مشروع التعذيب إذلال للكرامة الإنسانية

مشروع التعذيب اذلال للكرامة الإنسانية

اتخذ حريات المبادرة الأولى نحو تعزيز ثقافة احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في السجون الفلسطينية في نهاية عام 2014، حيث أطلق مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” برنامجًا بعد انضمام فلسطين إلى 15 اتفاقية من الاتفاقيات الدولية بما في ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب، حيث يقع التزام منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية تجاه حماية واحترام وإعمال الحقوق المذكورة في نصوص الاتفاقيات. بحسب المادة 5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان “لا يجوز إخضاعُ أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة.” ومع ذلك، لا تزال ممارسة التعذيب منتشرة على نطاق واسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لا تزال ظروف الاحتجاز بائسة، ولا تزال الرقابة على أماكن الاحتجاز غير كافية؛ وأنظمة العدالة الجنائية غير فعالة.

ولذلك، هدف المشروع في جميع مراحله الى المساهمة في منع التعذيب في فلسطين من خلال تعزيز القدرات وزيادة وعي المسؤولين حول اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وتوعية المسؤولين الأمنيين والمحققين عن الاستجواب وزيادة وعيهم باتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني واتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وتعزيز معرفة المعتقلين بحقوقهم في الحماية من أي ممارسات التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، وزيادة الوعي بين خريجي القانون والطلاب من خلال جلسات توعية عن اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وممارسات التعذيب في مراكز الاعتقال، والإبلاغ عن الانتهاكات وتقديم المساعدة القانونية عند الموافقة لضحايا التعذيب.

منذ بداية 2021، بدأ حريات بتنفيذ مشروعه “التعذيب إذلال للكرامة الإنسانية” والممول من الصندوق الأوروبي للديمقراطية. واستفاد من هذا المشروع منتسبي قوى الأمن الفلسطيني من جهازي المخابرات العامة والامن الوقائي، بالإضافة الى طلبة كلية الحقوق في جامعات مختلفة في الضفة الغربية، وأيضا المعتقلون في مراكز الاحتجاز الفلسطينية لدى جهازي المخابرات العامة والأمن الوقائي.

لقد ساهم مركز حريات منذ بدء تنفيذ المشروع في إحداث تغييرات هامة لدى الشركاء في المؤسسة الأمنية والمحتجزين في مراكز الاحتجاز والتوقيف الفلسطينية. وتمكن المركز من الإسهام من رفع الوعي في مخاطر جريمة التعذيب وضرورة مناهضتها والتصدي لها وصولا الى مجتمع فلسطيني خالي من التعذيب من خلال انتظام وتيرة زيارة محامي حريات بزيارة مراكز الاحتجاز والتوقيف الفلسطيني التابعة للأجهزة الأمنية المختلفة. حيث نفذ المحامي 84 زيارة منها (39) مخابرات، (33) وقائي، (12) لجنة أمنية مشتركة. والتقى خلالها 195 محتجز. وتابع المحامي القضايا العالقة التي بحاجة الى متابعة لتحسين شروط وظروف الاعتقال. وتكون لديه انطباع بممارسة التعذيب بحق عدد من المحتجزين خصوصا الذين اعتقلوا على خلفية الرأي والتعبير وانتقاد النظام السياسي.

واستطاع مركز حريات من تنفيذ 10 ورش تدريبية مع جهاز الامن الوقائي بمشاركة 242 ضابط وضابطة حول اتفاقية مناهضة التعذيب وسوء المعاملة. كما واستطاع المركز تنفيذ ورشة تدريبية مع طلاب الحقوق في جامعة النجاح الوطنية بمشاركة 31 طالبا وطالبة حول اتفاقية مناهضة التعذيب.

بالإضافة الى ذلك، قام مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بالشراكة مع وزارة الداخلية الفلسطينية ممثلة بمركز التدريب، سلسلة من الدورات التدريبية على مدونة الأخلاقيات وقواعد السلوك العامة لمنتسبي قوى الأمن الفلسطيني، شملت 407 ضابطاً من مختلف الأجهزة الأمنية -، وبتعاون وثيق مع الزملاء في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومؤسسة الحق ومؤسسة أمان ونقابة الصحفيين الذين أسهموا بإضافات نوعية على طبيعة عملية التدريب ورفع مستواه. وتم إنجاز 19 دورة بواقع ثلاثة أيام لكل دورة بما يعادل 15 ساعة تدريب رغم الإغلاقات المتكررة التي فرضتها الجائحة وحالت دون انتظام عملية التدريب.

ومن الجدير بالذكر أيضا، أن المركز قد نفذ مع شبكة المنظمات الاهلية ورشة تدريبية حول اتفاقية مناهضة التعذيب وسوء المعاملة بمشاركة 20 مشارك ومشاركة من الحقوقيين والمهتمين من المؤسسات الاعضاء في الشبكة ونشطاء العمل الأهلي استمرت يومين جرى خلالها استعراض العديد من المحاور المتعلقة بموضوع التعذيب وابعاده المختلفة.

