1

في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حريات: يوجه التحية لأبناء شعبنا والمدافعين عن حقوقه

يصادف اليوم الذكرى السابعة والستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول لسنة 1948 بوصفه “المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب وكافة الأمم”. ويحتفل اليوم بهذه المناسبة شعوب العالم ومن بينها الشعب الفلسطيني مفعما بالأمل بمستقبل مشرق بلا احتلال وتحترم فيه، على أكمل وجه، حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، بعيداً عن أي تمييز من أي نوع.

تحل ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هذا العام، وشعبنا الفلسطيني يخوض غمار جولة أخرى من نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال، وتعبيرا عن رفضه القاطع للاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي لأرضه، ولجملة سياسات التهويد والضم وإحكام السيطرة، وتدابير البطش والتنكيل التي تطال الإنسان الفلسطيني، طفلا كان أم امرأة أم شيخا أم شابا أم معاقا.

وعلى هذا الأساس واظبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان على نحو منظم ومنهجي، وبموجب قرارات رسمية وقوانين وأوامر عسكرية وسلوك يومي على الأرض. وشملت هذه الأفعال غير القانونية: ضم جزء من الأرض المحتلة (القدس الشرقية) إلى دولة الاحتلال، نقل قسم من سكانها للإقامة في الأراضي المحتلة في مستوطنات أقيمت على أراضي المواطنين وعلى حساب مواردهم ومتطلبات حياتهم ومصدر رزقهم، تغيير طوبغرافيا الأرض الفلسطينية من خلال التخطيط الهيكلي وشق الطرق وإقامة الجسور خدمة للاستيطان ولتضييق الخناق على الفلسطينيين واحكام السيطرة عليهم وتجزئة الأرض الفلسطينية وتحويلها إلى معازل، وممارسة القتل العمد والإعدامات الميدانية للمدنيين بما في ذلك الأطفال لمجرد الاشتباه  أو بناء على أكاذيب وروايات مفبركة، والاعتداءات الدموية للمستوطنين على المدنيين وممتلكاتهم وصولا إلى حرق البشر أحياء، تدمير الممتلكات والمنازل على نحو لا تقتضيه ضرورات حربية وكعقوبة جماعية، واعتداءات متواصلة على الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا وصولا إلى تهويده، وعزل المقدسيين في الأحياء السكنية بعد أن تم عزل القدس عن سائر الأرض الفلسطينية المحتلة، وحملات الاعتقال الواسعة خاصة التي تستهدف الأطفال الذين يتم احتجازهم في ظروف قاسية ويتعرضون للتنكيل والمعاملة الحاطة بالكرامة أثناء اعتقالهم أو التحقيق معهم، والتعسف في اللجوء إلى الاعتقال الإداري، وممارسة التعذيب وسوء المعاملة بحق المعتقلين الفلسطينيين والاستخدام المفرط للقوة والاعتداءات على الصحافيين وطواقم الإسعاف واحتجاز جثامين الشهداء، ومداهمة المشافي واعتقال المصابين وإثارة جو من الرعب بداخلها من خلال إطلاق النار وصولا إلى التصفية الجسدية لأحد المرافقين على مرأى من المرضى دون أن يبدي أي شكل من أشكال المقاومة أو حتى الاعتراض على ما يقوم به جنود الاحتلال.

بهذه المناسبة يتوجه مركز حريات بالتحية والتقدير إلى جميع أبناء شعبنا والى المدافعين عن حقوقه، مؤسسات وهيئات وأفرادا، في الوطن وعلى امتداد كوكبنا، مطالبا من المجتمع الدولي الذي يتغنى بالإعلان العالمي وقيم حقوق الإنسان، أن يبادر إلى عمل ما يلزم لإنصاف شعبنا وتمكينه لأن يعيش كباقي شعوب الأرض في مجتمع حر ومستقل، يسوده مبدأ سيادة القانون وتُحترم فيه حقوق الإنسان وحرياته الأساسية بعيدا عن عسف الاحتلال وجبروت الاستبداد.