1

في أطول إضراب في التاريخ الأسير خضر عدنان ينتصر على سياسة الاعتقال الإداري ويفتح ملف الأسرى على مصراعيه

جاء في بيان صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أن الأسير خضر عدنان الذي خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام هو الأطول في تاريخ البشرية جمعاء استمر 66 يوماً على التوالي توج بالانتصار على سياسة الاعتقال الإداري عندما اضطرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية لتقديم موعد الالتماس الذي تقدم به محاميه من الخميس إلى الثلاثاء وقررت الإفراج عنه بتاريخ 17/4/2012 يوم الأسير الفلسطيني.

مضيفاً أن الأسير خضر عدنان سطّر ملحمة إنسانية فريدة كان خلالها شامخاً قوياً تحدى بأمعائه الخاوية وإرادته الصلبة جبروت الاحتلال وقراراته الجائرة وتصدى لكل أشكال الحرب النفسية التي استخدمت ضده على امتداد ستة وستين يوماً.

ان الأسير خضر عدنان في ملحمته البطولية هذه وبالانتصار الذي حققه لم يكن يبحث عن مجد شخصي كما أنه لم يحقق هذا الانتصار إلا بالتحام الشعب الفلسطيني وأسراه وكل أحرار العالم معه. والأهم من ذلك أن هذه الملحمة فتحت ملف الاعتقال الإداري على مصراعيه وفتحت على الانتهاكات والتعذيب والمعاملة اللاانسانية والحاطة بالكرامة التي تمارس على الأسرى والأسيرات بقرارات وتوجيهات من الحكومة الإسرائيلية في محاولات محمومة دائمة لا تتوقف لكسر إرادة الأسرى والتأثير على معنوياتهم وعزلهم عن محيطهم وقضيتهم الوطنية.

بل إنها فتحت على كل ملف الأسرى وحريتهم باعتبار أن هذه القضية هي قضية وطنية وسياسية بامتياز وأنه قد حان الوقت كي ينتصر الشعب الفلسطيني وقيادته لهذه القضية أكثر من أي وقت مضى، فالحراك الذي تشهده ساحات السجون منذ الإضراب البطولي في أيلول من العام الماضي والذي استمر عشرون يوماً وصفقة تبادل الأسرى في مرحلتيها الأولى والثانية التي نجحت في كسر المعايير الإسرائيلية الظالمة وحررت المئات من ذوي الأحكام العالية رغم ما شابها من ملاحظات وثغرات والإضراب البطولي الذي سطّره الأسير خضر عدنان، كل ذلك يضع ملف الأسرى في مقدمة قضايا الصراع مع الاحتلال وعلى رأس جدول العمل اليومي للشعب الفلسطيني وقواه وفصائله وقيادته لأن الظلم والقهر والتنكيل الذي يتعرض له الأسرى على مدى عقود من الزمن ويزداد حدةً واتساعاً في هذه المرحلة وأكثر من مراحل الاعتقال السابقة يستدعي عدم ترك الأسرى لوحدهم في نضالهم اليومي وفي معارك الأمعاء الخاوية التي يسطرونها دفاعاً عن الكرامة الإنسانية والوطنية. فقد حان الوقت لبلورة إستراتيجية جديدة للانتصار لقضية الأسرى ورفع الظلم عنهم وانتزاع حريتهم خاصة في هذه الأثناء التي يشرع بها الأسرى بالتحضير لخطوات احتجاجية واسعة النطاق ستصل مرحلة الإضراب الاستراتيجي الشامل.

إننا في مركز حريات ونحن نتوجه بتحية العز والكبرياء للأسير خضر عدنان ولعموم الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي على هذا الصمود الأسطوري والانتصار الكبير فإننا نتوجه بعظيم الشكر والامتنان لكل من وقف معه في ملحمته الإنسانية والأسطورية التي دافع خلالها عن كرامته وعن كرامة الإنسان والأسير الفلسطيني وعرّى سياسة الاحتلال التي تنتهك حقوق الإنسان والأسرى أمام العالم أجمع.




حريات: الحكومة الاسرائيلية تشرِّع قتل الأسير خضر عدنان دون تهمه أو محاكمة

أدان مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ” حريات ”  قرار المحكمة العسكرية الإسرائيلية في عوفر  تثبيت الحكم الإداري للأسير خضر عدنان ورفض الإستئناف الذي تقدم به محاموه، واعتبر ذلك بمثابة الحكم عليه بالإعدام وتشريع قتله واعدامه دون تهمه أو محاكمة باستثناء الملف السري الذي يشهر في وجه كل المعتقلين الإداريين وحمل حريات الحكومة الإسرائيلية والقضاء العسكري الإسرائيلي كامل المسؤولية عن حياة الأسير خضر عدنان.

وقال حريات أن اللحظات المصيرية التي يمر بها الأسير خضر عدنان تدق ناقوس الخطر على حياته وتستدعي التحرك العاجل للمجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية ومنظمة الصليب الأحمر والمجلس الأممي لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية وكافة مؤسسات حقوق الإنسان العالمية وكل أحرار العالم للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح الأسير خضر عدنان فوراً وتحميلها المسؤولية عن حياته وادانة سياسة الإعتقال الإداري التي تشهرها سلطات الإحتلال سيفاً في وجه أبناء الشعب الفلسطيني واغلاق ملف الإعتقال الإداري نهائياً.

وناشد حريات جماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته وقواه الوطنية والإسلامية واتحاداته الشعبية والمهنية ومنظماته الطلابية والعمالية والنسائية الإنخراط في أوسع حملة تضامن مع الأسير خضر عدنان الذي يسطر بأمعائه الخاوية لليوم التاسع والخمسين على التوالي ملحمة انسانية باسلة. ودعا السفارات والجاليات الفلسطينية في الخارج أخذ دورها في الوقوف إلى جانب الأسير خضر والأسرى الإداريين وعموم الحركة الأسيرة وفضح الممارسات الإسرائيلية بحقهم.

وختم حريات بيانه بتوجيه التحية للأسير خضر عدنان الذي تحدى الإحتلال في زنازين التحقيق وتصدى بأمعائه الخاوية لسياسة الإعتقال الإداري والمعاملة اللاانسانية والحاطة بالكرامة التي يتعرض لها جميع الأسرى أثناء الإعتقال والتحقيق مؤكداً أن خضر عدنان سيظل عنواناً للصمود والتحدي في الدفاع عن الكرامة الفلسطينية ونموذجاً يحتذى به للإرادة الصلبة التي يتحلى بها الإنسان والأسير الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال وانتهاكاته الفظة لحقوق الإنسان.




حريات يدين اقتحام مقر تلفزيون وطن

أدان مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مقر تلفزيوني وطن والقدس التربوي المحليين في رام الله عند الساعة الثانية فجر اليوم الأربعاء ومصادرة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمحررين والمراسلين في غرف الأخبار والمكاتب الإدارية، إضافة إلى الملفات الإدارية وأجهزة الإرسال والبث التلفزيوني، وقيامها باحتجاز الموظفين المناوبين لأكثر من ثلاث ساعات داخل المقر وسحب أجهزة الاتصال أثناء الاقتحام.

واستنكر حريات الاعتداءات المستمرة على الصحفيين الفلسطينين، والتي تأتي في إطار سياسة الاحتلال الممنهجة في حجب الصورة وتكميم الأفواه، وطالب اتحاد الصحافيين العرب والنقابات الصحفية الوطنية العربية والاتحاد الدولي للصحافين بممارسة الضغط على حكوماتهم من أجل الضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الإعتداءات نهائياً والإفراج عن الصحفيين المعتقلين.




مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية يستنكر الاعتداء الإجرامي على الزميل محمود أبو رحمة ويطالب بتحقيق جدي وسريع

يدين مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية الاعتداء الإجرامي الآثم الذي تعرض له الزميل محمود محمد أبو رحمة، منسق وحدة الاتصال والعلاقات الدولية في مركز الميزان بغزة، على يد ثلاثة أشخاص ملثمين ومسلحين بأسلحة بيضاء، بينما كان عائداً إلى منزله عند حوالي الساعة 23:15 من مساء يوم الجمعة الموافق 13/1/2012، حيث تعرض الزميل أبو رحمة لعدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده وأُصيب بإصابات مختلفة في فخذه اليمنى وكتفه الأيسر وكفة يده اليسرى، بل وطالت تلك الطعنات حقيبة الحاسوب المحمول التي حاول أن يصد بها طعنات موجهة إلى وجهه وصدره من قبل تلك المجموعة الإجرامية التي نعتته “بالكافر والعميل” وهددته بالقتل بعد أن نفذت جريمتها النكراء.
وقد سبق وأن تعرض الزميل أبو رحمة أمام منزله أيضاً بتاريخ 3/1/2012 لاعتداء من قبل ثلاثة أفراد مجهولين انهالوا عليه بالضرب والركل. كما تم تهديده بالقتل عبر رسائل بالبريد الإلكتروني، وذلك على خلفية مقال نشر له بتاريخ 31/12/2011 في عدد من وكالات الأنباء المحلية بعنوان “الحماية الغائبة بين المقاومة والحكومة والمواطن” انتقد فيه بعض ممارسات المقاومة والحكومة في قطاع غزة. وهو حق دستوري وقانوني طبيعي ومكفول لأيّ مواطن فلسطيني بموجب القانون الأساسي والتشريعات الفلسطينية بالتعبير عن الرأي وفي انتقاد أية ممارسات من أية جهة كانت تنتهك الحقوق والحريات واجبة الاحترام.
إن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، إذ يعبر عن رفضه واستنكاره الشديد للاعتداء الإجرامي الذي تعرض لها الزميل محمود أبو رحمه، ويتمنى له الشفاء العاجل والسلامة، فإن المجلس وإزاء تلك الانتهاكات للحقوق والحريات الدستورية يؤكد على ما يلي:
إن حق التعبير عن الرأي بكافة أشكاله وصوره هو حق دستوري مكفول لكافة المواطنين بموجب أحكام القانون الأساسي والتشريعات الفلسطينية وواجب الاحترام من قبل الجميع على حد سواء.
إن الاعتداء على أي من الحقوق والحريات العامة يشكل جريمة دستورية لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم، وتستتبع تعويضاً عادلاً لمن وقع عليه الضرر، بموجب القانون الأساسي.
إن ممارسة حق النقد الموضوعي البناء من قبل أي مواطن فلسطيني لأية ممارسات أو تصرفات تنتهك الحقوق والحريات والكرامة الإنسانية، من أيٍّ كان، هي جوهر ممارسة حق التعبير عن الرأي.
يطالب مجلس المنظمات الحكومة في قطاع غزة بموقف واضح وصريح من الاعتداء الإجرامي الآثم الذي تعرض له الزميل محمود أبو رحمة وبضمان احترام الحقوق والحريات وحمايتها.
يطالب مجلس المنظمات النيابة العامة والأجهزة الأمنية في قطاع غزة بإجراء تحقيق جدي وموضوعي وعاجل بالجرائم التي تعرض لها الزميل محمود أبو رحمة وإعلان نتائج التحقيق على الملأ وتقديم كافة المتورطين في تلك الاعتداءات الإجرامية إلى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع، ولاسيما أنه يمكن تتبع مصدر رسائل التهديد الإلكترونية التي وجهت إليه. 
يطالب مجلس المنظمات القوى السياسية وفصائل المقاومة بإصدار موقف واضح وصريح برفض وإدانة الاعتداءات الإجرامية التي تعرض لها الزميل محمود أبو رحمة ومحاسبة مرتكبيها وفقاً للقانون.
يطالب مجلس منظمات حقوق الإنسان بالعمل على إصدار قانون خاص بحماية النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان ومنحهم الحصانة اللازمة لممارسة مهامهم ورسالتهم النبيلة في الدفاع عن حقوق الإنسان وصيانة الحقوق والحريات وفضح أي انتهاك أو مساس بها من أي كان.



حريات يبعث رسالة للأمين العام للأمم المتحدة يناشده التدخل لإطلاق سراح الأسرى المرضى

السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة

تحية فلسطينية حارة وبعد،

 

الموضوع:زيارة الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية والعمل على إطلاق سراحهم

 

ونحن نرحب بكم على الأرض الفلسطينية باسم مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” وعموم أبناء الشعب الفلسطيني في زيارتكم الهامة للمنطقة والتي تتطلعون من خلالها لدفع عملية السلام المتعثرة قدماً بهدف تحقيق السلام المنشود ورفع الظلم الواقع على كاهل الشعب الفلسطيني وصولاً لقيام دولته الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفق القرار الأممي 194.

فإننا ننقل لكم تحيات أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفي طليعتهم قدامى الأسرى الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 وعددهم 124 أسيراً والأسيرات اللاتي رفضت الحكومة الإسرائيلية الإفراج عنهن في صفقة تبادل الأسرى في مرحلتيها الأولى والثانية وعددهن خمس أسيرات والأسرى المعزولين في زنازين العزل الانفرادي ويحتجزون في قبور حجرية منذ سنوات طويلة وعددهم ستة عشر بينهم الأسرى “حسن سلامة وأحمد المغربي وإبراهيم حامد وجمال أبو الهيجا وعاهد أبو غلمة وأحمد سعدات وعباس السيد وعبد الله البرغوثي ومحمود عيسى” والأسرى الإداريين المعتقلين بموجب قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945 بذريعة الملف السري ودون توجيه لائحة اتهام أو تقديمهم للمحكمة وكذلك الأسرى المرضى الذين يتهددهم خطر الموت جراء سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها ضدهم مصلحة السجون الإسرائيلية والتي توفي بسببها سبع وخمسون أسيراً داخل هذه السجون والعشرات الذين توفوا بعد الإفراج عنهم بسبب صراعهم مع المرض الذي عانوا منه وهم في السجن كان آخرهم الأسير زكريا داوود عيسى من بلدة الخضر قضاء بيت لحم الذي أمضى في السجون الإسرائيلية عشر سنوات وتوفي إثر معاناة طويلة مع مرض السرطان بعد أقل من أربعة أشهر على إطلاق سراحه المبكر بعد أن استفحل المرض في كل أنحاء جسده جراء رفض مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية الإفراج عنه.

هؤلاء جميعاً والمرضى منهم على وجه الخصوص يناشدونكم التدخل العاجل لإنقاذ حياتهم والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراحهم قبل فوات الأوان ويتمنون عليكم القيام بزيارتهم في السجون الإسرائيلية خاصة المقيمين الدائمين في مستشفى سجن الرملة وعددهم 13 أسيراً للإطلاع عن كثب على ظروفهم الاعتقالية المأساوية وعلى أمل كسر الحصار المفروض من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الأسرى والتي تحول دون وصول أية لجان أو وفود دولية لزيارة هذه السجون رغم المحاولات المتكررة لذلك ورغم قرار منظمة الصحة العالمية الصادر بتاريخ 20/5/2010 القاضي بتشكيل لجنة طبية دولية مختصة بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي لزيارة السجون والإطلاع على أوضاع الأسرى المرضى.

