التقى مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” الأسير المحرر محمد التاج، الذي ومنذ لحظة تحريره بتاريخ 18/4/2013، لا يزال يرقد على سريره في المستشفى الكويتي في مجمع رام الله الطبي بسبب خطورة حالته، الذي تساءل هو ووالدته التي تقيم معه في نفس الغرفة ولا تفارقه لحظة: هل سيبقى على هذا الحال إلى أن يواجه مصيره المحتوم بسبب عدم وجود نخوة فلسطينية وعربية تسارع لعمل اللازم لإنقاذ حياته؟
وتوجه التاج ووالدته بصرخة حارة ملؤها الثقة والألم إلى العواصم العربية وملوكها ورؤسائها كي يعملوا على إنقاذ حياته وإجراء عملية زرع رئتين له تغنيه عن جهاز التنفس الصناعي الذي يلازمه على مدار 24 ساعة، ليتمكن من مواصلة حياته الاعتيادية والنضالية. وهو الذي يعاني من تعطل عمل الرئتين بسبب تكلسهما ووجود ألياف عليهما بنسبة تصل إلى 85%.
من جانبه أكد حريات أن الاسراع في إجراء العملية المطلوبة لإنقاذ حياة التاج مهما بلغت تكلفتها المادية هي مهمة وطنية وإنسانية وأخلاقية من الدرجة الأولى تقع على عاتق الدول العربية والإسلامية وكل أحرار العالم المدافعين عن حقوق الانسان، تحمل في طياتها رسائل هامة للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي وللمرضى منهم على وجه الخصوص تعكس مدى اهتمام المجتمع الفلسطيني والعربي بقضية الأسرى والمرضى منهم الذين يتهددهم خطر الموت. والأهم أنها رسالة موجهة للحكومة الاسرائيلية التي تتحمل كامل المسؤولية عن حياة التاج والوضع الصحي الخطير الذي وصل إليه وعن سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها على الأسرى والأسيرات وعن وفاة العشرات منهم داخل السجون وخارجها كان آخرهم ميسره أبو حمدية، عرفات جرادات، زهير لبادة، وأشرف أبو ذريع وتدلل على مدى وجدية اهتمامنا بقضايا الأسرى المرضى ومعاناتهم.
وللتصدي لهذه السياسة ومن أجل إطلاق سراحه فإن جهوداً جدية كبيرة بذلت من قبل مؤسسات حقوق الانسان الفلسطينية ووزارة شؤون الأسرى والمستوى السياسي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: بعد أن نجحنا جميعا في انتزاع حرية التاج هل يعقل أن نتركه يواجه مصيره لوحده دون أن نحرك ساكنا؟
نشير هنا إلى قرار السيد الرئيس أبو مازن والسلطة الوطنية الفلسطينية بتغطية نفقات علاج التاج مهما بلغت ولكن تأخير تنفيذ هذا القرار مهما كانت أسبابه ومبرراته تستدعي الآن التدخل العاجل لنقله فوراً إلى إحدى الدول الأوروربية خاصة بعد القرار الصعب الذي اتخذه التاج بإعلانه الإضراب المفتوح عن الطعام والدواء والأوكسجين ابتداءً من اليوم الأحد الموافق 7/7/2013 بكل ما يعنيه ذلك من خطر حقيقي على حياته.
حريات يؤكد أن الاستجابة لصرخة الأسير محمد التاج ووالدته هي تلبية لنداء الحركة الأسيرة وكافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال. وهي تجسيداً للمصداقية الوطنية والسياسية والقانونية والأخلاقية لنا جميعاً مما يتطلب العمل العاجل من أجل ضمان توفير العلاج اللازم له ومواصلة نضالنا الحثيث لتحرير الأسرى خاصة الأسرى المرضى الذين يتهددهم خطر الموت. وأملنا كبير أن يكون ذلك قبل فوات الأوان.