1

توصية بتفعيل دور الإعلام في محاربة سياسة الاحتلال بمنع سفر الأسرى والمرضى

جنين 10-1-2016 وفا-   أوصى مشاركون  في ورشة عمل  عقدها  مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” في قاعة بلدية جنين  بعنوان “الحق في التنقل والسفر” نحو مناهضة سياسة الاحتلال في منع السفر، على أهمية  وضرورة تفعيل دور الإعلام والتنسيق بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من أجل رفع القضايا المتعلقة بالأسرى إلى المحاكم الدولية.

وشددوا على ضرورة تفعيل الدور العربي في هذه القضية وتعزيز التنسيق بين الجهات والمنظمات من أجل فضح ممارسات الاحتلال، والعمل على أي منع من قبل الدول الصديقة .

كما شدد  المتحدثون  على أهمية  تفعيل وإشراك  الجانب الإعلامي والقانوني في إيجاد تنوع في البرامج المعدة لخدمة قضية الأسرى خاصة، والمرضى، ونوهوا إلى دور السفارات الفلسطينية في الخارج من خلال عقد ندوات ومؤتمرات تسلط الضوء على قضايا الأسرى المرضى والأطفال خاصة.

وأكد المتحدثون ضرورة التنسيق بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من أجل رفع القضايا المتعلقة بالأسرى إلى المحاكم الدولية، وشددوا على ضرورة تفعيل الدور العربي في هذه القضية وتعزيز التنسيق بين الجهات والمنظمات من أجل فضح ممارسات الاحتلال.

واتفق المشاركون على إعلانهم البدء بفعاليات بما في ذلك في منطقة الجسر في أريحا لتسليط الضوء على حركة منع السفر في أقرب مكان من معبر الكرامة.

وقال مدير مركز حريات للدفاع عن الأسرى حلمي الأعرج، إن هناك ارتفاعا ملحوظا في حجم الاعتقالات خاصة منذ بداية الهبة الشعبية، حيث يتعرضون لأنواع وصنوف مختلفة من التعذيب والتنكيل خاصة الأسرى المقدسيين، بالإضافة إلى احتجاز جثامين الشهداء، كل ذلك يمارس دون تدخل من المجتمع الدولي.
وقال إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وصلت ذروتها من خلال ما يسمى بالمنع الأمني ووصل عدد الممنوعين في الخليل ما يزيد عن 50 ألف مواطن، وفي جنين ما يزيد عن 22 ألف مواطن، وفي طولكرم وقلقيلية ما يزيد عن 22  ألف مواطن.

 وتحدّث مدير مركز الدفاع عن الحريات حسين الأعرج عن الجهود التي يقوم بها المركز بالتعاون مع مؤسسات حقوقية وانسانية مختلفة، لمواجهة ممارسات الاحتلال المتمثلة في مصادرة حق المواطن الفلسطيني في السفر والتنقل بحرية وذلك بعد تشكيل لجنة من المشاركين والمتضررين من سياسة منع السفر لمناهضة هذه السياسة وتنظيم الأنشطة والفعاليات.

 وأشار إلى ان منع اي مواطن من السفر، يعد انتهاكاً وجريمة كبرى في القانون الدولي الانساني وكل المواثيق الدولية، وانه لا يجب السكوت عليها، بل يجب فضحها ومواجهتها بكل الوسائل والامكانيات المتاحة.

وشارك في الورشة ممثلون عن المؤسسات الرسمية والأهلية وفصائل العمل الوطني وناشطات اجتماعيات وهيئات محلية.




حريات: استقالة المقرر الخاص للأمم المتحدة صرخة في وجه الانتهاكات الإسرائيلية

عتبر مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أن قرار المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية مكارم ويبيسونو الاستقالة من منصبه احتجاجاً على منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخوله إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بمثابة صرخة قوية في وجه سلطات الاحتلال التي تستهتر بالأمم المتحدة والشرعية الدولية وهيئاتها المتخصصة في حقوق الإنسان، ودعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية تجاه هذا الاستهتار وإرغام إسرائيل التعاون مع الأمم المتحدة بكافة هيئاتها وأجسامها.

ويرى “حريات” أن هذه الاستقالة التي تعبر عن حس عالي بالمسؤولية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم غير مسبوقة بحق المدنيين أطفالاً ونساءً مما يضع مسؤولية الأمم المتحدة على المحك.

وأدان حريات استمرار سياسة الفيتو التي تمارسها سلطات الاحتلال على ممثلي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أفراداً ولجاناً، حيث سبق ومنعت نهائياً المقرر الخاص لحقوق الإنسان السابق ريتشارد فولك من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة.




حريات : 270 طفلاً في سجن عوفر بينهم 10 في سن الثالثة عشرة

رام الله – حريات | أصدر مركز حريات تقريراً مفصلاً عن أوضاع الأطفال في سجن عوفر والذين يتعرضون لظروف اعتقالية قاسية، ولإنتهاكات متواصلة من قبل إدارة السجن،وذلك استناداً لزيارة محامية المركز ابتسام عناتي للسجن، وإطِلاعها على أوضاع الأسرى الأطفال، حيث التقت الأسرى أكرم أمين حامد من بلدة سلواد والمحكوم 17 عاماً، والأسير عبد الفتاح دولة المسؤول عن الإطفال في سجن عوفر، والأسير شادي شلالدة مسؤول الوطنيات العامة، ومحمد عريقات من أبو ديس.

أفاد  الأسير أكرم حماد أن سجن عوفر لا يشهد أي حالة استقرار وذلك بسبب التنقلات بين السجون، إلا أن الوضع هو أفضل بكثير مما كان عليه في بداية الهبة الجماهيرية، حيث شهد السجن حالات إعتقال كثيرة ويومية، الأمر الذي إدى إلى ضغط كبير في السجن.

في حين أفاد الأسير عبد الفتاح دولة أن عدد الأسرى الأطفال حالياً وصل إلى 270 طفلاً موزعين على ثلاثة أقسام في السجن، (13،18،20 ) إثنان منهما إفتتحا مؤخراً مع نهاية  تشرين الثاني ومطلع كانون الأول، وذلك بسبب تزايد حالات اعتقال الأطفال وازدحام أقسام سجني مجدو وهشارون، وإغلاق قسم جفعون في سجن الرملة لسوء أوضاعه المعيشية.

وأوضح دولة أنه :

  1. منذ بداية عام 2015 تم اعتقال وتوقيف ومحاكمة 605 أطفال

في شهر 1 (34)، شهر2 (29)، شهر 3 (29)، شهر 4 (35)، شهر 5 (30)، شهر 6 (21)، شهر 7 (21)، شهر 8 (42)، شهر 9 (32)، شهر 10 (151)، شهر 11 (114)، شهر 12 (67).

منذ مطلع شهر كانون الثاني وحتى شهر أيلول بقي معدل المعتقلين الأطفال طفل يومياً ولكن وفي شهر تشرين الأول – منذ بداية الهبة الجماهيرية – إرتفع المعدل من طفل في اليوم إلى 5 أطفال ، وفي شهرتشرين الثاني إنخفض إلى 3  أطفال.

فاق عدد الاطفال المعتقلين في الأشهر الثلاث 9-10-11 التسع شهور الاولى، فعدد الأطفال الأسرى في الشهور التسعة الأولى 276 بينما مجموع الثلاث اشهر الأخيرة 332 طفلاً اسيراً.

  1.  لم يقتصر اعتقال الأطفال على عمر 16 حتى 18،  وإنما انخفض في كثير من الأحيان إلى ما دون 15 حتى 13.