وفي مستشفى سجن الرملة حيث يوجد الأسير خضر عدنان الذي يتهدده خطر الموت بعد أن دخل اضرابه المفتوح عن الطعام يومه السادس والأربعين على التوالي ضد قرار الاعتقال الإداري الصادر بحقه واحتجاجا على المعاملة اللإنسانية والحاطة بالكرامة التي تعرض لها أثناء التحقيق وهو في زنازين الاعتقال الإسرائيلية ، والجدير ذكره أن عدد الحالات المرضية في السجون الإسرائيلية يزيد عن 800 حالة بينها أكثر من 140 حالة مرضية صعبة منها 12 أسيراً مصابين بالسرطان وثمانية أسرى يعانون من الشلل الدائم أو النصفي والعشرات مصابين بأمراض القلب والسكري والفشل الكلوي.

إننا ونحن نجدد ترحيباً بكم في فلسطين فإننا على ثقة كبيرة أن صرخة الأسرى وأهاليهم سوف تجد اهتماماً خاصاً من قبلكم وأنكم ستبذلون كل ما بوسعكم لتخفيف معاناتهم والعمل على إطلاق الحالات المرضية الصعبة منهم.




حريات: الأسير خضر عدنان يقرع جدران الاعتقال الإداري بأمعائه الخاوية لليوم 44 على التوالي

جاء في بيان صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أن الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة جنين والمعتقل بتاريخ17 -12-2011 يقرع جدران الاعتقال الإداري بأمعائه الخاوية ويطلق صرخة مدوية ضد سياسة الاعتقال لعل هذه الصرخة تصل إلى مسامع الضمير العالمي وتحركه في وجه الغطرسة الاسرائيلية والانتهاكات اليومية والفظة التي تمارسها بحق أبناء وأسرى الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم استمرار اعتقال اكثر من 300 معتقل إداري يرزحون خلف القضبان في سجون الاحتلال الإسرائيلي بذريعة وجود ملف سري ضدهم ودون توجيه أية تهم لهم.

ففي خطوة شجاعة وببسالة نادرة وقناعة راسخة وإرادة فولاذية يتصدى الأسير خضر عدنان بأمعائه الخاوية لسياسة الاعتقال الإداري، حيث يدخل في هذه الأثناء وبمفرده اضرابه البطولي المفتوح عن الطعام والذي قل نظيره في التاريخ الإنساني يومه الرابع والأربعين على التوالي شامخاً متحدياً قرار الاعتقال الإداري الصادر بحقه وسوء المعاملة الحاطة بالكرامة التي تعرض لها أثناء التحقيق مصمما على انتزاع حريته وكسر هذه السياسة أو الموت دونها وموجهاً رسالة قوية وصرخة هادرة لكل أحرار العالم يفضح من خلالها سياسة القمع والقهر والتنكيل التي يمارسها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني ويدعوهم للوقوف إلى جانب أسراه وإدانة سياسة الاعتقال الإداري التي تستخدم كوسيلة عقابية تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني في كل لحظة.

إن حريات وهو يعلن وقوفه وتضامنه مع الأسير عدنان خضر ويحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياته، يناشد المنظمات الحقوقية الدولية خاصة منظمة العفو الدولية والصليب الأحمر الدولي والمجلس الأممي لحقوق الإنسان التدخل العاجل للضغط على الحكومة الإسرائيلية لاطلاق سراح الأسير عدنان قبل فوات الأوان وإغلاق ملف الاعتقال الإداري نهائيا والإفراج عن جميع المعتقلين الإداريين  في السجون الإسرائيلية وإدانة حملات التصعيد والاعتقال الإداري التي تشتد وتيرتها في هذه الأثناء وتطال العشرات من ابناء الشعب الفلسطيني بما فيهم نواب المجلس التشريعي الذين وصل عددهم إلى 27 نائباً.




حريات يدين حملة اعتقال النواب واقتحام الصليب الأحمر في القدس

أدان مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” حملة الاعتقال التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على نواب المجلس التشريعي والتي طالت أربعة منهم في أقل من 72 ساعة بينهم الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي وثلاثة نواب آخرين هم خالد قطيش ومحمد طوطح وعبد الجابر الفقهاء ليصل عدد النواب المعتقلين إلى 27 نائباً. واعتبرها تصعيداً خطيراً ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والتشريعية والقيم الديمقراطية وتهدف لإحباط جهود المصالحة التي تشق طريقها قدماً نحو هدفها المنشود رغم التهديدات الإسرائيلية التي سعت لإحباطها في مهدها.

واستنكر حريات إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مقر الصليب الأحمر الدولي في القدس واعتقال النائب المقدسي محمد طوطح والوزير السابق خالد أبو عرفه وعدد من أقربائهما غير آبه بالإدانات وردود الفعل الدولية التي قد تصدر عن منظمة الصليب الأحمر والمنظمات الدولية المختلفة في غياب أية محاسبة دولية على اقترافها جريمتها الأولى بانتهاك حرمة مقر الصليب والاتفاقيات الدولية التي يعمل بموجبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة واعتقلت النائب محمد أبو طير و النائب أحمد عطون في شهر أيلول العام الماضي.

وأكد حريات أن هذا التصعيد الخطير ضد نواب المجلس التشريعي الفلسطيني وحصانتهم البرلمانية يتزامن مع حملات الاعتقال الواسعة التي تشنها سلطات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين وفي مختلف محافظات الوطن وتحويل العشرات منهم إلى الاعتقال الإداري الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن هذه الاعتقالات تأخذ طابعاً سياسياً.

كذلك يأتي هذا التصعيد في ظل مواصلة مصلحة السجون الإسرائيلية انتهاكها الفظ لحقوق الأسرى وإمعانها في سياسة الإهمال الطبي والعزل الانفرادي ومنع التعليم وحرمان أسرى قطاع غزة من زيارة ذويهم وفرض العقوبات الجماعية والغرامات المالية الباهظة عليهم وممارسة التعذيب والمعاملة اللاانسانية والحاطة بالكرامة بحقهم كما فعلت مع الأسير خضر عدنان الذي يدخل إضرابه المفتوح عن الطعام هذه الأثناء يومه التاسع والثلاثين بسبب المعاملة القاسية واللاانسانية التي تعرض لها أثناء التحقيق ورفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التي تزج في السجون حوالي 300 معتقل والذي هو أحد ضحاياها.

إن حريات وهو يدين هذه الحملات التصعيدية بحق نواب المجلس التشريعي والمواطنين الفلسطينيين والحركة الأسيرة على حد سواء يطالب الأمين العام للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والبرلمانات العربية والدولية وكافة منظمات حقوق الإنسان إدانة هذه السياسة الإسرائيلية التي تنتهك أحكام وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومحاسبتها على جرائمها التي ترتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأسراه.

وفي الوقت ذاته يدعو حريات السلطة الوطنية والحكومة والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية العاملة في مجال الأسرى لبلورة إستراتيجية وطنية جديدة تقوم على أساس المطالبة بالإفراج الفوري عن قدامى الأسرى المعتقلين قبل توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993 وإطلاق سراح النواب والأسيرات عملاً بشروط صفقة التبادل الأخيرة وإغلاق ملف الاعتقال الإداري، وإطلاق سراح الأسرى المرضى ذوي الحالات الصعبة تنفيذاً للمواد 109 و 110 من اتفاقية جنيف الثالثة والمادة 132 من اتفاقية جنيف الرابعة وإطلاق سراح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاماً.

واعتبر حريات أن رفع لواء حرية الأسرى في هذه المرحلة وفي المقدمة منهم هذه الفئات الخمس وجدولة الإفراج عن بقية الأسرى في مدى زمني قصير ينبغي أن يكون جوهر الإستراتيجية الفلسطينية الجديدة دون إغفال النضال المطلبي للأسرى وضرورة إسنادهم والوقوف إلى جانبهم بالفعاليات الجماهيرية الواسعة وفي المحافل الدولية وصولاً إلى محكمة لاهاي للحصول على رأي استشاري في تحديد المكانة القانونية لهم.




