1

الوحدة الوطنية … الصخرة التي سيتحطم عليها العدوان

بقلم حلمي الأعرج

 لا يختلف إثنان على أن العدوان الدموي الذي أطلقته قاذفات صواريخ الدبابات والطائرات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة ، هو جريمة حرب ضد الإنسانية ويمكن تصنيفه في إطار جرائم الإبادة الجماعية ويشكل خرقا فاضحا للقانون الإنساني الدولي ولإتفاقية جينيف لحماية المدنيين أثناء الحرب ، التي أجمع المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية وهيئة الأمم المتحدة على ضرورة ملاحقة مرتكبيها والمسؤولين عن حدوثها ومحاكمتهم دوليا ، إلا أنه وللأسف وبعد مرور 3 أيام على جرائم القتل والتدمير والإبادة التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي ضد المواطنين الأبرياء والعزل والنساء والأطفال والشيوخ في مدن ومخيمات القطاع المحاصر والمنكوب ، لم تهتز قصبة المجتمع الدولي ولا مشاعر الحكومات العربية وبشكل خجول وصوت خافت تلا مجلس الأمن بيانه أمس الأحد ، وكأن غزة بقعة بشرية من عالم آخر وما يحث فيها من تفتيت للأجساد وتقطيع للأطراف وما يتطاير منها من أشلاء مجرد مشاهد خيالية عابرة .
ان ما تقوم به قوات الجيش الاسرائيلي هو جزء من سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها الإحتلال بحق الشعب الفلسطيني يوميا ، وهي تهدف إلى القضاء على كل المقومات والمعالم الوطنية والسياسية والجغرافية للشعب الفلسطيني ، عدا عن كونها تعبر عن صراع التنافس بين القادة السياسيين والعسكريين في الإنتخابات الإسرائيلية القادمة ، وعلى كافة شعوب العالم والأمة العربية والإسلامية وقوى التحرر اليسارية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية ودعاة العدل والديمقراطية أن يدركوا هذه الحقيقة ويتحركوا لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف إعتداءاتها وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، الذين هم جزء لا يتجزأ من الإنسانية ومن الشعوب العربية والإسلامية .
 وإن الإستمرار في صمت وسكوت العالم الغربي والعربي والإسلامي على هكذا جموح وتعدي مرعب وفظيع سوف يقتل الأمل في النفوس التي تتوق إلى الإستقرار والأمن والسلام وسيقود المنطقة بأسرها إلى ما لا يحمد عقباه ، فمن المستحيل أن يتحقق السلام تحت خط النيران والقصف والدمار ، والأمن يصبح بعيد المنال ما دام هناك أرواح تزهق ودماء تراق ، أما الإستقرار فهو لا يتجزأ وإن غابت معالمه في فلسطين فبالتأكيد لن يكون له وجود في أية دولة أخرى مجاورة  .
وفي ظل هذا الصمت المخيف والتقاعس غير المبرر في كبح ولجم الجنوح الإسرائيلي المدّمر ليس لنا نحن الفلسطينيون الحالمون بالعدالة والسلام ، إلا أن نتوحد ونتعالى على جراحنا النازفة ودماءنا الزكية الطاهرة وننبذ الخلافات والإنقسامات والمناكفات الإعلامية والسياسية ونسعى بقلوب مؤمنه وسواعد صلبة بناءة  لإعادة اللحمة والوحدة الفورية بين جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني ، نابذين التعصب لهذا الفصيل أو ذاك ، يحيث يكون في مقدمة إهتماماتنا وفي سلم أولوياتنا الإسراع في إنجاز الحوار الفلسطيني الشامل وتحقيق المصالح الوطنية العليا في الوحدة والمقاومة والإستقلال ، وإذا ما نجحنا بتحقيق ذلك دون مماطلة أو تسويف أو تأخير ، نكون قد نجحنا في إفشال هذا العدوان وإحباط أهدافه وكسر عضلاته المفتولة .