طالب مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للإطلاع عن كثب على ما يتعرض له أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي والتأكد من مدى انطباق اتفاقية جنيف الرابعة والمعايير الدولية الإنسانية لمعاملة الأسرى عليهم سيما في ظل استمرار تصاعد وتيرة القمع والاعتداءات الوحشية بوسائل محرمة دولياً وتنتهك كرامة الإنسان وحقوق الأسير.
حيث دأبت إدارات السجون اللجوء لاستعمال القوة بحق الأسرى في عدد من السجون والمعتقلات كان أخرها معتقل النقب ورشهم بالغاز الخانق في الغرف الضيقة والمكتظة وإطلاق الرصاص المعدني والمطاطي عليهم من مسافات قريبة لا تتعدى عدة أمتار وإرغامهم على التفتيش العاري والمذل تحت تهديد وحراسة الكلاب البوليسية كما حصل في قسم 3 في سجن الدامون فجر التاسع من شهر نيسان الجاري وفرض الغرامات المالية والعقوبات الجماعية والإمعان في سياسة العزل الفردي والجماعي بحقهم وتقليص مخصصاتهم من الغذاء والكساء ومواد التنظيف ومواصلة الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج اللازم للحالات المرضية الصعبة.
إن استمرار تفاقم أوضاع الأسرى المأساوية سوءاً عاماً بعد آخر ويوماً إثر يوم تتطلب من المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسانية الأممية ومن الأمين العام للأمم المتحدة شخصياً التدخل لوقف معانيات الأسرى الفلسطينيين اليومية والضغط على حكومة إسرائيل لإرغامها على وقف انتهاكات حقوق الإنسان والأسير الفلسطيني وتوفير ظروف اعتقال ملائمة لهم تتماشى مع المعايير والقوانين الدولية.
إن حريات وهو يتوجه بهذه المناسبة بالتحية لأسرى الحرية وذويهم ولأسرى الدوريات العرب يدعو مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية لتضافر الجهود والتعاطي بجدية مع مطلب تشكيل لجنة تقصي الحقائق لما لذلك من أثر هام في كبح عدوانية إدارات السجون وتحسين ظروف حياة الأسرى ومن ثم الارتقاء لمزيد من العمل من أجل إطلاق سراحهم جميعاً وفي المقدمة قدامى الأسرى الذين مضى على بعضهم في الأسر ما يناهز الثلاثة عقود.