الإلتزامات المترتبة على إنضمام دولة فلسطين لإتفاقية مناهضة التعذيب

تستند الفكرة إلى الإلتزمات المترتبة على انضمام دولة فلسطين لإتفاقية مناهضة التعذيب، حيث يعتقد حريات أن هذه الخطوة على درجة من الأهمية في تاريخ المجتمع الفلسطيني ودوره في شأن ثقافة حقوق الإنسان ومكافحة التعذيب بالإستناد إلى القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وفي ذات السياق من الضروري أن يواكب مركز حريات هذه التطورات والإحتياجات من خلال تنظيم لقاءات حوارية مع قيادات الأجهزة الأمنية بمشاركة الهيئة المستقلة ومؤسسات حقوق الإنسان المنضوية في إطار مجلس منظمات حقوق الإنسان، والإئتلاف الفلسطيني لمناهضة التعذيب.

وقد عقدت هذه اللقاءات الحوارية التي شارك فيها حوال 250 ضابطاً ومسؤولاً في قيادات هذه الأجهزة بمجموعة من التوصيات الهامة، والتي من شأن الأخذ بها ضمان حق المواطن في عدم التعرض للتعذيب أو سوء المعاملة طبقاً للقانون الأساسي الفلسطيني واتفاقية مناهضة التعذيب. وفي لقاء جمع المؤسسات الحقوقية وقادة الاجهزة الأمنية الثلاث، الوقائي، المخابرات، والشرطة، تم الإعلان وبحضور وسائل الإعلام عن هذه التوصيات وهي على النحو التالي :

حريات يعلن توصيات اللقاءات بين المؤسسات الحقوقية والأجهزة الأمنية

بشأن التزامات الانضمام لاتفاقية مناهضة التعذيب

 

نظم مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” لقاءً هاماً بمشاركة قيادات الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحقوقية والنسوية ونواب في المجلس التشريعي ومنسق القوى الوطنية والإسلامية د.واصل أبو يوسف وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح ونقيب المحامين حسين شبانه، وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، تتويجاً لسلسلة اللقاءات الحوارية بين الأجهزة الأمنية الثلاث الشرطة، المخابرات، الوقائي والمؤسسات الحقوقية المنضوية في إطار مجلس منظمات حقوق الإنسان والائتلاف الفلسطيني لمناهضة التعذيب.

وقد ساد هذه اللقاءات حوار معمق حول أهمية تعزيز احترام حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب أو سوء المعاملة والالتزام الكامل بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وأحكام القانون الأساسي الفلسطيني والتشريعات ذات الصلة بمختلف الجوانب الوقائية والعلاجية بما يشمل المحاسبة والمساءلة وتحقيق سبل الإنصاف والتعويض وإعادة التأهيل في حالات التعذيب أو سوء المعاملة وضمان فعالية الإجراءات المتخذة على هذا الصعيد.

ويسر مركز حريات أن يعلن اليوم خلاصة التوصيات التي توصل إليها المشاركون في هذه اللقاءات وعبروا فيها عن حرصهم لبذل قصارى جهدهم لوضعها موضع التنفيذ وهي:

أولاً: اتخاذ ما يلزم من تدابير لمكافحة أي فعل من أفعال التعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك التحقيق السريع والجدي في كافة الشكاوي والإدعاءات بهذا الشأن.

ثانياً: مواءمة التشريعات الفلسطينية ذات العلاقة وتطوير اللوائح الداخلية حيثما لزم لضمان استجابتها الخلاقة للالتزامات الناشئة عن انضمام دولة فلسطين لاتفاقية مناهضة التعذيب.

ثالثاً: تعزيز التعاون وتطوير آليات رقابية فعالة والتواصل من خلال عقد لقاءات تقيمية دورية.

رابعاً: متابعة الملاحظات والشكاوي الواردة للمؤسسات الحقوقية بهدف معالجتها دون إبطاء وعلى نحو ملائم.

خامساً: أهمية مواصلة الزيارات لمراكز التوقيف والتأهيل وإدخال المزيد من التسهيلات عليها وصولاً إلى تشكيل الفريق الوطني المنوط به القيام بهذا الدور.

سادساً: نشر الوعي القانوني باتفاقية مناهضة التعذيب والتعريف بالخطورة المترتبة على ممارسته.

سابعاً: إعداد لائحة بحقوق الأشخاص المقيدة حريتهم لإطلاعهم عليها فور اعتقالهم.

ثامناً: تعزيز الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية من خلال التعامل بشفافية والانفتاح على المواطنين لتبديد الانطباعات السائدة.

تاسعاً: الانفتاح على وسائل الإعلام المختلفة لخلق حالة من الجدل الموضوعي حول مكانة حقوق الإنسان بشكل عام وحقه في عدم التعرض للتعذيب وسؤ المعاملة بشكل خاص.

ويمكن القول أن أبرز ما تميز به هذا المشروع هو التعاون بين المؤسسات الحقوقية، وتجاوب الأجهزة الأمنية مع الفكرة، والآفاق التي فتحها أمام هذه المؤسسات لتضافر جهودها لتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وبشكل خاص الحد من ممارسة التعذيب.

 

Switch The Language
    تواصل معنا

    قيم حقوق الإنسان، سيادة القانون، الحوار والتسامح، النزاهة والشفافية

    العنوان

    فلسطين – رام الله – رام الله التحتا – عمارة راحة – الطابق الثاني
    P.O. BOX 1542

    أوقات الدوام

    يومياُ من الساعة 8 صباحاً حتى 4 مساءاً ما عدا الجمعة والسبت

    الهاتف

    +970-2-2963665/7

    جوال

    +970-599641992

    الفاكس

    +970-2-2963668

    البريد الالكتروني

    hurryyat@yahoo.com
    hurryyat@gmail.com

    ارسل لنا رسالتك