1

التقرير الشهري لمركز الدفاع عن الحريات حول الظروف الاعتقالية للأسرى

أفادت محامية مركز الدفاع عن الحريات ” حريات ” ابتسام عناتي التي التقت عددا من الأسرى أثناء زيارتها للسجون أن الظروف الاعتقالية للأسرى تزداد سوءا بفعل سلسلة العقوبات الجماعية التي اتخذتها إدارات السجون بحق الأسرى على خلفية الخطوات الاحتجاجية التي نفذوها خاصة في سجون عسقلان وايشل ورامون ونفحة والتي تمثلت بالحرمان من زيارات الأهل وشراء الخضروات واللحوم من الكنتين والحرمان من الفورة. وأشارت إلى استمرار سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى خاصة الأسير أكرم منصور الذي نقص وزنه كثيرا بسبب الأمراض التي يعاني منها وما زالت إدارة السجن غير موافقة على إدخال لجنة طبية لمعاينته.
فمن خلال زيارتها لسجن عسقلان التقت ناصر أبو حميد ممثل المعتقل وشادي الشرفا وأحمد أبو السعود وتوفيق أبو نعيم الذين أفادوا أن سلسلة الخطوات الاحتجاجية التي قام بها الأسرى في سجون عسقلان وايشل وريمون ونفحة تضمنت إضرابا عن الطعام يومين في الأسبوع خلال شهر أيار كإضراب تحذيري وتحضيري عنوانه: إخراج المعزولين والتوجيهي وتغيير النظام اليومي ورفع العقوبات الجماعية والاهتمام بالوضع الصحي للأسرى المرضى وأكدوا أن الخطوة الإستراتيجية القادمة تتوقف على مدى تجاوب مديرية مصلحة السجون مع مطالب الأسرى خاصة في موضوع العزل الانفرادي. وقد توجه الأسرى بالشكر للجنة المحامين التي تابعت قضيتهم وقامت بالتغطية الإعلامية لظروف وأوضاع الأسرى وطالبوا بالاستمرار بهذا الدور لما له من أهمية في إسناد خطواتهم النضالية وفضح إجراءات إدارات السجون بحقهم.
وفي سجن ريمونيم التقت الأشبال مصطفى ومحمود جفال ومحمود خنافسة ومحمد عياد الذين أكدوا على ضرورة زيادة اهتمام المحامين بملفاتهم في المحاكم العسكرية وتذمروا من طول مدة التأجيل بين الجلسة والأخرى خاصة للذين يتوقعون صدور أحكام خفيفة بحقهم، كما طالبوا بتأمين الكتب الثقافية والتعليمية لهم.
وفي سجن هشارونالتقت بالأسيرة قاهرة السعدي التي أفادت أن عدد الأسيرات في القسم 16 أسيرة، أوضاعهن جيدة حيث وافقت إدارة السجن لهن على شراء الأحذية من الكنتين لمرة واحدة ، كما وافقت على إدخال 3 كتب كل 3 شهور مع إخراج 3 كتب بدلا منها. وما زالت إدارة السجن تمنع إدخال الأشغال اليدوية إلا من خلال الصليب الأحمر. وعبرت الأسيرة عن ارتياحها والأسيرات من توقيع اتفاق المصالحة وهنأت شعبنا باسم عموم الأسيرات على هذا الانجاز الهام وطالبت أن يبقى ملف الأسرى والأسيرات في سلم أولويات الحكومة المقبلة. وحول الوضع الصحي للأسيرات فان سياسة الإهمال الطبي ما زالت متواصلة حيث أخبرتها إدارة السجن أن علاج أسنانها يتم من خلال السجن وأي خلل في أسنانها لا يتم إصلاحه والعلاج الوحيد فقط هو الخلع تمهيدا من إدارة السجن لإجبارها على تركيب طقم أسنان وهو الأمر الذي رفضته الأسيرة قاهرة رفضا قاطعا. واستهجنت استمرار إدارة السجن منع أطباء الأسنان من استكمال العلاج للأسيرات قاهرة وسناء شحادة، وتتذرع إدارة السجن بأن سبب الرفض هو من مصلحة السجون وأكدت الأسيرة قاهرة أن العديد من الأسيرات بحاجة إلى طبيب أسنان وطبيب نسائي. وعلى الصعيد الداخلي ذكرت أن الأوضاع الداخلية للأسيرات جيدة حيث البرامج والدورات الثقافية وأفادت أن الأسيرات في حالة ترقب وانتظار شديدين للتطورات الجارية على صعيد صفقة تبادل الأسرى، وعبرت عن أمل الأسيرات في أن تشملهن الصفقة جميعهن دون استثناء لوضع حد لمعاناة الأسيرات. وذكرت أن إدارة السجن ترفض في الوقت الحالي زيارة الإخوة والأزواج من الأسرى وأن الموافقة على ذلك يتوقف على مديرية مصلحة السجون، كما رفضت إدارة السجن السماح للأسيرة وفاء البس، وهي الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة، بالاتصال الهاتفي مع أهلها.
وفي سجن هداريم التقت الأسرى إبراهيم علقم، معتصم ياسين، كريم يونس وناصر أبو سرور حيث أفادوا أن الأوضاع الاعتقالية للأسرى صعبة جدا نظرا لإقدام الإدارة على سلسلة من العقوبات الجماعية تمثلت في تقليص فترة الفورة ومنع الزيارات المسائية وإغلاق المكتبة والمغسلة وتحديد فترة الشراء من الكانتين وتقييد حركة العمال في القسم ومعاقبة الأسير أحمد أبو خضر وجاسر البرغوثي بأسبوع زنزانة. وحول الملف الطبي للأسرى أفادوا أن هناك تقصير واضح في هذا الملف المهم والخطير وأن الإعلام وحده لا يكفي لإبراز معاناة الأسرى المرضى وحل قضيتهم بشكل جذري إذ لا بد أيضا من تكثيف عمل المحامين في مخاطبة إدارات السجون حول وضع الأسير المريض والمطالبة بإطلاق سراحه مبكرا نظرا لخطورة وضعه الصحي بمعنى أن يتواجد عدد من المحامين في المحكمة بشكل مستمر لمناصرة قضين الأسرى المرضى، ومن أجل تدويل هذه القضية ينبغي قيام الجهات الدولية بمخاطبة الحكومة الإسرائيلية والضغط عليها من أجل تحسين الظروف الحياتية والاعتقالية والصحية للأسرى ويفضل التركيز على حالات معينة. وحول صفقة تبادل الأسرى أفاد الأسير كريم يونس أن أي استثناء لأسرى القدس والداخل يعتبر سابقة خطيرة ويجعل من السجون مقبرة لهم وطالب أن يكون هناك أولوية لملف أسرى الداخل والقدس في هذه الصفقة. كما رحب الأسرى وباركوا اتفاق المصالحة وتمنوا أن تتضمن المرحلة القادمة رفع شعارات إنهاء الاحتلال.
وفي سجن شطةالتقت الأسرى مسلمة ثابت، رامي طرابين، فواز بعارة، مصطفى بدارنة، وجدي جودة، عبد السلام بني عودة ومصطفى مسلماني الذين أشاروا إلى سياسة الإهمال الطبي التي يعاني منها الأسرى المرضى. فقد ذكر رامي طرابين من طولكرم والمحكوم 21 عاما أمضى منها 7 سنوات أنه مريض ويعاني من أزمة صدرية أصيب بها قبل الاعتقال غير أن المرض اشتد عليه كثيرا داخل السجن بسبب عدم اعطائة الدواء المناسب، فكل يوم يتم إعطاءه دواء مختلفا وكأن الأسرى برأيه حقلا للتجارب، وناشد كافة المؤسسات المعنية ووزارة الأسرى متابعة ملف الأسرى المرضى بشكل جدي وفاعل والعمل على إدخال أطباء له. كذلك الأسير فواز بعارة من نابلس متزوج وله ولدان وبنت، محكوم 3 مؤبدات و 32 عاما أمضى منها سبع سنوات ونصف مريض وأجريت له عملية في شهر 5/2007 لاستئصال كتلة سرطانية في أذنه اليسرى ومنذ ذلك التاريخ وهو يعاني من آلام مزمنة في الرأس وأصبحت الكتلة تفرز مادة لزجة ويتناول الأسير دواء أعصاب ومسكنات، وبعد إجراء العملية بفترة أصيب بأزمة صدرية حادة ينقل اثر حدوثها إلى نقله للمستشفى. أما الأسير وجدي جودة المحكوم 25 عاما فهو يعاني من حساسية شديدة في الجلد، وقد تقدم بشكوى إلى المحكمة ضد إدارة السجن لإلزامها بتقديم العلاج المناسب وإجراء الفحوصات اللازمة له. وأما الأسير عبد السلام بني عودة من طمون محكوم 30 عاما أمضى منها 9 سنوات، فقد أفاد أنه يعاني من صعوبة في التنفس وأنه أصيب بالمرض داخل السجن في أواخر 2007، تزداد حالته سوءا في فصل الشتاء ونتيجة لذلك يصاب بالإغماء وفقدان الوعي وقد تم تشخيص حالته على أنه مصاب بأزمة صدرية وانخفاض في أكسجين الدم بعد أن تم نقله إلى مستشفى العفولة وهناك قيل له أنه لا يوجد أطباء مختصين في هذا المرض. و جراء خطورة حالته بعث الأسرى برسالة عاجلة موجهة إلى وزير شؤون الأسرى والى المؤسسات العاملة في مجال الدفاع عن الأسرى جاء فيها ما يلي:
