في المؤتمر الشعبي الأول لنصرة الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية قال مقرر الهيئة العليا ومدير مركز الدفاع عن الحريات الأستاذ حلمي الأعرج والذي افتتح المؤتمر ” أننا في هذا المؤتمر لنسلط الضوء على هذه القضية الحساسة الهامة، قضية الأسرى المرضى في سجون الإحتلال الإسرائيلي بأبعادها الوطنية والسياسية والإنسانية والقانونية في ظل إزدياد أعداد الأسرى المرضى وسقوط الأسرى شهداء، كان آخرهم الشهيد عرفات جردات وميسرة أبو حمدية نحذر حكومة الإحتلال ونحملها المسؤولية التامة عن حياة أسرانا. إن هذا الحضور الرسمي والشعبي دليل على الإهتمام بقضية الأسرى على كل المستويات حيث أنها تحتل الصدارة في أجندة شعبنا والوزارة والمؤسسات وكل من يقف ويدعم هذه القضية الإنسانية والوطنية، ولكن انعقاد هذا المؤتمر لا يجب أن يكون لمجرد الإنعقاد بل يجب أن يخرج بتوصيات، فالوضع بالسجون لا يحتمل الصمت ويجب العمل على إطلاق سراحهم.
جريدة القدس
ندد بيان ختامي صدر أمس عن المؤتمر الشعبي لنصرة الأسرى في السجون الصهيونية في بيان أصدره عقب انتهاء اجتماعات عقدها في مدينة رام الله لنصرة الحركة الأسيرة بالسياسة التي تنتهجها السلطات الصهيونية حيال الأسرى خاصة المرضى المضربين عن الطعام.
وقد اقر المؤتمر مجموعة من التوصيات والمقترحات أهمها:
التأكيد على تحريم العودة للمفاوضات إلا بعد إطلاق سراح جميع الأسرى دون قيد أو شرط أو تمييز وبعيدا عن استخدام الأسرى كورقة ابتزاز سياسي من قبل دولة الاحتلال وحكوماتها المتعاقبة.
ضرورة العمل بكل ال طرق الممكنة لزيادة ورفع وتيرة المشاركة الشعبية في الفعاليات والأنشطة، وتوحيد الجهد الشعبي لمساندة الأسرى، وإبراز قضيتهم كقضية تمثل أولوية وطنية من الدرجة الأولى.
ضرورة تكامل الجهود على كافة المستويات الرسمية والشعبية والقانونية، وفق إرادة سياسية راسخة للحفاظ على ملف الأسرى بقوة وبكل متطلبات المتابعة المتاحة.
على المستوى القانوني
الاستفادة قدر الإمكان من رفع الصفة التمثيلية لدولة غير عضو في الأمم المتحدة لتحديد المكانة القانونية للأسرى كمناضلين من اجل الحرية ورفض وصم نضالهم وحقهم المشروع “بالإرهاب”، وهم مختطفون بطريقة غير شرعية الأمر الذي يعتبر مخالفة خطيرة للقانون الدولي.
الاستفادة أيضا في نقل قضية الأسرى الى محاكم جرائم الحرب حيثما يمكن ذلك، ورفع دعاوى قضائية وملاحقة مجرمي الحرب في دولة الكيان على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني وحركته الأسيرة.
مطالبة المؤسسات الدولية وفي مقدمتها المؤسسات الحقوقية والإنسانية بإرسال لجان تحقيق دولية، ولجان تقصي حقائق للوقوف على الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي والاطلاع على حقيقة الوضع الكارثي للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
العمل على إيجاد وبناء أجسام حقوقية ودولية وشبكات مؤسساتية دولية لمناصرة قضية الأسرى على امتداد العالم اجمع.
على المستوى المحلي
توحيد وتنظيم الفعاليات الحاشدة التي ترتقي لمستوى تضحيات الأسرى ومعارك البطولة التي يخوضونها بأمعائهم الخاوية دفاعا عن كرامة شعبنا الإنسانية والوطنية، عبر توسيع المشاركة للقطاعات والشرائح والفئات والمؤسسات، وأهمية الانخراط الواسع للجميع قوى وفعاليات في الأنشطة الداعمة للأسرى والأسيرات.
تبني وتنظيم حملات قانونية وشعبية متخصصة، وكذلك تنظيم الورش والفعاليات والندوات واللقاءات الهادفة الى الإبقاء على قضية الأسرى كقضية حية وحاضرة، وزيادة الوعي المجتمعي لدى الأجيال الشابة بأهمية قضية الأسرى.
توحيد الفعاليات وتنظيم فعاليات بالتزامن في كافة المحافظات الفلسطينية، وإحياء المناسبات الخاصة بالأسرى، وإبراز الملفات التي لا تحتمل التأجيل كملف الأسرى المرضى والعزل، والإداري، وقدامي الأسرى، والأطفال والأسيرات دون أي تميز بين أسير وأسير لأن الأسرى جميعا هم محور الاهتمام والعمل والأساس الجامع لعملنا جميعا.
