رام الله- 17/12/2012
أوصى المشاركون في المؤتمر الوطني لدعم قضية الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي نظم اليوم الاثنين في مدنية رام الله من قبل وزارة شؤون الأسرى والمحررين ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ونادي الأسير، تحت رعاية ومشاركة رئيس الوزراء د. سلام فياض بإصدار رسالة عاجلة للمجتمع الدولي ، وكافة المؤسسات الدولية وقداسة البابا، والأمين العام للجامعة العربية لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام الأسيرين سامر العيساوي ، وأيمن الشراونة وكذلك الأسرى المرضى.
كما أوصى المؤتمرون بضرورة تقديم شكوى عاجلة من دولة فلسطين المحتله لممثليها في الأمم المتحدة لتحميل حكومة الاحتلال المسؤولية عن حياة المضربين والمرضى، إضافة إلى تشكيل لجنة دولية للإطلاع عن كثب عما يجري بحق الأسرى في سجون الاحتلال، والإسراع في الانضمام للمعاهدات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة .
وفي كلمة لرئيس الوزراء د. سلام فياض، قال فيها “آن الأوان لرفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، خاصة الأسرى والبناء على صمود الأسرى الأسطوري، وتدويل هذا الملف وفق ما هو متاح في قرارات الشرعية الدولية، مستفيدين من هذا التعاظم الدولي لصالح الأسرى، الذين لا يمكن إن يكون شعور إطلاقا بأي قدر من الحرية إلا بإطلاق سراحهم جميعا.
وأضاف ” إن المشاركة الدولية في المؤتمر الذي يأتي لنصرة الأسرى، خاصة المرضى منهم، يدل على شان تعاظم الاهتمام الدولي في الملف الهام والحيوي”.
وأشاد فياض بدور المؤسسات المختصة في شؤون الأسرى، الأمر الذي يجسد التكامل المطلوب دوما بين كافة المؤسسات الرسمية والأهلية، ودعم وتضامن عربي للارتقاء بالأداء في مجال الأسرى إلى ما هو مطلوب.
وأشار إلى أن عقد هذا المؤتمر من شانه تسليط الضوء على وجه من أوجه الظلم اللاحق بالأسرى بشكل عام، والمرضى منهم تحديدا، وتسليط الضوء في ذات السياق على الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني بكافة مكوناته، حيث أن كل الأسرى مرضى بداء الحرمان من الحرية.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة الاستفادة من تسليط الضوء على الخطوات العملية من اجل تعظيم الاهتمام باحتياجات فئة الأسرى، وتسليط الضوء على معاناتها، التي تعاني من الحرمان كما الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار الاحتلال، إلى حين كسب كافة الحقوق المشروعة كما كفلتها الشرائع الدولية، وفيما يُبنا على ما تحقق من انجاز في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كخطوة هامة ذات رمزية خاصة لها الكثير من المكونات مما يبنى عليه ويستفاد منه، موضحا أن هذا الأمر لا يعتبر نهاية المطاف إلا بنيل الشعب كافة حقوقه ورفع الظلم بكافة أشكاله عن الشعب الفلسطيني، خاصة الظلم المتمثل في ملف الأسرى وبما يزيد عن 45 عاما، واعتقال ثلاثة أرباع مليون مواطن، الأمر الذي جعل هذا الملف شخصيا لكل عائلة ولكل بيت في فلسطين.
أما تيسير الزبري رئيس مجلس إدارة مركز حريات قال إن ما حققه الفلسطينيون من خلال الموقف السياسي هو بفعل صمود الشعب وتضحياتهم وصمود أسرانا، فقضية الأسرى أضحت مرتكز أساسي من مرتكزات القضايا الوطنية ، والمطلوب منا الآن تنفيذ الضغوطات على الصعيد العالمي لتحقيق ما يمكن تحقيقه في قضية الأسرى والأسرى المرضى بشكل خاص.
