“حريات”: الجرب داخل السجون نتاج لسياسة الجرائم الطبية بحق الأسرى
ينظر مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بقلق شديد إلى ما وصلت إليه أوضاع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وبخاصة بعد قرار مصلحة السجون الإسرائيلية منع زيارات المحامين، ووفق المعلومات التي بدأت ترشح من داخل السجون فإن هناك انتشاراً للأمراض الجلدية على نطاق واسع وتحديداً مرض الجرب الناتج عن قلة النظافة الشخصية والعامة.
فمن خلال متابعات “حريات” لأوضاع الأسرى/ات في سجون الاحتلال، وبعد أن قامت مصلحة السجون الإسرائيلية بمنع المحامين من زيارة الأسرى/ات في سجني ريمون ونفحة، تبين بأن سبب هذا المنع يعود إلى تفشي مرض الجرب بين الأسرى/ات هناك، بالإضافة إلى تفشيه في سجنين أخرين هما مجدو والنقب.
يؤكد “حريات” بأن ظروف الاعتقال داخل سجون الاحتلال غاية في السوء، وأن الأسرى/ات عدا عن أنهم منقطعون عن العالم الخارجي بشكل كامل، فإنهم ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يتعرضون لشتى أصناف الأفعال الحاطة من الكرامة الإنسانية، وعلى رأسها الضرب والتنكيل، من تعذيب جسدي ونفسي، وقيام السجانين بممارسات لا أخلاقية مثل التحرش الجسدي واللفظي، هذا بالإضافة إلى غياب أي نوع من العلاج أو الرعاية الصحية، وتقليص كميات المياه عنهم بشكل كبير، وحرمانهم من مواد التنظيف الشخصية والعامة، والملابس الداخلية والخارجية، وإن كل هذه الممارسات تهدف إلى كسر إرادة الأسرى والأسيرات.
إن “حريات” في الوقت الذي يستنكر فيه استمرار سلطات الاحتلال بسياسة القتل البطيء وممارستها للجرائم الطبية كأحد الأدوات المستخدمة لكسر إرادة الأسرى/ات معنوياً ومادياً، وحرمان الأسرى والأسيرات من الحصول على أدنى اساسيات الحياة، فإنه يحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم وسلامتهم الشخصية وبخاصة في السجون التي ينتشر فيها مرض الجرب.
وفي الوقت الذي يدعو فيه “حريات” إلى فصل الأسرى/ات من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة عن باقي الأسرى حفاظاً على حياتهم وتجنيبهم الإصابة بمرض الجرب، بما في ذلك الأسرى الموجودين في عيادة سجن الرملة، فإنه يؤكد على ضرورة أن تقوم المؤسسات الدولية ذات العلاقة والاختصاص بوقف الجرائم المرتكبة بحق الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، والعمل مع الدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف لإجبار الدولة القائمة بالاحتلال “إسرائيل” على فتح سجونها أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر. كما يدعو “حريات” منظمة الصحة العالمية بالمساعدة في الضغط على سلطات الاحتلال لإدخال الأدوية والعقاقير اللازمة، والسماح للطواقم الطبية بالدخول إلى السجون لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للحد من انتشار مرض الجرب بين الأسرى والأسيرات.