معطيات تبين أعداد الأطفال من عمر 15 فما دون خلال العام 2015 :

في شهر 1 (1)، شهر 2 (1)، شهر 3 (2)، شهر 4 (10)، شهر 5 (5)، شهر 6 (2)، شهر 7 (7)، شهر 8 (13)، شهر 9 (6)، شهر 10 (51)، شهر 11 (37)، شهر 12 (19).

والأطفال الذين لم يتجاوزوا 13 عاماً هم:

أحمد لؤي، توفيق عمرو، أحمد محمد السعدة، غسان عيسى شواهين، عبد المحسن حمال، اسامة ابو خليفة ، مالك عايش ابو ماريا ، يوسف نظمي عطا ، يزن محمد ياسين ، محمد اياد السويطي ، محمد عبد الحفيظ مرار.

  1. تجاوز اعتقال الأطفال من الشارع أو من مكان المواجهات أو الحواجز أو جدار الفصل العنصري إلى الإعتقال البيتي المنظم بمشاركة وحدات من الجيش وجهاز مخابراته وجهاز مايسمى بالنخبة لمجرد الاشتباه انه القى حجارة على الجنود أو المستوطنين.
  2. يتعرض الأطفال عند الاعتقال والتحقيق لاصناف من الإعتداءات والإنتهاكات التي لا تراعي بتاتا طفولتهم الوادعة، وتتعدد هذه الإعتداءات لتشمل الإهانات والشتائم النابية وتحديداً على الأم والأخت والدفع الجسدي والضرب بالايدي والهراوات وإعقاب البنادق والركل بالإرجل، وكانت بالارقام التالية:  شهر 7 (3) ، شهر 8 (9) ، شهر 9 (10)  ، شهر 10 (48)  ، شهر 11 (26)  شهر 12 (3) والمجموع كان 99 .

كما كان لشهر تشرين الأول الذي رافق الهبة الشعبية النصيب الأكبر من الإعتداءات سواء كان عند الإعتقال أو في مراكز التوقيف أو التحقيق المنتشرة في المستوطنات وغيرها من المراكز.  وفيما يتعلق بالتحقيق أيضاً فلم يستنثنى الإطفال من التحقيق الجسدي والنفسي لإيام طويلة ومنهم من إخذ إلى إقسام العصافير وزادت أيام التحقيق عن اليومين إلى ما يزيد عن 30 يوماً.

  1. سجل العام 2015 أعداداً كبيرة من الأطفال المرضى الذين لم تشفع لهم حالتهم الصحية من الاعتقال أو المحاكمة ، وتم التعامل معهم  رغم أمراضهم المتنوعة كأشخاص أسوياء بالغين عدا عن من تم اعتقالهم مصابون بالرصاص الحي أو بعيد شفائهم من الإصابة.
  1. تتفاوت أحكام الأطفال الأسرى ما بين 3 إلى 10 الى 18 شهراً، وقد تقل للإكتفاء بالغرامة أو الكفالة وقد تزيد بعض الحالات إلى 26 شهر و3 سنوات وكلها مرفقة بغرامات مالية متوسطها 2000 شيكل اقلها 1000 وأعلاها 5000 دون مراعاة للطفولة وعدم إدراك لمن يخضع لمثل هذه المحاكمات المجحفة والمتنافية مع أعراف وقوانين البشر.
  2. نرى من الأهمية تسليط الضوء على الأطفال الأسرى التاركين لمقاعد الدراسة والبحث في ذلك واسبابه وتداعياته، فلا يعقل أن يحرم الاحتلال الأطفال من تعليمهم باعتقالهم ومحاكمتهم.
  3. يعيد الاحتلال إعتقال الاطفال ومحاكمتهم لاكثر من مرة ومرتين وثلاث، فمجموع من أعتقل لمرتين 57 و3 مرات 17 و4 مرات 3.

بدوره أدان حريات سياسة إستهداف الأطفال الفلسطينين، تعذيبهم والتنكيل بهم وفرض الأحكام الجائرة والغرامات المالية الباهظة عليهم، كما أدان التشريعات العنصرية الإسرائيلية التي أجازت لجهاز الشاباك وجيش الإحتلال والمحاكم العسكرية اعتقال الأطفال ومحاكمتهم بما في ذلك من هم دون سن الرابعة عشرة وحتى الثانية عشرة، وتقديمهم للمحاكم العسكرية الظالمة التي تحكم عليهم بأحكام رادعة لهم ولذويهم.

وطالب المؤسسات الدولية وخاصة منظمة اليونسيف إدانة هذه السياسة وإطلاع المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية على هذه الوقائع التي تنتهك بشكل صارخ اتفاقية حقوق الطفل، وإتفاقية مناهضة التعذيب وإجبار دولة الإحتلال وقف هذه السياسة التي تنتهك حقوق الطفل وحقوق الإنسان على حد سواء.




الأسير منذر صنوبر يدخل عامه الثالث عشر في الأسر

أفاد مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” ان الأسير منذر نايف متعب صنوبر39 عاماً من نابلس يدخل اليوم عامه الثالث عشر في سجون الإحتلال الإسرائيلي وعلى نحو متواصل.

وأضاف “حريات” ان الأسير صنوبر الذي يقبع في سجن نفحة الصحراوي كان قد تنقل بين عدد كبير من السجون، وهدم منزل ذويه، وذلك كعقاب مستمر له ولعائلته.

الجدير ذكره ان الأسير صنوبر من بلدة يتما جنوب نابلس، يعد من ابرز قادة كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، ومعتقل منذ 29-12-2003، ومحكوم بالسجن المؤبد أربع مرات، إضافة إلى 30 عاماً، لاتهامه بإحدى العمليات الفدائية التي وقعت في مفرق جيها بتل أبيب، والتي أدت الى مقتل 4 اسرائلين واصابة اكثر من 26 آخرين




دعوات لابتكار طرق غير نمطية للتعامل مع قضية الأسرى خاصة المرضى والجرحى

رام الله 29-12-2015 وفا- أوصى متحدثون في لقاء تشاوري، ببحث سبل جديدة لدعم قضية الأسرى المرضى والجرحى في سجون الاحتلال، وبضرورة تحريك قضية الأسرى المرضى والجرحى من قبل المؤسسات والهيئات المعنية وإيصالها، لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لتشكل رأي عام دولي، والضغط على حكومة الاحتلال لإطلاق سراحهم.

كما طالب المتحدثون، خلال اللقاء الذي عقده مركز حريات للدفاع عن الأسرى، في مدينة البيرة، اليوم الثلاثاء، بالشراكة مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، بضرورة وجود طاقم طبي مشكل من قبل وزارة الصحة الفلسطينية، تنظم زيارات للأسرى المرضى في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى إحداث تغيير جوهري في طرق مساندة الأسرى بحيث تصبح حراك شعبي وجماهيري حقيقي.

وأكد المتحدثون ضرورة التنسيق بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من أجل رفع القضايا المتعلقة بالأسرى إلى المحاكم الدولية، وشددوا على ضرورة تفعيل الدور العربي في هذه القضية وتعزيز التنسيق بين الجهات والمنظمات من أجل فضح ممارسات الاحتلال.

ولفت المتحدثون لأهمية الجانب الإعلامي والقانوني في نصرة قضيه الأسرى، وطالبوا بضرورة العمل على تكثيف الحملات الإعلامية للترويج للقضية بعيدا عن الطرق النمطية، وإيجاد تنوع في البرامج المعدة لخدمة قضية الأسرى، ونوهوا إلى دور السفارات الفلسطينية في الخارج من خلال عقد ندوات ومؤتمرات تسلط الضوء على قضايا الأسرى المرضى والأطفال خاصة.

