1

في أطول إضراب في التاريخ الأسير خضر عدنان ينتصر على سياسة الاعتقال الإداري ويفتح ملف الأسرى على مصراعيه

جاء في بيان صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أن الأسير خضر عدنان الذي خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام هو الأطول في تاريخ البشرية جمعاء استمر 66 يوماً على التوالي توج بالانتصار على سياسة الاعتقال الإداري عندما اضطرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية لتقديم موعد الالتماس الذي تقدم به محاميه من الخميس إلى الثلاثاء وقررت الإفراج عنه بتاريخ 17/4/2012 يوم الأسير الفلسطيني.

مضيفاً أن الأسير خضر عدنان سطّر ملحمة إنسانية فريدة كان خلالها شامخاً قوياً تحدى بأمعائه الخاوية وإرادته الصلبة جبروت الاحتلال وقراراته الجائرة وتصدى لكل أشكال الحرب النفسية التي استخدمت ضده على امتداد ستة وستين يوماً.

ان الأسير خضر عدنان في ملحمته البطولية هذه وبالانتصار الذي حققه لم يكن يبحث عن مجد شخصي كما أنه لم يحقق هذا الانتصار إلا بالتحام الشعب الفلسطيني وأسراه وكل أحرار العالم معه. والأهم من ذلك أن هذه الملحمة فتحت ملف الاعتقال الإداري على مصراعيه وفتحت على الانتهاكات والتعذيب والمعاملة اللاانسانية والحاطة بالكرامة التي تمارس على الأسرى والأسيرات بقرارات وتوجيهات من الحكومة الإسرائيلية في محاولات محمومة دائمة لا تتوقف لكسر إرادة الأسرى والتأثير على معنوياتهم وعزلهم عن محيطهم وقضيتهم الوطنية.

بل إنها فتحت على كل ملف الأسرى وحريتهم باعتبار أن هذه القضية هي قضية وطنية وسياسية بامتياز وأنه قد حان الوقت كي ينتصر الشعب الفلسطيني وقيادته لهذه القضية أكثر من أي وقت مضى، فالحراك الذي تشهده ساحات السجون منذ الإضراب البطولي في أيلول من العام الماضي والذي استمر عشرون يوماً وصفقة تبادل الأسرى في مرحلتيها الأولى والثانية التي نجحت في كسر المعايير الإسرائيلية الظالمة وحررت المئات من ذوي الأحكام العالية رغم ما شابها من ملاحظات وثغرات والإضراب البطولي الذي سطّره الأسير خضر عدنان، كل ذلك يضع ملف الأسرى في مقدمة قضايا الصراع مع الاحتلال وعلى رأس جدول العمل اليومي للشعب الفلسطيني وقواه وفصائله وقيادته لأن الظلم والقهر والتنكيل الذي يتعرض له الأسرى على مدى عقود من الزمن ويزداد حدةً واتساعاً في هذه المرحلة وأكثر من مراحل الاعتقال السابقة يستدعي عدم ترك الأسرى لوحدهم في نضالهم اليومي وفي معارك الأمعاء الخاوية التي يسطرونها دفاعاً عن الكرامة الإنسانية والوطنية. فقد حان الوقت لبلورة إستراتيجية جديدة للانتصار لقضية الأسرى ورفع الظلم عنهم وانتزاع حريتهم خاصة في هذه الأثناء التي يشرع بها الأسرى بالتحضير لخطوات احتجاجية واسعة النطاق ستصل مرحلة الإضراب الاستراتيجي الشامل.

إننا في مركز حريات ونحن نتوجه بتحية العز والكبرياء للأسير خضر عدنان ولعموم الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي على هذا الصمود الأسطوري والانتصار الكبير فإننا نتوجه بعظيم الشكر والامتنان لكل من وقف معه في ملحمته الإنسانية والأسطورية التي دافع خلالها عن كرامته وعن كرامة الإنسان والأسير الفلسطيني وعرّى سياسة الاحتلال التي تنتهك حقوق الإنسان والأسرى أمام العالم أجمع.