مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية

انتصار الحركة الأسيرة في إضرابها المفتوح عن الطعام خطوة كبيرة وهامة على طريق انتزاع حريتها

رحب مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بالانتصار الكبير الذي حققته الحركة الأسيرة في إضرابها المفتوح عن الطعام الذي سطرته ببسالة نادرة وصلابة مميزة تصدت خلاله لكل إجراءات مصلحة السجون التي سعت لكسره والالتفاف عليه بشتى الوسائل والطرق وتمكنت اللجنة المركزية للإضراب بقيادة المعركة من بدايتها حتى نهايتها وبجدارة نحو تحقيق أهدافها ومطالبها العادلة وأثبت أنها بمستوى الثقة العالية التي أعطيت لها من القاعدة الاعتقالية.

وتوجه بالتحية للحركة الأسيرة التي أذهلت العالم بصمودها وصلابتها وتصميمها على خوض ملاحم بطولية فردية وجماعية متتالية ضد سياسة الاعتقال الإداري وسياسة الانتهاكات اليومية لحقوقها.

وأثبتت لسلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها عصية على الكسر وقادرة بوعيها ووحدتها وعمق انتمائها على إفشال سياساته الرامية لإخضاعها والسيطرة عليها بل والتصدي لكل ما من شأنه المس بكرامتها الإنسانية والوطنية.

وحيّا حريات أهالي الأسرى وجماهير الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والإسلامية ومؤسساته واتحاداته الشعبية والمهنية التي هبت لنصرة الأسرى في ملحمتهم البطولية وأشاد بدور السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس أبو مازن الذي لعب دوراً استثنائياً في هذه الملحمة فكان اجتماع الجامعة العربية على مستوى المندوبين ودول عدم الانحياز على مستوى وزراء الخارجية وتعاظم التحرك على المستوى الدولي، الأمر الذي أدى بفعل التناغم ما بين صمود الأسرى      والتحرك الرسمي والدبلوماسي على مختلف الصعد العربية والإقليمية والدولية إلى تحشيد جبهة دولية غير مسبوقة ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية أفضت إلى تراجعها عن تعنتها والتسليم بمطالب الأسرى العادلة.

كما أشاد حريات بالدور المصري الذي أصبح أكثر التصاقاً بقضية الأسرى من أي وقت مضى وشاهد بأم عينه حجم معاناتهم وبطولاتهم وتضحياتهم فكان لثقله ودوره الكبير الضاغط على الحكومة الإسرائيلية شأن هام في الوصول إلى الاتفاق الذي أبرم برعايته بين اللجنة القيادية المركزية للإضراب ممثلاً للحركة الأسيرة وبين جهاز الشاباك الإسرائيلي وهي سابقة على درجة من الأهمية توفر الأرضية والضمان إلى حد ما لعدم نكث سلطات الاحتلال للاتفاق أو التراجع عن بنوده.

وتوجه بتحية خاصة لكل أحرار العالم والمؤسسات الدولية الحقوقية والأهلية الذين هبوا في عديد العواصم العربية والأوروبية ولمسيرة إسبانيا الحاشدة مما كان له أكبر الأثر في إسناد الأسرى في معركتهم والضغط على الحكومة الإسرائيلية لتلبية مطالبهم.

وأكد حريات أن ما تحقق من انتصار جاء كثمرة لنضالات الحركة الأسيرة وجوعها وتضحياتها وهو خطوة هامة لا بد منها على طريق مواصلة النضال من أجل انتزاع حريتها، مما يستدعي لحماية هذا الانتصار والبناء عليه والمضي قدماً نحو أهدافها الارتقاء بوحدتها الداخلية وتفعيل عناصر القوة لديها كما يتطلب العمل على بلورة إستراتيجية جديدة تشكل المرجعية والبوصلة للمستوى الرسمي والشعبي والأهلي للتحرك القادم وتوحيد الجهود التي بذلت وتحديد الآليات وخطوات العمل التي من شأنها استكمال الجهود التي بذلت خاصة أثناء الإضراب لنصرة هذه القضية في المحافل الدولية.

Exit mobile version