مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية

المحامية ابتسام عناتي تزور عددا من الاسرى في سجني عوفر وهدريم

قامت محامية مركز “حريات”ابتسام عناتي بزيارة سجني عوفر وهدريم واطلعت على اوضاع الاسرى فيهما حيث قابلت في سجن عوفر كلا من الاسرى نضال بنورة ومحمد برغوثي وسمير عيايده فما تمكنت في سجن هدريم من زيارة الاسير
وفي سجن عوفر افاد الاسرى الذين تمت زيارتهم ان الاوضاع الاعتقالية هادئه نسبيا مع الادارة بعد الاحداث التي حصلت خلال الشهر الماضي وان الادارة لا زالت تماطل في تقديم العلاج للاسرى المرضى وهناك احتياجات عديدة لم يتم تلبيتها لهم رغم انها من الحقوق الاساسية والمكفولة وفق مواثيق جينيف والامم المتحدة.
وفي سجن هدريم تمكنت عناتي من مقابلة الاسير توفيق ابو نعيم الذي افاد لها ان الاوضاع هادئة نوعا ما والمشاكل كما هي ولايوجد حلول ، فمثلا منع الزيارة كما هو والممنوعين من الزيارة كما هم ، وفيما يخص الوضع الصحي للاسرى يزداد سوءا من فترة الى اخرى ولا يوجد تقدم بل الامور تتراجع للخلف وطريقة العلاج سيئة ، وهناك موافقة من قبل ادارة السجن لادخال اطباء الا انه لايوجد ولا حالة تذكر تم دخول اطباء لها من الخارج ، وهناك تقصير من قبل عيادة السجن فهناك 30 حالة مرضية بحاجة الى طبيب اسنان والعلاج الوحيد لدى طبيب الاسنان فقط هي الحشوة المؤقتة الى ان يتطور الأمر الى خلع السن او الضرس ، وقد تم الحديث مع مدير السجن عن طبيبة الاسنان بانها سيئة في تصرفاتها وفي عملها ، اما فيما يتعلق بالطبيب العام لايمكن ان يصدر من قبله قرار بتحويل المريض الى المستشفى او ضرورة خروجه الى عيادة خارجية الا بعد ان تسوء حالة الاسير وتتدهور نهائيا ومن الأمثلة على ذلك :
1. الاسير مجاهد ذوقان من فلسطينيي ال48 استمر طبيب العيادة باعطاؤه المسكنات الى ان ساءت حالته وتم تحويله الى مستشفى في نتانيا وهناك اخبروه ان حالته سيئة ولو تأخر اكثر لتدهورت صحته نهائيا ولم يتم تحويله الى المستشفى بعد ان اخذ الاسرى اجراء بالاضراب عن الطعام واثر ذلك عوقب الاسرى بالحرمان من الفورة واغلاق كامل للقسم .
2. الاسير محمد حسنة من غزة حيث يعاني من العديد من الامراض القلب ، السكري الضغط الا ان الطبيب لم يكترث بملفه الطبي وبقي يماطل في تقديم العلاج له الى ان تدهورت صحته وتم رفع رسالة من قبل الاسرى لمدير السجن وتم تهديده باتخاذ خطوات احتجاجية اذا لم يتم تقديم العلاج له واثر ذلك تم تحويله الى مستشفى وبقي هناك 5 ايام .
3. الاسير مبين ظاهر يعاني منذ حوالي 5 سنوات من كيس دهني في رأسه بحجم كبير ومنذحوالي 5 سنوات وعيادة السجن تعده بتحويله الى المستشفى وتم رفع قضية بشأنه وقررت المحكمة اجراء عملية للاسير على وجه السرعة الا ان ادارة السجن وحتى اللحظة لم تلتزم بقرار المحكمة ، ويعاني الاسير من الم شديد في اذنيه وتكتفي العيادة باعطاؤه قطرة للاذن ولم يتم تحويله الى طبيب مختص .
اما في السجون الاخرى هناك ايضا حالات مرضية في سجن رمون فعلى سبيل المثال :-
1. الاسير ابراهيم دار موسى لم يتم معاينته من قبل الطبيب حيث يعاني من دوخة فقال له الطبيب ان الدوخة سببها انخفاض في السكر ونصحه بتناول كميات من السكر لكي يرتفع السكر لديه وبعد ان تم فحصه تبين انه يعاني من ارتفاع كبير في السكر سبب له فشل كامل في الكلى والبنكرياس .
2. محمد الديراوي يعاني من مرض جلدي والعيادة في السجن لم تجد علاج له ومنذ عام وهناك موافقة من قبل ادارة السجن بادخال طبيب الا انه وحتى اللحظة لم يتم ادخاله .
3. حسن فياض في سجن هداريم يعاني ايضا من مرض جلدي واخذ اذن بادخال طبيب وهو في سجن نفحة وتم نقله الى سجن هداريم وهناك تم تجديد الموافقة ولم يتم ادخال الطبيب .
4. عبد الخالق النتشة يعاني ايضا من مرض جلدي ولديه موافقة بادخال طبيب وحتى اللحظة لم يتم ادخاله
وهناك حالات مرضية تعرضت للضرب اثناء تنقلهم في البوسطة من قبل وحدة نحشون فمثلا هناك اسير من عائلة الريماوي تم ضربه على ايدي قوات وحدة نحشون واثر ذلك فقد الرؤية في احدى عينيه وتم رفع قضية عليه من قبل افراد الوحدة نفسها .
