مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية

حريات: المعتقلون في سجن عوفر يعانون من جراء سياسية النقص الحاد بالمواد الغذائية

حريات: المعتقلون في سجن عوفر يعانون من جراء سياسية النقص الحاد بالمواد الغذائية

أكد مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بعد زيارة محامي المركز لمجموعة من المعتقلين في سجن عوفر أن  “إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ما زالت تمارس الضغط الجسدي والنفسي على المعتقلين من خلال تطبيق أنظمة قائمة على جعل الظروف الاعتقالية بالغة الصعوبة وأيضاً الإبقاء على  تفاصيل حياتهم اليومية كشكل من أشكال التعذيب وسوء المعاملة من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات العقابية بشكل منهجي أبرزها استخدام الغذاء كعقاب وتوفيره بكميات قليلة جداً بقدر البقاء على قيد الحياة فقط، كل ذلك في ظل الاستمرار في منع المعتقلين من زيارتهم الأهل منذ السابع من أكتوبر وحتى تاريخه، كل هذه الظروف تخلق حالة تجعل الاسرى يعيشون في حالة من الضغط اليومي من قبل مصلحة السجون بالإضافة الى عمليات القمع والضرب للمعتقلين التي لا تحتاج لمسببات وذرائع .

أفاد المعتقلون الذين تمت زيارتهم أن إدارة السجن تستمر في سياسية تقليص الغذاء للمعتقلين إلى أقل من الحدود الدنيا التي يمكن أن توفر الاستمرار على قيد الحياة دون الأخذ بعين الاعتبار الآثار الصحية السلبية على صحتهم في المستقبل، بالنظر إلى قلة كمية الطعام المقدمة، وكذلك نوعيته حيث يخلو الغذاء من البروتين (اللحوم) وأيضاً عدم تناول أي نوع من أنواع الفواكه منذ اكثر من 8 أشهر، الأمر الذي أدى إلى نزول أوزان كافة المعتقلين وجعلهم معرضين إلى الأمراض المعدية نتيجة تعمد إدارة مصلحة السجون تعريضهم لحالة من الجوع الدائم الذي يمكن أن يسبب إضعاف جهاز المناعة، وذكر أحد المعتقلين مثال على ذلك “كمية الأرز التي يتحصل عليها المعتقل حيث لا تتعدى عدد خمسة معالق من الحجم المتوسط،  بالإضافة إلى ملعقتين فاصولياء أو عدس ”  لذلك يحذر حريات من الخطر الداهم على حياة المعتقلين نتيجة ضعف جهاز المناعة لديهم بفعل النقص الحاد بالعناصر الغذائية.

كذلك أفاد أحد المعتقلين الذين تمت زيارتهم أن الأوضاع الصحية للمعتقلين بشكل عام سيئة جداً بسبب الامتناع عن تقديم العلاج الطبي لهم وكذلك شح أصناف الأدوية المسموح بتقديمها للمعتقلين وأيضاً عدم تحويل المعتقلين إلى المستشفيات لإجراء الفحوصات اللازمة لهم أو تقديم العلاجات المتخصصة لهم، وأفاد أحد المعتقلين انه يشعر بأوجاع كبيرة بالجهاز الهضمي وترفض إدارة السجن عرضه على طبيب مختص وتكتفي برأي الممرض الذي لديه صلاحية إعطاء دواء “الباراسيتامول” كعلاج صالح لكافة الأمراض التي يعاني منها المعتقلين.

أما بالنسبة لمعتقلي قطاع غزة الموجودين في قسم 23 بسجن عوفر أفاد المعتقلون أن القسم يوجد به حوالي 220 معتقل من أبناء قطاع غزة، منهم ستة غرف من رقم 10 إلى 15 يعيشون ظروف صعبة جداً، ويتم تقييد أيديهم وأرجلهم طوال اليوم، ويجبرون على الجلوس بوضعية واحدة من الساعة الخامسة والنصف صباحاً حتى الساعة العاشرة ليلاً، بالإضافة إلى تعرضهم للضرب والتعذيب باستعمال الكلاب وغاز الفلفل، وبعد ذلك يسمح لهم بالنوم مع استمرار تقييدهم ، لكن يتم ايقاظهم ثلاث مرات بحجة العدد  خلال فترة السماح لهم بالنوم في الفترة الممتدة ما بين الساعة 10 ليلاً والخامسة صباحاً.

أخيراً أكد حريات على ضرورة تدخل هيئات الأمم المتحدة المتخصصة للتدخل من أجل توفير الحماية الدولية عن حياة المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، وأيضاً الضغط على حكومة الاحتلال من أجل السماح في زيارة معتقلي قطاع غزة من قبل محاميهم أو المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية، حيث أنه لا يسمح بزيارتهم لأي جهة كانت ولا توجد أي معلومات عنهم، وكافة المعتقلين من أبناء قطاع غزة الذين تم الافراج عنهم في الآونة الأخيرة كانوا يعتبرون  بالنسبة لعائلاتهم  من حالات الاختفاء القصري بين احتمالين هما الاعتقال أو الاستشهاد الأمر الذي يترك آثار وخيمة على حياة الأسَر الفلسطينية التي تعيش حالة ألم دائم نتيجة عدم معرفتها لمصير أبنائها.

 

Exit mobile version