مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية

حريات: محامية المركز تزور عدداً من الأسرى في مختلف السجون وتنشر معاناة الأسير يسري المصري المصاب بمرض السرطان جراء سياسة الإهمال الطبي

قامت محامية مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ” حريات ” ابتسام عناتي في شهر كانون الأول لعام 2014 بزيارة عدداً من الأسرى في سجون مجدو، ايشل، ريمون، عسقلان والرملة. ففي سجن عسقلان تمكنت عناتي من زيارة الأسير زياد بزار الذي أفاد أن إدارة السجن قامت بإجراء تفتيش لغرفة 15 من قبل وحدة ” اليماس ” وعلى أثر تعاملهم الفظ مع الأسرى، امتدت الإشكالات إلى كافة الغرف وتم الإعتداء على ثمانية أسرى و ثلاثة من أفراد الشرطة. وكانت النتيجة أن قامت الإدارة بإخراج كافة الأسرى من غرف 13 و 15 ووضعهم في الزنازين، و فرض عقوبات عليهم منها زيارة الإهل، وتنقلات مستمرة في صفوف الإسرى، بالإضافة إلى عقوبات فردية فرضت على عدد من الأسرى بحجة أنهم شاركوا بالإعتداء على الشرطة والوحدة المقتحمة للسجن، وهم الأسرى تامر الريماوي، سليم الريماوي، ظافر الريماوي. وقال البزار أنه وفي حال لم يتم الإجراءات العقابية سيقوم الأسرى بعدة خطوات من بينها الإضراب.

وفي مقابلتها مع الأسير يوسف ابراهيم عبد الفتاح نواجعة من يطا، الذي اعتقل بتاريخ 26/12/2013، أكد لها أنه في عام 1995 تعرض لحادث سير وكانت الإصابة في الحوض ومنذ ذلك التاريخ يتحرك بواسطة عكازات، كما ويعاني أيضا من إصابة في العمود الفقري عام 2000، إذ تم الإعتداء عليه أثناء الإعتقال والتحقيق، وعندما تم ضربه على رأسه اثناء التحقيق اصبح يعاني من دوار مستمر، كما ويعاني الأسير من وجود نقطة دم على الدماغ (بلبيسيا) ومؤخراً يعاني من نزيف في المعدة ، وقد تم اجاء منظار للمعدة وحتى اللحظة لم يتم اخباره بالنتيجة، وطالب الأسير بادخال طبيب خاص للدماغ والاعصاب.

وفي زيارة عناتي لسجن ايشل التقت كل من عبد الله البرغوثي، عماد عصفور، ويسري المصري، أخبرهاعبد الله البرغوثي أن الأوضاع مستقرة نبيساً، وأن عدد الأسرى المرضى في القسم 30 أسيراً، مؤكداً على أن سجن ايشل أصبح كالمعبار للأسرى الموقوفين أو المرضى.

أما الأسير المريض عماد عصفور أفاد أنه حتى اللحظة لم يتم عرضه على طبيب للقلب وقد تقدم بطلب لادارة السجن لإدخال طبيب من الخارج وأن رد الادارة تضمن انه لاداعي لذلك، على الرغم من انه لم ينزل للعيادة ولم يتم تحويله لاي طبيب وينوي الاسير رفع التماس بهذا الشأن .

وأفاد الأسير المريض يسري المصري انه وقبل حوالي سنتين في سجن نفحة بدأ معه المرض، لكن قبل حوالي 4 أشهر تم ابلاغه بأنه يعاني من سرطان في الغدد، وأن بداية الأعراض كانت مغص دائم في منطقة الأمعاء والمعدة وتقيؤ مع غثيان دائم وهزال شديد في الجسم ودوار مستمر وآلالام في الرأس وآلالام في منطقة الرقبة وآلالام في الصدر وضيق في التنفس وأحيانا قشعريرة وأحيانا أخرى حرارة، وعلى مدار السنتين تم عرضه على طبيب السجن عدة مرات ولم يتم تحويله الى المستشفى وكان يتناول فقط المسكنات حيث كان يعاني إهمال متعمد في عيادة نفحة والطبيب سيء للغاية ولايداوم في العيادة وكانت تتم معاينته من قبل الممرض في العيادة .

وأضاف المصري أنه في شهر 4/2011 تم تحويله الى عيادة مخون مار في السبع، وتم اجراء صورة أشعة ( الترا ساوند ) للأمعاء والمسالك البولية ولم يتم اعطاؤه النتيجة، وخلال هذه الفترة كان ملازماً للفراش بسبب المرض، وتم تحويله مرة أخرى إلى مستشفى سوروكا وتم اجراء صورة أخرى للأمعاء وأيضا لم يتم اخذ النتيجة، وفقط تم إعطاءه دواء للمعدة، استمرت الأعراض مع الاسير في كافة انحاء جسده، والطبيب يماطل في إجراء فحص جدي لكافة الجسم لتحديد المشكلة وماهية المرض، إلى أن تم تحويله الى سجن مستشفى الرملة وهناك تم عرضه على مختص في الامعاء ولم تتجاوز المقابلة 5 دقائق بدون فحص وتم تثبيت دواء المعدة السابق مع توصية باجراء تحاليل مخبرية، وفي نفحة تم إجراء هذه التحليلات ليتبين وجود جرثومة في الامعاء والمعدة، وتم تسجيله لإجراء عملية منظار للمعدة والامعاء.

