1

حريات والداخلية ينفذان تدريباً للمؤسسة الأمنية حول مدونة الأخلاقيات وقواعد السلوك العامة

بمشاركة 105 ضبّاط من كافة الأجهزة الأمنية

حريات والداخلية ينفذان تدريباً للمؤسسة الأمنية حول مدونة الأخلاقيات وقواعد السلوك العامة

رام الله_ نفذ مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بالشراكة مع مركز التدريب بوزارة الداخلية وبالتعاون مع المنتدى المدني لتعزيز الحكم الرشيد في قطاع الأمن، 5 دورات تدريبية على “مدونة الأخلاقيات وقواعد السلوك العامة لمنتسبي قوى الأمن الفلسطيني” في قاعة الغرفة التجارية برام الله بمشاركة 105 ضبّاط من منتسبي الأجهزة الأمنية خلال شهر تشرين الثاني 2021.

وأنجزت الدورات بواقع 3 أيام لكل دورة بما يعادل 15 ساعة تدريبية، وبمشاركة الزملاء من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، والائتلاف الفلسطيني من أجل النزاهة والمساءلة- أمان، ونقابة الصحفيين، الذين أضفوا إضافة نوعية على التدريب.

واستهدفت المدونة مشاركين من كافة الأجهزة الأمنية: “الأمن الوطني، المخابرات، التوجيه السياسي، الحرس الرئاسي، الضابطة الجمركية، القضاء العسكري، الأمن الوقائي، هيئة التدريب العسكري، الارتباط العسكري، الاستخبارات العسكرية، الخدمات الطبية، الإدارة المالية العسكرية، هيئة الإمداد والتجهيز، الدفاع المدني، هيئة التنظيم والإدارة، مديرية التسليح العام، وزارة الداخلية”، لإعداد مدربين لتدريب زملائهم في أجهزتهم بهدف وصول المدونة لكافة منتسبي المؤسسة الأمنية، للالتزام بها وتعزيز احترام حقوق الإنسان في دولة فلسطين، لما لهذه المدونة من أهمية وما تتمتع به من شمولية وإلزامية كونها موحّدة وصادرة عن الرئيس محمود عباس بتاريخ 1/5/2018، وهي أحد أدوات المساءلة التي تستخدمها المؤسسة الأمنية لضمان الالتزام بالقانون وحماية حقوق المواطنين.

وتناولت التدريبات أحكام المدونة العامة وغاياتها وقيمها مروراً بمبادئها كسيادة القانون والشراكة المجتمعية، والحظر المطلق للتعذيب، ومكافحة الفساد، والتجمعات السلمية، واستخدام القوة والسلاح الناري، وعلاقة الأمن بالإعلام والتأكيد على حرية الصحافة، وصولاً إلى الواجبات المفروضة على ضابط الأمن، والمحظورات الواجب الامتناع عنها.

وأكد حريات ومركز التدريب على أهمية هذه الدورات وضرورة الاستمرار فيها خلال العام القادم، حيث تم سابقاً تدريب 407 ضباط في شهر 6/2021، في سبيل تطوير أداء أفراد المؤسسة الأمنية بما يضمن الحفاظ على الأمن مع احترام حقوق الإنسان الفلسطيني وصون كرامته، وتعزيز مكانة دولة فلسطين على المستوى الدولي تجسيداً لانضمامها لاتفاقيات حقوق الإنسان عام 2014.

وأشاد مركز حريات بالتعاون والشراكة الدائمة مع مركز التدريب في  وزارة الداخلية، وثمّن جهودهم الحثيثة في التنسيق والتدريب لإنجاح الدورات وإتمامها على أكمل وجه، ويتطلع حريات للمزيد من العمل مع مركز التدريب للبناء على ما تحقق من إنجازات.




شبكة المنظمات الأهلية توصي برفع الوعي تجاه قضايا العنف المبني على التمييز

رام الله- معا- استنكرت لجنة المرأة في شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية مقتل احدى الزوجات على يد زوجها في احدى قرى غرب رام الله في حادثة ليست منفصلة عن سياق طويل تتعرض فيه النساء، والفئات المهمشة في المجتمع الفلسطيني لتصاعد حالات العنف الممارس بحقها بمختلف اشكاله لتضيف مأساة جديدة لهذا الواقع حيث قتلت الام لأربعة اطفال رغم تعرضها لحالات عنف سابقا.

جاء ذلك خلال ورشة عمل متخصصة نظمتها لجنة المرأة في الشبكة ظهر اليوم “الاثنين” ناقشت مسودة ورقة سياسيات بعنوان “العنف المبني على التمييز شكل من اشكال التعذيب وسوء المعاملة” تركزت حول العديد من المحاور لهذه القضية الهامة على مستوى السلم الاهلي للمجتمع، وحماية النسيج الاجتماعي في ظل الواقع والتحديات الراهنة، وتدعو الورقة لرفع درجة التنسيق وصولا لشراكة حقيقية جدية بين مختلف الاطر والمؤسسات والهيئات ورفع درجة الوعي بوقف كل اشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي في المجتمع ليس ضد النساء فقط وانما لتشمل ذوي الاعاقة والمسنين، والاطفال، وتحمل في مضمونها توصيات تطالب باتخاذ التدابير والاجراءات الكفيلة بالحد من ظاهرة العنف بمختلف اشكاله بالضغط لإيجاد ارادة سياسية لسن القوانين والتشريعات التي تحمي النساء ومنها قانون حماية الاسرة الذي مضى على طرحه 16 عاما دون اقراره حتى الان، كما تطالب الورقة بتوحيد المفاهيم الاساسية في التعاطي مع قضايا العنف، وتغير الثقافة السائدة والنظرة التي تنتقص من مكانة المرأة او تتخطى حقوقها، كما دعت لموائمة التشريعات والقوانين المحلية مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان .

وقدمت الهام سامي، و المحامي علاء البدارنة عرضا مفصلا للورقة من منظور مجتمعي وحقوقي حيث تم تناول مفاهيم العنف، ومعالجة الاثار الناجمة عنه ودور الدولة في حماية الفئات المهمشة بما فيها دورها في جريمة التعذيب التي لا تسقط بالتقادم واثر ذلك على انصاف الضحايا، وايضا دور مؤسسات مجتمع المدني للعمل بشكل مختلف من خلال حملات الضغط والمناصر بهدف تحميل الحكومة مسؤولياتها للعمل على زرع ثقافة التسامح بين طلبة المدراس، واجيال المستقبل من الاطفال، واستعرضوا اهم التطورات في القوانين والاجراءات التي حصلت على المستوى الرسمي خلال السنوات القليلة الماضية ومن ضمنها رفع سن الزواج، والانضمام للعديد من الاتفاقيات الدولية، وتعديل بعض الجوانب في القوانين التي ما زالت بحاجة ليس فقط للتعديل وانما لإقرار ومنها قانون حماية الاسرة، وتعميق مفاهيم الديمقراطية والحريات العامة كما اوصت بأهمية اعمال الاجراءات والتدابير التي من شأنها ضمان الحقوق دون تجزئة او تمييز .