” لقد اعتقل الأسير عبد السلام عبد الرحيم بني عودة قبل حوالي 9 سنوات وكان وضعه الصحي جيدا ولا يعاني من أية أمراض وكان يعمل في جهاز الشرطة / الأمن العام، وقبل ثلاث سنوات تقريبا أصيب بحالة مرضية لا يزال الأطباء في مصلحة السجون والمستشفيات الخارجية عاجزين عن تحديد نوع المرض ودرجة خطورته وأسبابه وأحيانا يقولون أنه يعاني من أزمة صدرية وأحيانا أخرى يعاني من نقص في أكسجين الدم. وأنه يعاني وضعا صحيا خطيرا وصعبا يصل إلى مرحلة الاختناق وعدم القدرة على الحركة والوقوف والكلام. وقبل أيام تدهورت حالته الصحية، واثر قيام الأسرى بالضغط على الإدارة أعطوه نوعا من العلاج تضاعفت حالته سوءا بعد تناوله لدرجة الانهيار التام وعدم القدرة على التنفس وفقدان الوعي وقد اضطروا لنقله مرتين إلى مستشفى العفولة ولا يزال وضعه في غاية الصعوبة والتدهور بدون علاج حقيقي ودون معرفة لحالته المرضية وعليه نتوجه نحن في اللجنة القيادية العليا في سجن شطة بهذا النداء العاجل وكلنا ثقة بكم وبجهودكم الخيرة وخطواتكم العملية لفضح هذه السياسة الطبية الكارثية والعمل على إنقاذ هذا الأسير الذي يتعرض للموت، وثقتنا كبيرة بالعمل على إرسال لجنة طبية محايدة لفحصه والوقوف عن كثب على حالته ونأمل إرسال الرسائل للجهات الدولية والأوروبية والإنسانية وأن تتم المطالبة بإطلاق سراحه.
وفي سجن جلبوعالتقت الأسرى إبراهيم عليان، سامر طارق، حسين درباس وجمال أبو صالح حيث أفادوا أن الأسرى في سجن جلبوع وكذلك شطه لديهم لوم بسبب عدم استشارتهم والتنسيق معهم في موضوع الخطوات الاحتجاجية التي قامت بها سجون الجنوب وأدانوا استمرار فرض العقوبات عليهم من قبل إدارة السجن بما في ذلك الحرمان من الكانتينا وزج أسرى بالزنازين بسبب رفضهم سياسة التفتيش العاري لهم أثناء نقلهم في البوسطات. وأفادوا أن الإدارة أحضرت زياً جديداً للأسرى لونه بني ولكن ما يميزه وجود دائرة فسفورية اللون على رجل واحدة من البنطال وأنه تم استلام الزي في قسم 1.
وباركوا اتفاق المصالحة الوطنية وتوجهوا بالتحية لدور الشباب الفلسطيني الذين كان لهم دور كبير فيها.
وطالب الأسير إبراهيم عليان بالمضي قدماً في تدويل قضية الأسرى والاعتراف بهم كأسرى حرب بالتنسيق مع جامعة الدول العربية وملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية على الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى خاصة بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 في أيلول القادم وضرورة رفع المطالب التالية:
أولاً: إطلاق سراح جميع الأسرى حتى العام 2000 .
ثانيا: إطلاق سراح الأطفال دون السن القانوني.
ثالثاً: إطلاق سراح أفراد الأجهزة الأمنية الذين اعتقلوا قبل العام 2000 .
رابعاً: إطلاق سراح النواب الذين اعتقلوا إثر تشكيل الحكومة الفلسطينية عام 2006 .
خامساً: إطلاق سراح الذين اعتقلوا عام 2000 إثر الانتفاضة.
وفي سجن مجدوالتقت الأسرى مهراج شحادة، حسن بكر، رشيد دويكات وياسر عبيدي وهؤلاء أفادوا سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة السجن بحق الأسرى المرضى وطالبوا الوزارة والمؤسسات الحقوقية زيادة الاهتمام بأوضاع سجن مجدو.
وفي سجن مستشفى الرملةاقتصرت الزيارة على الأسيرين علاء الدين حسونه وأشرف أبو ذريع بسبب عدم تمكن ناهض الأقرع وزهران أبو عصبة وسليمان عابدين من النزول للزيارة بسبب وضعهم الصحي.
وقد أفاد الأسير علاء المحكوم 8 سنوات وباقي له سنة على سنة على انتهاء فترة محكوميته أنه تم تركيب جهاز لتنظيم دقات القلب له وذكر أنه أصيب بالمرض أثناء فترة التحقيق معه حيث أصيب بأزمة قلبية أدت إلى ضعف عضلة القلب ونتيجة للإهمال الطبي الذي مورس بحقه من قبل المحققين الذين اتهموه بالكذب وأنه لا يعاني من شيء تفاقم المرض وأدى إلى ضعف في عضلة القلب وتضخم وتلف الصمام والآن عضلة القلب عنده تعمل بنسبة 20% وذكر ان الحالات الموجودة في المستشفى هي:
منصور موقدة وهو من الأسرى الذين تم إغلاق ملفهم الطبي .
ناهض الأقرع تم تركيب بلاتين في قدمه اليسرى وأيضا تم إغلاق ملفه الطبي .
خالد الشاويش تم إغلاق ملفه الطبي .
عبد القادر مسالمة يعاني من شلل كلي ولديه عجز 90% ومحكوم إداري .
محمد عبد العزيز كان يمشي من خلال عكازات وتم إجراء عملية له فأصيب بالشلل التام .
احمد النجار قبل حوالي سنة ونصف تبين انه يعاني من سرطان في الحنجرة وتم إعطاؤه أدوية وبعدها بسنة تفشى مرض السرطان في جميع أجزاء رقبته مما أدى إلى استئصال الحنجرة .
مريد الخرس يعاني من ارتفاع دائم في درجة الحرارة ولا يستطيعون تشخيص المرض ومؤخرا تم تشخيص المرض على انه التهابات في الكبد .
أكرم الرخاوي يعاني من أزمة صدرية وسكري .
أكرم سلامة من غزة محكوم 30 سنة ويمكث بسجن المستشفى منذ 12 سنة، يعاني من إصابة قديمة.
احمد تميمي وضعه شبه مستقر ويعاني من آلام في المسالك .
ياسر نزال يعاني من ربو ولديه إصابة في الرئة ويتنفس بصعوبة
عدي تميمي تم إحضاره من عوفر عمره 18 عاما أصيب في عوفر نتيجة وقوعه على فكه مما أدى إلى كسر في فكه.
سليمان عابدين مصاب بالقلب .
إياد رضوان عامل يخدم الأسرى موجود لمساعدة الأسرى المرضى .
معتصم رداد يعاني من التهابات في الأمعاء شخصت على أنها سرطان .
زهران أبو عصبة يعاني من تناقص مستمر في الوزن وهو عامل مطبخ ووضعه الصحي نوعا ما مستقر .
محمد سليمان تم إحضاره من عوفر إلا ان إدارة سجن مستشفى الرملة رفضت استقباله وأرجعته إلى سجن عوفر وبدورها إدارة سجن عوفر نقلته إلى المستشفى مرة أخرى وهو يعاني من ثلاسيميا حادة ومحكوم إداري .
ثمانية عشر عماد المصري يعاني من التهابات حادة إلا ان الأطباء لم يستطيعوا من تشخيص نوع المرض أو سبب الالتهابات .
اشرف سباح تم إجراء عملية في قدمه نتيجة إصابة عام 2004 وسوف يتم إعادته إلى السجن .
اشرف أبو ذريع: من بيت عوا / الخليل محكوم 6 سنوات ونصف أمضى منها خمس سنوات .
أفاد الأسير ان الأوضاع بشكل عام صعبة ووضع الغرف سيء جدا وتنتشر فيها الحشرات والصراصير وغرف الزيارة سيئة جدا والطعام لا يصلح للأسرى المرضى وبالتالي يعيش الأسرى على حسابهم الخاص ويتواجد في كل غرفة 6 أسرى وفي كل غرفة 6 أسرّة 4 منها أرضية و2 في الأعلى ، وبالنسبة للفورة فهي ساعة في اليوم وتتعمد إدارة السجن ان تكون الفورة ساعة الظهيرة حيث درجات الحرارة المرتفعة وبالتالي يرفض الأسرى الخروج بسبب وضعهم الصحي .
وأفاد بأن الوضع الصحي للأسير فهو يعاني من ضمور في العضلات منذ حوالي 10 سنوات ولا يستطيع الحركة إلا من خلال كرسي متحرك وبسبب عدم التمكن من الحركة أصيب الأسير بتكلس في القدمين وقد تم رفع قضية بخصوص ذلك وبناء عليه وبموجب قرار من المحكمة تم تقرير إجراء علاج طبيعي 5 مرات في الأسبوع إلا ان إدارة السجن رفضت إجراء العلاج الطبيعي وان طبيب السجن اخبر الأسير ان قرار المحكمة لا يلزمه بإجراء العلاج الطبيعي له وباقي الأطباء ابلغوا الأسير انه بدون العلاج الطبيعي وضعه سوف يسوء أكثر، وهو من الأسرى الذين تم إغلاق ملفهم الطبي وعليه فالأسرى الذين تم إغلاق ملفهم الطبي هم :
– خالد الشاويش
– اشرف ابو ذريع
– ناهض الأقرع
– محمد عبد العزيز
– منصور موقدة
وذكر الأسير ان هناك لوم من الأسرى المرضى بسبب عدم التعامل مع ملفاتهم بجدية تامة كما أفاد الأسير ان الأسرى يتوزعون على 8 غرف ويوجد في كل غرفة حمام إلا ان غرفة واحدة يوجد فيها حمام خاص للأسرى الذين يتحركون من خلال عجلات متحركة وانه في حالات الطوارئ يتم إغلاق الحمام مما يشكل معاناة للأسرى الذين يتحركون من خلال كراسي متحركة . وطالب بتأمين كرسي متحرك له علماً أنه ينتظر الحصول على هذا الكرسي منذ ثلاث سنوات.
وذكر الأسير ان إدارة السجن ترفض إحضار عجلة خاصة للأسرى الذين يعانون من شلل تام خاصة للاستحمام ولا يوجد سوى عجلة واحدة يستخدمها 6 أسرى مقعدين.
بدوره طالب حريات تضافر الجهود ومضاعفتها وزيادة التنسيق بين المؤسسات الفلسطينية العاملة في مجال الأسرى والعمل مع الصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية الدولية للضغط على مديرية مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية لتقديم العلاج المناسب للأسرى وفق ما نصت عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية وطالب الصليب الأحمر الدولي التدخل العاجل للطلب من الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن الأسير عبد السلام بني عوده جراء خطورة حالته والإفراج عن الحالات المرضية ومنهم أكرم منصور، خالد الشاويش، أحمد النجار، منصور موقده وغيرهم وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياتهم.