وبعد الحاح يسري على إجراء فحص كامل للجسم لمعرفة طبيعة المرض كونه لم يطرأ اي تحسن على وضع الاسير، تم تحويله إلى مستشفى سوروكا وهنالك اجرى صورة أشعة ليكتشف وجود ورم في الغدة الدرقية وتضخم في الغدد الليمفاوية المجاورة، وأعطي يسري موعداً لأخذ عينة من الأورام وفعلاً أخذت العينة وبعد أسبوعين تقريباً تأكد إصابته بسرطان في الغدد.

وقبل إبلاغ الاسير رسمياً بسجن نفحة بالمرض تم استبدال طبيب السجن ومسؤول عيادة نفحة بآخريين جدد لانهما سبب رئيسي في وصوله الى هذه الحالة المتقدمة من المرض، وفي مستشفى سوروكا قرر رئيس قسم الأورام إجراء عملية سريعة لاستئصال الغدة الدرقية وإعطاءه علاج كيماوي أو إشعاع للغدد وبالفعل تم اجراء عملية استئصال للغدة بتاريخ 3/11/2013 واستغرقت العملية ساعتين وبعد العملية مكث الأسير يوم واحد في المستشفى وبعدها تم نقله الى سجن مستشفى الرملة للمتابعة الطبية وهنالك لم يكن هناك عناية به لدرجة انه كان يغيرعلى مكان العملية بنفسه، ليتم إعادته بعد اسبوعين إلى سجن نفحة ثم إلى سجن ايشل ليكون قريبا من مستشفى سوروكا بسبب حالته الصحية، إلا انه مكث في ايشل دون اي رعاية طبية ودون اخذ أي جرعة علاج باستثناء حبة دواء يتناولها كل يوم تدعى التروكسين ، وما زال الاسير يشعر بنفس الهزال والتعب والأعراض التي كان يعاني منها قبل اجراء العملية، وتقوم عيادة ايشل باجراء فحص للدم كل اسبوع تقريبا وهذا يؤكد خوفهم الذي صرحوا به سابقا من وصول المرض للدم .

يذكر أن الأسير يسري عطية محمد المصري من غزة ومحكوم 20 سنة ، أعتقل بتاريخ 9/6/2003.

الأسير اياد ابو ناصر الذي يقبع في سجن أيشل أيضاً أفاد أنه لا زال يعاني من آلام مكان العمليات التي تم اجرائها له، ومن آلام في الصدر وآلام في الرأس وانه ينتظر صورة الترا ساوند منذ حوالي سنة ونصف وان الالام تزيد وانه لا يثق بطريقة علاجهم، يقول أياد أن العيادة في سجن ايشل تعطيه دواء لألم الرأس، لون الحبة صفراء؛ وتعتبر كمخدر ياخذها فيصبح لا يشعر بشيء لدرجة انه يبقى نائم لمدة 3 ايام متواصلة.

وفي زيارة عناتي لعيادة سجن الرملة استطاعت أن تلتقي كلاً من الأسير معتز عبيدو، رياض العمور والأسير مراد أبو معيلق. وأبلغها الاسير معتز عبيدو استلامه الكرسي المتحرك الذي أرسله حريات عبر الصليب الأحمر وبتبرع من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وأنه نقل الى مستشفى هداسا وقد تم ابلاغه من قبل الطبيب هناك انه لا يوجد له علاج في اسرائيل، وبالتالي طالب الأسير الجهات المعنية العمل على اطلاق سراحه لكي يتسنى له السفر والعلاج في الخارج .

في حين أشار الأسير رياض العمور إلى أنه ينتظر تغيير الجهاز الذي تم تركيبه له للقلب منذ حوالي ثلاث سنوات، وأن إداراة السجن ادارة السجن أعطت موافقة لادخال طبيب اسنان الا انه وحتى اللحظة لم يتم ادخاله.

الأسير مراد ابو معيلق أوضح أنه اجرى عملية استصال للأمعاء حيث تم استئصال متر من الامعاء الدقيقة في مستشفى اساف هاروفيه، وانه يعاني من مشكلة في الامعاء الغليظة، وقد تم اخباره أن هناك عملية استئصال لجزء من الامعاء الغليظة خلال الشهر القادم.

يقول مراد أنه من بداية مرضه حتى اللحظة أجرى 9 عمليات استئصال، لكن هناك تحسن على وضعه واصبح يتناول انواع معينة من الطعام وهناك قائمة بالاطعمة المسموح له تناولها، وانه يتناول الكورتوزون ودواء خاص للمعدة.

وفي سجن ريمون زارت عناتي كلاً من الأسير محمد الملّح ووجدي جودة، اللذين أفادا أن جميع الفصائل ممثلة بالأسرى يعملون على بلورة برنامج نضالي لإثارة الوضع الصحي وسياسة الإهمال الطبي في سجون الإحتلال، وأنهم في الفترة الأخيرة قد ضبطوا كاميرات وأبلغوا الإدارة أنه تصرف مرفوض وفي حال تكرر ذلك سيقومون بازالتها.

Exit mobile version