في الوقت الذي رحب فيه مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بزيارة وفد لجنة العفو الدولية برئاسة ايفان خان إلى الأراضي الفلسطينية ووفد لجنة تقصي الحقائق في مجزرة بيت حانون المنبثقة عن المجلس الأممي لحقوق الإنسان. واعتبر ذلك خطوة هامة على طريق تعاظم اهتمام المؤسسات الدولية خاصة مؤسسات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بالانتهاكات التي ترتكب يومياً بحق المدنيين الفلسطينيين في الضفة والقطاع بغرض إدانة هذه الانتهاكات وحث المجتمع الدولي للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوضع حد لها.
فإن حريات يستهجن تصريحات رئيسة وفد لجنة العفو الدولية التي رأت في المواقف الصادرة عن المجلس الأممي لحقوق الإنسان موقفاً متشدداً تجاه إسرائيل خلال الستة شهور الأخيرة متناسية بذلك سلسلة الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب ضد المدنيين اللبنانيين كما ضد المدنيين الفلسطينيين وما زال في بيت حانون وقطاع غزة وفي كافة قرى ومدن ومخيمات الضفة الفلسطينية، حيث الاغتيالات وهدم البيوت والاعتقالات والحواجز ومواصلة الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري وغيرها من الانتهاكات وكأن هذه الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان وفلسطين التي وأدينت عليها في المجلس الأممي لحقوق الإنسان ليس موضع إدانة بالنسبة لرئيسة منظمة العفو الدولية.
إن حريات يرى أنه كان الأجدر بالسيدة خان التريث وعدم الاستعجال في إصدار المواقف المنافية للحقائق الدامغة على الأرض وتبرئة إسرائيل من الأفعال التي تقدم عليها في كل لحظة بحق أبناء الشعب الفلسطيني. فإنه يطالب السيدة خان التراجع عن تصريحاتها واستيضاح الحقائق على الأرض. وهذا الأمر ليس بحاجة لأكثر من جولة سريعة بين مدن الضفة الفلسطينية والقطاع لترى بأم عينها حياة الذل وامتهان الكرامة الإنسانية فضلاً عن الفقر والبطالة والجوع التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء السياسة الاحتلالية الإسرائيلية المنافية لحقوق الإنسان.
وندعو السيدة خان القيام بجولة على السجون للإطلاع عن كثب على ظروف الاعتقال اللاانسانية لما يزيد عن عشرة آلاف أسير وأسيرة فلسطينية يرزحون خلف القضبان في سجون الاحتلال كما نتمنى عليها أن تلتقي عائلات الأسرى في غزة والضفة ولجنة الصليب الأحمر الدولي لتسمع منهم عن عدد العائلات المنوعة من زيارة أبنائها وعن رحلة العذاب الشاقة التي تلاقيها العائلات التي يسمح لها بزيارة أبناءها أثناء رحلة المعاناة ذهابا وإياباً.