أفاد الأسير راتب حريبات ممثل الأسرى في عيادة سجن الرملة أنه وبعد استشهاد الأسير المحرر جعفر عوض استشعر الأسرى المرضى الخطر الذي يتهدد حياتهم وأصبحوا ينتظرون استشهادهم في كل لحظة حتى بعد الإفراج عنهم – لأنهم حينها سيكونون أنصاف أحياء – ويتساءلون إلى متى سيبقى وجودهم داخل هذه المقابر! متمنين أمنية وحيدة في هذه الحياة أن لا يستشهدوا إلا بين أهاليهم ومحبيهم..!
ووجه الأسير صرخته وصرخة الأسرى المرضى إلى كافة الجهات المعنية سواء على الصعيد الرسمي أو الشخصي لإيلاء موضوعهم زيادة في الاهتمام، منادياً بضغط جماهيري وسياسي كونه لا يوجد أي شيء فعلي يقدم لهم على أرض الواقع، وقال ” نحن نعاني ظروف مأساوية ونتألم كل الوقت والعلاج المقدم لنا لم يتغير منذ 13 عاماً ولا يتعدى المسكنات”.
جاء ذلك خلال زيارة محامية مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ” ابتسام عناتي ” للأسرى المرضى في سجن الرملة وهم: منصور موقدة، ناهض الأقرع، خالد الشاويش، معتز عبيدو، إياد رضوان، محمد السلايمة، شادي دراغمة، عنان جلاد، اشرف أبو الهدى، صلاح الطيطي، مصطفى بلوط، حسن حداد، محمود أبو اصبع، راتب حريبات، عبد الفتاح حوشية، معتصم رداد، يوسف نواجعة.
وفي الحديث عن ظروف عيادة سجن الرملة أفاد حريبات أن أوضاعه سيئة للغاية، ومساحته صغيرة لا تكفي لتواجد 17 أسيراً مريضاً يتحرك أغلبهم على كراسي متحركة، وبالإضافة إلى صعوبة أوضاعهم الصحية، فهم يعانون من الضغط النفسي، ويناشدون مجدداً كافة السجون الوقوف إلى جانبهم لتحقيق مطلبهم بإعادتهم إلى القسم القديم حيث يوجد به القليل من الراحة، أو نقلهم إلى مستشفيات مدنية.
وخلال زيارتها التقت المحامية عناتي في عيادة سجن الرملة ثلاثة أسرى مرضى أطلعوها على حالتهم المرضية وهم:
الأسير محمد محمود عبد الرزاق السلايمة من القدس / راس العامود ، تاريخ الاعتقال 6/3/2015، تاريخ الميلاد 28/7/1993. الوضع الصحي للأسير: كان قد تعرض لإصابة بالرصاص في اليد اليمنى واليسرى وفي ظهره وقدمه لحظة اعتقاله، يتحرك بكرسي متحرك، أفاد أن وضعه بدأ بالتحسن، وباستطاعته المشي لفترات قليلة، ويتناول المسكنات كلما كان هناك ضرورة لذلك .
الأسير عنان عبد الرحيم جلاد من طولكرم ، من مواليد 14/7/1962. الوضع الصحي للأسير: يعاني من حالة النسيان المستمر، متعب نفسياً، أجريت له عملية استئصال في الأمعاء أثناء تواجده في السجن سابقاً إذ كان يعاني من تمزق في الأمعاء، وعمليه في القدم بسبب التجلطات.
وأفادت عناتي أنها وجدت صعوبة في الحديث معه لأنه كان مشتت الأفكار، لا يذكر شيئاً، لا تاريخ اعتقاله ولا كيفية اعتقاله، ولا أنواع الأدوية التي يتناولها، وأنه متعب نفسياً لدرجة كبيرة جداً ووضعه سيء للغاية. وطالبت أن يكون هناك تحركاً استثنائيا لإطلاق سراحه بسبب صعوبة حالته الصحية.
الأسير شادي اسحق يونس دراغمة من مخيم قلنديا، معتقل بتاريخ 7/8/2014 يعاني من إصابة في النخاع الشوكي أدت إلى إصابته بشلل نصفي، والإصابة كانت في عام 2007، تم استئصال كلية له ولا يتناول سوى المسكنات، وضعه الصحي يستلزم إجراء علاج طبيعي للعمود الفقري إلا أن ذلك لم يحدث وقد طالب بذلك مرارا ولم تتم الاستجابة لطلبه وأنه لا يوجد أي اهتمام يذكر بالحالات المرضية الموجودة.
وأفاد الأسير أنه مكث في التحقيق 59 يوماً وبعد 40 يوم دخل عليه السجانون وانهالوا عليه ضرباً بالآت حديدية مما سبب له جروحاً في قدمه ونزيفاً في الأمعاء، كما أنه يعاني من جرح عميق في الفخد سببه البوسطة، كان ذلك خلال نقله الى المحكمة وكان على كرسيه المتحرك وعند وصوله إلى المحكمة وأثناء زحفه للخروج من سيارة البوسطة دخلت حديدة من سيارة البوسطة في فخده أدت إلى جرح عميق وقد أصدر القاضي في المحكمة أمراً بتصوير الجروح، هذه الوقائع مثبته بالتقرير الطبي والتقرير بحوزة محاميه إسماعيل الطويل.
بدوره طالب حريات المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والسياسية تجاه ما يتعرض له الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي والخطر الذي يتهدد حياتهم بسبب سياسة الإهمال الطبي ورفض سلطات الاحتلال إطلاق سراحهم، وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياة هؤلاء الأسرى.
ودعا منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي إلى التحرك العاجل لإرسال لجان طبية للإطلاع على الأوضاع الصحية داخل السجون ولقاء الأسرى المرضى الذين يتهددهم خطر الموت في كل لحظة.