حريات: الأسرى يطالبون بنشر ملحق الاتفاق في صفقة التبادل المتعلق بظروف اعتقالهم

خلال الزيارات التي قامت بها محامية مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” ابتسام عناتي طالب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الأشقاء المصريين بصفتهم الراعي الأساسي لصفقة تبادل الأسرى وحركة حماس بنشر الاتفاق المبرم مع الجانب الإسرائيلي حول الظروف الاعتقالية للأسرى علماً أن شيئاً لم يتغير على واقع وظروف حياة الأسرى، فالأسرى المعزولين ما زالوا موجودين في زنازين العزل الانفرادي، وأسرى قطاع غزة ممنوعين من زيارة عائلاتهم للسنة الخامسة على التوالي، إضافة إلى استمرارية حرمان كافة الأسرى من التعليم الثانوي والجامعي، ومواصلة مصلحة السجون انتهاكها اليومي لحقوقهم بذات الوتيرة السابقة. ويرى الأسرى أن نشر هذا الاتفاق الذي طالما تحدث عنه العديد من مسؤولي حماس المطلعين على شروط إبرام الصفقة في وسائل الإعلام المختلفه من شأنه أن يسلحهم بوسائل ضغط إضافية على مصلحة السجون خاصة في هذه الأوقات التي أعلنوا فيها أنهم بصدد الشروع في خطوات احتجاجية متنوعة وواسعة النطاق قد تصل إلى الإضراب المفتوح عن الطعام لإنتزاع حقوقهم الأساسية ودفاعاً عن كرامتهم الإنسانية والوطنية.
وفي سياق مطلب الحركة الأسيرة الدائم لممارسة أسرى قطاع غزة حقهم المكفول في اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة بزيارة ذويهم وعائلاتهم ناشد الأسرى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان التدخل العاجل للضغط على الحكومة الإسرائيلية للتسليم بهذا الحق والسماح لهم فوراً بالعودة لزيارة ذويهم وقالوا أن من ضمن الخطوات التي سيشرعون بها رفع قضيتهم إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية رغم عدم ثقتهم بهذه المحكمة وقناعتهم بدورها الإحتلالي بتشريع وقنونة جرائم الاحتلال وانتهاكاته.
بدوره دعا مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ووزارة شؤون الأسرى للعمل معاً والتنسيق مع مؤسسات حقوق الإنسان الدولية للتوجه إلى المحافل والبرلمانات الدولية وإلى المجلس الأممي لحقوق الإنسان لفضح هذا الانتهاك الإسرائيلي الفظ لحقوق الأسرى الفلسطينين وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الضغط على الحكومة الإسرائيلية للعودة الفورية عن قرارها بمنع أسرى قطاع غزة من زيارة عائلاتهم.
وكانت محامية حريات قد قامت بثماني زيارات للسجون خلال شهر كانون أول الماضي التقت خلالها عدداً من الأسرى وممثليهم في سجون هشارون، جلبوع، رمون، شطة، عسقلان، مجدو، عوفر وهداريم.
ففي سجن هشارون التقت الأسيرات ورود القاسم و لينا الجربوني، وأفادت ورود أن مدير السجن يهدد الأسيرات المتبقيات في السجن بالنقل إلى سجن الرملة وهو ما ترفضه الأسيرات نظراً للوضع المأساوي لسجن الرملة اذ يتم وضعهن مع الأسيرات الجنائيات وبالتالي سوف يزداد وضعهن سوءاً، وقالت نطالب بأن يكون هناك حلاً سريعاً للأسيرات المتبقيات لأن وضعنا مأساوياً، ونحن في حالة نفسية صعبة جداً. وأضافت أنها أبلغت الجهات الإسرائيلية بأنها لا تريد الهوية الإسرائيلية وهي على استعداد للتنازل عنها ان كان ذلك سيؤدي إلى إطلاق سراحها، كما أنها على استعداد لأن يتم ابعادها إلى حين انتهاء فترة حكمها. ورود طالبت بطبيب نفسي لعلاجها فهي لا تنام ولا تأكل وكل أوضاعها مشتتة ولا تستطيع التفكير بأي شيء. في حين تحدثت الأسيرة لينا الجربوني واستنكرت عدم شمولها وباقي أسيرات الداخل بالصفقة واستنكرت أيضاً موقف حماس من التصريحات التي تذكر على لسان مسؤوليهم، كما استهجنت موقف العديد من الأسيرات المحررات اللواتي وعدن بمتابعة قضايا الأسيرات المتبقيات في السجن. وذكرت أنها جلست مع مسؤول الشاباك للاستفسار عن وضعهن فذكر لها أنهن مواطنات إسرائيليات، بدورها أجابته الأسيرة “بما انك تعتبرني مواطنة إسرائيلية فيجب إعطائي نفس الحقوق التي تعطى للمواطن الإسرائيلي المسجون على خلفية أمنية من زيارة أقارب الدرجة الثانية والحق في الشليش والحوفش وغيرها من الحقوق التي تمنح للمواطن الإسرائيلي، ولكن أنت تتعامل معنا وقت ما تشاء على أننا مواطنات إسرائيليات ومتى تشاء أننا مواطنات فلسطينيات”.
وفي سجن عسقلان التقت عناتي كل من الأسير ماجد المصري، ناصر أبو حميد، شادي الشرفا. أفاد ماجد المصري وناصر أبو حميد أن الأوضاع في سجن عسقلان هادئة نسبياً، وهناك حديث عن اتخاذ إجراءات إيجابية من قبل مصلحة السجون إلا أنهم أفادوا بمعاناتهم جراء التفتيشات المستمرة. وقال ناصر أبو حميد أنه تم إبلاغهم بقرار مصلحة السجون حول عدد الأسرى بالغرف بأنه لن يتجاوز 10 أسرى. أما الأسير شادي الشرفا فأكد أن الأسرى يفكرون بخطوات إستراتيجية لنيل حقوقهم وهذه الخطوات ليست بديلة عن الإضراب المفتوح التي لخصها بما يلي:
اولاً: في يوم واحد يتم تسليم لباس الشاباس على اعتبار ان هذا اللباس للمجرمين وليس لأسرى الحرب.
ثانياً: عدم الوقوف للعدد.
ثالثاً: رفض التشخيص اليومي.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستترافق مع حملة لتدويل قضية الأسرى ولاستصدار قرار بتطبيق مصطلح أسرى حرب على الأسرى الفلسطينيين.
وفي زيارتها لسجن شطة التقت المحامية كل من الأسير أحمد كميل، وجدي جودة، عزام دياب، موسى درويش، جهاد قاسم. أفاد أحمد كميل أنه بصدد تحضير مشروع إستراتيجي كبير جداً ويتضمن خطوات متسلسلة، منها رفع شكاوى ضد المفاوض الفلسطيني للقضاء الفلسطيني ومحاسبتهم ومقاطعة الانتخابات الفلسطينية وتنتهي بإضراب استراتيجي ، كما وجه الاسير سؤال مفاده ” هل لبعض الأسماء في السلطة دور بانتقاء الأسماء في الدفعة الثانية من الصفقة وهل هناك محسوبيات؟” نطالب برد من المركزية وإذا ثبت ذلك نطالب بإقالة الأشخاص المسؤولين عن ذلك. في حين تحدث الأسير وجدي جودة وأفاد أنه تم الاتفاق والتوقيع من قبل كافة الفصائل لتوحيد فعاليات إحياء ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية، حماس، فتح، الجبهة الشعبية وحزب الشعب .
شعار البرنامج ” وحدتنا حاضنة قوتنا وطريق انتصارنا ” .
يتضمن البرنامج :
اولا : إصدار تعاميم وطنية في ذكرى انطلاقة كل فصيل .
ثانيا : تنظيم حفل لتكريم الأسرى القدامى والأسرى الجرحى والأسرى من ذوي الشهداء .
ثالثا : اطلاق مسابقات ثقافية وأدبية تتضمن :
أ – جائزة لأفضل مقالة عن الوحدة الوطنية .
ب – جائزة لأفضل قصيدة أو خاطرة أو قصة قصيرة .
ج – تنظيم أنشطة رياضية .
رابعا : إصدار مجلة اعتقالية تغطي فعاليات البرنامج .
خامسا : تنظيم ندوة اعتقالية عن الحركة الاسيرة .
أما الأسير عزام دياب ممثل القسم فأضاف أن الأوضاع هادئة وهناك تجاوب من الإدارة مع طلبات الأسرى إلا أن هناك تفتيشات مستمرة في القسم بحجة البحث عن أجهزة خلوية.
وفي زيارة عناتي لسجن هداريم التقت كل من الأسير ناصر عويس، معتصم ياسين، والأسير ناصر أبو سرور. وأفاد الأسير ناصر أن الأوضاع في سجن هداريم كما هي ولم يتغير أي شيء لا من حيث تعامل الإدارة ولا على صعيد الأوضاع الاعتقالية، كما بارك الأسير للأسرى الذين تحرروا بالصفقة. الأسير ناصر أبو سرور طالب الأخوة المصريين وحماس العمل على نشر معايير الاتفاق التي بنيت عليها صفقة شاليط وخاصة فيما يتعلق بإرجاع الأوضاع كما كانت عليه قبل أسر شاليط لان هناك مسائل مهمة ومصيرية لابد من توضيحها ولأنه يتوقف عليها كيفية تعامل الأسرى مع إدارات السجون للمطالبة بما تم انتزاعه من حقوق لهم إثر أسر شاليط .
كما أفاد الأسير أن سنة 2012 سوف تكون سنة جمود سياسي فهي سنة انتخابات في العديد من المناطق ومن أجل ذلك يجب أن يعمل الأسرى على تنظيم أوضاعهم الداخلية لأنه لن يتم الحديث عن أي مفاوضات أو اتفاقات حول العديد من الأمور ومن ضمنها موضوع الأسرى وأن أي جهد يجب أن ينصب على تغيير خطاب الرئيس أبو مازن من أجل جعل قضية الأسرى الشرط الأساسي للتفاوض وبالتالي لابد أن يكون هناك وحدة قرار ووحدة موقف.
أما سجن جلبوع فقامت عناتي بزيارة كل من الأسير حمزة درباس، حسين درباس، محمد صباغ ومسلمة ثابت. وأشار كلا من حمزة وحسين درباس إلى أن الإدارة تحاول تهميش العديد من المسائل وهناك حديث مستمر عن نقل الأسرى، وأضافوا أنه من المحتمل أن يكون قسم أسرى القدس في رمون وجلبوع، كما وأنه لا يوجد أي تطور على الأوضاع الاعتقالية. في حين أكد الأسير مسلمة ثابت على هدوء الأوضاع.
الأسير محمد صباغ قال أن هناك مرحلة انتقالية والأمور غير واضحة، كما ذكر أن قسم 1 يعاني من تفتيشات مستمرة بحجة البحث عن أجهزة خلوية.
وفي سجن رمون التقت عناتي الأسير إبراهيم عرام الذي أفاد أنه يعاني من التهابات حادة في المجاري البولية وأنه لا يتلقى العلاج، وأفاد الأسير أن الأسرى من سكان قطاع غزة يتدارسون إمكانية رفع دعاوى للمحكمة العليا بسبب عدم زيارتهم لأهاليهم وهناك اتفاق على تقديم الطلبات.




