حريات : استمرار سياسة تجويع الأسرى (طعامهم يخلو من الفاكهة و السكر والملح )
أكد مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أن مصلحة السجون الإسرائيلية تزيد من وتيرة الضغط على الأسرى والأسيرات منذ السابع من أكتوبر في إطار سياستها الهادفة إلى التضييق على حياتهم اليومية في سجون الاحتلال، وذلك من خلال ممارسة التعذيب اليومي بحقهم بشكل متواصل داخل الأقسام والغرف، وكذلك منع زيارات الأهل وقطع أي شكل من أشكال التواصل العائلي معهم، بالإضافة إلى استمرار سياسة التجويع بحقهم الأمر الذي يهدد حياة الأسرى وله تداعيات صحية وخيمة عليهم في المستقبل.
وذكر حريات أن محامي المركز زار عدد من المعتقلين في سجن عوفر الذين أفادوا أن إدارة السجن تستمر في تطبيق سياسة التجويع بحقهم، حيث أفاد أحد الأسرى أن إدارة السجن توفر طعام بالحد الأدنى الذي يكفي لبقاء الأسير على قيد الحياة، دون الإكتراث إلى حاجة الجسم للعناصر الغذائية المتنوعة وأيضا مدى تأثير ذلك على صحة الأسرى في المستقبل لأن الطعام يخلو من أي نوع من أنواع الفاكهة، وكذلك لا يحتوي على السكر أو الملح، ويتم طهيه بطريقة السلق ويقدم بغالب الأحيان دون طهي جيد.
أما بخصوص تقديم الرعاية الصحية للأسرى المرضى أفاد أسير آخر أن أحد زملائه الأسرى في قسم (15) كان لديه ألم في المرارة، وتم وضعه في ساحة القسم بعد صلاة الفجر لغرض إجراء نقله إلى عيادة السجن، الأمر الذي استمرت الإدارة في رفضه حتى وقت الغروب، وترافق ذلك مع استمرار الاحتجاج من قبل زملائه الأسرى باستعمال الضرب على الأبواب بأيديهم وكذلك الصراخ مطالبين بإخراج زميلهم للعيادة إلى أن دخلت قوات القمع وقامت بضرب جميع الأسرى في القسم بما فيهم الأسير المريض، وبعد ذلك قاموا بإخراجه إلى العيادة وإعطاءه مسكن ألم فقط وأرجعوه إلى القسم مرة أخرى ومن ثم نقلوه بعد وقت قصير إلى مكان مجهول.
وأشار الأسرى إلى استمرار حرمانهم من الخروج إلى ساحة الفورة بعد تقليص الوقت المسموح به، الأمر الذي نتج عنه امراض جلدية كثيرة أحد أسبابها عدم تعرضهم لأشعة الشمس وشح مواد التنظيف المتوفرة، وأدى ذلك إلى إصابة العشرات منهم بأمراض جلدية اقتضت عزلهم في غرف مع بعضهم البعض مما أدى إلى زيادة معاناتهم بشكل كبير، بالمقابل تتعمد إدارة السجن ومصلحة السجون الإسرائيلية في الاستمرار في سياستها الممنهجة الهادفة إلى التضييق اليومي على حياة الأسرى بشكل منافي لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالب حريات منظمة الصحة العالمية العمل على دراسة الآثار الصحية الوخيمة على صحة الأسرى في سجون الاحتلال بعد مضي أكثر من أحد عشر شهراً من الاستمرار في سياسة التجويع بحقهم، ويطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل للحفاظ على حياة الاسرى الذين تسببت لهم سياسة التجويع انخفاض كبير في أوزانهم بشكل ملحوظ بمعدل 20 كغم لكل أسير، وأكد حريات أن الاستمرار في هذه السياسة يعتبر جريمة حرب تهدف إلى التدمير المباشر لصحة الأسرى الجسدية والنفسية.