نفذ مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ” حريات ” أمس الأحد ورشة عمل في مدرسة فرعون الثانوية في محافظة طولكرم تحت عنوان ” الأسرى المرضى في القانون الدولي الإنساني تلبية لدعوة وجهتها المدرسة للمركز ومديره حلمي الأعرج.
بدورها رحبت المدرسة ممثلة بمديرتها الأستاذة لينا سلمان ومعلماتها بطاقم المركز شاكرين جهدهم الدائم وحضورهم المميز في ملف الأسرى بشكل عام والأسرى المرضى بشكل خاص.
وفي بداية الورشة تحدث الأعرج عن مركز حريات وتأسيسه، مشيراً إلى أنه تأسس في القدس عام 1992، كامتداد للجان الدفاع عن الحريات التي تشكلت كمنظمة جماهيرية عام 1985، لمواجهة سياسة القبضة الحديدة التي اعتمدتها سلطات الإحتلال. وفي عام 2003 حصل على ترخيص فلسطينيوفق قانون الجمعيات الخيرية والهيئات الأهلية لعام 2000. وأضاف، يعمل المركز على صون الحريات العامة للمواطنين الفلسطينين، وفي رصد وتوثيق الإنتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأسرى، وفي السنوات الأخيرة ركز المركز اهتمامه على قضية الأسرى المرضى.
وأضاف في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وتزايد الحالات المرضية، وزيادة عدد الشهداء من الأسرى المرضى تبنى المركز قضيتهم وأصبح من أكثر المؤسسات الحقوقية تخصصاً في ملفهم. مؤكداً على أن قضيتهم وبفعل كل الجهود المخلصة التي بذلتها المؤسسات العاملة في المجال ووزارة شؤون الأسرى تحولت إلى قضية مركزية لدى المجتمع الفلسطيني والمستوى السياسي.
من ثم عرض المركز فيلماً عن واقع الأسرى المرضى من انتاجه كان له أثراً واضحاً على نفوس الطالبات. واستعرض بعدها مدير المركز الأوضاع الصحية في السجون والشروط الإعتقالية التي يعيشها الأسرى والتي لا تلبي المعايير الدنيا من الشروط الإعتقالية التي نصت عليها الإتفاقيات والمواثيق الدولية وفي مقدمتها اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة لمعاملة الأسرى لعام 1949. وتحدث عن تجليات سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجا مصلحة السجون متمثلة في عدم توافر العيادات الملائمة في السجون والأطباء المتخصصين، وعدم توفر الفحوصات الدورية والعلاج المناسب، ورحلة العذاب التي يلاقيها الأسرى المرضى أثناء تنقلهم في البوسطة.
وأشار إلى أن تسليط الضوء على قضية الأسرى المرضى لا يعني إهمال قضية الأسرى، فالأهمية تكمن في أن هذه القضية في القانون الدولي الإنساني لها أهمية خاصة حيث نصت العديد من مواد اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة على حق الأسرى في العلاج والتحرر في حال انعدام العلاج أو وصوله إلى طريق مسدود.
وقال ” إن الطبيعة الإنسانية ترفض سوء معاملة المريض فكيف إذا كان المريض أسير..!، ويجب علينا أن لا ننسى معاناة الأهل بسبب القلق الذي يعيشون فيه كل يوم. فعدد الأسرى المرضى يصل إلى 800 أسير، وبينهم 50 حالة حرجة جداً، و 25 مصابون بالسرطان، و 5 يعانون من شلل نصفي ويتحركون على كراسي متنقلة، منهم الأسير منصور موقدة، ناهض الأقرع، يوصف نواجعه، معتز عبيدو، خالد الشاويش. وأسرى يعانون من هشاشة العظام مثل الأسير ابراهيم البيطار، وغيرهم من الأسرى المبتوري الأطراف ومن يعانون أمراض القلب والضغط والسكري.
وحمل الأعرج المسؤولية الكاملة لما يجري لحكومة الإحتلال، مطالباً المجتمع الدولي العمل من أجل إطلاق سراحهم، وتشكيل لجان تقصي حقائق لزيارة السجون والإطلاع عن كثب على أوضاعهم الصحية والإعتقالية.
وفي ختام الورشة توجه بالشكر لإدارة المدرسة على اهتمامها بهذه القضية وعلى اهتمام الطالبات والمعلمات بها والذي تجلى من خلال المداخلات والأسئلة التي تم طرحها أثناء النقاش.