واهم حالة مرضية هي حالة الاسير احمد النجار حيث كان يعاني من آلام في الحلق وفقدان للصوت منذ عام 2007 وقد ماطل طبيب عيادة السجن بمعاينته واعطاؤه العلاج اللازم مما ادى الى فقدانه لصوته نهائيا ، واثر ذلك اضرب الاسرى يوما كاملا عن الطعام حتى تم نقل الاسير للمستشفى وهناك تم تشخيص مرضه على انه سرطان في الحنجرة وكان ذلك هذا العام 2009 وفي المستشفى قيل له انه تم تحويله الى المستشفى في وقت متأخر وانه لو تم تحويله في بداية المرض لكان بامكان الاطباء السيطرة على المرض وتمكنوا من علاجه وانه الآن يتم علاجه في مستشفى بنلسون بالجرعات الكيماوية وتم تركيب انبوب في حلقه لكي لايؤثر ذلك على التنفس وهو موجود في عزل انفرادي لكي لايتأثر بالفيروسات والامراض التي قد تصيب جهاز المناعة لديه كما ان هناك حالات مرضية لدى الاسرى الاشبال ، وبدوره ناشد الاسير ابو نعيم وزارة الاسرى ونادي الاسير وكافة المؤسسات الحقوقية باعادة نشاطها بالاهتمام بالوضع الصحي للاسرى والعمل على الضغط على ادارات السجون لادخال الاطباء من كافة التخصصات لمعاينة الاسرى .
وبخصوص موضوع صفقة تبادل الاسرى المرتقبه افاد الاسير ان الاسرى مستائين جدا من وسائل الاعلام والعالم العربي والغربي ، حيث ان جندي اسرائيلي واحد مأسور ولم يمض على اسره 4 اعوام وكل العالم وكافة المحطات التلفزيونية قاموا ولم يقعدوا وحفظوا اسم الاسير في حين ان هناك آلاف الاسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال يمضون مؤبدات واعوام تفوق في عددها عمر الاسير الاسرائيلي ولا احد مكثرث بهم
واكد ابو نعيم ان الصفقة يجب ان تشمل اسرى القدس وال48 والجولان السوري المحتل ، وان اي تنازل عن قضية هؤلاء يفقد الصفقة مضمونها مهما كان العدد والنوع من الاسرى المفرج عنهم .
وطالب بمزيد من الاهتمام بمراعاة نفسيات اهالي الاسرى والاسرى انفسهم في التصريحات الاعلامية سواء تم اتمام الصفقة ام لا ، حيث ان العديد من الآذان والاعين تتبع الاعلام ويجب التعاطي مع هذا الموضوع بحساسية بالغة لما له من تأثير على الاسرى وأهاليهم ، متأملا ان تكون الصفقة قريبة شريطة عدم التنازل عن ملف الاسرى القدامى والذين تمسكت بهم اسرائيل في صفقة احمد جبريل فيجب ان يكونوا على راس كل حديث وكذلك الاسيرات والاشبال والاسرى المرضى .
اما بالنسبة للاوضاع على الساحة الخارجية ، قال ابو نعيم ان ما يجري هو من اكثر الامور التي تركت بصماتها على واقع الاسرى ومن الامور الاساسية التي تم استغلالها من قبل مصلحة السجون للزحف على انجازات الاسرى والقضاء على كل ماتم تحقيقه اثر الاضرابات الماضية ، حيث لايوجد نقاط اتفاق ولقاء بين الاسرى واللوم في ذلك لايعود على الخارج فقط وانما يعود على الاسرى انفسهم فما يحصل على الساحة الخارجية يجب تركه للخارج والاسرى لهم قضيتهم في الداخل ، ولايجوز الخلط بين القضيتين لان المهم ما يعانيه الاسرى في تفاصيل حياتهم اليومية حيث انه وفي كل تفاصيل حياتنا اليومية التي نعيشها نجد ان السجان يستغل الخلافات الداخلية في تمرير مخططه .
وفيما يتعلق بالمؤتمر الدولي للاسرى الذي سنعقد منذ 24/11 في مدينة اريحا ، افاد الاسير ان هذا اليوم يجب ان يكون يوم اضراب في كافة السجون ، وكون ان هذا المؤتمر يحدث لاول مرة في عهد الوزير عيسى قراقع فالدور يجب الاعداد له بشكل كبير جدا ، وهناك كتاب تم اعداده من قبل الاسرى يتناول تجاوزات مصلحة السجون لحقوق الانسان ، ولابد ان يكون هناك دور للاسرى في المؤتمر ، ولابد من تعيين مجموعة من الاسرى القدامى لخلق وضع جديد داخل الاسر ، ويجب تعزيز المؤتمر بملفات تم فيها خروقات .
وطالب الاسير بالاهتمام بموضوع العزل وموضوع الزيارات والتعليم والاسرى المرضى والتفتيش العاري والعقوبات المالية والاذلال والاهانة وموضوع الزي البرتقالي الذي تم الحديث عنه مجددا ، حيث انه وقبل اسبوعين حضر اشخاص من مصلحة السجون للحديث مع الاسرى حول الزي البرتقالي وسالوا الاسرى عن موقفهم اذا ما تم فرض الزي عليهم بالقوة ؟!!! فكان رد الاسرى بالرفض القاطع مهما كانت النتائج ومهما تنوعت الضغوطات .

Exit mobile version