في يوم الأرض مركز حريات وأبو جهاد ينظمان ندوة تضامناً مع الأسير العيساوي
القدس – معا
نظم مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس بالتعاون مع مركز الدفاع عن الحريات ” حريات ” ندوة خاصة بالذكرى السابعة والثلاثين ليوم الارض وتضامنا مع الاسير سامر العيساوي والذي يخوض اطول اضراب في تاريخ البشرية وكافة الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وذلك ضمن افتتاح فعاليات احياء يوم الاسير والذي سينطلق خلالها المركز باحياء هذه المناسبة بأكثر من فعالية واليت تسلط الضوء على ما يعتري قضية الاسرى من اخطار محدقة بها ،وتحدث بالندوة كل من الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد ،والاستاذ حلمي الاعرج مدير مركز حريات ،والاستاذ راضي الجراعي الوكيل السابق لوزارة الاسرى والمحاضر بجامعة القدس ،وذلك وسط حضور من اهالي الاسرى وطلبة الجامعة .
وابتدات الندوة بالوقوف دقيقة صمت وحداد على ارواح شهداء الشعب الفلسطيني وعزف السلام الوطني ،تلاها ترحيب من د.ابو الحاج وتقديم حول الفعالية معلنا انطلاق فعاليات احياء يوم الاسير ،ضمن اعلان عام 2013 كعام لتحرير الاسرى القدامى والمرضى ،واوضح ان هذه الفعالية تأتي لاحياء الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الارض وتضامنا مع الاسير سامر العيساوي وكافة الاسرى المضربين عن الطعام ، واعاد التذكير بيوم الارض ، حيث قال ان شعبنا يحيي في 30 آذار من كل عام ذكرى يوم الارض الخالد ،منذ ان قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي ،بمصادرة آلاف الدونمات من الاراضي ذات الملكية الخاصة لابناء شعبنا في الداخل المحتل ،وخاصة في منطقة “عرابة،وسخنين ودير حنا ” في العام 1976 .
واضاف انه وعلى اثر ذلك تداعت الجماهير الفلسطينية للرد على الاستهداف الاسرائيلي ، فقررت مواجهة سياسة الاقتلاع الممنهجة من قبل حكومة الاحتلال ،واعلنت الاضراب الشامل ،وهذه كانت المرة الاولى التي يواجه فيها ابناء شعبنا في الداخل السياسة الاحتلالية ،الامر الذي قاد حكومة الاحتلال الى مواجهة الجماهير الغاضبة بالدبابات والمجنزرات لتعيد احتلالها موقعة 6 شهداء وعشرات الجرحى .
وقال ان معركة الأرض لم تنتهي في الثلاثين من آذار من العام1976، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تطاردنا، والمخططات المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، لا بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا ثم عاد التركيز على قضية اضراب سامر العيساوي ، حيث قال ان سامر من مواليد 16-12-1979 ، اعتقل بالعام 2003 وحكم عليه 30 عاما ،وافرج عنه ضمن صفقة “شاليط” ، واعيد اعتقاله بتاريخ 7-7-2012 ،بذريعة مخالفته لشروط اطلاق سراحه ،وقيامه بنشاطات تنظيمية وتحريضية .
ويعتبر العيساوي اول اسير مقدسي يتم اعتقاله من الاسرى الذين تم اطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل مع الجندي الاسرائيلي شاليط، الا ان قوات الاحتلال قامت باعتقال 5 اسرى محررين من سكان الضفة الغربية المحتلة كان قد تم الافراج عنهم ضمن صفقة التبادل، وتطالب هؤلاء الاسرى بإنهاء محكومياتهم السابقة، بحجة وجود معلومات ادارية سرية، وهذا خرق واضح للمعايير والقوانين الدولية والإنسانية، وعدم احترام للصفقة التي تمت بوساطة مصرية.
واوضح انه تم اعتقال سامر اثناء اجتيازه “حاجز جبع” ، ونقل إلى مركز تحقيق المكسوبية فمكث هناك 28 يوما كان خلالها يتعرض للتحقيق المستمر والذي كان يتواصل لمدة 22 ساعة يوميا يحرم خلالها من النوم او الراحة. ولمدة 23 يوما في المسكوبية كان سامر ممنوعا من لقاء المحامي، بهدف ممارسة الضغط عليه اثناء التحقيق، ولعزله عن العالم الخارجي. وقدمت لسامر لائحة اتهام يحاكم ضمنها في محكمة الصلح بالقدس، جاء من اهم بنودها خرق بنود إطلاق سراحه المشروط ودخول مناطق الضفة الغربية. كما وعقد له محاكم في محكمة عوفر العسكرية أمام لجنة عسكرية تدعى (لجنة شاليط)، والتي اتخذت قرارا بأن يستكمل سامر ما تبقى له من سنوات في حكمه السابق أي ما يقارب 20 عاما، وذلك بناءا على إدعاء اللجنة بوجود شبهات ضده استنادا لمعلومات استخباراتية سرية، لا يسمح للأسير سامر ولا لمحاميه الاطلاع عليها .