وحضر الورشة 23 مشاركة ومشارك واثيرت خلالها العديد من القضايا حول الواقع الحالي في ظل انتشار ظواهر العنف في مجتمعنا، واهمية خلق ثقافة مغايرة، وتغيير السياسات المعمول بها للنهوض بالواقع على اسس تضمن حماية الفئات الاكثر تضررا في المجتمع، كما اوصى المشاركون بأهمية وجود خطة عمل متكاملة واهمية العمل على تطوير خطاب اعلامي يساند قضايا المرأة، وحماية السلامة الجسدية والنفسية للمرأة وكرامتها الانسانية.

وكانت الورشة افتتحت بكلمة ترحيبية لسناء شبيطه عضو اللجنة التنسيقية للشبكة دعت فيها لاعتماد نهج معالجة شاملة للأسباب التي تعاني منها النساء جراء العنف، وتحويل التقاليد والعادات ضمن الموروث الثقافي لاتجاهات عمل صحيحة تقوم على احترام، وحماية وحق النساء، واحدى اهم الحقوق لها هو حقها في الحياة مستذكرة حالات العنف المرتفعة جراء تداخل عدة عوامل اثرت على البيئة الاجتماعية مؤخرا منها انتشار فيروس كورونا الذي ادى لارتفاع ملحوظ في معدلات العنف ضد النساء، وفي المجتمع بشكل عام وفق الاحصاءات الصادرة عن الامم المتحدة .

واكدت شبيطة ان الورشة تأتي تمهيدا للتحضيرات الجارية للإطلاق الحملة السنوية 16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي المقرر انطلاقها في الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتستمر حتى العاشر من ديسمبر المقبل الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الانسان.

من جهتنا اكدت صابرن عموري من الشبكة التي رحبت بالحضور على اهمية انخراط الشباب في العمل المساند لقضايا المرأة والقضايا المجتمعية بشكل عام مشيرة الى ان الورشة التي هي حصيلة مخرجات تدريب جرى العمل عليه سابقا لممثلين عن الشبكة، ومركز حريات، وجمعية قدرات للتنمية المجتمعية من الاردن بمشاركة شبان وشابات وكان احد توصياتها اعداد ورقة سياسات متخصصة حول العنف المبني على التمييز باعتباره شكل من اشكال التعذيب.




حريات: الانتخابات المحلية ضرورة مجتمعية ومدخل للانتخابات العامة

نفذ مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أربعة لقاءات حوارية مع المواطنين في أربع هيئات محلية وهي عصيرة القبلية وعصيرة الشمالية في محافظة نابلس، بيت عنان في محافظة القدس، وزيتا في محافظة طولكرم.

ويأتي ذلك ضمن مشروع ” المشاركة في الانتخابات المحلية ضرورة مجتمعية ومدخل للانتخابات العامة” الذي ينفذه المركز بالتعاون مع لجنة الانتخابات المركزية ضمن مشروع “الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني” الممول من الاتحاد الأوروبي، وتأتي هذه اللقاءات ضمن 11 لقاء سينفذها المركز  في المواقع التي ستجري فيها الانتخابات.

وهدفت اللقاءات إلى حث المواطنين الفلسطينيين على المشاركة في الانتخابات المحلية باعتبارها ضرورة مجتمعية، ومصلحة للمواطن الفلسطيني في انتخاب ممثليهم وتجديد الهيئات المحلية التي تقدم له الخدمات الأساسية، كما تأتي في سياق تكريس دورية الانتخابات المحلية لضمان إجراء المرحلة الثانية منها.

وأكد المشاركون في اللقاءات وممثلو القوائم الانتخابية ومرشحوها على أهمية إجراء هذه الانتخابات بالمرحلتين، وعدم تأجيلها تحت أي ظرف، لدورها في تعزيز صمود المواطنين ، وعلى أمل إجراء الانتخابات العامة (التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني) التي تعطي الشرعية للنظام السياسي، وترتيب البيت الفلسطيني، وتعزيز سيادة القانون وتكريس الفصل بين السلطات، وإنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية، من خلال الدعوة إلى الإسراع لتحديد موعد قريب للانتخابات العامة باعتبارها حق دستوري للمواطن ومطلباً وطنياً للخروج من الحالة الراهنة.

كما شدد المواطنون على أهمية تعديل قانون انتخاب مجالس الهيئات المحلية رقم 10 لسنة 2005 بعد إنجاز المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات، بما يعزز مكانة المرأة والشباب في الهيئات المحلية ويعمل على تطوير النظام الانتخابي بما يضمن اختيار الكفاءات في المجالس المحلية.




حريات: ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 227 شهيداً باستشهاد الأسير سامي العمور

رام الله – حريات| ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (227) شهيداً منذ عام 1967م، في حين وصل عدد الأسرى الذين قتلهم الاحتلال نتيجة سياسة الإهمال الطبي وهي جزء من سياسة ثابتة وممنهجة إل (72) شهيداً، بعد استشهاد الأسير سامي العمور من مدينة دير البلح في قطاع غزة، إثر تدهور وضعه الصحي وانتظاره أكثر من 14 ساعة في زنازين السبع لنقله إلى المستشفى وهذا بمثابة جريمة متعمدة أدت إلى استشهاده.

وبذلك يرتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى 8 وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، و عزيز عويسات الذي استشهد عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، و بسام السايح الذين استشهدوا عام 2019، سعدي الغرابلي، كمال أبو وعر الذين استشهدوا عام 2020، والأسير سامي العمور الذي استشهد اليوم 18/11/2021.

وبسبب سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها مصلحة السجون باضطراد والتي لا توفر الحد الأدنى من شروط وظروف الاعتقال الملائمة والإنسانية، والتي تتعمد فيها إدارات السجون وطواقمها الطبية المماطلة في تقديم العلاج المناسب أو في إجراء عملية جراحية طارئة، تتزايد أعداد الأسرى المرضى بشكل مستمر، حيث وصلت إلى حوالي 550 أسيراً مريضاً. وبالمقابل ترفض دولة الاحتلال إطلاق سراحهم رغم الخطورة التي تهدد حياتهم وتحديداً الأسرى الذين يعانون من أمراض الأورام والسرطان وأمراض القلب.

على ضوء ذلك، فإن حريات يحمّل مصلحة السجون والحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاده، ويطالب بشكل عاجل إطلاق سراح الأسرى المرضى خاصة الحالات الصحية الصعبة، وملاحقة الجهات الإسرائيلية أمام القضاء الدولي والمحكمة الجنائية الدولية على جريمة الإهمال الطبي، وتعرية هذه السياسة أمام المجتمع الدولي.

يذكر أن الشهيد العمور استشهد صباح اليوم إثر تدهور خطير على وضعه الصحي نقل بعدها  إلى مستشفى “سوروكا” وقد كان يعاني من مشاكل خُلقية في القلب وهو معتقل منذ العام 2008 ومحكوم بالسجن لمدة 19 عاماً ومحروم من زيارة عائلته منذ سنوات عديدة.