ودعا المتحدثون إلى ضرورة استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، والتحدث وترجمة الأخبار والمقالات والمعلومات المتعلقة بالوضع الصحي للأسرى، إلى لغات عدة خاصة الإنجليزية والفرنسية، بحيث تصل إلى أوسع شريحة من الجمهور الغربي.

وقال رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن كل ما يبذل من جهد في قضية دعم الأسرى هو الحد الأدنى من المطلوب، مؤكدا الحاجة الملحة لدعم دولي من خلال المؤسسات الحقوقية، ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي للوقوف على جرائم الاحتلال بحق الأسرى.

وأشار إلى عدم وجود فحص للعلاج الذي تقدمه إدارة مصلحة سجون الاحتلال للأسرى، بالإضافة إلى عدم وجود محاسبة للأطباء الذين يرتكبون أخطاء طبية بحق الأسرى، ولم ترفع بحقهم قضايا قانونية، مؤكدا على ان جرائم الاحتلال امتدت لترك الجرحى ينزفون ساعات طويله دون تقديم العلاج لهم، كما أن العديد منهم تعرض للتحقيق وهو ينزف، كل ذلك جرى دون محاسبة لأطباء الاحتلال.

وتحدث قراقع حول أوضاع الأسرى داخل سجن الرملة، مشيرا إلى عيادة سجن الرملة لمن تغلق رغم مطالباتنا مرارا وتكرار بإغلاقها، مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار نقل الأسرى المرضى بـ’البوسطة’، كذلك إجبار الأسرى على دفع تكاليف علاجهم.

وأضاف، إن اتفاقية جنيف تؤكد على ضرورة إجراء فحوصات دوية للأسرى وتقديم العلاج لهم في حال وجود أمراض، غير أن الاحتلال لا يطبق أي من الاتفاقيات وبالتالي يتم اكتشاف الأمراض بوقت متأخر

رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان قال: يجب أن يكون هناك آليات وخطوات عملية، هناك أكثر من 2000 أسير منذ بداية الهبة الجماهيرية، يجب أن تصل ملفات الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية من أجل توفير شبكة حماية لهم.

بدوره، أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس، أن مستوى التفاعل مع قضية الأسرى تراجع، مطالبا بتغير أدوات عملنا، والتي من بينها اتخاذ قرار بمقاطعة جهاز القضاء الإسرائيلي.

وتحدث النائب قيس عبد الكريم حول عمل محكمة الجنايات الدولية، مؤكدا أهمية التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، كونه أمر مؤثر لصالح قضية الأسرى، لكن يجب عدم توقع نتائج سريعة لأمور تعليق بإجراءات المحكمة، مشيرا إلى أن هناك قضايا وجرائم حرب ارتكبها الاحتلال لا يمكن إنكارها وهي تضع الاحتلال في قالب الاتهام.

وقال: لا بد من أسلوب جديد للتعامل مع المحكمة عبر اختيار القضايا الأكثر إلحاحا، وإحالتها للمحكمة، معتبرا أن إسرائيل لم تشعر بعد بالتهديد الفعلي من المحكمة، داعيا لمواصلة العمل ومتابعة التحقيقات بشكل رسمي، ليشكل رادعا أكثر للاحتلال، ومساعدة الأشخاص والمؤسسات المتضررة بشكل مباشر من الاحتلال برفع وتقديم شكاوى.

ودعا عبد الكريم لرفع مستوى مخاطبة الرأي العام، ومخاطبة المؤسسات الدولية، والعمل على إعداد حملات انسانية تتعلق بالأسرى المرضى والأطفال والنساء والإداريين.

وقال مدير مركز حريات للدفاع عن الأسرى حلمي الأعرج، إن هناك ارتفاعا ملحوظا في حجم الاعتقالات خاصة منذ بداية الهبة الشعبية، حيث يتعرضون لأنواع وصنوف مختلفة من التعذيب والتنكيل خاصة الأسرى المقدسيين، بالإضافة إلى احتجاز جثامين الشهداء، كل ذلك يمارس دون تدخل من المجتمع الدولي.

وقال الأعرج إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وصلت ذروتها، من حيث إصداره أحكاما جائرة بحق الأسرى الأطفال والنساء، ناهيك عن فرض الغرامات الباهظة بحقهم، مشيرا إلى عدم وجود خطوات تضامنية ترتقي وخطوات ملموسة دون أن يكون هناك أي خطوات ملموسة، حيث أكد على أنها مسؤولية المؤسسات والحكومية .

وأوضح أن الاحتلال يحاول الاستفراد بالحركة الاسيرة، خاصة في ظل التطورات الميدانية التي تشهدها فلسطين، من أجل كسر شوكة الأسرى وإرادتهم لتحقيق أهداف سياسية، مبينا أن عدد الأسرى ارتفع لـ7 آلاف أسير موزعين على سجون الاحتلال.




حريات : “أسيران يدخلان أعواماً جديدة داخل سجون الاحتلال”

نابلس – أفاد مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أن أسيرين من رام الله وقطاع غزة دخلا أعواماً جديدة في السجون الإسرائيلية.

وذكر مركز حريات أن الأسير تحرير خليل إسماعيل البرغوثي (47 عاماً) من قرية كوبر شمال رام الله، دخل بتاريخ 17-12-2015 عامه الخامس عشر في الأسر بشكل متواصل.وأضاف مركز حريات أن الأسير البرغوثي كان قد اعتقل بتاريخ 17/12/2001، بتهمة نشاطه في الجبهة الديمقراطية، ويعاني من عدة أمراض أبرزها الربو، وهو متزوج وله ولدين.

كما ذكر مركز حريات أن الأسير جابر حسن محمد الحسنات (46 عاماً) من مدينة غزة أنهى عامه السابع في داخل الأسر، علماً أنه معتقل بتاريخ 12/12/2008، وحكم بالسجن لمدة ثماني سنواتى، لنشاطه في الجبهة الديمقراطية.




حريات: “الاحتلال يعتقل ستة مواطنين في الضفة”

رام الله – قال مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فجر اليوم عدداً من المواطنين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.

وذكر مركز حريات أن قوات الاحتلال اعتقلت في نابلس كل من محمد زكي إبداح من مخيم عسكر الجديد وصادق صدقي خطاطبة من بيت فوريك، ومن الخليل حامد خالد القواسمي وأشرف الرجبي، ومن طولكرم معن عواد عوادة. وأضاف المركز أن الاحتلال اعتقل في طوباس، الشاب جهاد مسلماني، وهو نجل المبعد إلى غزة مصطفى مسلماني، وشقيق الأسيرين أياد وحازم مسلماني.




مركز حريات ومحافظة سلفيت يعقدان ورشة حول ” الحق في التنقل والسفر “

عقد مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية ” حريات ” بالتعاون مع محافظة سلفيت ،اليوم ، ورشة عمل جماهيرية بعنوان ” الحق في التنقل والسفر ” نحو مناهضة سياسة الاحتلال في منع السفر، وذلك في قاعة الشهيد شاستري بمحافظة سلفيت ، بحضور محافظ سلفيت اللواء ابراهيم البلوي ومدير مركز حريات حلمي الاعرج ، وممثلين عن المؤسسات الرسمية والاهلية والقوى والفصائل الوطنية والهيئات المحلية .

واكد المحافظ البلوي على اهمية الدور الذي تقوم به مؤسسة حريات والجهات المختصة لحماية وصون حقوق ابناء شعبنا وخاصة فيما يتعلق بحرية التنقل والسفر على الصعيدين الداخلي والخارجي.