زيادة التنسيق والتعاون في إطار الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين التي تمثل مظلة جامعة لكافة الفعاليات والمؤسسات والقوى وبين الأجسام الرسمية وتكامل الجهد بين الرسمي والشعبي.
مطالبة وسائل الإعلام المحلية وغير المحلية بالعمل على إبراز قضية الأسرى وتخصيص مساحات أوسع لدى مختلف وسائل الإعلام، وتحملها مسؤولياتها والقيام بدورها في إبراز قضية الأسرى وتنبي حملات إعلامية.
عربيا ودوليا
على صعيد البعد العربي زيادة الاهتمام من قبل الحركات والقوى والمؤسسات العربية بهذه القضية، وتقديم كل الدعم الممكن لها، وتنظيم الأنشطة الفعاليات المساندة للأسرى.
تنظيم المؤتمرات والزيارات وتوسيع اللقاءات على المستوى الشعبي والرسمي، ومن خلال الجامعة العربية والأحزاب والقوى الفاعلة لتسليط ال ضوء على قضية الأسرى، وتحمل المؤسسات العربية والمسؤولية من اجل نصرة الأسرى.
على المستوى الدولي
توسيع العلاقة مع المؤسسات الدولية وزيادة الاتصال معها لخلق رأي عام مساند في بلدانها يتضامن مع قضية الأسرى.
مناشدة اتحاد البرلمانيين والبرلمان الأوروبي وكافة البرلمانات للضغط على سلطات الاحتلال للافراج الفوري عن النواب المختطفين من سجونها.
مناشدة المؤسسات الدولية وطالبتها بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام وتحميل الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
مطالبة الحكومات والمؤسسات الدولية بمقاطعة دولة الاحتلال وفرض عقوبات دولية عليها وسحب الاستثمارات منها.
وكانت المحافظات الفلسطينية شهدت أول أمس اعتصامات وتظاهرات شعبية مساندة للأسرى أمام مقار الصليب الأحمر تلبية لدعوة نادي الأسير الفلسطيني الذي أعلن عن سلسلة من الفعاليات الشعبية دعما ومساندة لأسرى في السجون الصهيونية بمشاركة ذوي الأسرى وممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية وشخصيات دينية والمؤسسات التي تعنى بشئون الأسرى.
وعبر المشاركون في هذه الفعاليات عن إيمانهم بقضية الأسرى العادلة، والوقوف بجانبهم والعمل على استخدام كافة الوسائل الشعبية المتاحة لنصرة الأسرى وبما يمكن من مضاعفة الضغط على سلطات الاحتلال وفضح ممارساتها وسياسياتها التعسفية تجاه أسرانا البواسل.
في حين رفع المشاركون صورا وشعارات داعمة للأسرى خلال الاعتصامات، أكدوا خلالها أن قضية الأسرى هي قضية كل مواطن فلسطيني، يتوجب العمل على مضاعفة الجهد من اجل نصرة الأسرى والوقوف وقفة حقيقية أمام نضالات وتضحيات الحركة الأسيرة.
وشدد المشاركون على ضرورة إنهاء الانقسام بأسرع وقت ممكن والقضاء على مظاهره وتفويت الفرصة على السلطات الصهيونية باستغلال ذلك والتفرد بتضييق الخناق على أسرانا وتنفيذ سياساتها التعسفية، وفي هذا الجانب دعت أمهات الأسرى كل أحرار العالم بضرورة تبنى قضية الأسرى الفلسطينيين كإحدى القضايا العادلة في العالم مطالبين في الوقت ذاته التحرك لوقف النزيف الذي يعانيه الأسرى.
أهالي الأسرى المضربين
وعبرت المحامية شيرين شقيقة الأسير سامر العيساوي عن استيائها من المؤسسات الدولية والحقوقية والذي يشكل صمتها جريمة أكبر، مشددة على أهمية النشاطات والاعتصامات الشعبية لما لها من أثر كبير على نفوس أسرانا.
وقال شقيق الأسير طارق قعدان “لن أسامح أي إنسان كان بمقدوره أن يساعد الأسرى ولم يقدم، وسيسجل، التاريخ مطالبا أن تكون تلك الوقفات الشعبية نابعة من قلب كل فلسطيني ومن كل مواطن فلن أستطيع وصف وضع عائلتي بعد 63 يوما من الإضراب عن الطعام فكيف للعالم أن يتخيل طفل مريض يحتاج والده في دقيقة وعندما يبحث عنه علينا أن نفسر له هذا الغياب المفاجئ”.