 




منظمات المجتمع المدني الفلسطينية تطالب بشكل جماعي بإلغاء اجتماعات التطبيع مع السيدة ليندا توماس جرينفيلد، تضامناً مع المنظمات الست

في ضوء الزيارة الحالية لسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السيدة ليندا توماس جرينفيلد (“السفيرة الأمريكية”) إلى إسرائيل وفلسطين والأردن، وبعد التصريحات التي تفيد بأن السفيرة لن تلتقِ بممثلي منظمات المجتمع المدني الفلسطينية الست المستهدفة، والتطبيع الذي تعهدت به سفيرة الولايات المتحدة، تصدر المنظمات الموقعة أدناه البيان التالي:

أوردت صحيفة “القدس العربي” التي تتخذ من لندن مقراً لها، عن مسؤول في وزارة الخارجية، لم يذكر اسمه ومنصبه:

“أن السيدة توماس جرينفيلد لن تلتقِ بأي من ممثلي المجتمع المدني الفلسطيني ومنظمات حقوق الإنسان التي صنفتها إسرائيل مؤخرًا على أنها منظمات “إرهابية” “. واستأنف المسؤول قوله “سنعلن عن اسماء منظمات المجتمع المدني الأخرى التي ستلتقي بها السفيرة خلال زيارتها القادمة، لكن لقاء منظمات المجتمع المدني بشكل عام مهم بالنسبة لنا”.

وفي 15 تشرين الثاني 2021 قدمت السفيرة الأمريكية ملاحظاتها  إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينيت” قبل لقائهما في القدس، مؤكدة دعم الولايات المتحدة لـ “اتفاقيات إبراهيم” واتفاقيات التطبيع الإسرائيلية مع دول المنطقة.

وعليه وفي ضوء ما سبق، والغرض المعلن من زيارة السيدة غرينفيلد ، فإننا في منظمات المجتمع المدني الفلسطينية الموقعة أدناه  نعلن ما يلي:

  • نثمن عالياً موقف جميع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية والمتعددة الأطراف التي أدانت تصنيف إسرائيل لمنظمات المجتمع المدني الفلسطينية الست كـ “منظمات إرهابية”. نشير بشكل خاص إلى مواقف أيرلندا في رفض هذه التصنيفات، ودعوة النرويج للتراجع عن هذه الإجراءات غير القانونية. إن هذه التصنفيات تتجاهل حقوق الإنسان الأساسية في حرية التعبير وهي ترقى إلى أعمال الفصل العنصري اللاإنساني التي تهدف إلى محو وإسكات المجتمع المدني الفلسطيني.
  • بالإضافة إلى ذلك، تؤكد منظماتنا وتشارك الموقف الذي أعلنته مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، السيدة ميشيل باشليت: “إن المطالبة بالحقوق أمام إحدى هيئات الأمم المتحدة أو أي هيئة دولية أخرى ليس عملاً إرهابياً، والدفاع عن حقوق المرأة في الأرض الفلسطينية المحتلة ليس إرهابا، وتقديم المساعدة القانونية للفلسطينيين المعتقلين ليس إرهابا “
  • علاوة على ذلك، فإننا نذكّر بالموقف المشترك للمقررين الخاصين للأمم المتحدة الذين أدانوا التعيينات قائلين: “هذا التصنيف هو هجوم مباشر على حركة حقوق الإنسان الفلسطينية، وعلى حقوق الإنسان في كل مكان … وإسكات أصواتهم لا يقع ضمن ما يمكن أن تقوم به  ديمقراطية تلتزم بحقوق الإنسان والمعايير الإنسانية المقبولة حسب الأصول. نحن ندعو المجتمع الدولي للدفاع عن المدافعين “. كما أوضح المقررون الخاصون للأمم المتحدة أن “تشريعات مكافحة الإرهاب مصممة لغرض محدد ومقيّد، ويجب ألا تستخدم لتقويض الحريات المدنية بشكل غير مبرر أو لتقييد العمل المشروع لمنظمات حقوق الإنسان”.
  • إن تشويه إسرائيل لسمعة منظمات المجتمع المدني الفلسطينية ليس بجديد. فقد تصاعدت الاعتداءات على منظمات المجتمع المدني الفلسطينية منذ أكثر من 15 عامًا، منذ مؤتمر ديربان لمناهضة العنصرية، وازدادت حدته بعد المطالبات المتزايدة بفرض عقوبات على إسرائيل. هذا وتصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على المجتمع المدني الفلسطيني بشكل خاص في أعقاب انضمام دولة فلسطين إلى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وقرار مكتب المدعي العام بفتح تحقيق في الوضع في فلسطين، والتحقيق في الجرائم الدولية، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.
  • تستمر السياسات والممارسات الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية جنبًا إلى جنب مع نظام الفصل العنصري التمييزي المُمأسس وبشكل خطير في تهديد تمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه الإنسانية الأساسية، بما في ذلك حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، والسيادة الدائمة على الموارد الطبيعية والوطنية، وحق الفلسطينين الجماعي بالعودة إلى ديارهم، والتي تشكل معًا العقبة الأساسية أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة متواصلة وقابلة للحياة. كما أن الطبيعة الممتدة للاحتلال العسكري الذي دخل عامه الرابع والخمسين الآن قد تم الحفاظ عليها من خلال تنظيم الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية  التي يرتكبها أفراد إسرائيليون مع إفلاتهم من العقاب.
  • المهمة الرئيسية لمؤسساتنا وللمدافعين الفلسطينيين عن حقوق الإنسان هي العمل من أجل إنهاء الاحتلال وتفكيك نظام الفصل العنصري ولتحقيق حقوقنا الإنسانية الجماعية في تقرير المصير وحق العودة.
  • تم الاعلان عن أن الغرض من الزيارة هو “استكشاف سبل تعزيز اتفاقيات التطبيع مثل” اتفاقيات إبراهيم ” أي حماية الاحتلال الإسرائيلي وتعزيزه. إن المنفعة الاقتصادية و”السلام في المنطقة” مجرد ورقة توت. إذ أن “السلام” الذي لا يشمل تحقيق حقوق جميع الفلسطينيين سيكون سلامًا بلا عدالة وبالتالي لن يكون سلامًا على الإطلاق. وتعيد منظماتنا قول المدير العام لمؤسسة الحق شعوان جبارين   إنه “حان الوقت الآن للمجتمع الدولي والشعب الفلسطيني أن ينتفضوا بشكل جماعي ويقاوموا هذا التطبيع الإقليمي الفاضح، لضمان تحقيق شعبنا حقه في تقرير المصير والسيادة الدائمة ومنع الإجراءات الإسرائيلية والإقليمية الهادفة لمحو شعبنا وثقافتنا وأراضينا ووطننا “.
  • وعليه ، فإن المنظمات الموقعة أدناه تعلن أنها لن تجتمع مع سفير الولايات المتحدة. كما ندعو جميع المنظمات الفلسطينية الأخرى إلى تبني موقف مماثل وإبداء رفضها الواضح والمبدئي لتطبيع التطهير العرقي الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني.
  • وللتوضيح فان الهجوم الإسرائيلي على منظمات المجتمع المدني الفلسطينية الست هو هجوم على المجتمع المدني الفلسطيني ككل. إذ أن عدم رغبة السفيرة الأمريكية في لقاء ممثلي منظمات المجتمع المدني الست في زيارتها يعزز فقط هجوم إسرائيل الذي يهدف إلى تقويض ونزع الشرعية عن عمل المجتمع المدني الفلسطيني في مجال حقوق الإنسان. كما ندعو البعثات الدبلوماسية والممثلين البرلمانيين والمنظمات الدولية إلى رفض وإدانة التصنيف غير القانوني لمنظمات المجتمع المدني الفلسطينية الست للضغط على الولايات المتحدة لإدانة تصنيف إسرائيل والدعوة إلى إلغائه.

