في بيان صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” جاء فيه أنه في الوقت الذي يرحب فيه حريات بدور الصليب الأحمر الدولي والجهد الكبير الذي بذله من أجل إنهاء معاناة أهالي الأسرى وأطفالهم على الحواجز والمعابر خاصة ما كانوا يلاقونه من معاملة قاسية ولا إنسانية من الجيش والشرطة الإسرائيلية وانتظارهم عدة ساعات في البرد وتحت المطر قبل أن تأتي لحظة السماح لهم بالحركة، فإن حريات يعبر عن قلقه ورفضه للقرار الذي اتخذه الصليب الأحمر القاضي بوقف تأمين المواصلات اللازمة لنقل ذوي الأسرى إلى حاجز بيتونيا والعودة بهم أمام بلدية البيره كما جرت العادة، وطالب البيان الصليب الأحمر بالتراجع عن هذا القرار لما له من آثار سلبية مادية ونفسية على أهالي الأسرى الذين تكفيهم رحلة المعاناة الطويلة التي يلقونها في يوم الزيارة من لحظة الانطلاق وحتى لحظة العودة، إذ أن زيادة التكلفة المادية على كاهل ذوي الأسرى الذين يعانون أصلاً من ظروف اقتصادية صعبة وتركهم في فصل الشتاء مع أطفالهم على حاجز قلنديا في وقت متأخر من الليل تتعارض عما عرفناه من حرص الصليب الأحمر على تخفيف معاناة أهالي الأسرى ويتعارض مع الدور الإنساني المتوقع من هذه المؤسسة الأممية الرائدة التي لعبت وما زالت دوراً مهماً ونبيلاً في تخفيف المعاناة الواقعة على الشعب الفلسطيني وأسراه جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ويرى “حريات” أن هذه ليست هي الوسيلة المثلى للحد من النفقات وتوفير المال على الصليب الأحمر خاصة في ظل عدم انتظام زيارات الأسرى التي كثيراً ما يتم إلغائها بسبب إجراءات الاحتلال وقراراته التعسفية وفرض الطوق الأمني على الضفة الفلسطينية وفي ظل استمرار إدارات سجون عوفر ومجدو والنقب حرمان الأسرى من حصولهم على زيارتين في الشهر والسماح لهم بزيارة واحدة فقط.
إن “حريات” يطالب الصليب الأحمر الدولي في فلسطين التراجع عن هذا القرار الذي يثير استغراب الأسرى وذويهم ومعهم كل مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وعموم أبناء الشعب الفلسطيني.