ووجه شقيق الأسير جعفر عز الدين رسالة إلى كل الأشراف،وقال “على العالم أن يعي انه لم يتبق وقت، فشقيقي يعاني من وضع صحي خطير ونحن ننظر بخطورة ع ل ى م ا أصاب شقيقي جعفر فيجب التحرك لوضع حد لما يجري بحقه وحق كافة الأسرى المضربين عن الطعام فعائلتي تعيش في حالة توتر دائم وينتظرون أي خبر حتى لو كان بسيطا لطمأنتهم عن وضعهم الصحي”.
وأكد نادي الأسير من خلال المتابعة القانونية أن وضع الأسرى المضربين في غاية من الخطورة مشددا على ضرورة المشاركة الفعالة والحقيقة في النشاطات الشعبية الداعمة لهم.
الأسير سامر العيساوي: إضراب مستمر
وكان الأسير المقدسي سامر طارق العيساوي أعلن أمس استمراره في إضرابه المفتوح عن الطعام رغم التدهور الخطير الذي طرأ على وضعه الصحي.
وقال محامي نادي الأسير: إن العيساوي يرفض فك إضرابه المستمر منذ تاريخ 1- 8- 2012 حتى الحرية أو الشهادة، وأضاف “أن الأطباء يبدون قلقا حقيقيا على حياته، بعد أن صعد سامر إضرابه وامتنع عن ش رب الماء لعدة ايام خلال الأسبوع الماضي”.
وحذر محامي نادي الأسير بعد زيارته للعيساوي في عيادة سجن “الرملة ” من خطورة الوضع الصحي للعيساوي، وقال”إنه يعاني من آلام حادة في جميع أنحاء الجسم وخاصة في البطن والكلى، وضعف في النظر، وصداع في الرأس، ودوخة مستمرة وعدم القدرة على الوقوف على قدميه، وأوجاع في الكلى والعمود الفقري، وعدم انتظام في نبضات القلب”، واشتكى من أوجاع حادة في القفص الصدري بعد الاعتداء الذي جرى بحقه وحق عائلته في محكمة “الصلح” في القدس قبل نحو شهر.
وتزامنا مع دخوله اليوم ال 188 من إضرابه المفتوح عن الطعام، دعا العيساوي الحكومة المصرية للتدخل ووضع حد لاعتقاله المستمر منذ 7- 7- 2011 ، بعد الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار التبادل التي جرت برعاية مصرية.
الأسير يوسف شعبان علق إضرابه
من جانبه، أفاد وزير الأسرى عيسى قراقع: إن الأسير يوسف شعبان شافع شعبان من بلدة عانين قضاء جنين علق أمس إضرابه عن الطعام بسبب خطورة وضعه الصحي الذي تدهور بسرعة وأصيب بانتكاسة كبيرة. وطالب قراقع، بالإفراج الفوري عن شعبان وكافة المضربين بسبب خطورة استمرار اعتقالهم.
نقل الشراونة وشعبان
وأفاد نادي الأسير أن إدارة السجون الصهيونية نقلت الأسير أيمن الشراونة من “عيادة سجن الرملة ” إلى النقب ويوسف شعبان لسجن مجدو، مؤكدا أن هناك خطورة بالغة في نقلهما بسبب تدهور وضعهما الصحي ومعاناتهما من عدة أمراض ومضاعفات خطيرة تحتاج لفحوصات ومتابعة وعلاج في المستشفى.
وأفاد بيان النادي، أن الشراونة من بلدة دورا قضاء الخليل، الذي قضى 10 سنوات من محكوميته البالغة 30 عاما بتهمة الانتماء لحركة “حماس” وتحرر في صفقة وفاء الأحرار، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله بعد شهرين من تحرره وحولته للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور وبعد انتهاء المدة أوقفته دون محاكمة بتهمة خرق بنود الصفقة، ورغم عدم إدانته بأي تهمة استمرت باعتقاله فأعلن إضرابا مفتوحا عن الطعام في 1- 7- 2012، ورغم تدهور حالته الصحية بشكل خطير ورفضت نقله لمستشفى مدني.
والأسير شعبان من بلدة عانين قضاء جنين، وقد اعتقل فجر 22 – 11 – 2012 مع جعفر عز الدين وطارق قعدان، وأعلن إضرابه عن الطعام منذ 27 – 11 ، بعد تسليمه قرار تحويله للاعتقال الإداري.
وأصيب شعبان بأوضاع صحية قاسية وانعكاسات خطيرة وبعدما طالب بعلاجه نقلته إدارة السجون لمعتقل مجدو بدل المستشفى.
وحمل رئيس نادي الأسير قدورة فارس السلطات الصهيونية المسؤولية الكاملة عن حياة المضربين مطالبا مؤسسات حقوق الإنسان إلزامها بنقلهم فورا للمستشفى.