حياة الأسرى المرضى في خطر لنعمل على انقاذهم
تحت عنوان ” حياة الأسرى المرضى في خطر لنعمل على انقاذهم ” ألقت الزميلة هبة عياد كلمة حريات في المؤتمر الأوروبي الثاني لنصرة الأسرى، في مدينة برلين- ألمانيا، جاء فيها:
تحتل قضية الأسرى المرضى في سجون الإحتلال الإسرائيلي الأولوية والصدارة للحركة الأسيرة ولعموم الشعب الفلسطيني جراء الخطر الذي يتهدد حياتهم بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي يمارس بحقهم من قبل مصلحة السجون وبقرار وتوجيهات من الحكومة الإسرائيلية، حيث بُذلت جهوداً مضنية وما زالت من أجل انقاذ حياتهم واطلاق سراحهم، فقد نظمت المؤتمرات المحلية والدولية لتسليط الضوء على قضيتهم واطلاع المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية على معاناتهم وحثهم على تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراحهم. كما أن السلطة الوطنية الفلسطينية وضعت نصب أعينها بإلحاح أولوية إطلاق سراحهم.
وتعاظم الأمل لدى الأسرى المرضى وعائلاتهم عند انجاز صفقة شاليط والإتفاق على اطلاق سراح قدامى الأسرى بإمكانية إطلاق سراحهم وتراجع الأمل من جديد إثر تنصل الحكومة الإسرائيلية من إطلاق سراح الدفعة الرابعة واعتقال 73 من محرري صفقة شاليط واعادة الأحكام ل 45 منهم، من ضمنهم سامر العيساوي صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ، وعميد الأسرى نائل البرغوثي الذي يدخل عامه 35 في الأسر.
وأصبح الخطر محدقاً وأكثر من أي وقت مضى على حياة الأسرى المرضى الذين وصل عددهم إلى 1000 بينهم 200 أسيراً يعانون من أمراض مزمنة، 85 منهم يعانون من أمراض خطيرة بينهم 28 مصابون بالسرطان، 24 مقعداً، 8 منهم مصابون بالشلل، والبقية تعاني من أمراض القلب والفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي وهشاشة العظام والضغط والسكري ومن أمراض نفسية وعصبية وفي مقدمة هؤلاء الذين يتهددهم خطر الموت : يسري المصري من دير البلح في قطاع غزة، واياس الرفاعي من كفر عين في محافظة رام الله بسبب اصابتهما بمرض السرطان في مراحله المتقدمة، ومع ذلك ترفض الحكومة الإسرائيلية اطلاق سراحهما رغم الإلتماسات التي قدمت للمحاكم العسكرية من هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني للإفراج المبكر عنهما.
ومن الضروري الإشارة إلى أن عدد الذين قضوا بسبب الإهمال الطبي وصل إلى 61 أسيراً، كان آخرهم جعفر عوض الذي توفي بعد أقل من ثلاثة أشهر على اطلاق سراحه ولم يتجاوز عمره 23 عاماً، علماً أنه لم يكن يعاني من أي مرض قبل اعتقاله.
إن استمرار سياسة الإهمال الطبي ورفض اطلاق سراح الحالات المرضية التي تعاني من أمراض خطيرة ورفض الحكومة الإسرائيلية السماح لأية لجان دولية طبية متخصصة لزيارة السجون، واستمرار الهجمة المسعورة عليهم، يضع على عاتق المجتمع الدولي وأحرار العالم مسؤولية استثنائية في انقاذ حياتهم وهنا تتجلى أهمية مؤتمركم الثاني العتيد الذي ينعقد لمناصرة أسرى فلسطين وفي مقدمتهم الأسرى المرضى.
كما يقع علينا كفلسطينين ضرورة بلورة استراتيجية وطنية تتقاطع مع دوركم وجهودكم في نصرة هذه القضية والإسراع في نقل ملف الأسرى إلى المحكمة الجنائية الدولية لكبح جماح الإحتلال الذي يسعى بشكل محموم للإستفراد بالحركة الأسيرة والنيل من ارادتها عبر فرض الحكومة الإسرائيلية العقوبات الجماعية عليها وتمرير الكنيست مشاريع عنصرية غير مسبوقة بما فيها محاولة تمرير مشروع عقوبة الإعدام على الأسرى.
وفي هذا السياق فإن المؤسسات الحقوقية الفلسطينية العاملة في مجال الدفاع عن الأسرى، تتعاون فيما بينها وتضطلع بدور هام في متابعة هذار الموضوع من حيث زيارة السجون وتوثيق ونشر معاناتهم، وتقديم المساعدة القانونية لهم، وتأمين زيارات الأطباء الأخصائيين في الحدود المسموح بها من قبل مصلحة السجون التي تتلكأ وتماطل في اعطائهم الموافقة المطلوبة.
وبرز دور حريات في موضوع الأسرى المرضى خلال السنوات الثلاث الأخيرة بفعل تنامي الإهتمام العربي والأقليمي بشأن الأسرى وبشكل خاص قضية الأسرى المرضى التي تحظى بدعم وتمويل الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي مشكوراً.
لكم التحية ولمؤتمركم النجاح والتوفيق
والحرية للأسرى والمجد للشهداء