حريات : وفاة الأسير المحرر زكريا عيسى تستدعي وقفة جدية أمام ملف الأسرى المرضى

في بيان صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ” حريات “حمل فيه الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون المسؤولية الكاملة عن وفاة الأسير المحرر زكريا داوود عيسى الذي أمضى عشر سنوات في سجون الإحتلال وتوفي أمس الأول بعد صراع طويل مع مرض السرطان داخل السجن وبعد أقل من أربعة شهور على اطلاق سراحه، وذلك إثر رفضهما المتواصل الأفراج عنه وجراء سياسة الإهمال الطبي التي مورست بحقه.

واعتبر حريات أن وفاة الأسير زكريا لحظة حزينة تدق ناقوس الخطر وتستدعي الوقوف بجدية أمام ملف الأسرى المرضى وايلائة الإهتمام الذي يستحق في ظل تزايد عدد الأسرى المرضى في السجون وتردي الوضع الصحي لعدد واسع من الحالات المرضية خاصة المقيمة في مستشفى سجن الرملة.

وحذر حريات من أن مواصلة مصلحة السجون وبقرار من الحكومة الإسرائيلية الأمعان في سياية الإهمال الطبي تجاه أكثر من 800 أسير سيفاقم الوضع الصحي لهم ويعرض الحالات المرضية الصعبة للخطر في مقدمتها تلك التي تعاني من مرض السرطان والتي يصل عددها الى 11 حالة.

وطالب حريات بتضافر جهود المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية للعمل الدؤوب لفضح هذه السياسة والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإرغامها على الإلتزام بقرار منظمة الصحة العالمية القاضي بتشكيل لجنة تقصي حقائق مع الصليب الأحمر الدولي لزيارة السجون الإسرائيلية والإطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى المرضى وتقديم العلاج اللازم لها واطلاق سراح الحالات الصعبة منها.

الجدير ذكره أن الأسير زكريا داوود عيسى من قرية الخضر قضاء بيت لحم عمره 43 سنه، اعتقل بتاريخ 10/2/2003 وحكم عليه آنذاك بالسجن 16 عام، أمضى ما يقارب 10 سنوات وأفرج عنه خلال شهر آب 2011 إثر تردي حالته الصحية  وتدخل وزارة شؤون الأسرى قانونياً للإفراج عنه.




حريات : المرحلة الثانية من صفقة التبادل لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية

رحب مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات”  بقرب الإفراج عن كوكبة جديدة من الأسرى والأسيرات في إطار المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى واعتبر ذلك إنجازاً للشعب الفلسطيني والحركة الأسيرة ومدخلاً وحافزاً للسلطة والحركة الوطنية الفلسطينية للعمل وفق آليات وإستراتيجية جديدة لإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الإسرائيلي دون استثناء.

وذكر حريات أن القائمة التي نشرها موقع مصلحة السجون الإسرائيلية والتي تشتمل على 550 أسيراً وأسيرة لا تلبي الحد الأدنى من التوقعات الفلسطينية وفي المقدمة منها توقعات الحركة الأسيرة التي انتظرت بفارغ الصبر على مدار شهرين كاملين أن تشمل الصفقة كل الأسيرات وعدد من قدامى الأسرى ومن ذوي الأحكام العالية وتفرج عن الحالات المرضية الصعبة خاصة مرضى السرطان والقلب وتلك التي تعاني من الشلل الدائم أو الجزئي.

غير أن الصفقة جاءت مخيبة للآمال لأن معاييرها إسرائيلية محضة وتطعيمها بعدد من الأسرى الذين تبقى لهم عدة سنوات لا ينفي عنها أن الغالبية الساحقة من المفرج عنهم هم من تبقى على انتهاء فترة محكوميتهم أشهر قليلة وآخرين انتهت فترة محكوميتهم وظلوا في السجن بسبب إلغاء “قانون المنهلي”.