المؤسسات الموقعة على هذا البيان

  1. مؤسسة الحق – القانون من أجل الإنسان
  2. مركز الميزان لحقوق الإنسان
  3. مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان
  4. الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فرع فلسطين
  5. مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان
  6. مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان
  7. مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات”
  8. مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب
  9. الهيئة الأهلية لاستقلال القضاء وسيادة القانون – استقلال
  10. مركز الدراسات النسوية
  11. جمعية الرواد للثقافة والفنون
  12. مركز العمل التنموي معا
  13. جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية
  14. جمعية تنظيم وحماية الاسرة
  15. جمعية تنمية المرأة الريفية
  16. جمعية الشابات المسيحية
  17. جمعية المهندسين الزراعيين العرب
  18. مركز أفكار
  19. مركز أبحاث الأراضي
  20. المركز الفلسطيني للإرشاد
  21. المركز العربي للتطوير الزراعي
  22. مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات ( المرصد)
  23. منتدى شارك الشبابي
  24. فلسطينيات
  25. المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية – مفتاح
  26. مركز ابداع المعلم
  27. المركز الفلسطيني لاستقلال المحاماة والقضاء – مساواة
  28. الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان
  29. المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية – ريفورم
  30. جمعية برج اللقلق المجتمعي
  31. جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية
  32. مركز العمل المجتمعي-جامعة القدس
  33. مدرسة الأمهات
  34. اتحاد لجان العمل الزراعي
  35. مركز العودة لتأهيل الطفولة والشباب مخيم طولكرم
  36. سرية رام الله الأولى
  37. الاتحاد العام للمراكز الثقافية
  38. جمعية عبد الشافي الصحية والمجتمعية
  39. جمعية النجدة الاجتماعية
  40. جمعية السطر الغربي لتطوير الريف وتنمية المزارع
  41. جمعية منتدى التواصل
  42. جمعية الدار الريفية
  43. جمعية الفخاري للتنمية الريفية
  44. جمعية الكرمل للثقافة والتنمية المجتمعية
  45. جمعية المنال لتطوير المرأة الريفية
  46. جمعية بسمة للثقافة والفنون
  47. جمعية مركز دير البلح الثقافي الاجتماعي
  48. جمعية دير البلح لتأهيل المعاقين
  49. جمعية الوفاء الخيرية – مستشفى الوفاء الطبي
  50. مجموعة غزة للثقافة والتنمية
  51. منتدى غزة للزراعة الحضرية وشبه حضرية
  52. النقابة العامة لعمال الفلاحة والتصنيع الغذائي
  53. جمعية غسان كنفاني التنموية
  54. جمعية جباليا للتأهيل
  55. جمعية مركز الموارد العمالية
  56. الجمعية الوطنية لتأهيل المعوقين
  57. جمعية المركز الفلسطيني للزراعة الحيوية
  58. اتحاد جمعيات المزارعين الفلسطينيين
  59. جمعية الاتحاد النسائي الفلسطيني
  60. جمعية تنمية المرأة الريفية
  61. جمعية التضامن الخيرية
  62. الجمعية الشرقية للزراعة والتطوير
  63. الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون
  64. مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين لتطوير مصادر المياه والبيئة
  65. المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية
  66. اتحاد لجان الرعاية الصحية
  67. اتحاد لجان العمل الصحي
  68. اتحاد لجان المرأة الفلسطينية
  69. جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل
  70. مركز شؤون المرأة
  71. جمعية تنمية الشباب




“مجلس المنظمات”: تصنيف الاحتلال لستة منظمات حقوقية رائدة كـ”منظمات إرهابية” محاولة فاشلة لإسكات الفلسطينيين والسيطرة عليهم

في هجوم صارخ وغير مسبوق وشامل على كافة منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، أصدر وزير الأمن في دولة الاحتلال “بيني غانتس” اليوم الجمعة الموافق 22/10/2021، قراراً يقضي بتصنيف ستة منظمات حقوقية رائدة كـ”منظمات إرهابية”، مما يعني حظر عملها وجعلها عرضة للانتقام والاعتداء الوشيك من قبل دولة الاحتلال.

والمؤسسات هي كل من: 1) مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان؛ 2) مؤسسة الحق؛ 3) الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فرع فلسطين؛ 4) مركز بيسان للبحوث والإنماء؛ 5) اتحاد لجان العمل الزراعي؛ و6) اتحاد لجان المرأة الفلسطينية.  وجميعها مؤسسات مسجلة لدى وزارة الداخلية الفلسطينية وفق قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية، وتخضع لرقابتها ورقابة وزارة الاختصاص، وتقديم تقارير سنوية مهنية لتلك الوزارات.

إن هذا التصنيف يستهدف ستة من أبرز منظمات المجتمع المدني الفلسطينية، والمؤسسات التي تُعني في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتوثيق الانتهاكات، وتقديم الخدمات للضحايا، وتقوم بجهود قانونية ومناصرة دولية لضمان حماية حقوق الفلسطينيين من الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، ونظام الفصل العنصري.  ويعكس وقاحة الاحتلال غير المسبوقة، وإن كانت متزايدة، في قمع وتجريم المدافعين/ات الفلسطينيين/ات عن حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني التي تتحدى نظام دولة الاستعمار، وتعمل من أجل تحقيق العدالة الدولية ومساءلة الإسرائيليين مقترفي انتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

حري بالذكر، أن استخدام دولة الاحتلال لتشريعاتها السياسية المبهمة في “مكافحة الإرهاب” لتجريم تلك المؤسسات، يأتي بعد سنوات من حملاتها الممنهجة ضد منظمات المجتمع المدني الفلسطينية، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، التي تعمل في إطار توثيق انتهاكاتها وتتعاون مع أجهزة وآليات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.  وكانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، قد أصدرت بياناً بتاريخ 19/08/2021، تناولت فيه العديد من الحالات البارزة من الاعتقالات التعسفية والتجريم والتهديدات والمضايقات التي يتعرض لها المدافعين/ات عن حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.

ويأتي هذا القرار المروع تتويجاً لعقود من محاولات دولة الاحتلال للسيطرة على الشعب الفلسطيني، ولإسكات وتقويض عمل منظمات المجتمع المدني الفلسطينية المستقلة في الدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني، وخاصة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

وإذ يؤكد على خطورة هذا القرار، وتداعياته الوشيكة التي ستواجهها المؤسسات والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان، فإن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية يطالب المجتمع الدولي بشكل عاجل، بما في ذلك الدول، ومنظمات المجتمع المدني، والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان في كافة أرجاء العالم:

  1. إصدار مواقف حازمة للضغط على دولة الاحتلال من أجل إلغاء هذا التصنيف لمؤسسات حقوق الإنسان الست؛
  2. تأكيد المجتمع الدولي والمانحين والشركاء والداعمين والفاعلين في مجال حقوق الإنسان على رفض هذا القرار، أو السماح لهذه التصنيفات التعسفية، وأساليب التخويف بتغيير مواقفهم، والتأكيد على استمرار دعمهم للمجتمع الفلسطيني.



مجلس منظمات حقوق الإنسان يحمل سلطات الاحتلال المسؤولية عن استشهاد الأسير مسالمة

أعلن المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله مساء أمس الأول الأربعاء الموافق 22/9/2021، عن استشهاد الأسير المفرج عنه حسين محمد حسين مسالمة عن عمر يناهز الـ (39 عاماً) بعد صراع طويل مع مرض السرطان، حيث مكث في مستشفى هداسا الإسرائيلي بعد الإفراج عنه، ونقل إلى الاستشاري قبل حوالي أسبوع من وفاته.

