حريات: يوم الأسير محطة للتقييم وحافزاً لمجابهة التحديات
في هذا اليوم الأغر، يوم الأسير الفلسطيني، عيد الحركة الأسيرة، ورمز نضالها يتوجه مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” في هذه المناسبة بأسمى تحيات الإكبار والاعتزاز للحركة الأسيرة التي تسطر بصمودها البطولي وتضحياتها الجسام وإرادتها الصلبة ملاحم بطولية جماعية وفردية على طريق الحرية والاستقلال.
هذا اليوم الذي يواظب شعبنا على إحيائه عبر عقود من الزمن هو مناسبة للتأكيد على المكانة المرموقة التي تتبوؤها الحركة الأسيرة في وعيه ووجدانه ومحطة هامه لتجديد عهد الوفاء والتضامن والإسناد لكل أسير وأسيرة ضحّى بحريته من أجل حرية شعبه للتصدي معاً لانتهاكات مصلحة السجون ومن أجل انعتاقهم من قيود السجن وبراثن الجلاد.
تحل المناسبة هذا العام في ظل حملة تشنها مصلحة السجون بتوجيهات وقرارات من الحكومة الإسرائيلية تجد تعبيراتها في الانقضاض على حقوق ومكتسبات الأسرى وفرض العقوبات الجماعية وتطبيق القانون الجنائي الإسرائيلي واعتزام سن قانون يفرض عقوبة الإعدام، إضافة إلى إجازة التغذية القسرية للمضربين عن الطعام والقيام بحملات الاعتقال الواسعة بما في ذلك إعادة اعتقال 65 من محرري صفقة وفاء الأحرار وإعادة الأحكام العالية والمؤبدة بحق 38 والتنصل من الالتزام بإطلاق الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى المعتقلين ما قبل أوسلو لأستمرار استخدامهم كورقة للمساومة والابتزاز السياسي.
تحل الذكرى وما زال يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما يناهز الستة آلاف أسير موزعين على عدة سجون هي جلبوع، مجدو، شطة، هداريم، هشارون، عوفر، ايشل، نفحة، النقب، ريمون، عسقلان، الرملة، إضافة إلى مراكز التوقيف والتحقيق. من بين هؤلاء يوجد 24 أسيرة أقدمهن لينا الجربوني والمحكومة 17 عاماً. بينما وصل عدد الأسرى المرضى ما يقارب 1000 أسير، يعانون من أمراض مختلفة، بينهم 200 أسير يعانون أمراضاً مزمنة، 85 منهم يعانون من أمراض خطيرة جداً كالسرطان الذي وصل عدد المصابين به إلى 28 أسيراً فيما وصل عدد المقعدين إلى 24 بينهم 6 يعانون من الشلل التام. واستناداً إلى توثيق حريات أدت سياسة الإهمال الطبي المتعمد منذ عام 1967 إلى وفاة 61 أسيراً كان آخرهم الأسير جعفر عوض من بلدة بيت امر – الخليل، والذي استشهد أثر اصابته أثناء الأعتقال بالتهاب رئوي حاد والسكري وأمراض أخرى، واستشهد بعد ثلاثة أشهر من الإفراج المبكر عنه في مستشفى الميزان التخصصي في محافظة الخليل رغم ان عمره لم يتجاوز 23 عاماً، في محاولة من قبل سلطات الإحتلال ومصلحة السجون التنصل من مسؤوليتها عن استشهاده.
في حين وصل عدد الأسرى الأطفال في سجون الإحتلال الإسرائيلي إلى ما يقارب 200 طفل. أما الأسرى الإداريين فقد وصل عددهم إلى 480 معتقلاً تقريباً، وهذا يعني أن هناك زيادة ملحوظة في عدد المعتقلين الإداريين حيث تضاعف عددهم إلى ما يقارب الثلاثة أضعاف عما كان عليه أثناء اضرابهم التاريخي ضد سياسة الإعتقال الإداري بتاريخ 24/04/2014 والذي استمر لمدة ثلاثة وستين يوماً. ومن بين الأسرى هناك 13 نائباً بعد اعتقال النائب خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهم : القائد مروان البرغوثي المحكوم بالسجن خمسة مؤبدات، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات والمحكوم 30 عاما، عزيز الدويك، حسن يوسف، محمد جمال النتشة، حسني البوريني، عبد الجابر فقهاء، محمد ماهر بدر، عزام سلهب، رياض رداد، خليل الربعي، وصفي قبها وغالبيتهم معتقليين إدارياً.
وفي هذه المناسبة يدعو مركز حريات أبناء شعبنا وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية والقطاعات والاتحادات والقوى السياسية إلى المشاركة بفعاليات التضامن مع الأسرى لتكون هذه المناسبة حافزاً لتضافر الجهود وتصعيد النضال الجماهيري وتعزيز المعركة القانونية والسياسية في المحافل الدولية لإقرار وضعهم كأسرى حرب وإدراج ما يتعرضون له من جرائم على المحكمة الجنائية الدولية ومطالبة الدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الإيفاء بالتزاماتها المتعلقة بحماية الأسرى والمعتقلين، ومتابعة تطبيق قرارها الصادر عن اجتماعها المنعقد في جنيف في كانون أول الماضي بشأن حظر نقل الأسرى خارج الأراض الفلسطينية المحتلة.