ووفق ذلك اعلن العيساوي اضرابه عن الطعام في الاول من آب 2012 احتجاجا على اعادة اعتقاله والمطالبة بإعادة محاكمته بناءا على ملف سري لا يسمح له بالدفاع عن نفسه. هذه العوامل دفعت سامر لخوض الاضراب عن الطعام بشكليه الجزئي والمفتوح للمطالبة بإطلاق سراحه، كون الاضراب عن الطعام هو السلاح الوحيد امامه لنيل حريته.
وبات سامر يعاني من أوجاع في جميع أعضائه، حيث لا يستطيع النوم لذلك يتم منح الأسير حبوباً منومة حتى يستطيع النوم ونسيان الآلام. كما ويعاني آلاماً حادة بجميع أنحاء الجسم وخاصة في البطن، والكلى، ويعاني ضعفاً حاداً بالنظر، وحالة دوخان بشكل دائم، واخدراراً دائماً بالقدم اليمنى ولا يستطيع الوقوف عليها.
ويعاني الأسير من أوجاع بالرقبة والعامود الفقري ونبضات قلبه غير مستقرة ، ويعاني من عدم الثبات في ضغط الدم وأوجاع حادة بالقفص الصدري، بالاضافة الى آلام حادة بجميع أنحاء جسده حتى انه بالآونة الأخيرة لم يعد يستطيع تحديد مكان الآلام، وختم بأن هناك تحذيرات من قبل الأطباء بتوقف قلب سامر بأي لحظة عن العمل وتخوفات من إصابته بجلطة قلبية، حيث إن وضعه الصحي حرج للغاية.
اما حلمي الاعرج فبين ان الحركة الصهيونية منذ نشأتها وهي تسعى للسيطرة على الاراضي الفلسطينية منذ عام 1948 وما زالت تحاول السيطرة على الاراضي وطرد الشعب الفلسطيني والسيطرة على ما تبقى من هذة الاراضي من البحر الى النهر وامام هذا الصمت العربي والدولي والشعبي لاتزال ارادة شعبنا شوكة في عين الاحتلال رغم ان الحركة الصهيونية تسيطر على الاراضي بالسلب والنهب كل هذا لم ينال من ارادة شعبنا.هذة فلسفة اسرائيل التى فرضتها على الشعب الفلسطيني المصادرة والانتهاك! يوم الارض يحمل في طياتة كل المعاني التى تجدد الوفاء والانتماء ومن اجل طرد الاستيطان وبناء دولة ذات سيادة حيث سرق المستوطنون 195 كيلو متر مربع من الاراضي الفلسطينية من خيرة الاراضي الفلسطينية
واضاف بان الجميع يتابع الملاحم البطولية الفردية والجماعية التى يخوضها الاسرى من اجل تحقيق مطالبهم العادلة منذ شهر نوفمبر 2011 وهم مصممون على خوض الاضراب وبخاصة اضراب الاسطورة سامر العيساوي الذي يخوض اطول اضراب بالتاريخ، هذا الاضراب وضع الاسرى بوضع ممتاز لكن تحيز الادارة الامريكية ودعمها للحكومة والكيان الاسرائيلي يجعل اسرائيل تواصل انتهاكها للاسرى وحقوقهم ولكن اذا كان العالم يتردد ويقف صامت فان شعبنا وطلابنا ونسائنا ورجالنا ينبغي ان يحملو القضية تماما كما حملها سامر العيساوي وبقية الاسرى المضربين والاسيرات مثل هناء الشلبي والاسرى الذين خاضو الاضراب احتجاجا على اعتقالهم الاداري وحققو انتصارا.
بدوره تطرق راضي الجراعي الى ان تاريخ الصراع مع الحركة الصهيونية كان ولا يزال عنوانه هو الارض ،وان هناك احصائية تقول بأن 97% من فلسطين هي اراضي وقف وحكومية وان الاحتلال ما بعد العام 1948 فرض سيطرته على هذه الاراضي تحت مسمى “حارس املاك الغائبين ” ومنح السكان صفة مقيم وليس مالك .
واضاف بأن اسرائيل تطالب العالم الاعتراف بها كدولة يهودية اي ان غير اليهودي ليس له اية حقوق ومن هنا تنبع ايضا اهمية الارض ،وتطرق الى اهمية الصراع الديمغرافي ، حيث هناك قول لشاؤول موفاز اقر به بان الصراع الديمغرافي مع الفلسطينيين اهم من القنبلة النووية الايرانية ،ومن هنا تقوم اسرائيل بتنفيذ خطط كثيرة لاجهاض البتفوق الديمغرافي الفلسطيني .
وختم بأننا كشعب نتعرض لأسوء نظام عنصري عرفته البشرية ،وهذا ما يجب علينا كشفه وفضحه ومطالبة العالم بالوفوق بالوقوف في وجه هذا الاحتلال العنصري ،وان نتمسك بقيم الحرية والمساواة والديمقراطية ، وان المتغيرات الاقليمية الجارية حاليا لا يجب ان تغير من اولوياتنا في شيء وبالذات قضية الاسرى ،وعلى ذلك لا بد من تفعيل المقاومة الشعبية من اجل اطلاق سراح الاسرى ،ودعم نضال الاسرى في معركة تحريرهم .