هذا وكان الأسير مسالمة قد اعتقل بتاريخ 22/11/ 2002، من منزله في بلدة الخضر جنوب بيت لحم في الضفة الغربية، وصدر بحقه حكم حبس فعلي لمدة 20 عاماً، أمضى منها 19 عاماً، وأفرج عنه بعد تدخلات قانونية إثر التدهور الخطير الذي طرأ على حالته الصحية، حيث كان يعاني من أوجاع شديدة في البطن استمرت شهرين، تعرض خلالها للإهمال الطبي.

وتواصل سلطات الاحتلال سياسة الإهمال الطبي وعدم إخضاع المعتقلين المرضى لفحوص طبية مناسبة أو تقديم العلاج المناسب ما يتسبب في تدهور حالاتهم الضحية وفي كثير من الأحيان يستعصي المرض ويتسبب في وفاة المريض. وتشكل حالة المسالمة دليلاً إضافياً على سياسة الإهمال الطبي، حيث كانت إدارة السجن تقدم له المسكنات بعد تشخيص حالته بأنه مصاب بالتهاب في الدم بدلاً من نقله إلى المستشفى، إلى أن أدخل إلى قسم العناية المركزة في مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع، بعد أن فقد القدرة على التنفس، وهناك شخصت حالته وتأكدت إصابته بسرطان الدم، وأفرج عنه بتاريخ 14/2/2021.

مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية يؤكد على أن سياسة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال باتت سياسة ممنهجة تمارس بشكل واسع النطاق مما يستدعي تحمل الجهات الدولية لمسؤولياتها، خاصة الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بمساءلة دولة الاحتلال ومحاسبتها على هذه الجرائم.

ويعبر المجلس عن قلقه على حياة الأسرى في ظل غياب الحماية المقرة بموجب أحكام القانون الدولي، لا سيما انتهاك حقهم في الرعاية الطبية المناسبة وفي التمتع بحقوقهم التي كفلتها المعايير الدولية لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني، ويحذر من مغبة استمرار ممارساته بحق الأسرى المرضى حيث يعاني أكثر من ٥٥٠ أسير من أمراض خطيرة ومزمنة، ويواجهون خطراً محدقاً إثر المماطلة في تقديم العلاج اللازم والتواجد بظروف متدنية تضاعف معاناتهم، كما تؤدي بالضرورة إلى التسبب بحالات مرضية جديدة نتيجة انعدام البيئة الصحية المناسبة للعيش الآدمي.

وعليه يحمل المجلس سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن استشهاد مسالمة، ويطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للوقوف على ظروف وملابسات الوفاة. ويدعو المجلس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها تفعيل أدوات المساءلة والمحاسبة بحق مرتكبي الانتهاكات الإسرائيلية، وإلزام دولة الاحتلال على احترام المعايير الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص المحرومين من حريتهم.




مسؤولية الموظفين الرسميين عن التصدي الفعال للعنف ضد المرأة في المجتمع

أثارت الحملة المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد مشروع قانون حماية الأسرة من العنف مجموعة من الأسئلة، أهمها ما مدى صحة الربط بين مسودة مشروع القانون واتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، هذا الربط الذي لا يأخذ بعين الاعتبار أن الأسرة محل الحماية من العنف تتكون من الرجال والنساء والأطفال وكبار السن ولا يقتصر مفهومها على المرأة فقط، والجدير ذكره في هذا السياق أن مشروع قانون حماية الأسرة من العنف يتضمن إجراءات وتدابير خاصة تتلاءم مع طبيعة الأسرة وتكوينها، أهمها عدم اعتبار ايقاع العقوبة هدفاً بحد ذاته، بل يولي مشروع القانون العناية بضرورة إصلاح وتأهيل الجاني والضحية، آخذين بعين الاعتبار ارتباطهما برابطة الدم التي يوجد استحالة اجتماعية في الانفكاك منها، والملاحظ أن الجدل الدائر حول هذا الموضوع لا يمكن اعتباره حوار مجتمعي بنّاء، لأنه مبني على التزمت والتمسك بوجهات نظر قائمة على أسس لا تحترم الموضوعية والدقة في الطرح، الأمر الذي أدى إلى انسداد أفق حوار جدي يراعي المصالح الجوهرية التي تخدم المجتمع.

هذا الانسداد في الحوار المجتمعي يستفيد منه ويغذيه بعض التيارات الدينية في المجتمع، بالإضافة إلى جهات متنفذة بالحكومة لها موقف سلبي من منظومة حقوق الإنسان بشكل عام، يترجم بصورة مختزلة بالموقف المعادي لاتفاقية سيداو، وقانون حماية الأسرة من العنف، وهذا ما يفسر الربط غير المنطقي بين مسألة القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة ومحاربة العنف الأسري والعنف ضد المرأة، لذلك نجد من الضروري حل هذه المشكلة خصوصاً في ظل غياب المجلس التشريعي، من خلال تغيير الأدوات الحقوقية المستعملة من المؤسسات العاملة في المجال، لأن هذه الأدوات لم توفر مساءلة جدية من شأنها محاسبة المكلفين بإنفاذ القانون على إنكارهم لوجود العنف الأسري وكذلك المماطلة بإصدار قانون حماية الأسرة من العنف، ويكون ذلك من خلال البحث عن أدوات جديدة لمعالجة العنف القائم على التمييز في المجتمع وتحديداً العنف ضد المرأة،  بشكل خاص ومباشر بمعزل عن الهدف الاستراتيجي الذي يعتمد على تمتعها الكامل بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

لخدمة الهدف المنشود لا بدّ من التأكيد على أن التحدي الراهن في مجال حقوق الإنسان، يتمثل في تنفيذ معايير حقوق الإنسان المعمول بها حالياً بهدف القضاء على العنف ضد المرأة وأسبابه الجذرية، وأن تعدد أنواع العنف الممارس ضد المرأة في المجتمع، مسألة تحتم بالضرورة اعتماد آليات متعددة لمكافحته، الأمر الذي يعتبر غاية في الأهمية لضمان تحقيق الأهداف المتوقعة منها، آخذين بعين الاعتبار أن ظاهرة العنف ضد المرأة هي نتيجة لعلاقات غير متكافئة بين الرجل والمرأة عبر التاريخ أدت إلى هيمنة الرجل على المرأة وممارسته تمييزاً ضدها، هذا التمييز حال دون نهوضها الكامل والتمتع بحقوقها، لهذا نعتقد أن مسألة  التصدي  للعنف ضد المرأة من حيث الممارسة يجب تجزئتها وعلاجها بشكل منفرد بمعزل عن القضية الأوسع نطاقاً وهي تمتع المرأة بكافة حقوقها دون تمييز.

