1

حريات : معركة الأمعاء الخاوية بدأت والسجون في حالة غليان والوضع على حافة الانفجار

في التقرير الشهري الصادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” جاء فيه أن السجون تشهد حالة شديدة من الغليان لم تشهدها من قبل قد تؤدي في أية لحظة إلى الانفجار بفعل السياسة القمعية لمصلحة السجون الإسرائيلية والمعاملة القاسية واللاانسانية التي تنتهك وتتطاول يومياً على حقوق الأسرى الأساسية على نحو غير مسبوق في محاولة هي الأخطر منذ سنوات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وفرض شروط اعتقالية هي الأسوأ منذ بدايات الاعتقال الأولى، حيث الانقضاض على حقوق ومنجزات الأسرى التي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية خاصة اتفاقية جنيف الثالثة لمعاملة الأسرى لعام 1949 والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة الأسرى لعام 1957.

وعلى الرغم من أن مصلحة السجون تنفذ قرارات المستوى السياسي في إسرائيل إلا أن سلسلة الإجراءات اليومية وطريقة المعاملة القاسية واللاإنسانية التي تنتهجها بحق الأسرى أخذت بعداً اكثر من ذلك بكثير، فهي تحاول ليس فقط الضغط على آسري الجندي الإسرائيلي للخضوع لإملاءات وشروط الحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن، إنما تهدف إلى كسر شوكة الأسرى وضرب الحالة المعنوية لهم والسيطرة الكاملة عليهم، مدعومة بقرارات الحكومة الإسرائيلية وتشريعات الكنيست الإسرائيلي.

ولم تكتف بالإمعان في سياسة العزل وسياسة الإهمال الطبي وفرض الغرامات الباهظة على الأسرى وحرمانهم من حقهم في التعليم الجامعي ومن تقديم امتحان الثانوية العامة ومشاهدة المحطات الفضائية خاصة فلسطين، بل شرعت في محاولة محمومة لاخضاع الأسرى وإذلالهم بإجراءات غاية في الخطورة في مقدمتها تقييد الأسرى بالأيدي والأرجل عند خروجهم للعيادة ولزيارة الأهل ولقاء المحامين، وتكريس سياسة التفتيش العاري المذل والمداهمات الليلية للغرف والأقسام والاعتداء على الأسرى بالضرب وإتلاف ممتلكاتهم الشخصية.

وأفاد مركز حريات أن الحركة الأسيرة التي تتعرض لهجمة سياسية معلنة ولإجراءات قمعية لم يسبق لها مثيل لم تقف مكتوفة الأيدي بل شرعت بالتصدي لهذه السياسة العدوانية التي تنتهك حقوقهم وتتطاول على كرامتهم الشخصية والوطنية بسلسلة خطوات احتجاجية تصاعدية بدأت من سجن شطة يوم الثلاثاء الموافق 27/9/2011 بالإضراب عن الطعام ليوم واحد والامتناع عن زيارة الأهل لرفضهم الخروج مكبلي الأيدي والأرجل، وامتدت لتصل سجن ريمون وبقية السجون الأخرى في 28 من هذا الشهر، وإلى دخول العشرات من رفاق الشعبية في إضراب مفتوح عن الطعام مطالبين بإنهاء سياسة العزل الإنفرادي وفي مقدمتهم أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية.

والحركة الأسيرة الآن تنتظر رد مصلحة السجون على مطالبها العادلة قبل الشروع بخطوات إستراتيجية تتمثل بالإضراب المفتوح الشامل عن الطعام وبإعلان العصيان ومقاطعة إدارات السجون وعدم الوقوف على العدد. مما يعني أن ردها السلبي سيؤدي لإنفجار بات وشيكاً، وأن مصلحة السجون تتحمل كافة المسؤولية عن هذه التطورات.

وخلال الزيارات التي قامت بها محامية حريات ابتسام عناتي، التقت بعدد من الأسرى وممثليهم في سجون هشارون، جلبوع، عوفر، شطة، مجدو وهداريم. ففي سجن هشارون التقت الأسيرات لينا جربوني، قاهرة السعدي، ايرينا سراحنة، أحلام التميمي وسناء شحادة اللواتي أفدن أن إدارة السجن تصعد من إجراءاتها ضد الأسيرات وخاصة بعد تعيين مدير جديد للسجن إذ بعد تسلمه إدارة السجن اتخذ سلسلة من الإجراءات تتمثل في تقليص الملابس وتقليص عدد الكتب، ومنع الأسيرات من إخراج الأوراق والأقلام أثناء زيارة المحامين، واقتحام الغرف بشكل يومي والعبث بمحتويات الغرف وسحب الأوراق والدفاتر الخاصة بالأسيرات.