حريات : صفقة تبادل الأسرى انجاز تاريخي ويدعو لإنهاء سياسة العزل ووقف الانتهاكات قبل إتمامها

رحب مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ” حريات ” بإبرام صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وحكومة اسرائيل، واعتبرها انجازاً تاريخياً للشعب الفلسطيني وحركته الوطنية والأسيرة، ودعا في هذه اللحظات المصيرية التي يخوض فيها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع عشر على التوالي دفاعاً عن كرامتهم وحقوقهم الوطنية والإنسانية وفي مقدمتها إنهاء سياسة العزل الإنفرداي ووقف الانتهاكات اليومية بحقهم إلى الانتصار لهم بتبني مطالبهم العادلة، والوقوف الى جانبهم في معركتهم البطولية وعدم السماح لصفقة التبادل التاريخية التغطية على الاضراب المصيري والمفصلي الذي يسطره الأسرى.

كما طالب الفصائل آسرة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والدول الراعية والوسيطة لهذه الصفقة إلى إلزام الحكومة الإسرائيلية بإنهاء سياسة العزل الإنفرادي ووقف سلسلة الإنتهاكات المتواصلة بحقهم بضمان عدم ارتدادها عن هذا الإلتزام.

وأكد حريات أن مثل هذا الإلتزام من شأنه أن يقطع الطريق على الحكومات الإسرائيلية ويضع حداً لتكرار العودة بين الفينة والأخرى تبعا للظروف والتطورات السياسية إلى انتهاك حقوق الأسرى وعدم الإلتزام بالمواثيق والإتفاقيات والأعراف الدولية التي كفلت للأسرى حقوقهم الأساسية والإنسانية .




أسرى جلبوع يدخلون الإضراب المفتوح عن الطعام وحريات يدعو لاجتماع فوري لمجلس الجامعة العربية والمجلس الأممي لحقوق الإنسان

أفادت محامية مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” ابتسام العناتي أن أسرى سجن جلبوع البالغ عددهم 420 أسيراً ينتمون إلى كافة الفصائل دخلوا إضرابهم المفتوح عن الطعام ومعهم أسرى فتح والجبهة الديمقراطية في سجن ريمون ليلتحقوا بالمئات من الأسرى الذين دخل إضرابهم المفتوح عن الطعام يومهم الخامس عشر على التوالي. وتوقع حريات أن ينضم مئات آخرين من الأسرى في بقية السجون تجسيداً لوحدة الحركة الأسيرة وتوحدها في ملحمتها البطولية التي تسطرها دفاعاً عن حقوقها الوطنية والإنسانية وعلى رأسها إنهاء سياسة العزل الإنفرادي ووقف سياسة تقييد الأيدي والأرجل أثناء الخروج للعيادة أو لقاء المحامين أو زيارات الأهل، ووقف سياسات التفتيش العاري والمذل والإهمال الطبي والحرمان من زيارات الأهل.

وأشاد حريات بالصلابة التي يبديها الأسرى المضربين عن الطعام متحدين كل الإجراءات القمعية والعقابية التي تقوم بها إدارات السجون في محاولة لكسر إضرابهم من خلال نقلهم وتشتيتهم وعزلهم في أقسام وزنازين إنفرادية.

وحذر حريات من المخاطر الحقيقية التي تتهدد حياة الأسرى المضربين عن الطعام خاصة المرضى منهم الذين يمتنعون أيضاً عن تناول الدواء، وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياتهم وطالب الصليب الأحمر والمجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية بالتحرك العاجل للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها السافر وحربها المستعرة التي تشنها على الأسرى، ودعا حريات لعقد اجتماع فوري لمجلس الجامعة العربية لكي تضطلع بدورها في حماية الأسرى وفضح وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم والضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية والسياسية تجاه هذه القضية المركزية وصولاً للدعوة لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لإدانة انتهاكات الحكومة الإسرائيلية بحق الأسرى والضغط عليها للرضوخ لمطالبهم المشروعة والعادلة.

وحيّا حريات جماهير الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم الذين يقفون مع الأسرى في ملحمتهم البطولية وناشدهم المزيد من الالتحام معهم في معركتهم المصيرية عبر تنظيم أوسع الفعاليات الجماهيرية تضامناً معهم.




حريات: ملحمة الأمعاء الخاوية تتصاعد والالتفاف الشعبي حولها ضمانة الانتصار

في بيان صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ” حريات ” جاء فيه :

في الوقت الذي يدخل فيه إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي يومه التاسع على التوالي تصعد مصلحة السجون وبقرار معلن من الحكومة الإسرائيلية إجراءاتها القمعية عبر اقتحام قوات المتسادا ونخشون المدججة بالسلاح ومدافع الغاز غرف الأسرى وتواصل تهديدها ووعيدها لهم ورفضها التجاوب مع مطالبهم العادلة قبل وقف الإضراب!!

في المقابل المعركة البطولية التي يسطرها الأسرى تتجذر ويتسع مداها يوما بعد يوم وستصل ذروتها خلال الساعات القادمة حيث سينخرط فيها كل الأسرى من كافة الفصائل وفي مختلف السجون تأكيداً على وحدة الأحرار الذين ينخرطون في أوسع ملحمة بطولية دفاعا عن حريتهم وكرامتهم الوطنية وضد سياسة العزل الانفرادي وسياسة التركيع والإذلال التي تمارسها إدارات السجون بهدف النيل من إرادة الأسرى ومعنوياتهم.

وفي هذه اللحظات الهامة يتوجه حريات إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وقواه الوطنية والإسلامية ومؤسساته واتحاداته الشعبية إلى الالتفاف الواسع والمتواصل مع أسرانا الأبطال في ملحمتهم البطولية التي يسطرونها دفاعا عن حقوقهم الإنسانية المكفولة بالقانون الدولي الإنساني باعتبار هذه الوقفة ضمانة الانتصار التي بدونها سيمعن الاحتلال في جرائمه التي يرتكبها بحق الأسرى ولن يتراجع عن حربه المستعمرة المعلنة ضدهم إلا إذا حقق أهدافه خاصة أن الحكومة الإسرائيلية التي تسعى لكسر شوكة الحركة الأسيرة هي من فرضت هذه المعركة على الأسرى وهي من تتحمل المسؤولية الكاملة عن نتائجها وتداعيتها مما يضفي على بعدها الحقوقي بعدا سياسيا بامتياز ويجعلها من أصعب المعارك وأخطر المراحل التي تمر بها الحركة الأسيرة.

وأضاف حريات إن الحركة الأسيرة وهي تقف في الخندق الأمامي في النضال من اجل الحرية والإستقلال لن ترهبها تهديدات ووعيد الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون، ولن تثني عزيمتها على المضي قدماً في ملحمتها البطويلة حتى النهاية وانتزاع الإنتصار. فهي من صقلتها التجرية الكفاحية الطويلة وهي من تجذرت وتعمدت في معمان النضال وهي من انتصرت في جميع معارك الأمعاء الخاوية تحتاج في هذه الظروف الوقوف معها وتنظيم أوسع انخراط شعبي ورسمي وأسرع تحرك عربي ودولي للإلتحام في معركتها المصيرية والمفصلية لتقريب ساعة النصر بمواصلة المزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية في كافة المحافل الدولية والحقوقية خاصة في مجلس حقوق الإنسان ومع الصليب الأحمر الدولي لوقف عدوانها السافر على الأسرى والتراجع عن حربها المعلنة ضدهم.




