1

حريات : حياة التاج وأبو حمدية في خطر شديد وحريات يحمل الحكومة الاسرائيلية ومصلحة السجون المسؤولية عن حياتهما

حمل مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية  ” حريات ”  الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون وطواقمها الطبية كامل المسؤولية عن حياة الأسرى المرضى في سجون الإحتلال الإسرائيلي وخاصة الأسيرين محمد التاج وميسرة أبو حمدية اللذان تزداد حالتمها الصحية خطورة وأصبحا في وضع يتهددهما فيه خطر الموت الحقيقي في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي بحقهما ورفض الإفراج عنهما.

فالأسير محمد التاج ابن مدينة طوباس والبالغ من العمر 41 عاماً والمحكوم 15 عاما أمضى منها عشرة أعوام يعاني منذ عدة أشهر من تكلس في الرئتين أدى إلى تعطل في عملها مما استدعى لبقائه على قيد الحياة إلى استخدامه الدائم على مدار الساعة لجهاز التنفس الإصطناعي وهذا يعني أن تفاقماَ آخراً قد طرأ على وضعه الصحي أدى إلى استخدامه لهذا الجهاز مدة 24 ساعة بدلاً من 17 ساعة عند اكتشاف المرض. ومع ذلك لم ينقل إلى أي مستشفى للعلاج وظل في غرفته مع زملائه الأسرى يتقاسمون معه المعاناه اليومية إلى أن تم نقله قبل أيام فقط إلى عيادة سجن الرملة، ورغم تردي وضعه الصحي ما زالت مصلحة السجون والأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترفض الإفراج عنه أثر مثوله أمام محكمة الثلث أكثر من مره كان آخرها في 28 شباط الماضي بحجة عدم وجود تقرير طبي يمكن المحكمة الإعتماد عليه لإتخاذ قرارها وكأن حالة التاج المعروفة جيداً لدى مصلحة السجون وإدارة سجن هداريم وإدارة عيادة سجن الرملة وأطبائها لا تكفي للمحكمة لاتخاذ قرار باطلاق سراحه كي يكون بين أهله وعلى أمل أن يتمكن من الحصول على العلاج اللازم من خلال زراعة رئتين له قبل فوات الأوان.

إن حريات الذي يتابع قضية محمد التاج عن كثب يسعى في هذه الإثناء لإدخال طبيب مختص لمعاينته لتقديم تقرير طبي عن حالته للمحكمة بهدف تسريع الإفراج عنه وسحب الذرائع من المحكمة.

وبهذا الصدد فإن حريات يود أن يؤكد على أن ادارات السجون والتي تماطل وترفض ادخال أطباء مختصين لزيارة الأسرى المرضى الذين يحتاجون لذلك لمعاينتهم. وهو لذلك يسعى لتتضافر الجهود مع كل الجهات المعنية لكسر هذا التعنت الإسرائيلي وتقديم هذه الخدمة التي يحتاجها اسرانا ويطالبون بها يومياً. وفي نفس الوقت يطالب منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي تحمل مسؤولياتهم تجاه الأسرى المرضى وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياتهم، ويطلب من منظمة الصحة العالمية العمل على تطبيق قرارها الصادر في 20/5/2010 القاضي بتشكيل لجنة طبية مختصة مع الصليب الأحمر لزيارة السجون والإطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى المرضى والطلب من الحكومة الاسرائيلية تقديم العلاج اللازم لهم وإطلاق سراح الحالات الحرجة فيهم.

ان ما يعانيه الأسيرين التاج وابو حمدية الذي يعاني من عدة أمراض أخطرها سرطان الحنجرة هو مؤشر خطير على ما يعانيه الأسرى المرضى في سجون الإحتلال الإسرائيلي وهو تأكيد ليس فقط على سياسة الإهمال الطبي التي يتعرض لها الأسرى المرضى خاصة المحتجزين بشكل دائم في عيادة سجن الرملة إنما أيضاً على عدم اطلاق سراح أي منهم الا وهو على فراش الموت كما حصل مع الاسرى زكريا عيسى وزهير لبادة واشرف ابو ذريع وغيرهم.

إن الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى في السجون وبحق الأسرى المرضى على وجه الخصوص تجاوزت كل الخطوط الحمراء فجريمة قتل عرفات جرادات في التعذيب وجريمة فقدان الأسير الشهيد أنيس دولة الذي توفي في السجون بعد اضراب نفحة عام 1980 وبعد أن مضى ثلاثة عشرة عاما على اعتقاله والإقتحامات المتكررة التي تقوم بها القوات الخاصة التابعة لمصلحة السجون لغرف الأسرى ورشهم بالغاز الخانق والتنكيل بهم والإعتداء عليهم بالضرب وتعريضهم للإهانات والتفتيش العاري والمذل وتعريض حياتهم للخطر تدق ناقوس الخطر وتستدعي خطة عمل وطنية مختلفة عن السابق على المستوى الدولي ومع الموؤسسات الأممية لتحميل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عن حياة أسرانا ومحاسبتها ومسائلتها عن الجرائم التي ترتكب بحقهم، مما يتطلب الإسراع لإنضمام دولة فلسطين إلى اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها وإلى المؤسسات الدولية وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية واتخاذ الخطوات العملية والملموسة لحماية أسرانا والمرضى منهم على وجه الخصوص.