بدوره تحدث حلمي الاعرج مدير مركز حريات عن الجهود التي يقوم بها مركز حريات بالتعاون مع مؤسسات حقوقية وانسانية مختلفة، لمواجة ممارسات الاحتلال المتمثلة في مصادرة حق المواطن الفلسطيني في السفر والتنقل بحرية .

واشار الاعرج الى ان منع اي مواطن من السفر يعد انتهاك وجريمة كبرى في القانون الدولي الانساني وكل المواثيق الدولية ، وانه لا يجب السكوت عليها بل يجب فضحها ومواجهتها بكل الوسائل والامكانيات المتاحة .




ورقة موقف حول تخصيص أراضٍ حكومية في قطاع غزة

تابع مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية بقلق بالغ إصدار أعضاء عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية، التابعة لحركة حماس، قراراً باسم المجلس التشريعي بتاريخ 29 نوفمبر 2015، ويقضي بقبول مشروع تخصيص أراض  حكومية لصالح مشاريع اسكان يستفيد منها بالدرجة الأولى موظفو الحكومة المستقيلة.  وكان مجلس المنظمات قد تابع ما سبق ذلك من تصريحات صادرة عن قيادات في حركة حماس ومسؤولين في قطاع غزة حول تخصيص أراض  حكومية لصالح هؤلاء الموظفين عوضاً عن مستحقاتهم المالية المتأخرة، كما تابع ما سبق  ذلك أيضاً من تعديلات أدخلها أعضاء من كتلة التغيير والإصلاح على قانون الأراضي العمومية رقم (6) لسنة 1942، تاريخ 12 إبريل 2015 لاستحداث لجنة عليا للأراضي الحكومية لذات الغرض.  كما يتابع المجلس تداعيات هذا “القرار” من إجراءات حثيثة لتنفيذه والتي كان آخرها إنشاء صفحة الكترونية خاصة من قبل اللجنة العليا للأراضي من أجل البدء بتسجيل أولئك الموظفين اعتباراً من يوم الثلاثاء الماضي الموافق 15 ديسمبر 2015.

ويستدل من جريدة الوقائع الصادرة عن حكومة غزة في الفترة بين عامي 2007 و 2014 ( الأعداد 71-91) انه صدر 424 قرار تمليك لأراض حكومية شملت شركات خاصة وجمعيات وحتى عائلات بمجموع حوالي 10500 دونم، تم نقل ملكية 4000 دونم منها باسم المقاومة عشية تشكيل حكومة التوافق الوطني، في خرق واضح للقانون ودون مراعاة القوانين الناظمة، مما يضع هذه الاجراءات في خانة الاجراءات الباطلة مما يرتب بطلان ما يبنى عليها من قرارات وفي مساس واضح بحق الأجيال القادمة.

إن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية إذ يشدد على أولوية إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية  لحل كافة الخلافات الداخلية العالقة، بما فيها ملف موظفي غزة المعينيين من قبل الحكومة المستقيلة ودمجهم في الهيكلية الرسمية للموظفين الحكوميين على أسس مهنية حفاظاً على كرامتهم الإنسانية وحقوقهم الوظيفية، فإنه يؤكد على ما يلي:

  • إن الأولوية الوطنية الأولى هي لإنهاء حالة الانقسام السياسي وانجاز المصالحة الداخلية، وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
  • إن المصالحة الفلسطينية كفيلة بحل الملفات العالقة كافة، بما فيها حقوق الموظفين في قطاع غزة على أساس التوافق الوطني، وليس التصرف الحزبي في المال العام، خاصة وأن لجنة رسمية شُكلت لهذا الغرض، ويتوجب عليها انجاز مهامها في أقرب وقت ممكن بما يكفل احترام مبدأ سيادة القانون وتحقيق قواعد العدالة والإنصاف.
  • إن “القرار” الصادر عن أعضاء من كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية لا يحمل أي مسوغ قانوني، وينتهك القسم الدستوري لأعضاء المجلس التشريعي المؤكد عليه في المادة (49) من القانون الأساسي المعدل.
  • إن ما ورد في قرار كتلة التغيير والإصلاح يخلط ما بين مشاريع الإسكان التعاونية الواردة في القرار بقانون رقم (45) لسنة 1997 بشأن تخصيص أراضٍ حكومية لجمعيات الإسكان التعاونية، وما بين الموظفين ممن لديهم مستحقات مالية على الحكومة المستقيلة، حيث أن القرار المبنى على توصية لجان شُكلت من قبل أعضاء من كتلة التغيير والإصلاح يأتي على ذكر المستفيد (يتعاقد على الأرض المخصصة ويسدد ثمنها) وليس جمعية إسكان.
  • إن الأساس في منح الصلاحيات للمسئولين الرسميين يجب أن يستند على  إلى الحدود التي رسمها القانون في كل الأحوال، حيث أنه لا صلاحية إلا بنص، والمسئولون الذين أعلنوا عن منح الأراضي ليس لهم أي صفة قانونية، وبالتالي فإن القرار يصدر منعدماً، أما إن حمل أحدهم أي صفة رسمية فإن تجاوز حدود الصلاحيات الممنوحة له قانوناً يجعل منه باطلاً، وفي الحالتين فإن القرار المنعدم أوالباطل يعتبر انتهاكاً جسيماً لمبدأ سيادة القانون ولا يرتب أي آثار قانونية.
  • إن معالجة أزمة الموظفين في غزة على حساب المال العام، هو حل منقوص، ويخلق مراكز قانونية جديدة من شأنها أن تزيد عملية المصالحة الوطنية تعقيداً.  ناهيك عن آثاره المستقبلية على الحقوق الشخصية المكتسبة التي ستشكل عبئا جديدا يضاف على كاهل أية حكومة وطنية توافقية ستنشأ في المستقبل.
  • إن مستحقات الموظفين في غزة التي تراكمت خلال عام، ستتجدد من جديد خلال العام المقبل إن لم تُنجز المصالحة الداخلية، وستقود إلى دوامة جديدة من انتهاك القانون والبحث عن حلول مبنية على قرارات حزبية، دون الحل الجذري بانهاء أساس الخلافات وهو انهاء حالة الانقسام الفلسطيني.

وبناءً على ما سبق، فإن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية:

  1. يطالب بإلالغاء الفوري للقرار وعدم وضعه موضع التنفيذ؛ ويحمل الجهات و/او الاعضاء مصدرة القرار بصفتهم الرسمية او الشخصية مسؤولية المخالفة الجسيمة للقانون، وأية آثار مستقبلية ستنشأ عن عدم الغائه او تنفيذه.
  2. يطالب بسرعة انجاز المصالحة الفلسطينية، واستعادة وحدة المؤسسات الوطنية، وأن تقف كل من حركتي فتح وحماس عند مسؤولياتهما التاريخية والوطنية.
  3. يدعو إلى سرعة حل أزمة مستحقات الموظفين في غزة، على أساس الحق، ودمجهم في المؤسسات الرسمية بشكل مهني، بما يحقق قواعد العدالة والإنصاف ضمن المصالحة الفلسطينية.
  4. يحذر من أن توزيع الأراضي على الموظفين الذين يشتكون من قلة الدخل، وحصول الواحد على مساحات صغيرة سيؤدي بهم إلى بيع الأراضي التي ستُملك لهم لأشخاص يملكون المال ومجازفين للتجارة في أراضٍ يشوب ملكيتها خلاف قانوني وشرعية استملاك.
  5. إن ما أعلن عنه م. زياد الظاظا[1]، القيادي في حركة حماس، من تسديد مستحقات البنوك على الموظفين قبل توزيع الأراضي، وهي بنوك ربحية خاصة مقربة من حركة حماس، يُثير تساؤلات كبيرة حول مستحقات جهات خاصة أُخرى على الموظفين وليسوا من المقربين من الحركة.