الأوضاع الصحية في السجون الإسرائيلية تنتهك أحكام القانون الدولي

بقلم حلمي الأعرج
 الأوضاع الصحية التي يعيشها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا تعبر عن أدنى احترام من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية لحقوق الإنسان ولا تعكس أدنى التزام بالقانون الدولي بل تشكل إنتهاكا صارخا لما تضمنته احكامه من تأكيدات على ضرورة  توفير ظروف اعتقال لائقة ورعاية صحية مناسبة.
ويستدل على ذلك من سلسلة الإجراءات المتبعة من قبل مصلحة السجون تجاه الأسرى والنابعة من  سياسة مدروسة وممنهجة تهدف إلى النيل من إرادة الأسرى وإضعاف عزيمتهم ومعنوياتهم. فالاكتظاظ وسوء التهوية وقلة التعرض للشمس ومحدودية وقت الفسحة وسوء التغذية وتعريض الأسرى للإشعاعات وقلة مواد التنظيف وعدم إجراء الفحوصات الطبية الدورية والضغط النفسي والجسدي والقهر والكبت والتنكيل وتعريضهم للضرب والتفتيش العاري والإمعان في العزل والرش بالغاز الخانق والحرمان من زيارات الأهل كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية للأسرى وتزيد من احتمالات إصابتهم بأمراض مختلفة بالإمكان تلافيها لو توفرت لهم الظروف الصحية والاعتقالية الملائمة.
كذلك سياسة الإهمال الطبي التي أدت إلى وفاة 57 أسيراً وإلى وفاة العشرات من الأسرى بعد الإفراج عنهم على خلفية الأمراض التي عانوا منها وهم في الأسر كان آخرهم وليد شعث الذي أمضى ثمانية عشر عاماً في الأسر وتوفي بعد ستة أشهر من الإفراج عنه، وسيطان الولي الذي أمضى 23 عاماً في الأسر وتوفي بعد أقل من ثلاث سنوات من الإفراج عنه.
الأمر الذي يؤكد بوضوح مدى استهتار مصلحة السجون الإسرائيلية بحقوق الأسير الفلسطيني وإمعانها في انتهاك القانون الدولي الإنساني وتصميمها على المضي في حرمان الأسرى المرضى من الحقوق التي منحتها لهم الصكوك الدولية خاصة القواعد النموذجية لمعاملة السجناء لعام 1957 الصادرة عن الامم المتحدة، حيث نصت المادتين 22 و 25 منها على ضرورة توفير طبيب على الأقل مؤهل لكل سجن ويكون على معرفة معقولة بالطب النفسي وأن يكون مكلفاً بمقابلة يومية لجميع السجناء المرضى. فيما أكدت المادة 30 من اتفاقية جنيف الثالثة بشأن أسرى الحرب لعام 1949 الحاجة لتوفير عيادة طبية في كل مركز احتجاز وعنابر لعزل المصابين بأمراض معدية أو عقلية، وضرورة نقل الأسرى المصابين بأمراض خطيرة أو الذين يحتاجون عمليات جراحية أو رعاية بالمشفى إلى وحدة طبية عسكرية أو مدنية لتلقي العلاج المناسب وكذلك المادة 3 من اتفاقية جنيف الثالثة التي تنص على أن العلاج يشمل الأسنان والتركيبات الاصطناعية والنظارات على ان تكون تكلفتها على عاتق الدولة الحاجزة.
وبخصوص المتطلبات الصحية والوصول إلى الأطباء فقد أشارت اتفاقية جنيف الرابعة (المادة 85) واتفاقية جنيف الثالثة (المادة 29) والقواعد النموذجية الدنيا (المادة 26) إلى أهمية توفير مرافق صحية تستوفى فيها الشروط الصحية وتراعى فيها النظافة الدائمة، كما تحظر اتفاقية جنيف الثالثة (المادة 30) منع الأسرى من عرض أنفسهم على الأطباء والحصول على تقرير طبي يبين طبيعة الأمراض والإصابة ومدة ونوع العلاج، وتفضل نفس المادة أن يعالج الأسرى أطباء من جنسيتهم أو يتبعون للدولة التي يتبع لها الأسرى.
غير أن سياسة مصلحة السجون المطبقة على الأسرى لا تراعي  هذه الاحكام القانونية ولا توفر الحد الأدنى من شروط وظروف الاعتقال الملائمة والإنسانية التي من شأن توفرها أن يحد من انتشار الأمراض، وليس أدل على ذلك من مواصفات العيادات القائمة في السجون التي تفتقر لأطباء مختصين ولأدوات وأجهزة طبية تعالج الأسرى المرضى في حالات الضرورة قبل نقلهم إلى المستشفى. كما أن مستشفى سجن الرملة، وهو المستشفى الوحيد المخصص لإقامة الأسرى المرضى من ذوي الحالات المرضية المستعصية أيضا لا تتوفر فيه مواصفات المستشفى المتعارف عليها، إذ يفتقر لكل المقومات الصحية وللأجهزة الطبية المساعدة ويتعرض فيه الأسرى للمضايقات والاقتحامات والتفتيشات الليلية مما يدفع الأسرى المرضى البقاء في سجونهم على الانتقال لإجراء الفحوصات الطبية أو الإقامة فيه لأنه يفاقم الوضع الصحي للأسرى بدلاً من علاجهم. كما لا يتوفر فيه أطباء مختصين إضافة إلى المماطلة والتسويف في إجراء العمليات الجراحية اللازمة كذلك فإن رحلة العذاب التي يقضيها الأسرى المرضى أثناء نقلهم في البوسطة التي تزيد من معاناتهم ولا تراعي خصوصية ظروفهم وحالاتهم المرضية.
وجراء هذه السياسة التي تنتهجها مصلحة السجون بتوجيهات وقرارات من المستوى السياسي في إسرائيل تنتهك حقوق الأسرى وحقوق المرضى منهم على وجه الخصوص على نحو مخالف وصارخ لقواعد وأحكام القانون الدولي الذي كفل للأسرى المرضى حق الرعاية والعناية الطبية المطلوبة.
الأمر الذي يفسر الزيادة الملحوظة في عدد الأسرى المرضى وتسارع وتيرة تردي الوضع الصحي للحالات المرضية المستعصية التي يتهددها خطر الموت، إلى أن أصبح ملف الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يقلق مجتمع الأسرى بكامله ويحتل مكان الصدارة في الأولويات النضالية لهم ولذويهم ولكل مكونات المجتمع الفلسطيني خاصة وزارة شؤون الأسرى والمؤسسات الحقوقية العاملة في هذا المجال.
وقد بلغ عدد الأسرى والأسيرات المرضى ما يزيد عن 800 أسير بينهم أكثر من 160 حالة مستعصية منها 25 حالة مصابة بالسرطان، و45 أسيرا معاقا ومصابا بالشلل الكامل أو النصفي، و35 أسيراً يعانون من أمراض نفسية وعصبية. بينهم حالات شديدة الخطورة أبرزها خالد الشاويش، معتصم رداد، أشرف أبو ذريع، ناهض الأقرع، محمد مصطفى أبو لبده، علاء حسونه، زهران أبو عصبة، سليمان عابدين، عبد السلام بني عوده، أكرم منصور، أمل جمعه، جهاد أبو هنيه، جمال أبو الهيجا، رائد درابيه، منصور موقده، أحمد حامد (النجار) وغيرهم.
إن هؤلاء الأسرى الذين يعيشون لحظات الألم اليومي ويعانون سكرات الموت، يصرخون ويناشدون المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم كي ينتصروا لقضيتهم ويفعلوا شيئاً من أجلهم، ورغم الأهمية الاستثنائية لقرار منظمة الصحة العالمية الصادر في 20 أيار 2010 الذي سلط الضوء على قضية الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعاناتهم اليومية وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق مع الصليب الأحمر الدولي والإطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى المرضى ومطالبته الحكومة الإسرائيلية تقديم العلاج اللازم لهم والإفراج عن الحالات المستعصية، إلا أن هذا القرار لم يجد هو الأخر طريقه للتنفيذ الأمر الذي يحتاج إلى تضافر الجهود وتكاملها بين المؤسسات الفلسطينية للقيام بحملة دولية للضغط على الحكومة الإسرائيلية للالتزام بحيثيات القرار وتنفيذ ما جاء به كخطوة في غاية الضرورة لإنقاذ حياة الأسرى المرضى من ذوي الحالات الصعبة إذ بدون هذا الجهد الجماعي والمتواصل ستستمر معاناة الأسرى المرضى وستقتصر مهمتنا الوطنية والحقوقية على عمليات التشخيص والشجب والإدانة في وقت نحن نمتلك فيه العديد من الأدوات والآليات التي من شأنها إحراج الحكومة الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي لإرغامها على التعامل مع هذا الملف وفق أحكام القانون الدولي، مما يستدعي تفعيل دور اللجنة الوطنية التي تشكلت مؤخرا من المؤسسات الحقوقية والطبية الأهلية والرسمية لمساندة الأسرى المرضى وتسليحها بخطة وطنية ملموسة والقيام بحملة وطنية ودولية من أجل:-
1.     الإفراج عن الحالات المرضية الحرجة قبل فوات الأوان وتحميل سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياتهم.
2.  ملاحقة الجهات الإسرائيلية المختصة والمسئولة عن وفاة الأسرى المرضى وسياسة الإهمال الطبي وعن حياة أولئك الذين ترفض هذه الجهات الإفراج عنهم رغم تردي وضعهم الصحي ومعرفتها اليقينية بالخطورة الفائقة لحالتهم.
3.     الضغط لتمكين منظمة الصحة العالمية من تنفيذ قرارها بشأن تحسين الظروف الصحية والمعيشية للأسرى والمعتقلين، وتشكيل لجنة تقصي حقائق لهذا الغرض وزيارة السجون الإسرائيلية.
4.     تمكين لجان طبية متخصصة من مقابلة الأسرى المرضى لتقديم العلاج المناسب.
5.     فتح أبواب السجون أمام الوفود والمؤسسات الدولية للاطلاع على الظروف الاعتقالية والأوضاع الصحية.
6.     توفير ظروف اعتقالية منسجمة والمعايير الدولية ذات العلاقة.
7.     توفير العلاج المناسب للأسرى المرضى للتخفيف من معاناتهم.
وهنا لا بد من الإشارة إلى الجهد الوطني الجماعي المتميز الذي بذل للإفراج عن الأسيرين ياسر الرجوب وزكريا عيسى المصابين بمرض السرطان والذي تكلل بالنجاح بفعل الحملات الإعلامية والمتابعة القانونية والضغط الذي مورس من قبل المؤسسات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية على مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية وتحميلها المسؤولية عن حياة الأسيرين الرجوب وعيسى إذا لم يتم الإفراج عنهما فورا.
وينبغي زيادة التركيز على قضية الأسرى المرضى نظرا لخصوصيتها وخطورتها وإلحاحيتها في ظل المعانة اليومية التي يعيشونها بسبب سياسة الإهمال الطبي الممارسة بحقهم والتي تنتهك بشكل فظ ومتعمد كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي كفلت لهم الرعاية الطبية اللازمة ونصت على ضرورة إطلاق سراح الحالات المرضية المزمنة وفق ما نصت عليه المواد ( 109، 110، 112، 113 ) من اتفاقية جنيف الثالثة والملحقين الأول والثاني من اتفاقية جنيف الثالثة وهو الأمر الذي ينطبق على عشرات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
إن العمل وفق أحكام القانون الدولي لإنقاذ حياة الأسرى المرضى خاصة الحالات الصعبة وتوفير العلاج الملائم للآخرين منهم من شأنه أن يضع هذه القضية الهامة والحساسة في مكانها الصحيح على الصعد المحلية والإقليمية والدولية وأن يحث مختلف المؤسسات الحقوقية للضغط على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لأحكام القانون الدولي.
إن سلطات الاحتلال التي لا تتوقف عن خرق أحكام القانون الدولي فيما يتعلق بضرورة توفير العلاج المناسب للأسرى المرضى لا تتوانى عن خرق القانون الإسرائيلي بهذا الشأن، مثال ذلك الوضع المزري لواقع مستشفى سجن الرملة من كافة الجوانب وأيضاً عدم الالتزام بعرض الأسرى لفحصهم خلال 24 ساعة من لحظة اعتقالهم، وعدم عرضهم على طبيب مختص خلال 48 ساعة من وصولهم إلى مراكز الاعتقال كما حصل مع الأسير الصحفي سامر علاوي مدير مكتب الجزيرة في أفغانستان الذي لم يعرضعلى طبيب لفحصه رغم مرور ثلاثة عشر يوما على اعتقاله ولم يسمح لطبيب مستقل بزيارته، علما أنه يعاني من أوضاع صحية مزمنة ولم يتم تزويده بالدواء الخاص به بعد نفاذ الدواء الذي بحوزته على نحو مخالف للقانون الإسرائيلي الخاص بحقوق المرضى وأنظمة مصلحة السجون الإسرائيلية المعمول بها التي تعطي الحق في الحصول على علاج صحي ملائم والاعتقال في ظروف لا تؤذي صحة المعتقل وفي عرضه على طبيب مستقل.