إن حريات وهو يرحب بهذه الكوكبة من الأسرى والأسيرات يدعو لتضافر الجهود وتكاملها في وضع إستراتيجية جديدة ترتكز بالأساس العمل على الإفراج عن الأسرى القدامى والمرضى ويناشد الأخوة المصريين بصفتهم الراعي الأساسي لصفقة التبادل الضغط بكل ثقلهم على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن الأسيرات الخمس اللاتي بقيّن في السجن التزاماً بمعايير الصفقة الأولى وبالوعودات التي قطعتها الحكومة الإسرائيلية لتجاوز هذا الخلل قبيل أو عند تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة.




حريات: الأسرى يلوحون بخطوات احتجاجية ما بعد المرحلة الثانية من صفقة التبادل

في التقرير الشهري الصادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أفاد أن الأوضاع الاعتقالية بالسجون الإسرائيلية تزداد سوءا في ظل مواصلة مصلحة السجون هجمتها على حقوق الأسرى ومكتسباتهم وتنصلها من الوعود التي قطعتها لهم أثناء الإضراب المفتوح عن الطعام في أيلول الماضي، وفي مقدمتها إنهاء سياسة العزل الإنفرادي وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أسر الجندي الإسرائيلي شاليط، غير أن مصلحة السجون ضربت بعرض الحائط هذه الوعود وواصلت انتهاكها الفظ لحقوق الأسرى، وصعدت من اعتداءاتها اليومية عليهم وواصلت التنكيل بهم كما حصل في سجن نفحة وريمون وعسقلان وحوارة وعتصيون.
وحذر حريات من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي مجددا إلى انفجار وشيك داخل السجون سيما بعد اتضاح الأمور بأن مصلحة السجون تمارس المراوغة والمماطلة وسياسة كسب الوقت لفرض الإجراءات والتضيقات التي اتخذت بحق الأسرى بحكم الأمر الواقع.
وخلال الزيارات التي قامت بها محامية حريات ابتسام عناتي، التقت بعدد من الأسرى وممثليهم في سجون هداريم، هشارون، عوفر، عسقلان، شطة وجلبوع. ففي سجن عوفر التقت الأسرى خالد البطاط وشادي شلالدة ممثل معتقل عوفر الذين أفادوا أن الأوضاع الاعتقالية سيئة وخاصة بعد الإضراب الأخير، إذ أن صفقة شاليط انتهت ولا يوجد أي مستجدات على أوضاع الأسرى وحجة الإدارة في ذلك انه وبعد انتهاء الصفقة بالكامل سوف يتم الحديث على إرجاع بعض الحقوق التي تم انتزاعها مؤخراً، كما إن ادارة السجن التي قامت مؤخراً بافتتاح قسم خاص للأشبال في سجن عوفر تمنع الاسرى من باقي الاقسام بمتابعتهم او زيارتهم ويتم متابعتهم فقط من قبل ممثل المعتقل. وأفاد شادي أن عددهم 94 أسيراً وجميعهم تحت سن الثامنة عشر، وغالبيتهم موقوفين، منهم حالة مرضية صعبة هو الأسير محمد علي عوض ويعاني من حمى البحر المتوسط ويحتاج إلى إبرة كل ستة أشهر. وذكر أنه ينقصهم التعليم، ويطالبوا بوقف التشويش عن كافة سجن عوفر الذي يؤثر على صحتهم وصحة الأسرى، ولابد ان يكون هناك محامٍ لمتابعتهم باستمرار من قبل الوزارة وقد تم إبلاغهم أن لديهم محامي مختص للأسرى الأشبال ولكنه لا يقوم بزيارتهم ، ويطالبوا بكتب تعليمية تليق بمستواهم وبمستوى تفكيرهم وتم طلبها من الصليب الأحمر وبدورهم أبلغونا أنهم لا يستطيعون تأمين الكتب ، كما ينقصهم أدوات رياضية وشطرنج، وقد تم توفير كانتينا لقسم الأشبال من بقية الأقسام ، وبخصوص المحطات في قسم الاشبال تم حجب كافة المحطات الروسية والإسرائيلية من قسم الأشبال وهذا القرار تنظيميا والمحطات العربية الموجودة هي فلسطين، ام بي سي، العربية ، وبي بي سي .
وفي سجن هداريم التقت عناتي كل من الأسير ناصر عويس، وائل جاغوب، معتصم ياسين، وناصر أبو سرور. أفاد وائل جاغوب أنه وأثناء فترة الإضراب كان هنالك اتفاق مكتوب يتضمن أربعة بنود رئيسية وهي :
أولاً : أن يتم نقل أحمد سعدات إلى سجن مستشفى الرملة.
ثانياً : أن تقوم مصلحة السجون بإنهاء ملف الأسرى المعزولين.
ثالثاً : الاتصال بكافة الأسرى المضربين.
رابعا : رفع العقوبات.
إلا أن مصلحة السجون تنصلت من الاتفاق ولم يتم رفع العقوبات، وتم إعادة احمد سعدات إلى عزل نفحة مع أنه تم الاتفاق على أن يبقى في مستشفى سجن الرملة مدة ثلاثة شهور، وعندما تم الحديث مع مصلحة السجون قالوا أن الشاباك لم يوافق على الاتفاق. وبذلك شدد الأسير جاغوب على ضرورة أن يكون هناك وقفة جادة من قبل الوزارة وباقي المؤسسات ذات الصلة، لأن الإضراب لم ينتهي والموضوع لم ينتهي عند تلك النقطة.