بناءً على ما ذكر أعلاه لا بدّ من التذكير بأن انضمام الدولة لمعاهدات ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ يحملها ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ، تتمثل باحترام وحماية ﺗﻠﻚ الحقوق التي تتضمنها، وتنفيذها، ﻭﺗﻌﺰﻳـﺰﻫﺎ وﻳﺸﻤﻞ ﺃﻳﻀاً ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎً ﺑﺘﻮﺧﻲ احترام مبدأ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ لتطبيق أحكامها، هذا المبدأ الذي يحمّل الدولة مسؤولية عن العنف المرتكب من أفراد أو أشخاص غير موظفيها الرسميين، لذا يقع على عاتق الدولة واجب الحماية من هذه الأفعال، وبهذا المعنى جاءت  دعوة  لجنة ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺿﺪ المرأة (لجنة سيداو) للدول المنضمة للاتفاقية في عام (١٩٩٢)  بتوصيتها ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺭﻗﻢ 19 إلى الحرص ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ المرأة ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟـﻪ باستخدام معيار العناية الواجبة.

على إثر ما ورد أعلاه صدرعن الجمعية العامة للأمم المتحدة ﺇﻋﻼﻥ القضاء على العنف ضد المرأة ﻋﺎﻡ 1993، وﻳُﻠﺰِﻡ هذا الاعلان ﺍﻟﺪﻭﻝ بتطبيق مبدأ العناية الواجبة والحرص ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ المرأة ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻴﻬﺎ والمعاقبة ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺃﻡ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻨﻬﺎ. ومفهوم العناية الواجبة بهذا الشكل يوفر معياراً لتحديد ما إذا عملت دولة أم لم تعمل على الوفاء بالتزاماتها في مجال مكافحة العنف ضد المرأة، ﻭﺃﻋﻴﺪ التأكيد على ﻫﺬﺍ المعيار في ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 125 ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﻋﻤﻞ “بيجين” ﻟﻌﺎﻡ 1995، والمهم ذكره في هذا السياق أن تطبيق معيار العناية الواجبة  أظهر العديد من العيوب  في محاربة العنف ضد المرأة وأهمها اقتصاره حتى الآن على مواجهة العنف لدى وقوعه، وكذلك التركيز على الإصلاح التشريعي وإقامة العدل وتوفير الخدمات، أما فيما يتعلق بالالتزام الأهم وهو الوقاية من أعمال العنف فأثره قليل نسبياً، بما في ذلك على صعيد تغيير الهياكل والقيم الأبوية القائمة على نوع الجنس التي تديم العنف ضد المرأة وترسخه في تفكير المجتمع والأفراد ومن ضمنهم المكلفين بإنفاذ القانون.

هذه القيم المترسخة لموظفي الدولة الرسميين، تؤثر على مستوى الجدية والمصداقية بمحاربتهم للعنف ضد المرأة، ويكون تصرفهم بمواجهته منسجم في الغالب مع الأفكار النمطية السائدة في المجتمع، الأمر الذي يغلق دائرة الحلول التي من شأنها القضاء على هذه الظاهرة المجتمعية، وينتح عنها دوران في حلقات دائرية مفرغة، حيث أن الحركة والتقدم بها توصلنا بكل تأكيد إلى نقطة البداية، دون نتائج جوهرية من شأنها تغيير الصورة النمطية السائدة في المجتمع اتجاه المرأة، وهذه المعادلة تفسر الجدل الدائر والمستمر في أوساط الحكومات  الفلسطينية المتعاقبة على مسودة قانون حماية الأسرة من العنف منذ زمن طويل بالرغم من إضافة الجهات الحكومية ذات الاختصاص ملاحظاتها على عدد من مسودات مشروع القانون، التي توالت بالصدور منذ ما يقارب (16) السنة مضت وكان أولها عام 2004.

بالاستناد إلى تفسير المعادلة المذكور أعلاه يجب مواجهة تعدد أشكال العـنف ضـد المرأة، بالاعتماد على استراتيجيات متعددة الجوانب لمنعه ومكافحته بفعالية، حيث تعتبر هذه المسألة ضرورية، بسبب أن هذا النوع من العنف في معظم الأحيان يكون نتاجاً لأنواع مختلفة من التمييز، لذا يجب إعادة التفكير في معيار العناية الواجبة بعد أن ظهرت عيوبه كما ذكرنا سابقاً، اّخذين بعين الاعتبار آلية بسيطة لفحص وقياس النتائج تعتمد على حالة العنف الممارس ضد المرأة وما يقابلها من إجراءات حكومية متخذة لمحاربته، الأمر الذي يؤشر إلى النوايا نحو تأييد الوضع القائم  لمسألة العنف القائم على التمييز في المجتمع الفلسطيني، بالنظر إلى مصلحة الجهات المستفيدة باستمرار صوره النمطية السائدة، وبناءً على ما ذكر أعلاه، نجد ضرورة  في البحث عن معيار مختلف يحمّل المسؤولية للدولة عن أفعال العنف الممارسة ضد المرأة والمرتكبة في سياقات اجتماعية معينة، بما في ذلك  المسؤولية الجزائية المباشرة للمكلفين بإنفاذ القانون عن العنف القائم على التمييز في المجتمع يتضمن العناصر التالية:-

1- التزام الدولة (الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون) بتغيير القيم الاجتماعية ومؤسساته التي تكرس عدم المساواة بين الجنسين، وفي الوقت ذاته مواجهة العنف بفعالية لدى وقوعه.

2- اشتراك الدولة والأطراف الاجتماعية الأخرى من أشخاص ومؤسسات بالمسؤوليات فيما يتعلق بالوقاية ومواجهة العنف وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان.

3- ضمان تغيير الصورة النمطية السائدة لدى المكلفين بإنفاذ القانون (الموظفين العموميين) حول العنف القائم عن التمييز في المجتمع، وتحميلهم المسؤولية الجزائية عن استمراره، وعدم المحاسبة على إرتكابه، وكذلك عدم جواز تبرير استمرار وجوده، تحت طائلة المسؤولية الجزائية.

4- المسؤولية الجزائية للدولة عن الأفعال الإيجابية لموظفيها العموميين والمتعاقديين معهم من الخواص، فيما يتعلق بالموافقة على أفعال تشكل عنف ضد النساء من أفراد أو جماعات خاصة فاعلة، أو دورهم السلبي المتمثل بالسكوت عن استمرار هذه الأفعال وعدم اتخاذ المقتضى القانوني المناسب للعقاب عليها.

5- يعتبر مبدأ عدم التمييز مبدأً أساسياً وعامّاً في حماية حقوق الإنسان وجوهرياً لتفسير اتفاقية مناهضة التعذيب  وتطبيقها ويندرج جانب عدم التمييز ضمن نطاق تعريف التعذيب بحد ذاته في المادة الأولى من الاتفاقية التي تحظر صراحة أفعالاً محددة حينما تنفّذ “لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز أياً كان نوعه” عندما يرتكبها أو يحرض أو يوافق عليها أو يسكت عنها موظف رسمي أو متعاقد معه.

ما ذكر أعلاه يشكل معياراً من معايير حقوق الإنسان، نعتقد أنه يخدم بفاعلية معالجة الانسداد الحاصل داخل أروقة الحكومة الفلسطينية، فيما يتعلق بعدم رغبة بعض الموظفين المتنفّذين فيها بإصدار قانون حماية الأسرة من العنف، وكذلك عدم مواجهتهم لاّثارهذا الانسداد الاجتماعية التي انعكست على شكل حملات تحريضية منظمة على  شبكات التواصل الاجتماعي ضد إصدار القانون، دون مراعاة أصول ومعايير حرية الرأي والتعبير التي نحترم ونبجل، وأيضاً يفيد هذا المعيار في تسمية هذه الأفعال التحريضية بمسمياتها الحقيقية التي تنسجم مع المعايير القانونية الدولية لحقوق الإنسان، التي تعتبر أن ارتكاب موظفي الدولة الرسميين أو موافقتهم أو تحريضهم أو سكوتهم عن العنف القائم على التمييز في المجتمع شكل من أشكال التعذيب.