 

 

انتهى

[1]  بتاريخ 21 نوفمبر 2015، أعلن القيادي في حركة حماس، م. زياد الظاظا، خلال ندوة عُقدت في “كلية العودة الجامعية” بغزة، عن نية كتلة التغيير والإصلاح، حركة حماس، والوزارات، توزيع أراضي حكومية على موظفي الحكومة السابقة في قطاع غزة عوضاً عن مستحقاتهم المالية المتأخرة.  وأضاف الظاظا بأنه إيعازاً من كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي وقعت كل من: البلديات، شركة توزيع الكهرباء والبنوك مذكرات تفاهم مع وزارة المالية ودائرة الأراضي لتسديد مستحقاتهم على الموظفين قبل توزيع الأراضي.  وذكر م. الظاظا بأن مجموع الأراضي الحكومية التي سيجري توزيعها خلال الأسابيع القليلة القادمة تتراوح ما بين 965 إلى 1200 دونم.




ورقة موقف حول تخصيص أراضٍ حكومية في قطاع غزة

تابع مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية بقلق بالغ إصدار أعضاء عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية، التابعة لحركة حماس، قراراً باسم المجلس التشريعي بتاريخ 29 نوفمبر 2015، ويقضي بقبول مشروع تخصيص أراض  حكومية لصالح مشاريع اسكان يستفيد منها بالدرجة الأولى موظفو الحكومة المستقيلة.  وكان مجلس المنظمات قد تابع ما سبق ذلك من تصريحات صادرة عن قيادات في حركة حماس ومسؤولين في قطاع غزة حول تخصيص أراض  حكومية لصالح هؤلاء الموظفين عوضاً عن مستحقاتهم المالية المتأخرة، كما تابع ما سبق  ذلك أيضاً من تعديلات أدخلها أعضاء من كتلة التغيير والإصلاح على قانون الأراضي العمومية رقم (6) لسنة 1942، تاريخ 12 إبريل 2015 لاستحداث لجنة عليا للأراضي الحكومية لذات الغرض.  كما يتابع المجلس تداعيات هذا “القرار” من إجراءات حثيثة لتنفيذه والتي كان آخرها إنشاء صفحة الكترونية خاصة من قبل اللجنة العليا للأراضي من أجل البدء بتسجيل أولئك الموظفين اعتباراً من يوم الثلاثاء الماضي الموافق 15 ديسمبر 2015.
ويستدل من جريدة الوقائع الصادرة عن حكومة غزة في الفترة بين عامي 2007 و 2014 ( الأعداد 71-91) انه صدر 424 قرار تمليك لأراض حكومية شملت شركات خاصة وجمعيات وحتى عائلات بمجموع حوالي 10500 دونم، تم نقل ملكية 4000 دونم منها باسم المقاومة عشية تشكيل حكومة التوافق الوطني، في خرق واضح للقانون ودون مراعاة القوانين الناظمة، مما يضع هذه الاجراءات في خانة الاجراءات الباطلة مما يرتب بطلان ما يبنى عليها من قرارات وفي مساس واضح بحق الأجيال القادمة.
إن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية إذ يشدد على أولوية إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية  لحل كافة الخلافات الداخلية العالقة، بما فيها ملف موظفي غزة المعينيين من قبل الحكومة المستقيلة ودمجهم في الهيكلية الرسمية للموظفين الحكوميين على أسس مهنية حفاظاً على كرامتهم الإنسانية وحقوقهم الوظيفية، فإنه يؤكد على ما يلي:
إن الأولوية الوطنية الأولى هي لإنهاء حالة الانقسام السياسي وانجاز المصالحة الداخلية، وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
إن المصالحة الفلسطينية كفيلة بحل الملفات العالقة كافة، بما فيها حقوق الموظفين في قطاع غزة على أساس التوافق الوطني، وليس التصرف الحزبي في المال العام، خاصة وأن لجنة رسمية شُكلت لهذا الغرض، ويتوجب عليها انجاز مهامها في أقرب وقت ممكن بما يكفل احترام مبدأ سيادة القانون وتحقيق قواعد العدالة والإنصاف.
إن “القرار” الصادر عن أعضاء من كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية لا يحمل أي مسوغ قانوني، وينتهك القسم الدستوري لأعضاء المجلس التشريعي المؤكد عليه في المادة (49) من القانون الأساسي المعدل.
إن ما ورد في قرار كتلة التغيير والإصلاح يخلط ما بين مشاريع الإسكان التعاونية الواردة في القرار بقانون رقم (45) لسنة 1997 بشأن تخصيص أراضٍ حكومية لجمعيات الإسكان التعاونية، وما بين الموظفين ممن لديهم مستحقات مالية على الحكومة المستقيلة، حيث أن القرار المبنى على توصية لجان شُكلت من قبل أعضاء من كتلة التغيير والإصلاح يأتي على ذكر المستفيد (يتعاقد على الأرض المخصصة ويسدد ثمنها) وليس جمعية إسكان.

إن الأساس في منح الصلاحيات للمسئولين الرسميين يجب أن يستند على  إلى الحدود التي رسمها القانون في كل الأحوال، حيث أنه لا صلاحية إلا بنص، والمسئولون الذين أعلنوا عن منح الأراضي ليس لهم أي صفة قانونية، وبالتالي فإن القرار يصدر منعدماً، أما إن حمل أحدهم أي صفة رسمية فإن تجاوز حدود الصلاحيات الممنوحة له قانوناً يجعل منه باطلاً، وفي الحالتين فإن القرار المنعدم أوالباطل يعتبر انتهاكاً جسيماً لمبدأ سيادة القانون ولا يرتب أي آثار قانونية.

إن معالجة أزمة الموظفين في غزة على حساب المال العام، هو حل منقوص، ويخلق مراكز قانونية جديدة من شأنها أن تزيد عملية المصالحة الوطنية تعقيداً.  ناهيك عن آثاره المستقبلية على الحقوق الشخصية المكتسبة التي ستشكل عبئا جديدا يضاف على كاهل أية حكومة وطنية توافقية ستنشأ في المستقبل. 

إن مستحقات الموظفين في غزة التي تراكمت خلال عام، ستتجدد من جديد خلال العام المقبل إن لم تُنجز المصالحة الداخلية، وستقود إلى دوامة جديدة من انتهاك القانون والبحث عن حلول مبنية على قرارات حزبية، دون الحل الجذري بانهاء أساس الخلافات وهو انهاء حالة الانقسام الفلسطيني.

وبناءً على ما سبق، فإن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية:
يطالب بإلالغاء الفوري للقرار وعدم وضعه موضع التنفيذ؛ ويحمل الجهات و/او الاعضاء مصدرة القرار بصفتهم الرسمية او الشخصية مسؤولية المخالفة الجسيمة للقانون، وأية آثار مستقبلية ستنشأ عن عدم الغائه او تنفيذه. 
*يطالب بسرعة انجاز المصالحة الفلسطينية، واستعادة وحدة المؤسسات الوطنية، وأن تقف كل من حركتي فتح وحماس عند مسؤولياتهما التاريخية والوطنية.
*يدعو إلى سرعة حل أزمة مستحقات الموظفين في غزة، على أساس الحق، ودمجهم في المؤسسات الرسمية بشكل مهني، بما يحقق قواعد العدالة والإنصاف ضمن المصالحة الفلسطينية.
*يحذر من أن توزيع الأراضي على الموظفين الذين يشتكون من قلة الدخل، وحصول الواحد على مساحات صغيرة سيؤدي بهم إلى بيع الأراضي التي ستُملك لهم لأشخاص يملكون المال ومجازفين للتجارة في أراضٍ يشوب ملكيتها خلاف قانوني وشرعية استملاك.
*إن ما أعلن عنه م. زياد الظاظا القيادي في حركة حماس، من تسديد مستحقات البنوك على الموظفين قبل توزيع الأراضي، وهي بنوك ربحية خاصة مقربة من حركة حماس، يُثير تساؤلات كبيرة حول مستحقات جهات خاصة أُخرى على الموظفين وليسوا من المقربين من الحركة.