في حين تحدث الأسير ناصر أبو سرور عن الصفقة وقال : الصفقة خيبة أمل للأسرى وتعتبر ضربة لكل المفاهيم الوطنية الي تربينا عليها، خاصة أنه كان هناك وعود وتطمينات من قبل قيادات في حركة حماس كانوا معنا في الأسر . وأضاف حول ملف الأسرى أن قضية الأسرى وهي قضية استحقاق فلا بد أن يكون هناك شرط ثالث لإعادة التفاوض لا أن يكون الأسرى جزء من التفاوض، فوضع الأسرى لم يصل إلى الحد الذي يرتضيه الأسرى في الخطاب السياسي فهناك طرق كثيرة لوضع ملف الأسرى على الطاولة بالطريقة اللائقة ، فاليوم هناك غموض في الخطاب السياسي بخصوص التوجه للجمعية العامة ويتساءل الأسرى – ماذا حصل في هذا الخيار- وهناك دعوة من الأسرى لكافة الفصائل وللقيادة للعمل على تحقيق المصالحة والحكومة، وبخصوص الحكومة يجب ان لاتكون مسألة رئيس الوزراء عائق امام المصالحة فالاسرى مع تشكيل حكومة وحدة وأن تكون قضية الأسرى هم وهاجس عند كل فصيل فلسطيني وعند منظمة التحرير وعند الحكومة إذ لابد أن تكون قضية الأسرى من الأولويات الهامة.
وفي زيارتها لسجن هشارون التقت المحامية كلا من لينا حربوني، ورود قاسم والأسيرة خديجة أبو عياش. أفادت الجربوني أن أوضاع الأسيرات في سجن هشارون تتراجع باستمرار وتزداد صعوبة، وخاصة في ظل الحديث عن قرب تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة شاليط والتي خلالها يتردد أنه سيتم الإفراج عن الأسيرات اللواتي لم يفرج عنهن وعددهن تسعة أسيرات، حيث تصعد الإدارة من ممارساتها الاستفزازية بحقهن وتستفرد بهن بشكل متعمد.
وأضافت إدارة السجن تفرض علينا عقوبات مختلفة وتحرمنا من أبسط الحقوق الإنسانية والأساسية، وفي مقدمتها حق العلاج والزيارة. أما الأسيرة خديجة أبو عياش اكتفت بمطالبتها التدخل السريع والفوري وعلى كافة المستويات للإسراع بالإفراج عنهن ضمن المرحلة الثانية من الصفقة سيما وأنهن يعشّن بظروف صعبة.
وفي سجن شطة التقت عناتي كل من وجدي جودة، جهاد قاسم وأحمد كميل “أبو عوض” وأفادو أن الأوضاع مستقرة وهادئة نسبيا، ولا يوجد بين الأسرى حالات مرضية، كما ذكروا أن عدد الأسرى في القسم 109 أسير. ولكن كان هناك طلب خاص للأسير أحمد أبو كميل حيث قال فيه: نطالب وزارة الأسرى بوضع خبر على تلفزيون فلسطين مفاده أن الأسرى يدرسون مشروع تحريرهم من السجون.
ناصر أبو حميد في سجن عسقلان أفاد أنه لا يوجد أي تغير من قبل الإدارة بل أن الوضع ساء أكثر من قبل، وأضاف إن ادارات السجون تنفي أنه كان هناك اتفاق عل تغيير الأوضاع التي كانت سائدة قبل الإضراب الأخير، وحول الصفقة قال: الصفقة تعتبر إنجاز حيث ساهمت في تحرير عدد من الأسرى القدامى ولكن بنفس الوقت كان بالإمكان أن يكون الوضع أفضل حيث أن هناك 100 أسير وأكثر من القدامى ومن الذين أمضوا أكثر من 25 سنة ما زالوا في السجون، وقد غلب على الصفقة طابع الفصائلية وقد ساد بين صفوف الأسرى الاستياء والحزن لأن الصفقة لم تشمل العديد منهم حتى من الأسرى الذين ينتمون لفصيل حماس والذين كانوا موعودين بأن تشملهم الصفقة.
أما الأسير أمير أبو رداحة والأسير ماجد المصري، فعبروا عن استيائهم في سجن عسقلان، فالأوضاع كما قالوا لم تتغير بل إن إدارات السجون تتفنن في التضييق عليهم وعلى أهاليهم. وحول الصفقة ذكر الأسيرين أنهم يرحبون بأي صفقة تعمل على تحرير الأسرى ولكن لا بد أن يكون هناك تنسيق مع الحركة الأسيرة.
وفي زيارة عناتي لسجن جلبوع، زارت كل من مسلمة ثابت، حمزة درباس، حسين درباس وعبد الرحمن محمود وأفادوا جميعاً أن الأوضاع مستقرة، ولا يوجد ما يتم الحديث عنه عن أوضاع الأسرى إلا بعد إتمام المرحلة الثانية من الصفقة وهو ما تلوح به الإدارة باستمرار.
بدوره طالب حريات الصليب الأحمر الدولي التدخل العاجل لدى مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية والضغط عليهما لوقف الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الأسرى خاصة سياسة العقوبات الجماعية والعزل والإهمال الطبي وسياسة التفتيش العاري والمذل. كما طالب السلطة الوطنية والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية البحث في آليات جديدة تعمل على فضح الممارسات الإسرائيلية تجاه الأسرى أمام الرأي العام العالمي، والعمل على محاسبة الجهات المسؤولة في إسرائيل عن هذه الانتهاكات، لأنه من غير المقبول أن يظل أسرانا وحيدين في صراعهم مع مصلحة السجون وسياساتها ومع الحكومة الإسرائيلية وقراراتها، وأن تبقى خطوات الإضراب المفتوح عن الطعام التي تخوضها الحركة الأسيرة دفاعاً عن حقوقها وكرامتها الوطنية والإنسانية هي الآلية الوحيدة، كما ينبغي تفعيل مجمل آليات حقوق الإنسان التي من شأنها الضغط على الحكومة الإسرائيلية للانصياع لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني.
وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق أممية تقوم بزيارة السجون الإسرائيلية للإطلاع عن كثب على ما يتعرضون له من انتهاك فظ ويومي لأبسط حقوقهم التي كفلتها لهم الاتفاقيات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة، ودعا منظمة الصحة العالمية لتفعيل قرارها بتشكيل لجنة تقصي حقائق للاطلاع على أوضاع الأسرى المرضى في هذه السجون والعمل على الإفراج عن الحالات الحرجة منها.