هذا المعيار يمكن استخدامه عندما نريد التكييف القانوني لواقع العنف الممارس ضد المرأة الفلسطينية، وأيضاً حالة استمرار العنف الأسري وما يقابلها من الإجراءات الحكومية المتخذة فعلياً على أرض الواقع، حيث نجد أن الحكومة موافقة ضمنياً على استمرار العنف الأسري وتترجم هذه الموافقة الضمنية من خلال السكوت طويل الأمد (كما ذكرنا سابقاً) عن إصدار قانون حماية الأسرة من العنف، هذا بالإضافة إلى تحريض بعض الموظفين الرسميين على العنف ضد المرأة (الوزير الهباش كما ذكر بيان الاتحاد العام للمرأة)، ويعتبر تحريض الموظفين الرسميين على العنف ضد المرأة وموافقتهم الضمنية عليه وسكوتهم عن إصدار قانون حماية الأسرة من العنف شكل من أشكال التعذيب.

أخيراً إن استخدام هذا الوصف القانوني للعنف الممارس ضد المرأة باعتباره شكل من أشكال التعذيب، برأينا يشكل ضمانة حقيقية لمحاسبة الموظفين الرسميين عن العنف القائم على التمييز في المجتمع، وهذه الضمانة تستند إلى نص المادة الأولى من اتفاقية مناهضة التعذيب التي سوف تكون جزء من قانون العقوبات الفلسطيني في المستقبل (مشروع القانون العقوبات لعام 2003)، الأمر الذي يوفر الملاحقة الجزائية المباشرة أمام المحاكم، ويساهم أيضاً بشكل أكثر فاعلية بالضغط على الحكومة  للتسريع في اتخاذ الإجراءات والتغيير في السياسات فيما يتعلق بالعنف القائم على التمييز في المجتمع، وكذلك إصدار قانون حماية الأسرة من العنف، آخذين بعين الاعتبار أن الدول في العلاقات الدولية تتعامل بدرجة عالية من الحساسية مع الوصم الواقع عليها من جراء ارتكاب جريمة التعذيب بالمقارنة مع غيرها من الانتهاكات بدرجة أقل كالمتعلقة بمبدأ عدم التمييز ضد المرأة، لذلك أكدنا على مسؤولية الموظفين الرسميين عن التصدي الفعّال للعنف ضد المرأة في المجتمع.




مؤسسات الأسرى ومؤسسات أهلية وحقوقية تطلق نداءً عاجلاً للأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية لتوفير الحماية للأسرى الفلسطينيين

أطلقت المؤسسات التي تُعنى بالأسرى (مؤسسة الضمير، نادي الأسير الفلسطيني، هيئة شؤون الأسرى)، بالإضافة إلى شبكة المنظمات الأهلية ومجلس منظمات حقوق الإنسان وجمعية إنعاش الأسرة نداءً عاجلاً لأجهزة الأمم المتحدة، وتحديداً للمقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب وسوء المعاملة، والمقرر الخاص المعني بالصحة البدنية والعقلية وللفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، وللبعثات الدبلوماسية لدى السلطة الفلسطينية للمطالبة بتوفير الحماية للأسرى الفلسطينيين من العقاب الجماعي والإجراءات الانتقامية التي تمارس بحقهم من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.

وتطرقت المؤسسات في ندائها إلى الإجراءات القمعية التي ما زالت ترتكب بحق الأسرى بعد تمكُّن 6 أسرى من سجن جلبوع من انتزاع حريتهم يوم 6/9/2021، والعقوبات الجماعية التي مورست بحق الأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون من نقل وعزل وإخضاع البعض للتحقيق، وصولاً إلى اقتحام أقسام السجون من قبل الوحدات الخاصة والاعتداء على الأسرى، مما دفع بعض الأسرى في سجن النقب لحرق غرفهم احتجاجاً على الهجمة التي يتعرضون لها. وفي إطار العقوبات الجماعية التي فرضت على الأسرى، أبلغ الصليب الأحمر صباح اليوم الخميس أهالي الأسرى بقرار إلغاء الزيارات العائلية حتى نهاية شهر أيلول الجاري.

وقد حذرت المؤسسات في ندائها من استمرار وتصاعد تلك الإجراءات كونها تشكل عقاباً جماعياً بحق الأسرى الفلسطينيين، وتتعارض مع مسؤوليات دولة الاحتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، وطالبت الأمم المتحدة بالضغط على دولة الاحتلال لضمان توفير الحماية للأسرى الفلسطينيين خاصة الحق في الحياة والصحة البدنية. كما وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة متابعة عملية نقل الأسرى تحديداً من سجن جلبوع، والمتابعة مع سلطات الاحتلال حول أماكن نقل الأسرى وإبلاغ عائلاتهم بمكان وجودهم، بالإضافة إلى مطالبتها بتوفير الحماية للأسرى الفلسطينيين من العقوبات الجماعية والإجراءات الانتقامية. وطالبت المؤسسات المجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف بالالتزام بواجباتها في حماية حقوق الإنسان وتطبيق القانون الدولي الإنساني.




مؤسسات الأسرى ومؤسسات أهلية وحقوقية تطلق نداءً عاجلاً للأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية لتوفير الحماية للأسرى الفلسطينيين

أطلقت المؤسسات التي تُعنى بالأسرى (مؤسسة الضمير، نادي الأسير الفلسطيني، هيئة شؤون الأسرى)، بالإضافة إلى شبكة المنظمات الأهلية ومجلس منظمات حقوق الإنسان وجمعية إنعاش الأسرة نداءً عاجلاً لأجهزة الأمم المتحدة، وتحديداً للمقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب وسوء المعاملة، والمقرر الخاص المعني بالصحة البدنية والعقلية وللفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، وللبعثات الدبلوماسية لدى السلطة الفلسطينية للمطالبة بتوفير الحماية للأسرى الفلسطينيين من العقاب الجماعي والإجراءات الانتقامية التي تمارس بحقهم من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية.

وتطرقت المؤسسات في ندائها إلى الإجراءات القمعية التي ما زالت ترتكب بحق الأسرى بعد تمكُّن 6 أسرى من سجن جلبوع من انتزاع حريتهم يوم 6/9/2021، والعقوبات الجماعية التي مورست بحق الأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون من نقل وعزل وإخضاع البعض للتحقيق، وصولاً إلى اقتحام أقسام السجون من قبل الوحدات الخاصة والاعتداء على الأسرى، مما دفع بعض الأسرى في سجن النقب لحرق غرفهم احتجاجاً على الهجمة التي يتعرضون لها. وفي إطار العقوبات الجماعية التي فرضت على الأسرى، أبلغ الصليب الأحمر صباح اليوم الخميس أهالي الأسرى بقرار إلغاء الزيارات العائلية حتى نهاية شهر أيلول الجاري.