نحو إستراتيجية جديدة لإغلاق ملف الأسرى

بقلم حلمي الأعرج
 شهدت الحركة الأسيرة في الآونة الأخيرة تطورين في غاية الأهمية، الأول الإضراب المفتوح عن الطعام الذي أعلنه الأسرى في 27 من الشهر المنصرم لإنهاء سياسة العزل الانفرادي ووقف سياسة الموت البطيء التي يتعرض لها الأسرى المعزولون منذ سنوات طويلة، والتصدي لسلسلة الانتهاكات التي تمارس عليهم بقرارات غير مسبوقة اتخذتها الحكومة الإسرائيلية وأعلنتها على الملأ وأمام وسائل الإعلام المختلفة على لسان رئيسها نتنياهو. والثاني صفقة تبادل الأسرى التي نشهد تنفيذ فصولها ، والتي تعتبر بحق انتصاراً كبيراً لشعبنا ومقاومته وحركته الوطنية والأسيرة رغم وجود العديد من الملاحظات المهمة عليها والتي تستدعي لاحقاً نقاشاً مستفيضاً ومعمقاً على مستوى عموم الحركة الوطنية الفلسطينية لاستخلاص الدروس والعبر منها.
هذان التطوران أضفيا بعداً نوعياً جديداً على قضية الأسرى التي تحتل مكانة مرموقة في وعي وضمير ووجدان ونضال الشعب الفلسطيني، وأظهرا بوضوح هذه المكانة لكل المستويات السياسية والاجتماعية والقانونية الإقليمية والدولية، وأجابا على أسئلة كانت مطروحة وما زالت: كيف ولماذا تعاملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مع هذه القضية بهذه الطريقة وكيف استخدمتها ورقة للمساومة والابتزاز السياسي منذ توقيع اتفاقيات اوسلو وحتى اللحظة.
المهم هنا أن نلاحظ أن الحركة الأسيرة في كل هذه المراحل هي من دفعت الثمن غالياً عقودا من  الاعتقال والمعاناة كانت هي الأشد والأقسى والأكثر منهجية عليها منذ بدايات الاعتقال الأولى عام 1967 حيث بقي في الأسر رغم الإفراجات التي تمت سابقا 302 أسيراً اعتقلوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993. وبذريعة الجندي الإسرائيلي شاليط تم تضييق الخناق وفرض اجراءات عقابية على الأسرى بقرارات سياسية وتشريعية واكبتها حملات اعلامية محمومة أطلقتها وسائل الإعلام واليمين الإسرائيلي الأمر الذي أدى إلى حالة من الغليان عمت ساحات السجون استعداداً للدفاع عن النفس والكرامة الوطنية والإنسانية لمواجهة الإمعان في سياسة العزل الإنفرادي والإهمال الطبي والتفتيش العاري والمذل، ومنع التعليم والعقوبات الجماعية والاعتداء بالضرب والرش بالغاز الخانق وسوء الطعام كماً ونوعا،ً وحرمان الآلاف من زيارات ذويهم وفرض تكبيل الأيدي والأرجل على الأسرى اثناء زيارات العائلات والمحامين، فشرع الأسرى بإضرابهم المفتوح عن الطعام الذي يمكن وصفه بأنه الأقسى والأصعب والأكثر خطورة في تاريخ نضال الحركة الأسيرة دفاعا عن حقوقهم المشروعة وتحديا لقرارات الحكومة الإسرائيلية الرامية لكسر إرادة الحركة الأسيرة وإضعاف شوكتها ومعنوياتها وعزلها عن محيطها ودورها الوطني.
إن رحلة العناء والعذاب الطويلة التي يعيشها الأسرى على مدى عقود من الزمن ما زالت مستمرة في ظل غياب دور المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان العالمية لوضع حد لهذه المعاناة وفضح الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى بشكل ممنهج ومخالف لكل المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الأسرى لعام 1957، فواصلت إدارات السجون بتوجيهات وقرارات من الحكومة الاسرائيلية حربها المعلنة والمستعرة على الأسرى دون مراعاة لحقوقهم وكرامتهم الإنسانية.
إن هذا الظلم والقهر والاستبداد والتنكيل بالأسرى وبعائلاتهم الذين يتعرضون هم أيضا لانتهاك فظ لكرامتهم الانسانية خلال الزيارات وأثناء المرور على الحواجز العسكرية والوقوف على بوابات السجون، عزز مكانة الحركة الأسيرة ودورها المتقدم في النضال ضد هذا الاحتلال الغاشم وسياساته العنصرية والوحشية وأبقاهم في الخندق الأول في الصراع اليومي مع الاحتلال ليس فقط في سبيل انتزاع حرية شعبهم واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعودة اللاجئين، انما أيضاً في الدفاع عن كرامتها الوطنية والإنسانية ومن أجل انتزاع حريتها وكسر قيدها، وليس أدل على ذلك من مواصلة الحركة الأسيرة ملحمتها البطولية التي سطرتها على مدى 21 يوماً من الاضراب المفتوح عن الطعام رغم الإعلان عن ابرام صفقة تبادل الأسرى وهي في اليوم الخامس عشر من هذا الإضراب.
إن الاستخلاص الرئيس من إبرام صفقة التبادل يتمثل في المضي قدماً بالعمل والنضال من أجل قطع الطريق على الحكومة الاسرائيلية التي رفضت الإفراج عن قدامى الأسرى على خلفية التصنيفات القائمة التي وضعتها في التمييز بين أسرانا، وها هي أشد الحكومات اليمينية تطرفا في تاريخ اسرائيل تقبل مرغمة الافراج عن 1027 أسيرا وأسيرة مقابل جندي اسرائيلي واحد، بينهم المئات من الذين تذرعت بأن “أياديهم ملطخة بدماء اليهود” في الوقت الذي رفضت هذه الحكومات الافراج عن هؤلاء الأسرى على مدى ثمانية عشر عاما من المفاوضات ولسان حالها يقول أن لا أهمية تذكر للعملية السياسية الجارية رغم معرفتها اليقينية بأهمية هذا الملف ومدى انعكاساته الإيجابية على مسار العملية السياسية الأمر الذي يستدعي وقفة جدية ومراجعة تقييمية لكسر هذه العنجهية ووضع قضية تحرير الأسرى واغلاق ملفهم على رأس الأولويات الوطنية للقيادة الفلسطينية والتصميم على رفض العودة للمفاوضات-(بالإضافة لشرطي وقف الاستيطان والاعتراف بحدود 67 كمرجعية للمفاوضات) قبل الإقرار بمبدأ الإفراج الشامل عن الأسرى دون استثناء وجدولة هذه العملية بسقف زمني لا يتجاوز العام وهو السقف الذي حددته اللجنة الرباعية في بيانها الأخير للوصول الى حل لجميع قضايا الحل النهائي.
إنها اللحظة السياسية المناسبة التي ينبغي التقاطها لحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه قضية الأسرى وفرض منهج جديد في التعاطي مع هذه القضية وكسر الاحتكار الإسرائيلي لها وسيلقى هذا الموقف صداه في التأييد الشعبي الواسع وفي التفهم الدولي الذي شاهد بنفسه حقيقة الموقف الاسرائيلي بهذا الصدد.
وإلى أن نصل الى تحقيق هذا الهدف الرامي هناك سلسلة خطوات ينبغي القيام بها لحماية أسرانا والحد من معاناتهم المستمرة والمتكررة، أهمها كف يد سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن الاعتقالات اليومية التي تطال أبناء شعبنا وزجهم في السجون، وإغلاق سياسة الباب الدوار الذي يمارس على أسرانا عبر اتخاذ مواقف من شأنها إلزام الحكومة الإسرائيلية كالتلويح بوقف التنسيق الأمني. كذلك طرح قضية الأسرى على الجمعية العمومية للأمم المتحدة لضمان حقوقهم وإلزام الحكومة الإسرائيلية بالانصياع لأحكام القانون الدولي الناظمة لحقوق الاسرى وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف احتجاز الأسرى، ووقف سلسلة الانتهاكات التي يتعرضون لها ودعوة منظمة الصحة العالمية لإلزام الحكومة الإسرائيلية باستقبال لجنة تقصي حقائق للإطلاع على أوضاع الأسرى المرضى، واطلاق سراح الحالات المستعصية منهم وفق ما نص عليه قرارها الصادر في 20 أيار 2010، والعمل مع الجامعة العربية لتنفيذ القرارات الصادرة عنها في اجتماعها الأخير الذي عقدته خلال الشهر الجاري أثناء الاضراب المفتوح عن الطعام، وصولا لتقديم مشروع قرار خاص يطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية حول الوضع القانوني للأسرى وحقوقهم والتزامات دولة الاحتلال اتجاههم. وأيضا الطلب من الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربع لتحمل مسؤولياتها وعقد مؤتمرها الخاص لبحث مدى احترام دولة الاحتلال الاسرائيلي لالتزاماتها الناشئة عن أحكام هذه الاتفاقيات ووضع الاجراءات الكفيلة لحمل دولة الاحتلال على تنفيذ التزاماتها الناشئة عنها.
هذه أبرز ملامح الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية التي نقترح بلورتها انتصاراً والتزاماً بقضية أسرانا في المرحلة القادمة وتقديم الإجابة على السؤال المركزي الذي يطرح نفسه بالحاح من قبل الأسرى في السجون: ماذا بعد الإضراب المفتوح عن الطعام وعملية التبادل؟ هل سيظل الوضع على حاله؟ وهل سيبقى الأسرى يدورون في حلقة متواصلة من الانتهاك لحقوقهم وخوض الاضرابات المفتوحة عن الطعام؟ والى متى سيبقى الأسرى في السجون خاصة القدامى والمرضى منهم؟
اليوم وأكثر من أي وقت مضى شعبنا، القوى الوطنية، السلطة ، المجتمع المدني، عليهم جميعاً تقع مسؤولية الإجابة العملية على هذا السؤال آخذين بالاعتبار حالة النهوض التي نلمس مظاهرها في هذه الأثناء، فالخطاب التاريخي للرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة والأثر الذي تركه في أوساط المجتمع الدولي والفلسطيني وانتصار الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية، وكسر سياسة العزل الانفرادي والإنجاز الكبير الذي تحقق بالإفراج عن كوكبة مهمة من الأسرى والأسيرات كلها عوامل نجاح تؤسس لمرحلة جديدة توفر الأرضية الملائمة لخوض معركة تحرير جميع الأسرى دون استثناء وفي مقدمتهم الأسرى القدامى والمرضى.



حريات : معركة الأمعاء الخاوية بدأت والسجون في حالة غليان والوضع على حافة الانفجار

في التقرير الشهري الصادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” جاء فيه أن السجون تشهد حالة شديدة من الغليان لم تشهدها من قبل قد تؤدي في أية لحظة إلى الانفجار بفعل السياسة القمعية لمصلحة السجون الإسرائيلية والمعاملة القاسية واللاانسانية التي تنتهك وتتطاول يومياً على حقوق الأسرى الأساسية على نحو غير مسبوق في محاولة هي الأخطر منذ سنوات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وفرض شروط اعتقالية هي الأسوأ منذ بدايات الاعتقال الأولى، حيث الانقضاض على حقوق ومنجزات الأسرى التي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية خاصة اتفاقية جنيف الثالثة لمعاملة الأسرى لعام 1949 والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الأسرى لعام 1957.

وعلى الرغم من أن مصلحة السجون تنفذ قرارات المستوى السياسي في إسرائيل إلا أن سلسلة الإجراءات اليومية وطريقة المعاملة القاسية واللاإنسانية التي تنتهجها بحق الأسرى أخذت بعداً اكثر من ذلك بكثير، فهي تحاول ليس فقط الضغط على آسري الجندي الإسرائيلي للخضوع لإملاءات وشروط الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن، إنما تهدف إلى كسر شوكة الأسرى وضرب الحالة المعنوية لهم والسيطرة الكاملة عليهم، مدعومة بقرارات الحكومة الإسرائيلية وتشريعات الكنيست الإسرائيلي.

