يوم الأسير الفلسطيني مناسبة وطنية وعالمية
لتكثيف النضال لوقف جرائم الحرب والإبادة بحق الحركة الأسيرة
يحيي الشعب الفلسطيني ومعه كل أحرار العالم مناسبة يوم الأسير الفلسطيني تعبيراً عن الاعتزاز الكبير بنضالات الحركة الأسيرة وتأكيداً على مكانتها المتميزة في صفوف هذا الشعب وحركته الوطنية، ووفاءً للتضحيات الجسام التي سطروها على امتداد عقود من الزمن في سياق صراعها ونضالها في مواجهة محاولات الاحتلال المتكررة للنيل من إرادتها الصلبة التي تفلوذت في خضم الدفاع عن وجودها وانتمائها ومكانتها النضالية ودورها الطليعي في النضال الوطني، باعتبارها امتداداً عضوياً للحركة الوطنية الفلسطينية، وتمكنت بوعيها ووحدتها ونضالها أن تشكل نموذجاً فريداً في التاريخ المعاصر، وجسدت بالصمود وطول النفس بسالة نادرة في كل معارك الإضرابات الجماعية والفردية التي خاضتها وانتصرت فيها إرادتها الحرة على إرادة السجان.
فحفرت لنفسها مكاناً عميقا في وعي شعوب الأرض وأحرار العالم وحظيت باحترام منقطع النظير على الصعيد العالمي وهي تسطر بصمودها ملحمة الانتماء لفلسطين القضية والشعب وتدفع من حريتها ولحمها ودمها ما يفوق أي تصور وهي تواجه عدوان الاحتلال وسياساته العنصرية والفاشية على امتداد عمر هذا الاحتلال البغيض.
واستطاعت أن تشق طريقها النضالي الصعب وتُخرّج القادة والمناضلين والمناضلات الذين واصلوا طريق النضال نحو الحرية والاستقلال وتبوؤوا مواقع متقدمة في صفوف الشعب والثورة، وأطلق على العشرات الذين تحرروا من السجون أو الذين ما زالوا يقبعون فيها مانديلات فلسطين، وعمالقة الصبر لمن أمضى أكثر من أربعين عاماً في الأسر.
إن هذا الدور التاريخي للحركة الأسيرة هو محط اعتزاز الشعب الفلسطيني وهو الدليل الساطع والمنير على عظمة هذا الشعب وإصراره وتصميمه على مواصلة النضال لانتزاع حقه الطبيعي في الحرية وتقرير المصير والذي قدم في سبيل ذلك مئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى.
ومنذ السابع من أكتوبر تتعرض الحركة الأسيرة إلى هجمة غير مسبوقة لتحقيق ما عجزت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن تحقيقه. ووجدت حكومة نتنياهو، تحت غطاء العدوان على قطاع غزة فرصتها للاستفراد بها والانقضاض عليها وتعذيبها والتنكيل بها وفرض العقوبات الجماعية عليها وعزلها عن العالم الخارجي فحرمتها من زيارات الأهل ومنعت الصليب الأحمر من زيارات السجون، ونفذت جريمة الإخفاء القسري بحق أسرى قطاع غزة، وطبقت عليهم قانون المقاتل غير الشرعي. واستخدمت بحق الأسرى والأسيرات سلاح الجوع والبرد والمرض مما عرّض حياتهم وصحتهم لخطر حقيقي فخسروا من أوزانهم، بسبب هذه السياسة، ما معدله 15 كغم لكل منهم.
واستشهد منذ السابع من أكتوبر (16) أسيراً منهم الأسير القائد والمفكر وليد دقة و27 أسيراً من أسرى قطاع غزة كشف عنهم إعلام الاحتلال ولم تعرف هوياتهم ولا ظروف استشهادهم، وهناك شهادات موثقة لهذه الجرائم بعضها تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية أو بثتها كاميرات جنود الاحتلال الساديين.
واكب ذلك حملات اعتقال واسعة النطاق شملت الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، فتجاوز عدد الحركة الأسيرة أكثر من 9500، منهم (80) أسيرة، وأكثر من مئتي طفل ونحو 600 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد ومن ينتظرون أحكامًا مؤبدة، وأكثر من 3600 معتقلًا إداريا، والآلاف من الأسرى يمارس عليهم الجوع والقهر والحرمان من العلاج والدواء والفحوصات الطبية وتنفذ بحقهم جرائم طبيّة، وهو ما أدى إلى استشهاد الأسير القائد وليد دقة الذي أمضى 38 عاماً في الأسر.
إن أهمية إحياء مناسبة يوم الأسير هذا العام، والحركة الأسيرة تتصدى لخطر حقيقي على حياتها ووجودها، هو في إيصال صرخة الأسرى المدوية التي تنادي كل أحرار العالم وتستحثهم للوقوف معها في معركة الصمود والحرية، ومع شعبها الذي يخوض معركة تقرير المصير والاستقلال الوطني لوقف العدوان وجريمة الإبادة الجماعية والقتل والتجويع والتعذيب والحرمان من العلاج والدواء، وهي مناسبة هامة لمطالبة المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتهم القانونية والسياسية والأخلاقية، والعمل لعقد جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان والدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف لإلزام دولة الاحتلال للتعامل مع الأسرى بموجب اتفاقيات جنيف، وإدراج قضية الأسرى التي تتعرض لإبادة جماعية في محكمة العدل الدولية وتشكيل وفد أممي لزيارات السجون والإطلاع على جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
إننا نهيب بكل أحرار العالم والشعوب المناضلة لإحياء مناسبة يوم الأسير بمسيرات حاشدة في كل عواصم العالم، باعتباره يوماً عالمياً يرمز لحرية الأسرى وحرية الشعب الفلسطيني.
(الموقعون: التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، الهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين، مركز حريات للحقوق المدنية، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، نقابة المحامين الفلسطينيين، منظمة التضامن الدولي ، لجنة التنسيق اللبنانية الفلسطينية للأسرى والمحررين، مركز الخيام، اللجنة الوطنية لدفاع عن الأسرى والمعتقلين، ومركز حنظلة)
المجد والخلود للشهداء
والحرية للأسرى
والنصر لشعبنا