وفي كلمة لممثلة عن منظمة الصحة العالمية “أنيتا فيتولو” قالت إن من حق الأسرى أن يتمتعوا بالرعاية الصحية وهو حق محمي ، كالحق في الحياة ،وجميع الأسرى لهم الحق أن يعيشوا في ظروف جيدة وملائمة للكرامة الإنسانية ، ومن واجب إدارات السجون في حال الاعتقال الإجباري أن تكون مسؤولة عن تقديم هذا الحق في حال كان الأسير موقوف ، أو محكوم ، كذلك يجب أن يكون الطاقم الطبي معين من قبل وزارة الصحة وليس من قبل الخدمات في السجون ويجب أن يعاملوا كمرضى وليس كسجناء”.
ودعا د. يونس الخطيب ممثلا عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى تحديد آليات فعلية لإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أن تحترم حقوق أسرانا، من خلال المنصات الدولية لكي نحقق شيء عملي على الأرض.
وفي ذات الإطار قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع “نحن نعيش في حالة من الفاجعة ليس فقط من إسرائيل لأسيرين مضربين أكثر من 5 أشهر وإنما نعيش فاجعة أخرى من المنظمات الدولية الصامتة على ما يجري بحق الأسيرين ،وأضاف أن هذا المؤتمر نداء لكل أصحاب الضمائر لكل من يستطيع أن يفعل شيئا لا نريد أن تمر أعياد الميلاد المجيدة وتتحول لجنازات ودموع في لحظات صعبة تمر على حياة الأسرى المضربين ، إسرائيل تمارس حرب صامتة بحق الأسرى المرضى والأسير أشرف أبو ذريع الذي يعاني من حالة غيبوبة بعد 15 يوم من الإفراج عنه ،بعد أن عاش 6 سنوات ونصف من الاعتقال على الرغم من أن المحكمة العسكرية أصدرت قرار بحق أبو ذريع ليتلقى علاج طبيعي 5 مرات في الأسبوع إلا أن ذلك لم ينفذ وبقي يعاني حتى هذه اللحظة”.
وبين قراقع بعضا من الشواهد التي تجري اليوم في سجون الاحتلال كالأسير محمد التاج من طوباس الموجود في سجن “هداريم ” والذي يعاني من أمراض في الرئة، وهو يعيش على جهاز تنفس بالمقابل فإن سلطات الاحتلال غير مكترثة بما يجري بحقه”.
كما طالب رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن يتم فتح تحقيق بخصوص الأطباء في السجون والتأكد من أنهم مسجلون في نقابة الأطباء الإسرائيلية كونها عضو في نقابات الأطباء في العالم ومراجعة الكشوف وكذلك الممرضين ، فهناك شهدات حية من قبل الأسرى بان بعض موظفي الصيانة حولوا لممرضين يعطون الدواء للأسرى وأضاف “أعتقد أن نقابة الأطباء الفلسطينية يمكنها أن تطالب بإجراء تحقيق بشأن هذا الموضوع”.
وأكد فارس أن لدينا تفكير حقيقي وحيوي في عرض حقيقة ما يجري بحق الأسرى المرضى وعرض ذلك أمام محكمة أوروبية والمحاكم الدولية من باب القانون كون أن كل ما يمارس بحق الأسرى كلها جرائم تبدأ من لحظة الاعتقال مرورا بأساليب التعذيب والقهر والإذلال والاهانة ، مشيرا إلى أن قضية الأسرى بوابة واسعة لفضح إسرائيل”.
أما حلمي الأعرج مدير مركز حريات طالب بضرورة التركيز على قضية الأسرى المرضى لتسليط الضوء على قضية الأسرى برمتها ، فالأسير سامر عيساوي ، وأيمن الشراونة اللذان يخوضا أطول معركة في التاريخ الإنساني وكذلك الأسرى طارق قعدان وجعفر عز الدين ويوسف شعبان، واليوم هو ذكرى انطلاق المعارك الفردية للمطالبة بالحرية والتي بدأها الشيخ خضر عدنان ونحن على يقين أن الأسيرين سيحققان حريتهما إذا ما تضافرت الجهود ، مؤكدا على ضرورة تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر وتنفيذها في إطار التعاون المشترك بين المؤسسات المعنية بقضية الأسرى لنرقى بالتضحيات التي يقدمها أسرانا في السجون الاحتلال”.