ولم تكتف بالإمعان في سياسة العزل وسياسة الإهمال الطبي وفرض الغرامات الباهظة على الأسرى وحرمانهم من حقهم في التعليم الجامعي ومن تقديم امتحان الثانوية العامة ومشاهدة المحطات الفضائية خاصة فلسطين، بل شرعت في محاولة محمومة لاخضاع الأسرى وإذلالهم بإجراءات غاية في الخطورة في مقدمتها تقييد الأسرى بالأيدي والأرجل عند خروجهم للعيادة ولزيارة الأهل ولقاء المحامين، وتكريس سياسة التفتيش العاري المذل والمداهمات الليلية للغرف والأقسام والاعتداء على الأسرى بالضرب وإتلاف ممتلكاتهم الشخصية.

وأفاد مركز حريات أن الحركة الأسيرة التي تتعرض لهجمة سياسية معلنة ولإجراءات قمعية لم يسبق لها مثيل لم تقف مكتوفة الأيدي بل شرعت بالتصدي لهذه السياسة العدوانية التي تنتهك حقوقهم وتتطاول على كرامتهم الشخصية والوطنية بسلسلة خطوات احتجاجية تصاعدية بدأت من سجن شطة يوم الثلاثاء الموافق 27/9/2011 بالإضراب عن الطعام ليوم واحد والامتناع عن زيارة الأهل لرفضهم الخروج مكبلي الأيدي والأرجل، وامتدت لتصل سجن ريمون وبقية السجون الأخرى في 28 من هذا الشهر، وإلى دخول العشرات من رفاق الشعبية في إضراب مفتوح عن الطعام مطالبين بإنهاء سياسة العزل الإنفرادي وفي مقدمتهم أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية.

والحركة الأسيرة الآن تنتظر رد مصلحة السجون على مطالبها العادلة قبل الشروع بخطوات إستراتيجية تتمثل بالإضراب المفتوح الشامل عن الطعام وبإعلان العصيان ومقاطعة إدارات السجون وعدم الوقوف على العدد. مما يعني أن ردها السلبي سيؤدي لإنفجار بات وشيكاً، وأن مصلحة السجون تتحمل كافة المسؤولية عن هذه التطورات.

وخلال الزيارات التي قامت بها محامية حريات ابتسام عناتي، التقت بعدد من الأسرى وممثليهم في سجون هشارون، جلبوع، عوفر، شطة، مجدو وهداريم. ففي سجن هشارون التقت الأسيرات لينا جربوني، قاهرة السعدي، ايرينا سراحنة، أحلام التميمي وسناء شحادة اللواتي أفدن أن إدارة السجن تصعد من إجراءاتها ضد الأسيرات وخاصة بعد تعيين مدير جديد للسجن إذ بعد تسلمه إدارة السجن اتخذ سلسلة من الإجراءات تتمثل في تقليص الملابس وتقليص عدد الكتب، ومنع الأسيرات من إخراج الأوراق والأقلام أثناء زيارة المحامين، واقتحام الغرف بشكل يومي والعبث بمحتويات الغرف وسحب الأوراق والدفاتر الخاصة بالأسيرات.

وذكرن أن هذه الإجراءات انعكست سلباً على الأسيرات وتوقعن أن يكون هناك تصعيد أكبر من ذلك في الأيام القادمة، كما أكدن أنهن لن يقفن بلا حراك حيال هذه الإجراءات التعسفية، حيث التنسيق بين كافة السجون لبحث آلية للرد على هذه السياسة التعسفية والمناقضة لكافة القوانين.

في حين قالت الأسيرة أحلام التميمي أنه تم رفض طلبها الذي قدمته لرؤية زوجها، وأشارت أحلام أن الأسيرات يواجهن حملة شرسة من قبل إدارة السجن ولا يتوقف الأمر على الأسيرات فقط، بل وتطال كافة السجون، الأمر الذي يتطلب وقفة جادة من قبل الأسيرات والأسرى أنفسهم ومن قبل الوزارة والمؤسسات وإسناداً من جماهير شعبنا لمواجهة هذه الهجمة الشرسة.

وفي سجن جلبوع التقت كل من حسين درباس، حمزة درباس، سامر عيساوي، جمال أبو صالح، مصطفى بدارنة، مؤيد عبد الصمد. أفاد حسين وحمزة درباس أنه تم تغيير طاقم إدارة السجن حيث تم تولي مدير سجن الجلمة سابقاً إدارة سجن جلبوع، وأن هناك تشديد من قبل الإدارة الجديدة على الأسرى إذ أن هناك حديث يدور عن حرمان الأسرى من 40 صنف من الكانتينا، كما أضافوا أن هناك حالة من عدم الاستقرار في السجن نتيجة ممارسات إدارة السجن التصعيدية ضد الاسرى ، وأكدو على سحب المحطات التلفزيونية. وقال الأسير سامر عيساوي أن الماء الساخنة تحتوي على الصدأ، وأن الماء الباردة يكثر فيها دودة القز مما يؤدي الى انتشار الأمراض بين صفوف الأسرى، وبخصوص الطعام أيضاً أفاد انه لايوجد أي تنوع في وجبات الطعام، إذ يتناول الأسرى يومياً نفس النوع. وأضاف “تم سحب عدة محطات منها ام بي سي 1،2 وال بي سي ، والمستقبل وفلسطين”.

ويقول الأسير مصطفى بدارنة في سجن جلبوع “أن الأوضاع في السجون سوف تؤول إلى التصعيد في الأيام القادمة نتيجة لممارسات إدارات السجون التعسفية ضدنا، الأمر الذي لن يقف الأسرى أمامه مكتوفي الأيدي للمطالبة بحقوقهم المكفولة لهم بموجب القانون، فهي ليست منة من قبل مصلحة السجون تمنحها وتسحبها متى تشاء”.

أما سجن شطة فلم تتم الزيارة بسبب رفض الأسرى الخروج للقاء المحامية وهم مقيدي الأيدي والأرجل حسبما تحاول إدارة السجن أن تفرض عليهم، وهو ما رفضه الأسرى رفضاً قطعياً.

وفي سجن عوفر التقت عناتي كل من خالد البطاط وشادي شلالدة ممثل المعتقل، فالبطاط يقول “هناك تصعيد ضد الأسرى حيث تم وقف المحطات العربية وهناك تهديد بوقف الكانتينا، وينوي الأسرى القيام بخطوات احتجاجية”. في حين يقول الأسير شادي شلالدة “أن الأوضاع صعبة جداً في سجن عوفر وأنه وخلال العشرة أيام القادمة نطالب كل من وزارة الأسرى ونادي الأسير وكافة المؤسسات بتكثيف زيارتها للأسرى في سجن عوفر، وأن يبقوا على تواصل معنا، وذكر أنه وخلال الأسبوع المقبل سوف يتم تجميع الأسرى الأشبال من كافة السجون ووضعهم في قسم واحد في سجن عوفر، والذي هو بالأصل مطلب للأسرى ولكن هم يريدون وضع الأشبال لوحدهم بحيث يكون التواصل معهم فقط من خلال ممثل المعتقل إلا أننا طالبنا بوضع غرفتين ووضع 20 أسير من ذوي الخبرة الاعتقالية لمتابعة أوضاعهم، وللمحافظة على القيمة النضالية للأسرى” .

كما أوضح الأسرى في سجن عوفر عن برنامج احتجاجي بدءاً من اليوم الأربعاء يتمثل بالآتي:

“يوم الأربعاء وبالتنسيق مع كافة السجون سيتم إرجاع ثلاثة وجبات، يوم الخميس يتضمن إرجاع ثلاثة وجبات أيضاً ، يوم الجمعة بعد صلاة الظهر إغلاق كافة الأقسام بشكل كامل، يوم الأحد إيقاف العمال عن العمل في كافة الأقسام، يوم الاثنين رمي ملابس الشاباس للخارج وقطع العلاقات مع الإدارة بشكل كامل ويتضمن ذلك ممثل المعتقل وممثلي الأقسام، وفي حال التعرض للأهل في الزيارات والتضييق عليهم وفي حال تنفيذ قرار أن تكون الزيارة نصف ساعة بدلاً من 45 دقيقة سوف يمتنع الأسرى عن الوقوف أثناء العدد”.

وفي زيارتها لسجن مجدو أشارت إلى أن الأسير وجدي أبو الوفا من جنين والذي يقضي حكماً بالسجن 18 سنة أمضى منها تسع سنوات ونصف يقول أن المشاكل مستمرة مع الإدارة بذريعة وجود أجهزة خلوية في القسم، إذ تقوم الإدارة بتفتيشات مستمرة تصل إلى ثلاثة مرات يومياً، كما هددت الإدارة بنقل مجموعة من الأسرى من السجن و لا تتجاوب مع طلبات الأسرى. وأضاف أن عدد الأسرى في القسم 120 موزعين في 12 غرفة بكل غرفة 10 أسرى. أما وجدي الجلاد الذي يتواجد في قسم 8 وهو ممثل القسم أفاد أن هناك جلسة مع مدير السجن الأسبوع المقبل، وسوف تتمحور الجلسة حول طلبات للأسرى أهمها فتح الحمامات وماكنة خياطة والأمور اليومية للأسرى.

وفي سجن هداريم أبلغ الأسرى المحامية عناتي أن الأسير محمد عبد الرحمن زيد تم إحضاره إلى سجن هداريم إلا أنه رفض الدخول إلى السجن وتم وضعه في الزنازين وأن ادارة السجن أبلغتهم أنه تم نقله إلى سجن أخر إلا أن الأسرى لايعرفون هل هو موجود في الزنازين أو تم نقله الى سجن أخر.

في حين يقول الأسير عمار مرضي من رام الله والمحكوم مؤبد و20 سنة أمضى منها 9 سنوات في السجن، أنه تم إلغاء 10 محطات تلفزيونية ويتم بث فقط 4 محطات إسرائيل والعربية ودبي الرياضية ومحطتين روسيات والبيبي سي. وهذا قرار يشمل كافة السجون وتم أيضا منع إدخال الكتب أثناء الزيارات وتم أيضا منع التعليم، ولم يتم إرجاع المغسلة والمكتبة، وعلى أثر ذلك قرر الأسرى أن يكون هناك يوم إضراب وحددوه بتاريخ يوم 16/10 أو 30/10 .

إن حريات وهو يحمل مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن سياساتها التي تنتهك حقوق الأسرى وعن النتائج التي ستؤول إليها تطورات الأحداث على ساحة السجون فإنه يطالب الصليب الأحمر الدولي التدخل العاجل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي والضغط عليها للتراجع عن عدوانيتها وقراراتها الظالمة التي تنتهك أبسط حقوق الأسرى.

