1

انتصار الأسيرين البرق والصفدي على سياسة الاعتقال الإداري يستدعي مواصلة هذه المعركة لإغلاق هذا الملف نهائياً

توجه مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بالتهنئة إلى الحركة الأسيرة وجميع أحرار العالم بانتصار الأسيرين سامر البرق وحسن الصفدي في إضرابهما المفتوح عن الطعام الذي سطروه بأمعائهم الخاوية وببسالتهم وشجاعتهم التي قل نظيرها باعتباره الإضراب الأطول في التاريخ البشري والإنساني. وأعرب عن فخره واعتزازه بتتويج معركة الأمعاء الخاوية -والتي يستمر فيها الآن الأسيرين سامر العيساوي وأيمن الشراونة رفضا لإعادة اعتقالهم بعد تحررهم في صفقة وفاء الأحرار-  بهذا الانتصار لحقوق الإنسان والأسير الفلسطيني على السجن والسجان وعلى إدارة مصلحة السجون.

والجدير ذكره أن الأسير حسن زاهي أسعد الصفدي ولد في مدينة نابلس بتاريخ 15/11/1987، اعتقل من بيته بتاريخ 29/06/2011 نقل إلى مركز تحقيق الجلمة حيث استمر التحقيق معه ما يقارب 30 يوماً، وصدر بحقه أمر اعتقال إداري لمده ستة شهور نقل بعدها إلى سجن مجدو.

واصلت المحكمة قرارها بتجديد الاعتقال الإداري بحقه مما دفعه لخوض معركة الأمعاء الخاوية. خاضها في بداية الأمر بتاريخ 5 آذار 2012 وواصل إضرابه لمدة 71 يوم كإضراب إستراتيجي لإنهاء ملف الاعتقال الإداري ودعما لصمود الأسرى وتحقيقاً لمطالبهم، وأنهى اضرابه بناءاً على اتفاق اللجنة القيادية المركزية في إضراب 17 نيسان مع مصلحة السجون وبرعاية مصرية على إنهاء العزل وعلى إنهاء تجديد الاعتقال الإداري للصفدي وثائر حلاحلة وبلال ذياب وعمر ابو شلال وجعفر عز الدين، بتاريخ 21/06/2012 أصدرت المحكمة الإسرائيلية قراراً تعسفياً إدارياً جديداً بحق الأسير الصفدي الذي كان يستعد للحرية. وفور استلامه أمر الإداري أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام مجدداً تحت شعار الحرية أو الاستشهاد.

بعد إصدار قاضي محكمة الاستئناف العسكرية في عوفر اثر الالتماس الذي تقدم به محاميه الأستاذ جواد بولص قراراً باعتبار الاعتقال الإداري الساري هو الأمر الإداري النهائي والذي ينتهي في تاريخ 29/10/2012 على أن يفرج عنه بهذا التاريخ، علق إضرابه المفتوح عن الطعام بتاريخ 23/09/2012، ليكون قد أنهى 95 يوماً بأمعاء خاوية وجسد هزيل ما مجموعه  166 يوماً محطماً كل الأرقام في تاريخ البشرية جمعاء.

أما الأسير سامر حلمي عبد اللطيف البرق سكن في جيوس قضاء قلقيلية قبل سفره للدراسة في الباكستان، ولد في تاريخ 13/12/1974 واعتقل عدة مرات في السجون الأردينة استناداً إلى توجهاته الفكرية، اعتقل إداريا في سجون الاحتلال الإسرائيلي لأول مره في 11 تموز 2010 بعد تسليمه لقوات الاحتلال منقولاً من سجن المخابرات الأردنية، شارك في إضراب الحركة الأسيرة بتاريخ 17 نيسان والذي استمر لتاريخ 14 أيار لعام 2012 أي ما مجموعه 23 يوماً بأمعاء خاوية، استئنف البرق إضرابه عن الطعام بتاريخ 21 أيار 2012 وذلك رداً على تجديد أمر الاعتقال الإداري بحقه لمدة 3 شهور جديدة.

بتاريخ 23/09/2012 علق البرق إضرابه الثاني عن الطعام الذي استمر لمدة 126 يوماً بعد أن استعدت مصر لاستقباله على أراضيها واستعدت قوات الاحتلال للإفراج عنه إلى مصر، وبذلك يكون البرق الثاني الذي حطم رقم التاريخ البشري والإنساني بمجموع الإضرابين لمدة 149 يوماً .

يختبئ في ثنايا هذه الأسطر القليلة أسطورة نضالهم الأبدية، أسطورة كفاح تتعدى رمزية الأرقام والتواريخ، أسطورة صمود كان لها أكبر الأثر في الانتصار على قيود السجان وعتمة زنازينه، في الانتصار على إدارة مصلحة السجون وقرارات محكمتها الباطلة وعلى سياسة الاعتقال الإداري التعسفي، انتصر الصفدي والبرق على خطى خضر عدنان وهناء الشلبي وثائر حلاحله وجعفر عز الدين وبلال ذياب ومحمد التاج وكفاح حطاب ومحمود سرسك وأكرم الريخاوي، يحلقون طيوراً في سماء فلسطين، يضيؤون الشمس توهجاً بنضالهم التاريخي، الذين أثبتوا بإضرابهم أن هذا الاحتلال إلى زوال، وأن الحركة الأسيرة هي البوصلة إلى فلسطين، فبأمعائهم الخاوية أكدوا أن جميع سياسات الاحتلال الهادفة إلى إخضاع الأسرى والسيطرة عليهم سياسات محكوم عليها بالفشل والهزيمة، وحيا مركز الدفاع عن الحريات أهالي الأسرى وجماهير الشعب الفلسطيني البطل وقواه الوطنية والإسلامية ومؤسساته واتحاداته الشعبية والمهنية على هذا الانتصار وعلى دورهم الدائم في مساندة أبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال.

كما أكد حريات أن ما تحقق من انتصار جاء كثمرة لنضالات الحركة الأسيرة جوعها وتضحياتها وهو خطوة هامة لا بد منها على طريق مواصلة النضال من أجل انتزاع حريتها مما يستدعي التوجه بنداء لكل المؤسسات الدولية الحقوقية والأهلية للوقوف على معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية وعلى معاناتهم اليومية التي يتعرضون لها، مطالباً الصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية ببذل الجهود اللازمة لإنهاء الاعتقال الإداري الذي يتناقض بصورة فظة مع القانون الدولي والعمل على تحشيد الرأي الدولي للضغط على الحكومة الإسرائيلية للالتزام بتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني بهذا الصدد.

وتوجه حريات بتحية معمدة بالنضال للأسيرين سامر العيساوي وأيمن الشراونة المستمرين بإضرابها المفتوح عن الطعام، وأهاب بجماهير شعبنا بمؤسساته واتحاداته الشعبية والوطنية للوقوف إلى جانبهم في هذه المعركة التي يخوضانها تحت شعار الحرية أو الاستشهاد وضد قرار إعادة اعتقالهما ومحاولة إعادة الحكم السابق لهما. وطالب الراعي المصري التدخل العاجل بكل ثقله لإلزام الحكومة الإسرائيلية بشروط الصفقة وإطلاق سراحهما وسراح كل الذين أُعيد اعتقالهم بعد أن تحرروا ضمن صفقة تبادل وفاء الأحرار وقبل فوات الأوان.