الاعلان العالمي لحقوق الانسان … أساس التفكير المعاصر في موضوعة حقوق الانسان ونقطة تحوّل نحو إعلاء شأنها

سبع وستون سنة انقضت منذ أن تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعلان العالمي لحقوق الانسان في العاشر من كانون الاول لسنة 1948 بوصفه “المثل الاعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب وكافة الامم”. ويحتفل اليوم بهذه المناسبة شعوب العالم ومن بينها الشعب الفلسطيني مفعما بالامل بمستقبل مشرق بلا احتلال وتحترم فيه، على أكمل وجه، حقوق الانسان وحرياته الاساسية، بعيداً عن أي تمييز من أي نوع.

تحل ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان هذا العام، وشعبنا الفلسطيني يخوض غمار جولة أخرى من نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال، وتعبيرا عن رفضه القاطع للإحتلال الاستيطاني الاسرائيلي لأرضه، ولجملة سياسات التهويد والضم وإحكام السيطرة، وتدابير البطش والتنكيل التي تطال الانسان الفلسطيني، طفلا كان ام امرأة ام شيخا ام شابا ام معاقا.

وعلى هذا الاساس واظبت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على انتهاك قواعد القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان على نحو منظم ومنهجي، وبموجب قرارات رسمية وقوانين وأوامر عسكرية وسلوك يومي على الارض.  وشملت هذه الأفعال غير القانونية: ضم جزء من الأرض المحتلة (القدس الشرقية) الى دولة الاحتلال، نقل قسم من سكانها للإقامة في الاراضي المحتلة في مستوطنات أقيمت على اراضي المواطنين وعلى حساب مواردهم ومتطلبات حياتهم ومصدر رزقهم، تغيير طوبغرافيا الارض الفلسطينية من خلال التخطيط الهيكلي وشق الطرق واقامة الجسور خدمة للاستيطان ولتضييق الخناق على الفلسطينيين واحكام السيطرة عليهم وتجزئة الارض الفلسطينية وتحويلها الى معازل، وممارسة القتل العمد والإعدامات الفورية للمدنيين بما في ذلك الأطفال لمجرد الاشتباه  او بناء على اكاذيب وروايات مفبركة، والاعتداءات الدموية للمستوطنين على المدنيين وممتلكاتهم وصولا الى حرق البشر أحياء، تدمير الممتلكات والمنازل، على نحو لا تقتضيه ضرورات حربية وكعقوبة جماعية، واعتداءات متواصلة على الاقصي ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا وصولا الى تهويده، وعزل المقدسيين في الاحياء السكنية بعد ان تم عزل القدس عن سائر الارض الفلسطينية المحتلة، وحملات الاعتقال الواسعة خاصة التي تستهدف الاطفال الذين يتم احتجازهم في ظروف قاسية ويتعرضون للتنكيل والمعاملة الحاطة بالكرامة  اثناء اعتقالهم او التحقيق معهم، والتعسف في اللجوء الى الاعتقال الاداري، وممارسة التعذيب وسوء المعاملة بحق المعتقلين الفلسطينيين والاستخدام المفرط للقوة والاعتداءات على الصحافيين وطواقم الاسعاف واحتجاز جثامين الشهداء، ومداهمة المشافي واعتقال المصابين واثارة جو من الرعب بداخلها من خلال اطلاق النار وصولا الى التصفية الجسدية لأحد المرافقين على مرأى من المرضى دون ان يبدي اي شكل من اشكال المقاومة او حتى الاعتراض على ما يقوم به جنود الاحتلال.

          ويحضرنا في هذا الصدد التنويه الى ذكرى صدور العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966 التي تحل في 16 كانون أول الجاري، باعتبارهما امتدادا طبيعيا للإعلان العالمي لحقوق الانسان وإن جاءا متأخريْن عنه 18 عاما، وتكمن أهميتهما في اشتمالهما على مجمل الحقوق وبصيغة تعاقدية الزامية للدول المنضمة اليهما، بما في ذلك دولة فلسطين بعد انضمامها اليهما والعديد من المعاهدات الدولية في العام المنصرم.

ويجدر التأكيد أن المكانة المرموقة التي بلغتها قضية حقوق الانسان على المستويات الدولية والاقليمية والوطنية، والحيّز المتنامي الذي تشغله في وعي ووجدان الفرد كإنسان وكمواطن، لم تكن لتتحقق لولا أن مهد لها وأرسى أساسها الاعلان العالمي لحقوق الانسان. فعلى قاعدة الاعلان، شهدت الفترة التي أعقبته العديد من التطورات في ميدان حقوق الانسان أدّت، فيما أدّت اليه، الى تقنين متزايد للحقوق والحريات والمبادئ التي دشنها الاعلان، والى تبلور نظام وآليات لتعريف وتعزيز حماية حقوق الانسان على المستوى التعاقدي بين الدول عبر المعاهدات أو على مستوى الامم المتحدة وأجهزتها المتخصصة عبر القرارات والاعلانات وما تنطوي عليه من ثقل قانوني معنوي وخلقي ومساعدات اجرائية فنية وادارية وبرنامجيّة. وما من أحد يشكك هذه الايام في المنزلة القانونية الرفيعة التي حققها الاعلان العالمي لحقوق الانسان بإعتباره الاداة العالمية الاولى التي تعكس التفكير المعاصر لحقوق الانسان والخطوة الراسخة نحو تدويل وعالمية هذه الحقوق الى درجة وصفه البعض على أنه يمثّل مغناكرتا العالم بأسره.

          وقد يكون مفيداً تناول خلفيّة الاعلان العالمي لحقوق الانسان وجانباً من المداولات التي سبقته وقادت الى تبنّيه. فيما ان وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها حتى نشطت العديد من دول العالم وبشكل خاص دول الحلفاء من أجل تأسيس نظام عالمي جديد على أنقاض “عصبة الامم” لدرء نشوب حرب عالمية أخرى وهو ما أخفقت فيه العصبة. وقد جاءت هذه النشاطات لتتقاطع مع دعوات ورغبات الرأي العام على امتداد كوكبنا لضمان الامن والسّلم العالميين وتجنيب البشريّة ويلات وأهوال الحروب، وتمخّضت هذه الجهود عن ولادة الامم المتحدة وميثاقها العتيد.

          وفي خضم مداولات مؤتمر سان فرانسيسكو لعام 1945، الذي عقد لوضع ميثاق الامم المتحدة، عرض اقتراح بصوغ “إعلان بشأن حقوق الانسان الاساسية”، إلا أن هذا الاقتراح لم يؤخذ به لاعتقاد المؤتمرين أنه بحاجة الى دراسة متأنية ووافية وهو ما لم يكن متيسّراً آنئذ، لكن هذا لم يحل دون تضمين ميثاق الامم المتحدة بعض العبارات العامة التي تعكس الاعلاء من شأن حقوق الانسان كقضية عصرية.  تتحدث مادة الميثاق الاولى صراحة عن “تعزيز احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية جميعاً والتشجيع على ذلك اطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء”.