وناشد جماهير شعبنا الالتفاف حول الحركة الأسيرة والانخراط بفعاليات جماهيرية في مراكز المدن وأمام مقار الصليب الأحمر لإسنادها في نضالها العادل وقطع الطريق على مصلحة السجون للاستفراد بها وعزلها عن محيطها الوطني والاجتماعي عقاباً لها على دورها الطليعي وانخراطها الواسع ومشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية اليومية مع جماهير شعبنا الفلسطيني.




حريات : السجون في حالة غليان والوضع على حافة الانفجار

في بيان صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أمس الإثنين، جاء فيه أن السجون تشهد حالة شديدة من الغليان لم تشهدها من قبل قد تؤدي في أية لحظة إلى الانفجار بفعل السياسة القمعية لمصلحة السجون الإسرائيلية والمعاملة القاسية واللاانسانية التي تنتهك وتتطاول يومياً على حقوق الأسرى الأساسية على نحو غير مسبوق في محاولة هي الأخطر منذ سنوات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وفرض شروط اعتقالية هي الأسوأ منذ بدايات الاعتقال الأولى، حيث الانقضاض على حقوق ومنجزات الأسرى التي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية خاصة اتفاقية جنيف الثالثة لمعاملة الأسرى لعام 1949 والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الأسرى لعام 1957.

وعلى الرغم من أن مصلحة السجون تنفذ قرارات المستوى السياسي في اسرائيل إلا أن سلسلة الإجراءات اليومية وطريقة المعاملة القاسية واللاإنسانية التي تنتهجها بحق الأسرى أخذت بعداً اكثر من ذلك بكثير، فهي تحاول ليس فقط الضغط على آسري الجندي الإسرائيلي للخضوع لإملاءات وشروط الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن، إنما تهدف إلى كسر شوكة الأسرى وضرب الحالة المعنوية لهم والسيطرة الكاملة عليهم؛ مدعومة بقرارات الحكومة الإسرائيلية وتشريعات الكنيست الإسرائيلي.

فلم تكتف مصلحة السجون بالامعان في سياسة العزل وسياسة الاهمال الطبي وفرض الغرامات الباهظة على الأسرى وحرمانهم من حقهم في التعليم الجامعي ومن تقديم امتحان الثانوية العامة ومشاهدة المحطات الفضائية خاصة فلسطين، بل شرعت في محاولة محمومة لاخضاع الأسرى وإذلالهم باجراءات غاية في الخطورة في مقدمتها تقييد الأسرى بالأيدي والأرجل عند خروجهم للعيادة ولزيارة الأهل ولقاء المحامين، وتكريس سياسة التفتيش العاري المذل والمداهمات الليلية للغرف والأقسام والاعتداء على الأسرى بالضرب واتلاف ممتلكاتهم الشخصية.

وأفاد مركز حريات أن الحركة الأسيرة التي تتعرض لهجمة سياسية معلنة ولإجراءات قمعية لم يسبق لها مثيل لن تقف مكتوفة الأيدي بل ستتصدى لهذه السياسة العدوانية التي تنتهك حقوقهم وتتطاول على كرامتهم الشخصية والوطنية وإنها سوف تلجأ لسلسلة خطوات احتجاجية تصاعدية تبدأ من سجن شطة غداً الثلاثاء بالإضراب عن الطعام ليوم واحد والامتناع عن زيارة الأهل لرفضهم الخروج مكبلي الأيدي والأرجل، وتمتد لتصل سجن ريمون وبقية السجون الأخرى في يوم 28 من هذا الشهر.

إن حريات وهو يحمل مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن سياساتها التي تنتهك حقوق الأسرى وعن النتائج التي ستؤول اليها تطورات الأحداث على ساحة السجون فإنه يطالب الصليب الأحمر الدولي التدخل العاجل لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي والضغط عليها للتراجع عن عدوانيتها وقراراتها الظالمة التي تنتهك أبسط حقوق الأسرى.

ويناشد جماهير شعبنا الالتفاف حول الحركة الأسيرة والانخراط بفعاليات جماهيرية في مراكز المدن وأمام مقار الصليب الأحمر لإسنادها في نضالها العادل وقطع الطريق على مصلحة السجون للاستفراد بها وعزلها عن محيطها الوطني والاجتماعي عقاباً لها على دورها الطليعي وانخراطها الواسع ومشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية اليومية مع جماهير شعبنا الفلسطيني.




نحو إستراتيجية وطنية لتفعيل آليات حقوق الإنسان

بقلم حلمي الأعرج
في ذروة الأحداث والنتائج الكارثية التي يسببها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وعلى مسمع ومرأى من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية ،والذي سبق له وأن مارس نفس السلوك الإجرامي في لبنان الشقيق في تموز 2006 وهو عمليا يماس سياساته الوحشية واللاإنسانية منذ فرض الحصار على قطاع غزة قبل أكثر من سنتين ، ومع تزايد أعداد الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين والمنكوبين من السكان المدنيين والنساء والاطفال ، وبعد صدور القرار 1860 الضعيف لمجلس الأمن والإنحياز الأمريكي السافر وضعف دور الإتحاد الأوروبي لوقف ما يجري ، وفي ظل حالة الصمت العربي والدولي وعدم توصلنا نحن الفلسطينيون حتى الآن إلى صيغة وحدوية صلبة ومتماسكة تنهي خلافاتنا وإنقسامنا وتساعد في تشكيل جبهة وطنية موحدة يسند إليها إعداد برامج الصمود والتصدي لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته .
في ذروة ذلك كله ، تعالت الأصوات من المؤسسات والشخصيات السياسية والتنظيمية والهيئات الحقوقية والقانونية المطالبة بتطبيق آليات القانون الدولي الإنساني وإتفاقية جريمة الإبادة والمعاقبة عليها ، وتنفيذ مباديء حقوق الإنسان وعلى وجه التحديد بنود إتفاقية جينيف الرابعة ، وقد لوحظ تزايد أعداد المطالبين بتقديم مرتكبي جرائم الحرب في قطاع غزة للمحكمة الدولية ، وفي ذات الوقت خرجت بعض المؤسسات الدولية عن صمتها وتعدت حدود الإنحياز الأمريكي لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين كمنظمة الصليب الأحمر الدولي والمقرر الخاص للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمنسق العام لمنظمة الأنروا ومفوضة وكالة الغوث في الأاراضي الفلسطينية المحتلة ومنظمة العفو الدولية ومجلس الحقوقيين العرب ، وحتى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون نفسه كل هؤلاء وغيرهم لم يرق لهم التمادي الإسرائيلي الصلف في تجاوز المواثيق والقوانين الدولية وقد إنتقل حراكها ليطال مواقف مؤسسات دولية لها تأثيرها الواضح في تغيير السياسات العامة ومنها منظمة هيومان رايتس التي نقلت ما يجري إلى قلب مجلس الشيوخ الأمريكي وفضحت السياسة الخارجية المنحازة تماما للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني .
اليوم ، وبعد سنين طوال من العذاب والقهر والقتل والتشريد والإعتقال والحصار بسبب الإحتلال الإسرائيلي القمعي والهمجي ، صرنا بحاجة ماسة لتطوير آليات حقوق الإنسان الدولية ، وبدأنا نبحث بجد ونشاط عن الخطط والطرق القانونية والدبلوماسية الكفيلة بتنفيذها وتطبيقها على العدوان وإلإنتهاكات الإسرائيلية الصارخة بحقنا  ، وقد أدركنا أكثر من ذي قبل خطورة المعادلة الإسرائيلية في تبرير ما يجري في قطاع غزة وخلق الذرائع للتحايل على القانون الدولي الإنساني ، لا بل أن إسرائيل وعلى لسان العديد من قياداتها ( كأولمرت وليفني وباراك وأصوات اليمين المتطرف ) تمارس جرائمها ومجازرها بغطاء دولي غير مبرر وبحجة الدفاع عن النفس ومقاومة الإرهاب ومحاربة عمليات إطلاق الصواريخ .
وأمام تصاعد وتيرة الإعتداءات وتزايد أعداد الضحايا الأبرياء بشكل مقلق ومخيف ، بات ضروريا الإسراع في وضع إستراتيجية دبلوماسية ووطنية جدية تتكفل بتفعيل الجهود القانونية عربيا ودوليا بهدف وقف العدوان الدموي على جماهير شعبنا في قطاع غزة ، والمطالبة بإجراء محاكمة دولية لمرتكبي جرائم القتل والتشريد والإبادة ، وذلك من خلال خلق رؤية فلسطينية حقوقية وقانونية تستند إلى المواثيق والبروتوكولات الدولية لحقوق الإنسان ومدعومة بقرار سياسي فلسطيني عالي المستوى ، يتم من أجلها تكليف القدرات القانونية والكفاءات الفلسطينية والعربية الخبيرة في هذا المجال وتوفير الأدلة والوثائق اللازمة لها ، للتحرك الفوري والعاجل لرفع الشكاوي للأمم المتحدة ومدعي عام المحكمة الدولية .
ومن هنا أود التأكيد على ضرورة أن تكون القيادة الفلسطينية قادرة على تطوير الدبلوماسية القانونية الخارجية ، وبأمكانها إستغلال دور منظمة التحرير ومؤسساتها وسفاراتها في هذا المجال ، فالوضع الفلسطيني الحالي بلغ الذروة في خطورته وتراجعه وضعفه ، الأمر الذي يتطلب وجود وحدة وطنية عريضة تضع أمام عينيها أهدافا وطنية وسياسية محددة وواضحه وتنطلق من أجل تحقيقها ، ويجب أن لا تؤدي هذه الإستراتيجية إلى وقف إطلاق النار فقط ، بل يجب أن تتخطى ذلك إلى رفع الحصار وفتح المعابر وإنهاء الإنفصال بين شطري الوطن بالضفة والقطاع  ، جنبا إلى جنب مع تمسكنا وتفعيل دبلوماسيتنا وإصرارنا على تطبيق مباديء العدالة الإنسانية التي يتغنى بها المجتمع الدولي وتقديم مرتكبي العدوان على قطاع غزة للمحكمة الدولية .
وختاما ، أود التأكيد على ما يلي :-
1-    الإسراع في تكليف لجنة حقوقية من كافة المؤسسات والخبرات القانونية الفلسطينية والعربية ، لتقديم شكوى للمدعي العام في المحكمة الدولية حول جرائم القتل والإبادة في قطاع غزة .
2-    تزويد اللجنة المكلفة بالوثائق والأدلة والشواهد والشكاوى الفردية لحالات القتل والجرح وهدم البيوت والتشريد والإعتقال .
3-    تشكيل لوبي عربي ودولي ضاغط لإنشاء محكمة دولية مختصة بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة .
4-    تنظيم الدبلوماسية الفلسطينية بمسارين أحدهما قانوني مختص بالعدالة وتحقيقها والآخر سياسي يسعى لتوحيد الصف الفلسطيني والإنطلاق الدبلوماسي لتحقيق الإستقلال والسيادة وإلإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية وفق إتفاقيات السلام .



