الفترة التي تلت اضراب عام 1970 والذي استشهد خلاله عبد القادر ابو الفحم، تبلورت المرحلة الثانية مرحلة قيادة النخبة، وما ميز هذه المرحلة انها عرفت الانتخابات، ولكنها اقتصرت فقط على النخبة التنظيمية ولم تشمل كل القاعدة، واستمر هذا الحال الى غاية العام 1976 ، حيث تبلورت فكرة الدستور واللوائح الداخلية، والتي بموجبها قضت ان تداول السلطة يجب ان يتم بشكل سلمي عبر الانتخابات العامة التي تشمل الكل، وهذا كان حال كل فصائل العمل الوطني، ومنذ هذا التاريخ بدأنا نتلمس الاسس السليمة للديمقراطية، وساخص تجربة فتح في معتقل بئر السبع، حيث نظم المؤتمر العام والذي تشكل من كل الاقسام والغرف وكل كادر فتح، وبالتالي تم انتخاب الهيئات القيادية باشراف لجنة الانتخابات المركزية، وعلى هذا المنوال تجري الامور على كافة المستويات القيادية، وقد تكونت اللجنة المركزية مثلا في بئر السبع من 7 اشخاص يتم اختيار موجه عام من ضمنهم، وقد كان يتم كتابة كافة النشاطات التنظيمية وتعميمها ضمن آليات معينة، ووفق ما سبق ذكره فاننا كشعب فلسطيني احتفينا باول تجربة ديمقراطية حقيقية من داخل المعتقلات وباروع صورة .
حلمي الاعرج
بدوره قدم حلمي الاعرج شكره لكل من اسهم في تنظيم الندوة، وحيا مركز ابو جهاد على انشطته المميزه، وقال ان يوم الاسير مناسبة يحي فيها شعبنا نضالات وتضحيات الاسرى، مع الاشارة الى ان شعبنا هو الشعب الوحيد بالعالم الذي يملك مثل هذه المناسبة، حيث وبالرغم من طول فترة الاحتلال لا يزال هنالك آلاف الاسرى في معتقلات الاحتلال، كما اننا لمسنا مؤخرا اهمية قضية الاسرى في بعدها السياسي، وكيف ان الاحتلال يمارس الابتزاز عبر قضية الاسرى واستغلالها من اجل تمديد فترة المفاوضات، وكأن الاحتلال يريد تدفيعنا الثمن على نفس القضية لاكثر من مرة، فمنذ اوسلو الى الان يتم ابتزازنا بقضية الاسرى، ونحن الان على مفترق طرق ويجب ان يتم اطلاق سراح اسرانا الى اهلهم وذويهم .
اما بالنسبة للاسرى المرضى، فهناك ما يقارب 50 اسيرا مريضا بامراض خطيرة، يرقد منهم في ما يسمى بمستشفى سجن الرملة 25 اسيرا بشكل دائم في ظروف بائسة، والاحتلال هو من يتحمل المسؤولية عن حالتهم، كما واكد ان المرض اصبح ظاهرة في معتقلات الاحتلال بات الكل يلمس مدى اثرها المدمر على حالة الاسرى ، لا سيما اننا فقدنا عدد من الاسرى كشهداء نتيجة اهمال وضعهم الصحي، وهناك اعداد مهددة بالموت اذا ما استمر السكوت عن ممارسات الاحتلال، وفي هذا السياق وعدت وزارة شؤون الاسرى بتحويل قضيتهم كقضية اساسية لاطلاق سراحهم، ففي عام 2013 لوحده استشهد 4 من الاسرى المرضى، واستمرار وجودهم بنفس الظروف هو مدعاة لزيادة الاخطار حولهم، وقد قمنا بمجهود كبيرلتعميم اوضاعهم على كل المؤسسات المعنية ومحاولة ايصال ما امكن لمساعدتهم، كما تم النجاح باطلاق سراح اثنين منهم، وانا اقول انه من اجل انهاء حالتهم هذه بشكل جذري، لا بد من الوحدة الوطنية وتوفير كل الامكانات من اجل انهاء معاناتهم، وعلينا مضاعفة الجهود وتفعيل هذه القضية على مستوى المحافل الدولية، وتحميل الاحتلال المسؤولية عن كل من استشهد نتيجة المرض، ونحن مقتنعون بان الاسرى المرضى سيكونوا على رأس من سيفرج عنهم ما بعد الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى .
مراد جاد الله
اما مراد جاد الله فقد بدأ حديثه بالقول بضرورة وضع استراتيجية وطنية تقود الى تحرير كافة الاسرى، حيث يلحظ الكل كيف تعاملت دولة الاحتلال مع قضية الاسرى منذ اتفاق اوسلو الى الان، وانا اقول ان التوقيع على اتفاقية جنيف الرابعة هو مناسبة لاعادة دراسة الآليات التي يتم التعامل من خلالها مع قضية الاسرى، حيث لا بد من اعادة التفكير بما يمكن عمله، كما انه من الممكن محاسبة دولة الاحتلال عن حالات الاعتقال السابقة، والتوقف عند ما تنص عليه اتفاقية جنيف ومدى مخالفة السلطات الاسرائيلية له، مع الاشارة الى ان دولة الاحتلال لا تعترف بانطباق الاتفاقية على فلسطين، بل عكف ومنذ بدء الاحتلال لاستبدالها بالاوامر العسكرية، واستثنى منها القدس معتبرا اياها جزء لا يتجزأ من كيان الدولة، حيث اننا نحكم ب 1700 امر عسكري، كما انه وبالعودة الى اتفاقية اوسلو فاننا نلحظ قيام الاحتلال باعتقال اسرى من مناطق ا دون اي اعتبار لما نصت عليه اتفاقية اوسلو .
واضاف بانه من الملاحظ ازدياد حالات اعتقال الاطفال ودون اي مسوغ او مبرر، بما يدلل ان الاحتلال يستهدف الطفولة الفلسطينية ويصادرها، كما وجه حديثه للطلبة الحضور بانهم معرضون للاعتقال لمجرد القيام باي نشاط طلابي داخل حرم الجامعة وذلك وفق الاوامر العسكرية الاحتلالية، وتلك الاوامر تمنع اي سلوك او نشاط مهما كان بسيطا، وعلى ذلك نلحظ ان كافة الحقوق المنصوص عليها بالعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والاقتصادية تكون عرضة للرد بالاعتقال من قبل قوات الاحتلال.
وختم بالقول انه بعد التوقيع على اتفاقية جنيف الرابعة فانه سيكون علينا عدم الامتثال للمحاكم العسكريةورفض الاعتراف بها، ونستذكر هنا تجربة الاسير كفاح حطاب الذي نجح بفرض معاملته كأسير حرب، ولا بد من الاشارة ايضا ان الاعتقال الاداري يشكل جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف، واختم بالتمني من القيادة الفلسطينية وكل الفصائل الجلوس معا لوضع استراتيجية ورؤية وطنية شاملة لانهاء معاناة الاسرى .
علي المسلماني
بدوره قدم الاسير المحرر علي المسلماني شكره لكل القائمين على تنظيم الندوة، مشيرا الى ان اسرى القدس قد عرفوا منذ العام 1967 العديد من المحاولات لعزلهم عن باقي الاسرى هم واسرى ال 48 ، وقد ظل الاحتلال يراهن على نجاحه بهذا الامر، غير اننا نجد وبعد مضي كل هذه السنوات بان الاحتلال فشل في مساعيه هذه، وبقي اسرى القدس متلاحمين مع باقي الاسرى على الدوام، نتيجة وعيهم وادراكهم لخطورة نجاح الاحتلال بمخططاته ، وانعكاسها ايضا على التعامل مع مواطني القدس بشكل عام .
كما ذكر العديد من بطولات الاسرى على مدار تاريخ الحركة الاسيرة ، وكيف ان الاسرى قدموا اكثر من طاقتهم للتغلب على تفكير دولة الاحتلال، والثمن الغالي الذي دفعوه لتجاوز الاخطار التي كانت تحيط بواقع الاسرى، ذاكرا العديد من الاسرى الذين استشهدوا او تم عزلهم لسنوات طويلة نتيجة تزعمهم لقرارات بطولية ادت بالمحصلة الى تحصين واقع المعتقلين وحمايته من كل المؤامرات التي كان يحيكها الاحتلال، وصولا الى تمكن الاسرى من افضل الانظمة والتي حافظنا عليها وادت الى استمرار الحياة النضالية داخل المعتقلات الى يومنا هذا .
وفي نهاية الندوة قدم الاخ نايف سويطات عضو المجلس الثوري لحركة فتح مداخلة، ذكر فيها فيها ان يوم الاسير هو مناسبة وطنية تذكرنا بيوم اطلاق سراح الاسير محمود بكر حجازي في العام 1974 ، كما قدم التحية لارواح شهداء الحركة الاسيرة وكافة الاسرى القابعين في معتقلات الاحتلال، مشيرا الى ان هدف اي ثورة هو تحرير الارض والانسان، وعلى ذلك فانا اعتقد انه جرى التقصير في اطلاق سراح الاسرى كطليعة سياسية ونضالية للثورة الفلسطينية، وعبر عن اعتقاده بضرورة استغلال الفترة التي تلي التوقيع على اتفاقية جنيف وعدم تكرار اخطاء الماضي .