وذكرن أن هذه الإجراءات انعكست سلباً على الأسيرات وتوقعن أن يكون هناك تصعيد أكبر من ذلك في الأيام القادمة، كما أكدن أنهن لن يقفن بلا حراك حيال هذه الإجراءات التعسفية، حيث التنسيق بين كافة السجون لبحث آلية للرد على هذه السياسة التعسفية والمناقضة لكافة القوانين.

في حين قالت الأسيرة أحلام التميمي أنه تم رفض طلبها الذي قدمته لرؤية زوجها، وأشارت أحلام أن الأسيرات يواجهن حملة شرسة من قبل إدارة السجن ولا يتوقف الأمر على الأسيرات فقط، بل وتطال كافة السجون، الأمر الذي يتطلب وقفة جادة من قبل الأسيرات والأسرى أنفسهم ومن قبل الوزارة والمؤسسات وإسناداً من جماهير شعبنا لمواجهة هذه الهجمة الشرسة.

وفي سجن جلبوع التقت كل من حسين درباس، حمزة درباس، سامر عيساوي، جمال أبو صالح، مصطفى بدارنة، مؤيد عبد الصمد. أفاد حسين وحمزة درباس أنه تم تغيير طاقم إدارة السجن حيث تم تولي مدير سجن الجلمة سابقاً إدارة سجن جلبوع، وأن هناك تشديد من قبل الإدارة الجديدة على الأسرى إذ أن هناك حديث يدور عن حرمان الأسرى من 40 صنف من الكانتينا، كما أضافوا أن هناك حالة من عدم الاستقرار في السجن نتيجة ممارسات إدارة السجن التصعيدية ضد الاسرى ، وأكدو على سحب المحطات التلفزيونية. وقال الأسير سامر عيساوي أن الماء الساخنة تحتوي على الصدأ، وأن الماء الباردة يكثر فيها دودة القز مما يؤدي الى انتشار الأمراض بين صفوف الأسرى، وبخصوص الطعام أيضاً أفاد انه لايوجد أي تنوع في وجبات الطعام، إذ يتناول الأسرى يومياً نفس النوع. وأضاف “تم سحب عدة محطات منها ام بي سي 1،2 وال بي سي ، والمستقبل وفلسطين”.

ويقول الأسير مصطفى بدارنة في سجن جلبوع “أن الأوضاع في السجون سوف تؤول إلى التصعيد في الأيام القادمة نتيجة لممارسات إدارات السجون التعسفية ضدنا، الأمر الذي لن يقف الأسرى أمامه مكتوفي الأيدي للمطالبة بحقوقهم المكفولة لهم بموجب القانون، فهي ليست منة من قبل مصلحة السجون تمنحها وتسحبها متى تشاء”.

أما سجن شطة فلم تتم الزيارة بسبب رفض الأسرى الخروج للقاء المحامية وهم مقيدي الأيدي والأرجل حسبما تحاول إدارة السجن أن تفرض عليهم، وهو ما رفضه الأسرى رفضاً قطعياً.

وفي سجن عوفر التقت عناتي كل من خالد البطاط وشادي شلالدة ممثل المعتقل، فالبطاط يقول “هناك تصعيد ضد الأسرى حيث تم وقف المحطات العربية وهناك تهديد بوقف الكانتينا، وينوي الأسرى القيام بخطوات احتجاجية”. في حين يقول الأسير شادي شلالدة “أن الأوضاع صعبة جداً في سجن عوفر وأنه وخلال العشرة أيام القادمة نطالب كل من وزارة الأسرى ونادي الأسير وكافة المؤسسات بتكثيف زيارتها للأسرى في سجن عوفر، وأن يبقوا على تواصل معنا، وذكر أنه وخلال الأسبوع المقبل سوف يتم تجميع الأسرى الأشبال من كافة السجون ووضعهم في قسم واحد في سجن عوفر، والذي هو بالأصل مطلب للأسرى ولكن هم يريدون وضع الأشبال لوحدهم بحيث يكون التواصل معهم فقط من خلال ممثل المعتقل إلا أننا طالبنا بوضع غرفتين ووضع 20 أسير من ذوي الخبرة الاعتقالية لمتابعة أوضاعهم، وللمحافظة على القيمة النضالية للأسرى” .