          أما المادة 55 بشأن التعاون الدولي الاقتصادي والاجتماعي فهي تدرج إشاعة ومراعاة احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية ضمن مقاصد الامم المتحدة التي تؤدي الى “تهيئة دواعي الاستقرار والرفاهية الضروريين لقيام علاقات سليمة ودّية بين الامم” على قاعدة مبدأ المساواة والاحترام المتبادل وحق تقرير المصير لكل منها، في حين تضفي المادة 56 من الميثاق مكانة خاصة للمقاصد الواردة في المادة السابقة ومن ضمنها مقصد حقوق الانسان من خلال وضعها العمل على تحقيق هذه المقاصد من قبل الدول الاعضاء في صيغة تعهد يملي عليها العمل من أجله منفردة أو مجتمعة.

          وما أن انفضّت الجلسة الختامية لمؤتمر سان فرانسيسكو حتى أوصت اللجنة التحضيرية للامم المتحدة بأن ينشئ المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته الاولى لجنة لتعزيز حقوق الانسان على النحو المتوخّى في المادة 68 من الميثاق. وعملاً بهذه التوصية انشأ المجلس لجنة حقوق الانسان في العام 1946 أي قبل تبنّي الاعلان العالمي بسنتين، ومنذ ذلك الحين شرعت اللجنة بالعمل على اعداد شرعة دولية لحقوق الانسان، فتشكّلت لهذه الغاية لجنة صياغة رسمية تتألف من ثماني دول روعي في اختيارها التوزيع الجغرافي وكان من بينها لبنان. وقد دار نقاش مطوّل آنذاك بشأن الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه شرعة الحقوق: هل ستكون على شكل اعلان يحدد المبادئ أو المعايير العامة لحقوق الانسان أو على شكل اتفاقية تعرف حقوقاً محدّدة وتعطي التقيّد بها صفة الالزاميّة. وعلى هذا الاساس، قدمت لجنة الصياغة الى لجنة حقوق الانسان مشروعين بالاقتراحين، وفي العام 1947 أطلقت اللجنة على ما تم اعداده من وثائق اسم “الشرعة الدوليّة لحقوق الانسان” ثم شكلت ثلاث مجموعات عمل: الاولى تعنى بالاعلان والثانية بالعهد والثالثة بالتنفيذ. وفي النهاية، اعتمدت اللجنة في اجتماعها في صيف 1948 مشروع الاعلان إذ لم يكن لديها الوقت الكافي للنظر فيما أعدّته مجموعتي العهد والتنفيذ. أحالت اللجنة مشروع الاعلان الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي قدمه الى الجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماعها المنعقد في باريس في 10 كانون الاول 1948 لتعتمده كأول الصكوك المقترحة. وقد صوتت 48 دولة في جانب الاعلان دون اعتراض مع امتناع ثماني دول عن التصويت من بينها السعودية وجنوب افريقيا.

          ويتألف الاعلان من ديباجة وثلاثين مادة تحدّد العديد من الحقوق والحريّات الانسانية الاساسية. تحمي مواد الاعلان الحق في الحياة، الحرية الشخصية والامن والسلامة البدنية، الملكية، وتحظر التعذيب والمعاملة الحاطّة بالكرامة، العبودية، وأعمال السخرة، والاعتقال التعسفي، وتضمن حريّات التعبير عن الرأي، المعتقد، الحركة التنقل والتجمّع السلمي، كما تؤكد حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كالحق في التعلم والمشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية والعلمية.         بالإمكان القول أن الاعلان جاء لتحديد وتفسير عبارات حقوق الانسان المشمولة في الميثاق ليعطيها دفعة هامّة الى الامام. وأهمية الاعلان ووزنه القانوني والاخلاقي لا يأتيان فقط من كونه أول وثيقة عالمية لحقوق الانسان أو من حقيقة التصويت عليه دون اعتراض، بل من الاستهداء به في الممارسة والمواقف التي تجد تعبيراتها في عدة مجالات من بينها:

1-  قبول الاعلان من كافة الدول التي انضمت الى الامم المتحدة بعد تبنّيه ولم تشارك في اعداده، حيث لم تبد أي ملاحظة نقديّة عليه أو على قرار الجمعية العامة رقم 217 الذي دشن الاعلان. بل وأكثر من ذلك أكدت الدول بمجملها أهمية الاعلان في تصريحاتها ومواقفها واعتمدته عشرات الدول كمصدر إلهام ونقطة ارتكاز لدساتيرها وقوانينها.

2-  التأكيد على الاعلان في العديد من قرارات الجمعية العامة، ففي السنوات ال 19 وحدها التي أعقبت الاعلان صدر ما مجموعه 75 قراراً يشير بطريقة أو بأخرى الى الاعلان، وكان بعضها مصاغاً بلغّة الزامية وينشئ مباشرة أو غير مباشرة مبادئ قانون دولي، كما هو الحال في القرار بشأن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة (القرار 1514/د 15، 14 كانون أول 1960)، وإعلان الامم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (القرار 1904/6-18، 20 تشرين الثاني، 1963). ما هو المهم في هذين القرارين وغيرها أنها تضع الاعلان العالمي وميثاق الامم المتحدة على قدم المساواة علماّ بأن الميثاق هو بمثابة اتفاقية من نوع خاص لها صفة الالزام، وأن هذين القرارين على سبيل المثال حظيا بموافقة الدول حيث لم يعترض عليهما أي دولة.

3-  تقنين وتضمين بنود الاعلان في العديد من معاهدات حقوق الانسان والمستندات القانونية التي جاءت أصلاً نتيجة وامتداداً له، وقد تنامى عدد هذه الصكوك الدولية عبر السنين بحيث أخذت تقترب من المائة، كما تم سواء في اطار تلك المعاهدات أو الامم المتحدة، بلورة آليات واجراءات لوضع ما تضمنته من حقوق موضع التنفيذ.

4-  على المستوى الاقليمي تظهر بوضوح بصمات الاعلان العالمي في الاجسام الاقليمية التعاقدية الثلاث لحماية حقوق الانسان: الاتفاقية الاوروبية لحقوق الانسان لعام 1950، الاتفاقية الاميركية لحقوق الانسان لعام 1969، والميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب لعام 1981. لقد أبرزت هذه الاجسام في ديباجة كل منها الاهمية القصوى للاعلان اعتبرته أساس ما تضمنته من نصوص حقوق انسانية، كما تناولت بنودها، وبلغّة مشابهة الى حد كبير وببعض التفصيل أحياناً، الحقوق والحريات الواردة في الاعلان.

5-  التأكيد على الاعلان في المؤتمرات والمحافل الدولية لحقوق الانسان، وقد برز هذا بشكل خاص في الاعلان الصادر عن المؤتمر العالمي لحقوق الانسان الذي عقد في طهران في أيار 1968 لاستعراض التقدم الذي تم تحقيقه خلال الاعوام العشرين التي انقضت على اعتماد الاعلان العالمي لحقوق الانسان ولصياغة برنامج المستقبل، فقد حثّ المؤتمر جميع الشعوب والحكومات على “الولاء الكلّي للمبادئ المجسّدة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان”. ومثل هذه الاهمية جرى التأكيد عليها في الاعلان الصادر عن المؤتمر العالمي لحقوق الانسان الذي عقد في فيينا في حزيران 1993 والاساس الذي اتخذته الامم المتحدة “لاحراز التقدم في وضع المعايير على النحو الوارد في الصكوك الدولية القائمة لحقوق الانسان.