وقد حذرت المؤسسات في ندائها من استمرار وتصاعد تلك الإجراءات كونها تشكل عقاباً جماعياً بحق الأسرى الفلسطينيين، وتتعارض مع مسؤوليات دولة الاحتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، وطالبت الأمم المتحدة بالضغط على دولة الاحتلال لضمان توفير الحماية للأسرى الفلسطينيين خاصة الحق في الحياة والصحة البدنية. كما وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة متابعة عملية نقل الأسرى تحديداً من سجن جلبوع، والمتابعة مع سلطات الاحتلال حول أماكن نقل الأسرى وإبلاغ عائلاتهم بمكان وجودهم، بالإضافة إلى مطالبتها بتوفير الحماية للأسرى الفلسطينيين من العقوبات الجماعية والإجراءات الانتقامية. وطالبت المؤسسات المجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف بالالتزام بواجباتها في حماية حقوق الإنسان وتطبيق القانون الدولي الإنساني.




بيان الشبكة العربية لمحو الامية وتعليم الكبار بمناسبة اليوم العالمى لمحو الأمية

يأتي الاحتفال باليوم العالمي لمحوا لامية هذا العام 2021 بعنوان “محو الأمية من أجل تعافٍ محوره الإنسان: تضييق الفجوة الرقمية “

وقد شهد العالم بأسره على مدار عام كامل أزمة ضاغطة تسبب فيها وباء كورونا ( كوفيد-19 ) وازداد الأمر صعوبةً فيما يتعلق بتعليم وتعلم الكبار ،اذ أنه فى حين اتجهت مسارات التعليم النظامي إلى آليات التعلم عن بعد لم تتمكن فصول تعليم الكبار من اتباع نفس المسار على الوجه الأمثل الأمر الذي أثّر على نحو غير متناسب في 773 مليون شخص من الشباب والكبار غير الملمّين بمهارات القراءة والكتابة.

كما توقفت العديد من برامج محو الأمية الموجهة للشباب والكبار لعدم استجابة الخطط الوطنية للأزمة وعدم وجود خطط بديلة فى ظل الجائحة .

وعلى الرغم من ذلك فقد اجتهد القائمين على حركة تعليم الكبار فى المضي قدما نحو ايجاد بدائل للتعلم المباشر الأمر الذى واجه تحديات عدة كنقص البنية التحتية التكنولوجية وارتفاع معدلات الفقر الأمر الذى كان حائلا من امتلاك التقنيات اللازمة للتعلم عن بعد ، إضافة إلى نقص العامل البشرى والكادر المدرب على استخدام التعليم التكنولوجي وأخيراً  نقص المناهج الملائمة لهذا الغرض .

وقد كشفت كورونا عن أهمية التأمل في أهمية المضي قدما وبوتيرة متسارعه تجاه التحول التكنولوجي الذي لم يصبح رفاهية بل أصبح ضرورة في ظل عالم يتجه بالكامل بشريا وفنيا تجاه هذا التحول، إضافة إلى أهمية بذل الجهد اللازم من الدول تجاه تمكين البشر تكنولوجياً ، وعدم اقتصار عملية التعليم والتعلم على الأبجدية التقليدية، إضافة إلى تضمين المناهج المخصصة لتعليم وتعلم الكبار بمفاهيم المواطنة، واستخدام أساليب الدعم النفسي وكيف يمكن ان تكون عملية التعليم قادرة على التعامل مع ازمات ككوفيد- 19 وتساهم فى أن تكون شكلا من اشكال التعافي وتخفيف الضغوط تلك التى افرزتها أزمة كوفيد – 19 ليكون بالفعل التعليم والتعلم لتعاف محوره الإنسان .

والشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار كمؤسسة اقليمية تضم فى عضويتها عدد 14 دولة عربية ممثلين من خلال المنظمات الرائدة بالدول الاعضاء  فى بيانها الصادر بمناسبة هذه الاحتفالية اذ تثمن جهود الدول الاعضاء والمؤسسات الشريكة التى بذلت ولا تزال فى مجال تضييق الفجوة الرقمية واستمرار عملية التعليم والتعلم رغم ضغوط الجائحة وكذا ما ألم بالمنطقة العربية من صراعات سياسية .

جدير بالذكر ان جهود الشبكة العربية لمحو الأمية لم تتوقف واستمرت فى العمل الدؤوب وفى ظل ظروف الجائحة حيث نفذت الشبكة أنشطة بارزة تمثلت فى :

– تولت الشبكة على مدار عامين تطبيق تجربة التعلم عن بعد من خلال استخدام منهج ” المرأة والحياة ” والذى سبق رقمنته من خلال منظمة اليونسكو ومايكروسوفت العالمية .

انضمت الشبكة الى البيت العربى لتعلم الكبار والتنمية ( AHAED) والذى يتكون من اربعة شبكات اقليمية رائدة فى مجال تعليم وتعلم الكبار وتغطي الشبكات الاربعة بانشطتها كافة انحاء الوطن العربى .

فازت الشبكة العربية برئاسة لجنة البحوث بالأمانة العامة للحملة العربية للتعليم الجميع .

نفذت الجمعيات من اعضاء الشبكة العربية مجموعة مبادرات رائدة ساهمت فى مواجهة كوفيد– 19 وكذا تحقيق استدامة فصول تعليم وتعلم الكبار .

وإذ تثمن الشبكة العربية كافة جهود القائمين على عملية تعليم وتعلم الكبار فى ظل جائحة كوفيد – 19 فإن الشبكة تطالب الجميع بمزيد من الجهد ودعم الشراكات الدولية والاقليمية من أجل استمرار الجهود المنظمة لتعليم وتعلم الكبار فى ظل توقع منظمة الصحة العالمية عدم انتهاء جائحة كوفيد -19 والدعوة لإيجاد آليات للتعايش معه .




حريات يحمل سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسرى ويطالب المجتمع الدولي والصليب الأحمر التدخل العاجل لحمايتهم

حمّل مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي وخاصة الأسرى في سجن جلبوع الذين تعرضوا لاقتحام غرفهم من قبل القوات الخاصة التابعة لمصلحة السجون والمدججة بكل أنواع الأسلحة والتنكيل بهم وتعريض حياة 400 أسير للخطر، ونقلهم إلى أقسام العزل والتحقيق وممارسة شتى أنواع التعذيب معهم للتغطية على الفشل الذريع للمنظومة الأمنية الإسرائيلية بنجاح ستة أسرى بالهرب من السجن فجر هذا اليوم الاثنين وهم: زكريا زبيدي، وأيهم كممجي، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، ومحمود العارضة، ومناضل انفيعات، أربعة منهم اعتقلوا خلال الانتفاضة الثانية وحكم عليهم بالسجن المؤبد.

واعتبر حريات أن إقدام مصلحة السجون على نقل أسرى جلبوع وعددهم 400 أسير تحت تهديد السلاح يشكل خطر حقيقي على حياتهم ويندرج في إطار العقاب الجماعي المحرم دولياً وقانونياً ويكرّس سياسة انتقامية تنتهجها سلطات الاحتلال بشكل دائم بحق الأسرى والمواطنين الفلسطينيين على حد سواء.

وطالب حريات الصليب الأحمر والمجتمع الدولي التدخل العاجل لحماية الأسرى من انتهاكات الاحتلال الجسيمة وتعريض حياتهم للخطر، وتحميله المسؤولية عن حياة أسرى جلبوع والأسرى الستة الذين تحرروا وعن أية تداعيات قد تنشأ جراء هذه السياسة الانتقامية.