إستراتيجية الوقاية من آثار التعذيب

بقلم حلمي الأعرج
نظراً لاعتبار التعذيب أسلوباً من أكثر الانتهاكات الجسيمة للحقوق الأساسية للمواطن، واستناداً إلى كافة المواثيق والاتفاقيات التي حرّمت التعذيب. وحظرته بشكل مطلق كاتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة والبروتوكلات الإضافية الملحقة بهما، واستجابة للتوجه الوطني الفلسطيني العام بمناهضة التعذيب ومنعه وفقاً للمادة “13” من القانون الأساسي، تداعت مجموعة من المؤسسات الحقوقية والأهلية الفلسطينية منتصف العام 2009 إلى تشكيل الائتلاف الفلسطيني لمناهضة التعذيب والذي يضع في صلب أهدافه الإستراتيجية مناهضة التعذيب بكافة أشكاله ويسعى إلى إقامة مجتمع فلسطيني خالي من أي مظهر من مظاهر التعذيب، ومن أجل ذلك كله ساهم الائتلاف ولا زال في كافة الأنشطة الجماهيرية والمؤسساتية التي تدعو إلى مقاومة التعذيب والحد منه.
ومن منطلق القناعة الراسخة في ضرورة تفعيل وتنشيط منظومة مناهضة التعذيب وتطوير القوانين التي تدعو إلى تحريمه ومنعه، يرى الائتلاف أنه من الضروري جداً الرقي بآليات الرقابة القانونية لمنع حدوث التعذيب والسعي الحثيث لملاحقة مرتكبي جرائم التعذيب ومسائلتهم قانونياً.
إن الزيارات المنتظمة لجميع أماكن الحجز والاعتقال والتوقيف والتحقيق تعد من أكثر الوسائل فعالية للوقاية من التعذيب، ويرى الائتلاف الفلسطيني أنه بات من الضروري جداً تفعيل العمل باتجاه تكثيف الزيارات الميدانية لسجون الاحتلال الإسرائيلي وكذلك زيارة السجناء لدى أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية وفي هذا السياق ينظر الائتلاف بايجابية لاستجابة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لهذا التوجه وقيامها بتشجيع احترام مبادئ حقوق الإنسان وإشراك أفرادها العاملين في أقسام التوقيف والتحقيق في الدورات التدريبية المتعلقة بحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب، مما ساهم عملياً في تعزيز أواصر التعاون لنشر ثقافة حقوق الإنسان وسيادة القانون وضمان احترام القواعد القانونية الدولية والإقليمية والوطنية الخاصة بالوقاية من التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة. وفي الجهة المقابلة فإن الائتلاف الفلسطيني لا زال ينظر بعين الخطورة والقلق من استمرار السلطات الإسرائيلية في انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وداخل المعتقلات والسجون التي يتعرض فيها الأسيرات والأسرى إلى أسوأ وأبشع معاملة ويواجهون ضروباً مختلفة من التعذيب منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم وأثناء التحقيق معهم وصولاً إلى وجودهم في غرف الاعتقال حتى لحظة انقضاء فترة محكوميتهم أو اعتقالهم.
لقد مارست السلطات الإسرائيلية ولا زالت التعذيب بكافة أشكاله لا بل قامت بتشريعه وإقراره، وهي بذلك تتحدى القانون الدولي وتخترق المواثيق العالمية لحقوق الإنسان، ولعل ما يحدث من تداعيات إثر إقرار تقرير غولدستون وما سبق ذلك أثناء منع السلطات الإسرائيلية المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ريتشارد فولك من زيارة المناطق الفلسطينية واحتجازه في المطار يدل على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً وصارماً ضد هذه السلطات التي ترتكب أفظع الجرائم بحق الإنسانية.
ومن هنا الائتلاف الفلسطيني يدعو إلى تطبيق القانون الدولي على مرتكبي الجرائم من القادة والمسؤولين الإسرائيليين وتقديمهم للمحكمة الدولية أينما ومتى تم إلقاء القبض عليهم.
إن الائتلاف الفلسطيني إذ يؤكد على أن جرائم التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، يود أن يوضح أنه وبحكم عمله يقوم بتنفيذ مجموعة من الأنشطة تهدف إلى حث الحكومات والمؤسسات والبرلمانات والمنظمات غير الحكومية بما فيها مؤسسات الأمم المتحدة، على إنشاء آليات فعالة للمسائلة والوقاية من التعذيب، كما ويقوم الائتلاف بحشد الدعم الكبير لاتفاقية مناهضة التعذيب ويساهم في نشر أدوات عملية للوقاية منه.
ومن أجل تعزيز ذلك أكد الائتلاف في أكثر من مناسبة على ضرورة تفعيل النشاط الإعلامي الفاضح لانتهاكات حقوق الإنسان وإصدار البيانات والنشرات والوثائق الداعية للقضاء على كافة أشكال التعذيب والإساءة، والانتهاك، ودعا بشكل قوي إلى ضرورة خلق آليات تعاون وتواصل وتشبيك بين كافة المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان، وكذلك تدريب وإعادة تأهيل الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي وتقديم العلاج لمن يعاني منهم آثار التعذيب الذي مورس ضدهم أثناء فترة الاعتقال، مشيراً إلى أن الأسرى المحررين هم قنابل موقوتة في ظل إهمالهم بسبب أوضاعهم الاقتصادية والنفسية والاجتماعية ونتيجة لحاجتهم الماسة إلى العمل.
إن مناهضة التعذيب والوقاية منه تتطلب صياغة خطة وطنية متكاملة، لا سيما وأن الأحداث الداخلية في قطاع غزة قد أظهرت أنماطاً متعددة لانتهاك حقوق المواطن وممارسة العنف والعنف المسلح وما نجم عن ذلك من انقسام حاد واقتتال وإراقة دماء الأمر الذي يتطلب الإسراع في إنجاز المصالحة الفلسطينية الداخلية.
إن الائتلاف الفلسطيني وفي سبيل تحقيق الإستراتيجية والوطنية في مناهضة التعذيب والوقاية منه يؤكد على:-
1.    ضرورة تعزيز الحماية من التعذيب ومن ضروب المعاملة القاسية واللاانسانية وتحسين معاملة الأشخاص المحررين من حريتهم.
2.    العمل على تطوير القوانين القائمة والتشريعات المعمول بها بما يساهم في تحقيق مناهضة التعذيب والقضاء على كافة أشكاله.
3.    تنظيم الزيارات الميدانية إلى أماكن التوقيف والتحقيق والاعتقال والإطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها ومن هنا فإن الائتلاف يدعو لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لزيارة السجون الإسرائيلية والإطلاع على أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب فيها.
4.    حصر حالات التعذيب وتوثيقها ومتابعتها بشكل قانوني ومحاسبة المسؤولين عنها.
5.    تنظيم الحملات القانونية والحقوقية وتفعيل الدورات التثقيفية وإصدار النشرات التي تدعو إلى احترام حقوق الإنسان ومنع الانتهاكات ووقف التعذيب.
6.    تحديد التدابير اللازمة لمنع تكرار أعمال التعذيب واتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة مرتكبيها وإثبات الحق بالتعويض والتأهيل لكل من تعرض للتعذيب والعمل المتواصل على معالجة ضحاياه.
على مدى أربعة عقود من الاحتلال تعرض عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي والإهمال الطبي وإطلاق النار والرش بالغاز الخانق داخل الغرف المغلقة وسقط جراء ذلك (199) شهيداً ولكن بسبب قناعة هؤلاء الأسرى المعذبين بعدالة قضيتهم لا تظهر عليهم آثار التعذيب النفسية والاجتماعية بقدر حجم وكم التعذيب الذي يتعرضون له ومن زاوية التحدي للاحتلال وممارساته وجرائمه يظهر هؤلاء الأسرى درجة عالية من التماسك ليشكلوا نموذجاً في الصمود أمام شعبهم في مقارعة الاحتلال لحثهم على المقاومة بدلاً من الخضوع للاحتلال والخوف منه.
ورغم ذلك فإن للتعذيب الذي مورس عليهم آثاراً سلبية هائلة سواء من الناحية النفسية والاجتماعية أو الاقتصادية الأمر الذي يستدعي تدخلاً دائماً من قبل مؤسسات المجتمع المدني ذات الاختصاص ومن المجتمع الفلسطيني والدولي ليتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه هذه الفئة الواسعة من أبناء الشعب الفلسطيني.
إن الكثير من آثار التعذيب وسوء المعاملة غير معروفة، وما نعرفه في كثير من الأحيان هو أن للتعذيب أو سوء المعاملة آثار نفسية وجسدية مترتبة عليها وقد تستمر مدى الحياة، وغالباً ما يتم التغاضي عن الضرر النفسي فالأفراد الذين يعانون من أحد أنواع التعذيب أو سوء المعاملة هم عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق واسترجاع الذاكرة وضعف التركيز، وقد تتفاقم هذه الظواهر إلى ما هو غير متوقع كالانعزال الشديد عن الآخرين أو الانتحار.
ومن هنا، فإن وضع استراتيجيات للوقاية من التعذيب والعلاج منه باتت من أهم الخطوات العملية المطلوبة، ولعل قضية وجود طبيب مختص لمتابعة ضحايا التعذيب هو أول الخطوات المطلوبة لطريق العلاج والتقارير الطبية هي أدوات مستقلة لتقييم إصابات الأشخاص وهي أدلة ضد مرتكبي التعذيب وسوء المعاملة.
والخطوة الثانية هي توثيق جميع النتائج والأعراف والعلامات النفسية التي تؤكد وجود تعذيب ومن ثم تقييمها وتحديدها لتكون إحدى المكونات الأساسية في خطة الوقاية من التعذيب.
أما الخطوة الثالثة فتتركز على تعميم ثقافة حقوق الإنسان والمبادئ العامة لمناهضة التعذيب على كافة شرائح المجتمع وتوضيح المخاطر المترتبة على الاستمرار بممارسة التعذيب.
ومن الضروري في استكمال الإجراءات الوقائية أن يتم اعتماد سياسة المسائلة والمحاسبة القانونية لمرتكبي جرائم التعذيب مهما كانت صفتهم ومكانتهم.
ولعل أهم جوانب إستراتيجية الوقاية والعلاج التعذيب هو تبني سياسة شاملة لمعاملة الإنسانية المتمثلة في الوقاية والمناهضة ومساعدة الضحايا، وهذا يتطلب مخزوناً ضخماً من الكفاح ضد التعذيب والاعتقال التعسفي والاحتجاز في ظروف غير إنسانية ومهنية.
إن رعاية وإعادة تأهيل ضحايا التعذيب هي مسؤولية مجتمعية إنسانية بالدرجة الأولى، ولا بد من توفر وسائل العلاج الطبية والنفسية لمساعدة الضحايا في استعادة صحتهم وتعزيز إرادتهم.
وختاماً إننا كائتلاف فلسطيني لمناهضة التعذيب ومعنا مؤسسات المجتمع المدني في فلسطين سوف نواصل عملنا في مناهضة التعذيب لتوثيق وفضح الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية والعمل من أجل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم من الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية وأيضاً من أجل الوصول لمجتمع فلسطيني خالي من التعذيب.