مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية

مركز “حريات”: الأسرى يعانون من أوضاع إنسانية غاية في السوء

 قال مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بأن محامية المركز الأستاذة ليندا العبادي قامت يوم الاثنين 11/12/2023، بزيارة عدد من أسرى سجن عوفر، وأن الأوضاع الإنسانية هناك غاية في السوء والقسوة، ولا بد من تحرك عاجل من طرف الهيئات الدولية ذات الاختصاص لمتابعة الأوضاع داخل معتقلات الاحتلال التي عزلها كلياً عن العالم الخارجي، ويمارس بحق الأسرى شتى أصناف الأفعال الحاطة بالكرامة الإنسانية.

واعتماداً على افادات الأسرى التي حصلت عليها محامية “حريات”، وهم الأسير محمد البرغوثي وأمير أحمد وعمر عبدالرازق وإصرار صلاح الدين ، فإنهم وبشكل يومي وممنهج يتعرضون للضرب والتنكيل، هذا بالإضافة إلى انعدام العلاج والرعاية الصحية، وتعمد إدارة المعتقل منع تقديمها، مما أدى إلى استشهاد الأسير عرفات ياسر حمدان، الذي تعرض لنوبة سكر، ورفضت الإدارة تقديم العلاج له مما أدى إلى استشهاده أمام أعين زملاءه في غرفة المعتقل.

وأكد الأسرى بأن الأوضاع داخل المعتقل تزداد سوءاً، من حيث استمرار الاعتداءات الوحشية اليومية على الأسرى، وتفتيش الغرف، وسحب كل مواد النظافة الشخصية، والملابس، والأغطية والوسائد، ومنع المشروبات الساخنة، ومنع السجائر نهائياً، وتكتفي إدارة المعتقل بإعطائهم وجبة طعام واحدة  سيئة جداً من حيث الكمية والنوعية.

ولاحظت محامية “حريات” بأن الأسرى، وبسبب سحب أدوات النظافة الشخصية منهم، فإن المظهر العام لهم، عدا عن التعب الشديد والإعياء الناتج عن قلة الطعام ونوعيته الرديئة، فإن شعر رأسهم ولحاهم، وأظافرهم وملابسهم يوحي بالظروف الاعتقالية السيئة التي يعيشونها داخل المعتقل، حيث أفادوا بأن معظمهم لم يستحم منذ أكثر من خمسين يوماً، وأن المدة المسموحة للاستحمام لا تتعدى الدقيقتين، وأنهم جميعاً لا يملكون أية غيارات سواء داخلية أو خارجية.

كما أفاد الأسرى بأن إدارة المعتقل لا زالت تمارس سياسة القتل البطيء بحق الأسرى من خلال استخدام سلاح البرد ضدهم، حيث أنها، ومع دخول فصل الشتاء، تمتنع عن تزويد الأسرى بأي أغطية أو غيارات وملابس شتوية، كما أنها أبقت على نوافد الغرف والأقسام مُشرعة كشكل قاسي من أشكال العقاب الجماعي، مما سيؤثر سلباً، وبشكل أكبر على كبار السن والأشبال والمعتقلين المرضى. وفي وصف ما يحدث لهم داخل المعتقل قال أحد الأسرى “إن لم نمت من الجوع والتنكيل والقهر، فإننا سنموت من البرد القارص”.

ووفق شهادات الأسرى فإن القسم (23) من معتقل عوفر مخصص لأسرى قطاع غزة، يُسمع فيه، وعلى مدار الساعة، أصوات الأسرى جراء الضرب والتعذيب الذي يتعرضون له. كما أفاد الأسرى بأن نسبة الاكتظاظ بالغرف عالية جداً، ومثال ذلك أن القسم (24) يتسع لــــ(120) أسير، بينما يوجد الآن به قرابة (280) أسير. وما يحصل داخل المعتقلات بشكل عام  يفوق أي وصف، ولم يحدث مثل هذه الممارسات الوحشية والقاسية من قبل.

وبناءً على الواقع الحالي السيء جدا للأسرى فإن “حريات” يحذر من مآلات ما يحدث، ويدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها القانونية تجاه الأسرى الفلسطينيين.

 

Exit mobile version