سياسة الإهمال الطبي تستهدف الروح المعنوية للأسرى

بقلم حلمي الأعرج

 إن سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها مديرية مصلحة السجون الإسرائيلية تجاه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى أنها خرق فظ لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تكفل للأسير رعاية صحية ملائمة وشروط اعتقالية مناسبة وفي مقدمتها اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء لعام 1957 وغيرها. ترمي هذه السياسة لكسر إرادة الأسرى والنيل من الروح المعنوية لهم ومحاولة المس بانتمائهم الوطني كمحاولة دائمة من قبلها لعزل الأسرى عن شعبهم وحركتهم الوطنية وإيهامهم بأنهم لوحدهم في صراعهم مع مصلحة السجون ومن خلفها الحكومة الإسرائيلية الأمر الذي من شأنه إلهاء الأسرى بقضايا جانبية بدلاً من انخراطهم في النضال بأبعاده المطلبية والسياسية والوطنية من أوسع أبوابه بصفتهم جزءاً أصيلاً فاعلاً وطليعياً من الحركة الوطنية الفلسطينية التي تناضل من أجل حرية الأسرى وحرية الوطن واستقلاله.
ولذلك فإن إيلاء هذا الملف الأهمية التي تستحق من كافة جوانبه العلاجية والإعلامية والقانونية المحلية والدولية سيعزز الثقة بين الحركة الأسيرة ومحيطها الاجتماعي خارج الأسرى ومع فصائلها الوطنية والإسلامية الأمر الذي يتطلب مغادرة الاهتمام الشكلي والموسمي بهذه القضية وتسليط الضوء عليها كمدخل مهم لإبراز قضية الأسرى ومساندتهم في نضالهم من أجل تحسين شروط اعتقالهم ومن أجل انتزاع حريتهم.
إن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” ومن خلال زيارته المنتظمة للسجون لاحظ الزيادة المرتفعة في عدد الأسرى المرضى والخطر الذي يتهدد عدد من الحالات المرضية الصعبة، وكذلك ارتفاع حالات الوفاة المستمرة في صفوف الأسرى والأسرى المحررين جراء سياسة الإهمال الطبي تطوع لنصرة هذه القضية وتسليط الضوء عليها في ضوء القرار الصادر عن منظمة الصحة العالمية في اجتماعها المنعقد في جنيف بسويسرا في 20 أيار 2010 والذي طالب الحكومة الإسرائيلية بتقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى والسماح للجنة تقصي حقائق مع الصليب الأحمر الدولي لزيارة السجون الإسرائيلية والإطلاع عن كثب على الأوضاع الصحية للأسرى. مما يعني أن المنظمات الدولية على إطلاع بمعاناة الأسرى خاصة المرضى منهم وبما يتعرضون له من انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية الأمر الذي يستدعي الاستفادة القصوى من هذا القرار الأممي والتناغم معه بإثارة قضية الأسرى بشكل عام والمرضى بشكل خاص وتوفير كل ما هو مطلوب لحث منظمة الصحة العالمية على متابعة قرارها وتنفيذه والطلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يتعرض له أسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي لأن هذا من شأنه فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى وإدانة الحكومة الإسرائيلية أمام الرأي العام وإظهار إسرائيل على حقيقتها بصفتها دولة لا تحترم حقوق الإنسان والأسير كما تدعي وكما تحاول ان تسوق نفسها على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
وعملاً بهذا التوجه بادر حريات لتوجيه رسالة للممثليات العربية والأجنبية الموجودة في فلسطين أطلعها من خلالها على معاناة الأسرى المرضى وطالبها بتحمل مسؤولياتها من اجل:-
1.    توفير ظروف اعتقالية منسجمة والمعايير الدولية ذات العلاقة.
2.    توفير العلاج المناسب للأسرى المرضى للتخفيف من معاناتهم.
3.    تمكين لجان طبية متخصصة من مقابلة المرضى لتقديم العلاج المناسب.
4.    فتح السجون أمام الوفود والمؤسسات الدولية للاطلاع على الظروف الاعتقالية والأوضاع الصحية.
5.  تمكين منظمة الصحة العالمية من تنفيذ قرارها بشأن تحسين الظروف الصحية والمعيشية للأسرى والمعتقلين وزيارة السجون الإسرائيلية.
6.    الإفراج عن الحالات المرضية الحرجة قبل فوات الأوان وتحميل سلطات الاحتلال المسؤولية عن حياتهم.
وفي هذا السياق فإن ملف الأسرى المرضى يحتاج منا كمؤسسات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى العمل لتخفيف معاناة الأسرى المرضى بالاستجابة الفورية لمطلبهم هم وذويهم بتأمين أطباء ذوي اختصاص لزيارة السجون ومعاينة الأسرى المرضى لمعرفة الأمراض التي يعانون منها وفحص موائمة العلاج الذي يحصلون عليه من مصلحة السجون مع حالتهم المرضية وهو ما شأنه توفير الراحة النفسية للمرضى وعائلاتهم ويساعدنا بالتسلح برأي طبي ذي مصداقية نستطيع بموجبه تحديد عمل ما يلزم لتخفيف هذه المعاناة المستمرة.



حريات يدين إقدام قوة عسكرية إسرائيلية على اقتحام عمارة سكنية في رام الله واعتقال المهندس مراد سروع

أدان مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” قيام قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤلفة من 18 آلية فجر اليوم الثلاثاء بمداهمة منزل الرفيق رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو المجلس المركزي الفلسطيني في منطقة عين مصباح في رام الله واثر حملة تفتيش شاملة للمنزل والعبث بمحتوياته، فقد جرى اعتقال ابنه المهندس مراد دونما إبداء أسباب لذلك.

ان “حريات” إذ تشجب إقدام قوات الاحتلال على اقتحام المناطق السكنية المدنية وإرهاب مواطنيها، فإنها تستنكر ممارسات قوات الاحتلال التي أقدمت على كسر الباب الخارجي للبناية واقتحام المبنى والمنزل بعشرات المسلحين المقنعين والمدججين بالسلاح، وتعتبر هذه الممارسات تصعيدا متعمداً في توسيع نطاق المداهمات والاعتقالات التي تستهدف المواطنين. كما وتدعو المؤسسات الحقوقية والقانونية لاستنكار وشجب هذه الاعتداءات والمطالبة بوقفها فورا والإفراج الفوري عن المهندس مراد وجميع المعتقلين الفلسطينيين.




الوحدة الوطنية … الصخرة التي سيتحطم عليها العدوان

بقلم حلمي الأعرج

 لا يختلف إثنان على أن العدوان الدموي الذي أطلقته قاذفات صواريخ الدبابات والطائرات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة ، هو جريمة حرب ضد الإنسانية ويمكن تصنيفه في إطار جرائم الإبادة الجماعية ويشكل خرقا فاضحا للقانون الإنساني الدولي ولإتفاقية جينيف لحماية المدنيين أثناء الحرب ، التي أجمع المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية وهيئة الأمم المتحدة على ضرورة ملاحقة مرتكبيها والمسؤولين عن حدوثها ومحاكمتهم دوليا ، إلا أنه وللأسف وبعد مرور 3 أيام على جرائم القتل والتدمير والإبادة التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي ضد المواطنين الأبرياء والعزل والنساء والأطفال والشيوخ في مدن ومخيمات القطاع المحاصر والمنكوب ، لم تهتز قصبة المجتمع الدولي ولا مشاعر الحكومات العربية وبشكل خجول وصوت خافت تلا مجلس الأمن بيانه أمس الأحد ، وكأن غزة بقعة بشرية من عالم آخر وما يحث فيها من تفتيت للأجساد وتقطيع للأطراف وما يتطاير منها من أشلاء مجرد مشاهد خيالية عابرة .
ان ما تقوم به قوات الجيش الاسرائيلي هو جزء من سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها الإحتلال بحق الشعب الفلسطيني يوميا ، وهي تهدف إلى القضاء على كل المقومات والمعالم الوطنية والسياسية والجغرافية للشعب الفلسطيني ، عدا عن كونها تعبر عن صراع التنافس بين القادة السياسيين والعسكريين في الإنتخابات الإسرائيلية القادمة ، وعلى كافة شعوب العالم والأمة العربية والإسلامية وقوى التحرر اليسارية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية ودعاة العدل والديمقراطية أن يدركوا هذه الحقيقة ويتحركوا لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف إعتداءاتها وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، الذين هم جزء لا يتجزأ من الإنسانية ومن الشعوب العربية والإسلامية .
 وإن الإستمرار في صمت وسكوت العالم الغربي والعربي والإسلامي على هكذا جموح وتعدي مرعب وفظيع سوف يقتل الأمل في النفوس التي تتوق إلى الإستقرار والأمن والسلام وسيقود المنطقة بأسرها إلى ما لا يحمد عقباه ، فمن المستحيل أن يتحقق السلام تحت خط النيران والقصف والدمار ، والأمن يصبح بعيد المنال ما دام هناك أرواح تزهق ودماء تراق ، أما الإستقرار فهو لا يتجزأ وإن غابت معالمه في فلسطين فبالتأكيد لن يكون له وجود في أية دولة أخرى مجاورة  .
وفي ظل هذا الصمت المخيف والتقاعس غير المبرر في كبح ولجم الجنوح الإسرائيلي المدّمر ليس لنا نحن الفلسطينيون الحالمون بالعدالة والسلام ، إلا أن نتوحد ونتعالى على جراحنا النازفة ودماءنا الزكية الطاهرة وننبذ الخلافات والإنقسامات والمناكفات الإعلامية والسياسية ونسعى بقلوب مؤمنه وسواعد صلبة بناءة  لإعادة اللحمة والوحدة الفورية بين جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني ، نابذين التعصب لهذا الفصيل أو ذاك ، يحيث يكون في مقدمة إهتماماتنا وفي سلم أولوياتنا الإسراع في إنجاز الحوار الفلسطيني الشامل وتحقيق المصالح الوطنية العليا في الوحدة والمقاومة والإستقلال ، وإذا ما نجحنا بتحقيق ذلك دون مماطلة أو تسويف أو تأخير ، نكون قد نجحنا في إفشال هذا العدوان وإحباط أهدافه وكسر عضلاته المفتولة .