6-  الاسترشاد بالاعلان من قبل محكمة العدل الدولية عند نظرها في عدد من القضايا التي انطوت على ممارسات غير قانونية وانتهاكات لحقوق الانسان، كما هو الحال في قضية احتجاز الرهائن الاميركيين في طهران عام 1979، فقد جاء في البند 91 من حكمها ان “حرمان الناس من حرّيتهم واخضاعهم لكوابح مادية في ظروف قاسية هو بحد ذاته لا يتوافق مع مبادئ ميثاق الامم المتحدة والمبادئ الاساسية المعلنة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان”.

7-  يشكل الاعلان العالمي قاعدة الانطلاق الاساسية لآلاف منظمات حقوق الانسان والمنظمات غير الحكومية على امتداد العالم في معالجة انتهاكات حقوق الانسان، وفي النضال في مواجهة حكوماتها والانظمة التي تتنكر لهذه الحقوق، ومثل هذه المنظمات في تزايد مستمر الى درجة أن مصطلح حقوق الانسان أصبح أمراً مألوفاً للعامة وأصبح مرادفاً للاعلان العالمي لحقوق الانسان.

        وبإختصار، ان المكانة القانونية والخلقية المتميزة للاعلان العالمي لحقوق الانسان هي أمر مسلّم به هذه الايام حتى ولو من الناحية النظرية، وإذا كان ثمة جدل يدور حول الاعلان فهو لا يدور حول مكانته وأهميته القانونية والاخلاقية والسياسية وانما حول طبيعة ونطاق هذه المكانة. فهناك من يرى أنه ذو صفة إلزامية مستمدة من ميثاق الامم المتحدة كونه يعكس ويفسر عبارات حقوق الانسان التي تضمّنها الميثاق وتعهّد أطرافه على احترامها وتعزيزها، فيما يرى آخرون أن صفته الالزامية مستمدة من كونه يشكّل جزءاً من القانون الدولي العرفي. وهناك قلّة لا ترى في ما ينتهك أي بند من بنوده أنه ينتهك القانون الدولي. على أي حال، إن التأكيد النظري أو اللفظي من قبل الدول على أهمية الاعلان، وما يحظى به من اهتمام عالمي، رسمي وشعبي، لا يعني أن بنود الاعلان تجد تطبيقها العملي وأن انتهاكات حقوق الانسان في تراجع، ذلك أن وضع حقوق الانسان في بقاع شتى من العالم، بما في ذلك فلسطين المحتلة، يشهد انتكاسة واضحة حيث تقول الحكومات والانظمة ما لا تفعل أو تفعل ما لا تقول. ولكن ان مجرد وضع حقوق الانسان عامّة والاعلان العالمي على أجندة السياسيين وفي بياناتهم يشكّل بداية التحوّل ونقطة الانطلاق نحو اذعانهم لمبادئ حقوق الانسان ووضعها موضع التنفيذ.

وفي هذه المناسبة الأممية، نجد لزاما علينا توجيه التحية والتقدير الى أبناء شعبنا في الوطن والشتات، والى المدافعين عن حقوقه، مؤسسات وهيئات وأفرادا، أينما وجدوا. كم لا يسعنا الاّ أن نطالب المجتمع الدولي وقواه الفاعلة التي تتغنى دوما بالاعلان العالمي لحقوق الانسان وتتشدق بقيم حقوق الانسان والديمقراطية، بعمل ما يلزم لرفع الضيم عن شعبنا وإنصافه ليتمكن من العيش كباقي الشعوب والأمم في مجتمع حر ومستقل، يسوده مبدأ سيادة القانون وتُحترم فيه حقوق الانسان وحرياته الاساسية بعيدا عن عسف الاحتلال وجبروت الاستبداد.




في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حريات: يوجه التحية لأبناء شعبنا والمدافعين عن حقوقه

يصادف اليوم الذكرى السابعة والستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول لسنة 1948 بوصفه “المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب وكافة الأمم”. ويحتفل اليوم بهذه المناسبة شعوب العالم ومن بينها الشعب الفلسطيني مفعما بالأمل بمستقبل مشرق بلا احتلال وتحترم فيه، على أكمل وجه، حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، بعيداً عن أي تمييز من أي نوع.

تحل ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هذا العام، وشعبنا الفلسطيني يخوض غمار جولة أخرى من نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال، وتعبيرا عن رفضه القاطع للاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي لأرضه، ولجملة سياسات التهويد والضم وإحكام السيطرة، وتدابير البطش والتنكيل التي تطال الإنسان الفلسطيني، طفلا كان أم امرأة أم شيخا أم شابا أم معاقا.

وعلى هذا الأساس واظبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان على نحو منظم ومنهجي، وبموجب قرارات رسمية وقوانين وأوامر عسكرية وسلوك يومي على الأرض. وشملت هذه الأفعال غير القانونية: ضم جزء من الأرض المحتلة (القدس الشرقية) إلى دولة الاحتلال، نقل قسم من سكانها للإقامة في الأراضي المحتلة في مستوطنات أقيمت على أراضي المواطنين وعلى حساب مواردهم ومتطلبات حياتهم ومصدر رزقهم، تغيير طوبغرافيا الأرض الفلسطينية من خلال التخطيط الهيكلي وشق الطرق وإقامة الجسور خدمة للاستيطان ولتضييق الخناق على الفلسطينيين واحكام السيطرة عليهم وتجزئة الأرض الفلسطينية وتحويلها إلى معازل، وممارسة القتل العمد والإعدامات الميدانية للمدنيين بما في ذلك الأطفال لمجرد الاشتباه  أو بناء على أكاذيب وروايات مفبركة، والاعتداءات الدموية للمستوطنين على المدنيين وممتلكاتهم وصولا إلى حرق البشر أحياء، تدمير الممتلكات والمنازل على نحو لا تقتضيه ضرورات حربية وكعقوبة جماعية، واعتداءات متواصلة على الأقصى ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا وصولا إلى تهويده، وعزل المقدسيين في الأحياء السكنية بعد أن تم عزل القدس عن سائر الأرض الفلسطينية المحتلة، وحملات الاعتقال الواسعة خاصة التي تستهدف الأطفال الذين يتم احتجازهم في ظروف قاسية ويتعرضون للتنكيل والمعاملة الحاطة بالكرامة أثناء اعتقالهم أو التحقيق معهم، والتعسف في اللجوء إلى الاعتقال الإداري، وممارسة التعذيب وسوء المعاملة بحق المعتقلين الفلسطينيين والاستخدام المفرط للقوة والاعتداءات على الصحافيين وطواقم الإسعاف واحتجاز جثامين الشهداء، ومداهمة المشافي واعتقال المصابين وإثارة جو من الرعب بداخلها من خلال إطلاق النار وصولا إلى التصفية الجسدية لأحد المرافقين على مرأى من المرضى دون أن يبدي أي شكل من أشكال المقاومة أو حتى الاعتراض على ما يقوم به جنود الاحتلال.

بهذه المناسبة يتوجه مركز حريات بالتحية والتقدير إلى جميع أبناء شعبنا والى المدافعين عن حقوقه، مؤسسات وهيئات وأفرادا، في الوطن وعلى امتداد كوكبنا، مطالبا من المجتمع الدولي الذي يتغنى بالإعلان العالمي وقيم حقوق الإنسان، أن يبادر إلى عمل ما يلزم لإنصاف شعبنا وتمكينه لأن يعيش كباقي شعوب الأرض في مجتمع حر ومستقل، يسوده مبدأ سيادة القانون وتُحترم فيه حقوق الإنسان وحرياته الأساسية بعيدا عن عسف الاحتلال وجبروت الاستبداد.