كما أوضح الأسرى في سجن عوفر عن برنامج احتجاجي بدءاً من اليوم الأربعاء يتمثل بالآتي:

“يوم الأربعاء وبالتنسيق مع كافة السجون سيتم إرجاع ثلاثة وجبات، يوم الخميس يتضمن إرجاع ثلاثة وجبات أيضاً ، يوم الجمعة بعد صلاة الظهر إغلاق كافة الأقسام بشكل كامل، يوم الأحد إيقاف العمال عن العمل في كافة الأقسام، يوم الاثنين رمي ملابس الشاباس للخارج وقطع العلاقات مع الإدارة بشكل كامل ويتضمن ذلك ممثل المعتقل وممثلي الأقسام، وفي حال التعرض للأهل في الزيارات والتضييق عليهم وفي حال تنفيذ قرار أن تكون الزيارة نصف ساعة بدلاً من 45 دقيقة سوف يمتنع الأسرى عن الوقوف أثناء العدد”.

وفي زيارتها لسجن مجدو أشارت إلى أن الأسير وجدي أبو الوفا من جنين والذي يقضي حكماً بالسجن 18 سنة أمضى منها تسع سنوات ونصف يقول أن المشاكل مستمرة مع الإدارة بذريعة وجود أجهزة خلوية في القسم، إذ تقوم الإدارة بتفتيشات مستمرة تصل إلى ثلاثة مرات يومياً، كما هددت الإدارة بنقل مجموعة من الأسرى من السجن و لا تتجاوب مع طلبات الأسرى. وأضاف أن عدد الأسرى في القسم 120 موزعين في 12 غرفة بكل غرفة 10 أسرى. أما وجدي الجلاد الذي يتواجد في قسم 8 وهو ممثل القسم أفاد أن هناك جلسة مع مدير السجن الأسبوع المقبل، وسوف تتمحور الجلسة حول طلبات للأسرى أهمها فتح الحمامات وماكنة خياطة والأمور اليومية للأسرى.

وفي سجن هداريم أبلغ الأسرى المحامية عناتي أن الأسير محمد عبد الرحمن زيد تم إحضاره إلى سجن هداريم إلا أنه رفض الدخول إلى السجن وتم وضعه في الزنازين وأن ادارة السجن أبلغتهم أنه تم نقله إلى سجن أخر إلا أن الأسرى لايعرفون هل هو موجود في الزنازين أو تم نقله الى سجن أخر.

في حين يقول الأسير عمار مرضي من رام الله والمحكوم مؤبد و20 سنة أمضى منها 9 سنوات في السجن، أنه تم إلغاء 10 محطات تلفزيونية ويتم بث فقط 4 محطات إسرائيل والعربية ودبي الرياضية ومحطتين روسيات والبيبي سي. وهذا قرار يشمل كافة السجون وتم أيضا منع إدخال الكتب أثناء الزيارات وتم أيضا منع التعليم، ولم يتم إرجاع المغسلة والمكتبة، وعلى أثر ذلك قرر الأسرى أن يكون هناك يوم إضراب وحددوه بتاريخ يوم 16/10 أو 30/10 .

إن حريات وهو يحمل مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن سياساتها التي تنتهك حقوق الأسرى وعن النتائج التي ستؤول إليها تطورات الأحداث على ساحة السجون فإنه يطالب الصليب الأحمر الدولي التدخل العاجل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي والضغط عليها للتراجع عن عدوانيتها وقراراتها الظالمة التي تنتهك أبسط حقوق الأسرى.

وناشد جماهير شعبنا الالتفاف حول الحركة الأسيرة والانخراط بفعاليات جماهيرية في مراكز المدن وأمام مقار الصليب الأحمر لإسنادها في نضالها العادل وقطع الطريق على مصلحة السجون للاستفراد بها وعزلها عن محيطها الوطني والاجتماعي عقاباً لها على دورها الطليعي وانخراطها الواسع ومشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية اليومية مع جماهير شعبنا الفلسطيني.